2. مفهوم درس التربية البدنية و الرياضية
إذا كانت التربية البدنية عُرفت بأنها "عملية توجيه للنمو البدني و القوام للإنسان بإستخدام التمرينات البدنية و التدابير الصحية و بعض الأساليب الأخرى التي تشترك مع الوسائط التربوية بتنمية النواحي النفسية و الاجتماعية و الخلقية."، فإن ذلك يعني أن درس التربية البدنية و الرياضية كأحد أوجه الممارسات التربوية، يحقق أيضا هذه الأهداف و لكن على مستوى المدرسة، فهو يضمن النمو الشامل و المتزن للتلاميذ و يحقق احتياجاتهم البدنية وفقا لمراحلهم السنية و تدرج قدراتهم الحركية و يعطي الفرصة للنابغين منهم للاشتراك في أوجه النشاط التنافسي داخل و خارج المدرسة. و بهذا الشكل فإن درس التربية البدنية و الرياضية لا يغطي مساحة زمنية فقط و لكنه يحقق الأغراض التربوية التي رسمتها السياسة التعليمية في مجال النمو البدني و الصحي للتلاميذ على كل المستويات. (بسيوني : 1986، 94)
يمثل درس التربية البدنية و الرياضية، كمادة دراسية، الجزء الأهم من مجموعة أجزاء البرنامج المدرسي للتربية الرياضية و من خلال تقديم كافة الخبرات و المواد التعليمية التي تحقق أهداف المنهج، و يفترض أن يستفيد منه كل تلاميذ المدرسة بحجم ساعي أسبوعي محدد حسب إمكانات البلد (ففي بلادنا يقدر الحجم الساعي لدرس ت.ب.ر، بساعتين أسبوعيا).
و الدرس هو الشكل الأساسي لبرنامج التربية الرياضية المدرسي و الدرس محدد بزمن يقدر بـ45دقيقة ، و يعتبر الدرس جزء من وحدة دراسية، و يقوم بإتمام وظيفة هامة فيها من خلال التركيز على بعض مكونات النشاط المنهجي و يشكل الدرس وحدة متكاملة من خلال ترابط أجزاءه له أهدافه المحددة و المرتبطة بأهداف الوحدة التعلمية فلكل درس وظيفة محددة بداخل الوحدة التعلمية حيث يقوم المدرس بتحضير الدرس و تنفيذه حسب متطلبات المرحلة الدراسية و الإمكانات المتاحة بالمدرسة من أدوات و مرافق، حيث تشكل إمكانات الممارسة الرياضية عنصرا هاما عند التحضير و الإعداد و التنفيذ للدرس و صفته من حيث التشويق و الإثارة.
و درس التربية البدنية و الرياضية هو الوحدة الصغيرة في البرنامج الدراسي للتربية الرياضية الذي يمثل أصغر جزء من المادة و يحمل كل خصائصها، فالخطة الشاملة لمنهج التربية الرياضية بالمدرسة تشمل كل أوجه النشاط الذي يريد المدرس أن يمارسها تلاميذه. و هو حجز الزاوية في كل مناهج التربية الرياضية بالمدرسة و هو وحدة المنهج التي تحمل جميع صفاته و خصائصه و هو وسيلة توصيل الخبرات التربوية للتلاميذ. (مجدي محمود:2009،148-150). و يراعى أن يرتبط محتوى كل درس بمحتوى الدرس السابق و اللاحق حتى تكون الدروس وحدة تعمل على استخدام ألوان النشاط المختلفة و التدرج في تعليم المهارات و تطوير عناصر اللياقة البدنية. (أنور حسن:2007،64)
و يتوقف نجاح الخطة العامة للتربية الرياضية و تحقيق أهداف برنامج التربية الرياضية بالمدرسة على مستوى تحضير و إعداد و إخراج و تنفيذ الدرس، ذلك لأن الدرس ما هو إلا وحدة صغيرة من البرنامج (وحدة تعليمية) و العناية به تعتبر الخطوة الأولى و الأهم لتحقيق الأهداف العامة من البرنامج الدراسي. (مجدي محمود:2009،148-150)