1. تعريف الصوتيات العامة و موضوعها
1.2. وحدة التحليل الصوتي
وحدة التحليل الصوتي (موضوعها)
الصوت هو الأثر السمعي الذي ينتج من ذبذبة مستمرة ومطردة لجسم من الأجسام، قد يسمع ذلك من احتكاك جسم بجسم آخر أو اصطدامه به أو يسمع من الآلات الموسيقية الوترية والنفخية أو من جهاز النطق عند الإنسان فالأثر السمعي من حيث هو ظاهرة فيزيائية، ينتقل عبر واسطة قد تكون هذه الواسطة محيطا غازيا، أو سائلا أو صلبا، وبذلك يتم التواصل وتتحقق العملية البلاغية .
و يعرف ابن فارس الصوت الصاد والواو والتاء أصل صحيح وهو الصوت، وهو جنس لكل ما وقر في أذن السامع ، ويقول الاصبهاني:الصوت هو الهواء المنضغط عن فرع جسمين وذلك ضربان: أحدهما: صوت مجرد عن تنفس بشيء، كالصوت الممتد. والأخر: بنفس بصوت ما، وهو ضربان أيضا : أحدها: غير اختياري، كما يكون من الجمادات ومن الحيوان والآخر: اختياري كما يكون من الإنسان وذلك ضربان أيضا: ضرب باليد: كصوت العود وما يجري مجراه وضرب بالفم والذي بالفم ضربان: نطق وغير نطق، وغير النطق كصوت الناي، والنطق منه إما مفرد عن الكلام وإما مركب كأحد أنواع الكلام.
و بالنسبة لنا يتمثل موضوع الصوتيات العامة في الصوت اللغوي المفرد البسيط الذي يمكن له أن يخضع للقياس والتحليل الآلي أي أن (Phone) وحدة صوتية لغوية صغرى قابلة في ذاتها للقياس بالآلات الحساسة: بمعنى أنه يعتبر كوحدة محسوسة قابلة للتجريب، أي أنه تتم دراسته دراسة علمية موضوعية تهدف إلى تقديم التفسير الكافي للأثر الصوتي من الناحيتين الفيزيولوجية والفيزيائية.
إن الوحدات الأساسية للغة المنطوقة هي "الوحدة الصوتية" وهي أصوات الكلام الفردي والتي يتم تمثيلها عن طريق رمز مفرد-يتم إنتاجها عن طريق تناسق معقد من الأصوات والتجويفات الصوتية والحنجرة والشفاه واللسان والأسنان، وعندما تعمل هذه الأعضاء جميعا بشكل جيد فإنه يكون بمقدور شخص ما له ألفة (معرفة) باللغة المنطوقة أن يدرك ويفهم --بسرعة- الأصوات الناتجة(سولسو، 1996، ص 462). و منه فالصوت هو الركيزة و المقوم المادي للسان و هو حد التحليل اللغوي و نهايته و أصغر قطعة في النظام اللغوي .
عناصر الصوت اللغوي : فيزيائية بما أنه صوت . فيزيولوجية لأنه يصدر من الجهاز الصوتي البشري . نفسانية صوتية لأنه مدرك بكيفية خاصة.(خولة طالب الابراهيمي،2006،ص43