5. إدراك أصوات الكلام
إدراك الكلام perceptionمصطلح لغوي نفسي يقصد به تمييز الصوت اللغوي أو الكلام المسموع، أي تمييز أنواع الأصوات من حيث خواصها وسماتها النطقية و الفيزيائية و السمعية (الإكوستيكية)،والاستجابات العصبية اللازمة لها في مناطق اللغة من الدماغ . فإدراك الكلام إذن عملية لا تقتصر على الجوانب السمعية، وإنما ترتبط بوظائف عصبية جانبية محددة في الدماغ.
تشير الدلائل إلى أن إدراك الصوائت أسهل من إدراك الصوامت؛لأن الأولى مجهورة وتمتلك شدة عالية نسبيا، فالمجرى الصوتي الذي يصدرها مفتوح نسبيا في أثناء إصدارها. ولهذا تصدر برنين بارز ذي ترددات عالية ثابتة، تصل إلى مئة ميليمتر في الثانية؛ مما يسمح للمستمع بإدراك النمط الموجي المميز. ومما يزيد الوضوح السمعي للصوائت، قوانين النبر والمقاطع المرتبطة بها، مما ييسر إدراكها وتمييزها.
أما الصوامت فإنها أقل وضوحا من الصوائت، وإن كان المجهور منها أوضح من المهموس، وتختلف الأنفية عن الفموية في درجات الوضوح السمعي الذي يعتمد عليه الإدراك.وأصوات الوقف غالبا ما تكون أوضح في السمع وأسهل في التميز بسبب التدفقات الهوائية، خاصة إذا استطاع المستمع استخدام دلائل سمعية معينة في تحديد طريقة هذه الأصوات ومكانها وجهرها.
<iframe width="560" height="315" src="https://www.youtube.com/embed/wNbBX6KPYxY?ecver=1" frameborder="0" allow="autoplay; encrypted-media" allowfullscreen></iframe>
يبدأ الإدراك السمعي بعد وصول الذبذبات الصوتية إلى العصب الدماغي الثامن المسمى بالعصب السمعيNerf auditive ، وهو عصب حسي يتصل بالعصب القوقعي في الأذن الداخلية وعصب الدهليز.ثم تنتقل هذه الذبذبات عبر النوى القاعدية السنجابية إلى ساق الدماغ متجهة نحو الفصين الصدغيين الأيسر و الأيمن حيث توجد مناطق الإسقاط السمعية،وأهما المنطقة 41، والمنطقة 42 في خارطة برودمان للدماغ.
تعد المنطقة 41 المنطقة السمعية الأولى التي تختص بتسجيل الأصوات دون إدراكها، أما المنطقة 42،المسماة بالمنطقة السمعية الثانية أو المنطقة السمعية النفسية،فتختص بالإدراك والفهم والتفسير.