4. الكتابة الصوتية
لوحظ على بعض الأبجديات المستعملة في نظم الكتابة العادية أبجديات معيبة و ناقصة من أمثلة ذلك تمثيل صوت الواحد بأكثر من رمز مثل /ZOO/ و تمثيل الصوت البسيط بمجموعة رمزية مثل/th/ في الانجليزية و تمثيل مجموعة صوتية برمز واحد مثل/ x/ ما أدى بعلماء اللغة في التفكير بوضع أبجدية أطلق عليها اسم الأبجدية الصوتية ،هدفها تجنب عيوب الأبجديات المستعملة و تسجيل الكلام تسجيلا صوتيا أو على حد تعبير دي سوسير "تمثيل الأصوات المنطوقة بكل دقة" (لعوامن حمودي ،2002)
وتعود أول محاولة في وضع لغة عالمية إلى القرن السادس ميلادي ،حيث قام العالم اللغوي جون هارت (J.HART) بوضع نظام صوتي يستجيب لمقتضيات الدقة ،و الأمانة العلمية و قد مثل رموز هذا النظام الصوتي بالأبجدية الرومانية.(بن زروق نصر الدين ،2011 ،ص5ما إن حل القرن السادس عشر حتى ازدهرت الدراسات اللغوية في بريطانيا كعلم اللفظ الذي يعنى بضبط النطق الصحيح للحروف و الكلمات و الجمل ،و إصلاح التهجئة الذي يهدف إلى تحسين طريقة الكتابة لتتطابق الفونيمات مع الغرافيمات ...و ابتكار لغات عالمية (أحمد مومن ،2008،ص170)
و من بين العلماء نجد جون ولكنز J.WILKINS الذي استحدث أبجدية صوتية تقوم على أساس عضوي حيث وضع رموزا تستجيب لكل حالات الأعضاء أثناء النطق بالأصوات و هذا يدل على إدراكه لمختلف الصور النطقية التي يمكن أن يشتمل عليها الحرف الواحد(بن زروق نصر الدين ،2011 ،ص54) .و توالت المحاولات لكن أكثرها تأثيرا في الأبجدية العالمية الحالية نجد تلك التي قام بها هنري سويت H.SWEET الذي ألف كتابا بعنوان "كتيب الصوتيات( Handbook of phonetics ,1877) "تناول فيه الكتابة الصوتية و علاقتها بإصلاح التهجئة و تعليم اللغات ،و قد وصف أونيونز (C. T.ONIONS) كتيب سويت ،هذا في قاموس البيوغرافيا الوطنية بأنه لقن أوربا دروسا في الصوتيات ،و جعل من انجلترا مهدا لهذا العلم الحديث(أحمد مومن ،2008 ،ص171) و منه قامت الجمعية الصوتية العالمية التي تأسست سنة 1887 بتبني أبجديته و ذلك بعد أن أدخلت بعض التعديلات عليها و قد تم اعتماد هذا النظام الصوتي المعدل سنة 1888 و شرع في تطبيقه سنة 1889 (حسام البهسناوي ،2004 ،ص 144) نقلا عن (بن زروق نصر الدين ،2011 ،ص55) .