2. معجم مقايس اللغة

مصادر مقايس اللغة:  ذكر ابن فارس في مقددمة معجمه انه اعتمد في تأليفه على خمسة كتب رئيسية شهيرة مشهود لها بالعلوم، ضمت من اللغة (غريب الحديث- الغريب المصنف لأبي عبيد -إصلاح المنطق لابن السكيب، وجمهرة اللغة لابن دريد- العين للخليل وهو أعلاها وأشهرها) وقد اخذ كل أولئك عن مشايخه بالسند المتصل إلى أصحابه (معجم مقايس اللغة ج1ص1،4،5)

 

فكرتا مقايس اللغة: قام على فكرتين وهما: المقايس والنحت,

فصرح بالأولى  في مقدمته حيث قال: إن للغة العرب مقايس صحيحة وأصولا يتفرع منها فروع وألف الناس في جوامع اللغة ما ألفوا(معجم مقايس اللغةج1ص1) وصرح بالثانية في أثناء المعجم فقال(اعلم أن للرباعي والخماسي مذهبا في القياس يستنبطه النظر الدقيق وذلك أن أكثر ماتراه  منه منحوت كلتا الفكرتين لها مجرى مخصوص أما الأ ولى فمجراها الألفاظ والثنائية المضعفة والثلاثية وهي الغالبة على الكتاب لذلك سمي بها،أما الثانية فمجراها الألفاظ الرباعية والخماسية( معجم مقايس اللغة ج 1ص332)

منزلة مقايس اللغة: منزلته من فكرة المقايس التي قام  عليها  يقول ابن فارس في شأن العلم بها هو باب من العلم جليل له خطر عظيم ( مقدمة ابن فارس)

ولعلم المقايس فوائد نذكر منها: - الترجيح بين الأقوال المتعارضة- توجيه بعض القراءات القرآنية – إدراك مواطن التصحيف ومعرفة أصول بعض الكلمات وتعليل التسميات( محمد ابن إبراهيم فقه اللغة مفهومه موصوعاته وقضاياه ص385-388)

عناية مقايس اللغة بالتطور الدلالي :

أولى ابن فارس عناية خاصة في معجمه المقايس للتطور الدلالي من غير أصالة وإنما تبعا للغرض الذي راعاه وهو رد الفروع إلى أصولها إذ  أن كشفه للدلالات الطارئة  على الكلمات يقول حسين نصار ( ومن الظواهر البارزة في المقايس عناية المؤلف بالعبارات المجازية وهو ينبه عليها ويصرح بأنها من المجاز أو المستعار أو المشبه أو المحمول ،وقد يضعها في آخر المادة كل هذه الأنواع المجازية يميل إلى تأخيرها في المواد ( المعجم العربي نشأته وتطوره ،ج2ص561)

مثال:"صبع" الصاد والباء والعين أصل واحد ثم يستعار، فالأصل أصبع الإنسان والإصبع الأثر الحسن وهذا مستعار( معجم مقايس اللغة،ج3،ص330،331)

ولابن فارس إدراك لمظاهر التطور الدلالي أيضا كان يومئ إليها بعبارات تفيد ذلك.