1. الوظائف الدماغية: الانتباه، والذاكرة
1.1. معرفة الأشكال والانتباه
- تعريف الانتباه:
يعرف الانتباه بأنه تهيئة الحواس لاستقبال المثيرات، ويعرف أيضا بأنه تهيئة وتوجيه الحواس نحو استقبال مثيرات المحيط الخارجية، وتعرف قابلية الانتباه المحدودة بأنها: قدرة الإنسان على التركيز على كمية محدودة جدا من المعلومات في وقت واحد.
فالانتباه هو تركيز حالة اليقظة (الوعي) تجاه مثير معين، وهو عملية انتقاء إيجابي لمثير أو أكثر من بين المثيرات الداخلية والخارجية، التي تتزاحم على مداخل إدراك الإنسان.
كما يعرف بأنه:" تهيؤ أو استعداد خاص لدى الفرد ناتج عن تركيز الشعور على موضوع معين ويعمل على تنشيط وتوجيه سلوك الفرد نحو عناصر البيئة بهدف إدراكها والتكيف معها (فخري عبد الهادي، (2009)، علم النفس المعرفي، (ط01)، عمان، دار أسامة: ص95- 96).
- أنواع الانتباه:
قام الباحثون خلال الثلاثين عاما الماضية بتحديد وتعريف عدد ضخم من مكونات الانتباه أو مظاهره والتي يمكن إيجازها على النحو التالي:
أ- سعة الانتباه:
يتميز الانتباه عند الإنسان بسعة محدودة. وتحدد سعة الانتباه كلا من كمية المعلومات التي ستعامل معها، وشدة العمليات المعرفية التي يمكن إجراؤها على هذه المعلومات. وسعة الانتباه ليست ثابتة إذ أنها تتغير وفقا لكل من العوامل الخارجية (قيمة المثير، ومتطلبات الاستجابة)، والعوامل الداخلية (الدافعية، والحالة الوجدانية)، كما تعتمد سعة الانتباه على صعوبة المهمة التي نقوم بها، وعدد العمليات التي التي سنجريها على هذه المهمة في نفس الوقت.
ب- الانتباه الانتقائي أو المركز:
الانتباه الانتقائي يعني القدرة على استخلاص المعلومة الهامة من بين مجموعة من المعلومات التي يتعرض لها الفرد، فهوا في عملية اختيار المعلومات الحسية التي يجب أن نتعامل معها.
ويعتمد هذا النوع من الانتباه على سعة الانتباه إذ يتطلب العديد من العمليات المعرفية الأخرى، فحجم المعلومات التي يمكن للفرد التعامل معها وتسجيلها يعتمد على سرعة التشغيل وزمن الرجع، ويعكس الأخير الوقت اللازم لتشغيل المعلومات حتى صدور الاستجابة، كما يرتبط الانتباه الانتقائي ببعدي الزمان والمكان.
ويرتبط هذا النوع من الانتباه مع الوعي والسيطرة الإرادية على تشغيل المعلومات. وتقوم بهذه الوظيفة المناطق الأمامية من الفص الجبهي وخاصة وظيفة كف الاستجابة للمعلومات غير ذات العلاقة.
ج- الانتباه المتواصل أو المستمر:
وهو ما يقصد به قدرة الفرد على تركيز وعيه وتوجهه الذهني على مهمة محددة، والقيام بأدائها دون أن يفقد سياق الموضوع الخاص بهذه المهمة.
والمناطق المسئولة عن هذا النوع من الانتباه تقع بشكل أساسي في النصف الكروي الأيمن وخاصة في الفصين الجبهي والجداري، وبالإضافة إلى التكوين الشبكي والمنطقة المعروفة ذات المكون الادريناليني.
د- الانتباه المقسم:
وفيه يقوم الفرد بمهمتين في نفس الوقت مركزا اهتمامه عليهما في نفس الوقت، ونقوم عاد بعملية ترشيح (فلترة) أو تنقية للمثيرات التي نتعرض لها فننتبه لبعضها ونصرف انتباهنا عن البعض الآخر، ويتأثر هذا النوع من الانتباه بدرجة التيقظ لدينا، كما يتحدد اختيارنا لهذا المثير أو ذلك بمدى أهمية هذا المثير بالنسبة لنا في هذه اللحظة. وتقع المناطق المسئولة عن هذا النوع من الانتباه في الفصوص الجبهية وخاص منطقة التلفيف الحزامي الأمامي.
ه- انتباه التوجه:
أضاف بوسنر وبيترسون (Posner & Peterson 1990) هذا النوع من أنواع الانتباه وأطلقا عليه انتباه التوجه، وهو الانتباه المسئول عن توجهنا في الفراغ، وعادة ما يصاب هذا النوع من الانتباه في اضطرابات الإهمال أحادي الجانب للفراغ أو الجسم. وتقع المناطق المسئولة عنه في المنطقة السفلية من الفصين الجداريين وكذلك التلاموس.