2. مناهج الدراسة في علم الجيوسياسية

أبرز المناهج المتخصصة في علم الجيوسياسية

 بنية :على غرار المناهج العلمية المستخدمة في تمحيص البحث الاكادمي في العلاقات الدولية-إن دراسة المحيط السياسي من الناحية الجغرافية تعتمد على المسح والتحليل داخل الإطار الكارتوجرافي، وهناك وسائل ومداخل متعددة للقيام بهذه المهمة، وقد رأى R Hartshorn رتشارد هارتسهورن أربعة مداخل أو مناهج منفصلة بوضوح عن بعضها في ميدان الجيوبولتيك و هي:

أ. منهج تحليل القوى الخاصة بالدولة

 

يعتمد منهج تحليل القوى الخاصة بالدول على دراسة مقارنة عامة بناء على جملة من المتغيرات نذكر منها : التكوين الجغرافي : البيئة الطبيعية – موقع مساحة،شكل،الاتصال و العزلة: في مجال إقليمي وعالمي، المواد الخام والسلع المصنعة ونصف المصنعة،الطبيعية الاقتصادية للأرض و التربة، طبيعة الماورد و الثورات و احتياطي ثروات و المعادن و غيرها، الحركة والانتقال: ويدخل فيها اتجاه حركة النقل للبضائع والأشخاص والتيارات الفكرية، السكان: دراسة ديموجرافية شاملة بالإضافة إلى مميزات الشعب النوعية والأيديولوجية. التركيب السياسي: ويشتمل على دراسة نظم وأشكال الإدارة وأهداف الحكم ومُثُله الفعلية، وليست مجرد الأشياء النظرية والعلاقات السياسية الداخلية والخارجية.

ب. منهج التحليل الجيـــــــــــوتاريخي

يركز هذا المنهج اهتمامًا كبيرًا حول الجغرافيا السياسية التاريخية من أجل فهم أعمق لمشكلات الماضي، وتكوين خلفية تحليلية لمشكلات الحاضر. وهذا المنهج التاريخي وإن كان يلقي ضوءًا على سير التاريخ السياسي للدولة، إلا أن قيمة معظم الدراسات في الجغرافيا السياسية التاريخية مرتبطة بتفسير أحداث الماضي بما صادفها من ظروف طبيعية وتكنولوجية وعلاقات الدول وشخصيات الحكام والقادة في إطار زمني معين؛ ولهذا فإنه لا يمكن أن نتخذ من مثل هذه الدراسات مؤشرًا لما يحدث اليوم، أو أن نسقط نتائج هذه الدراسات على نشاطات الدول المعاصرة، فالتاريخ لا يُعيد نفسه إلا في بعض الشكل الخارجي فقط، بينما يمتلئ بالمفارقات والملابسات لتعقد العلاقات الإنسانية والأرضية الناجمة عن التغيرات التكنولوجية من ناحية والأيديولوجية من الناحية الأخرى.

 مثال  : نمو الدولة و تطورها

كمثلا دراسة تتناول بالبحث نمو الدولة من القلب إلى الأطراف، والأساليب التي اعتمدت عليها في جذب أو ضم الأقاليم المختلفة حتى حدودها الراهنة، وتحدث هذه الدراسة على ضوء الظروف الطبيعية والحضارية في المنطقة، إلى جانب الكثير من علاقات الأرض بالدولة النامية مثل دور بعض العوائق الطبيعية في حماية الدولة النامية كحدود طبيعية يتوقف عندها النمو أم يتخطاها إلى حدود أخرى.

 

ج. المنهـــــــج المــــــــورفولوجي

يقوم هذا المنهج على تحليل أنماط الظاهرات السياسية للدولة وتراكيبها ، حيث يوجد نمط التنظيم السياسي الإداري داخل الدولة أو نمط التنظيم الإقليمي ( كتل إقليمية) أو تنظيمات عالمية ( اتحادات دولية) ، أما تركيب الظاهرات السياسية فتمثيل عواصم الدول وشعوبها ، ومواردها الاقتصادية ، وشكل الحدود السياسية ، والمشكلات التي تواجه المناطق المختلفة.

د. المنهــــــــــــــــج الوظيفــــــــــــي

يهدف إلى دراسة الدولة من حيث علاقاتها الخارجية والداخلية ، وكيف يمكن للدولة أن تحافظ على كيانها الداخلي في ظل منظومة مجتمع دولي متكامل، وأثر العوامل الجغرافية كالمناخ ، والتضاريس ، والقوميات المتعددة ، أو جماعات الشعوب على الأنشطة السياسية للدولة ، وكذلك أثر المظاهر السياسية بدورها على العوامل غير السياسية كأنماط الاستقرار واستخدام الموارد وتطور شبكات النقل والاتصال ، ونمو الخدمات والمرافق وغيرها ، كما يدرس قدرة الدولة على التكيف والبقاء والنمو في ظل الظروف الأوضاع الخارجية حولها ، ومشكلاته الإقليمية مع الدولة المجاورة.

من هنا يهدف هذا المنهج إلى التحليل السياسي للوحدة السياسية من خلال الوظائف الداخلية والخارجية التي تؤديها.

و.المنهـــــــــــــج الإقليــــــــــــمي

يقوم هذا المنهج بتحليل الوحدة السياسية من حيث العناصر التي تتكون منها أو التي تكونها مثل الظاهرات الطبيعية والاقتصادية والبشرية ، وشكل وحجم ومناخ الدولة ، والسكان وغيرها ، وتحليل التاريخ السياسي للدولة ، وحدودها ، وعلاقاتها السياسية بالعالم الخارجي ويعيب هذا المنهج كم المعلومات الكبير الذي يخشى معه على الباحث أن ينتهي به الأمر إلى وصف مجموعة من الدول وصفا إقليميا ، والجغرافيا السياسية بهذا الشكل لن تكون لها شخصيتها المميزة . فعلى الباحث الجغرافي في هذا المجال أن يستفيد من هذا المنهج في إبراز المشكلة موضوع دراسته بتحليل المعلومات والبيانات المختلفة بطريقة " الجغرافي الإقليمي" الذي يختار ما يريده من الدراسة الإقليمية التي تفيد في فهم طبيعة المشكلة وأسبابها الجغرافية.

هـ. منهج التحليل النظم العالمية

يتعلق هذا التحليل بالكيفية التي نتصور بها التحولات الاجتماعية على المستوى العالمي لقد درج الباحثون على الخلط بين مصطلح " المجتمع" ومصطلح " البلدان" وبذلك خرجوا نتائج عن بعض المجتمعات ثم طبقوها على بعض البلدان ، ومن ثم نتحدث عن بعض المجتمعات مثل المجتمع الفرنسي ، والمجتمع الأمريكي ، والمجتمع الصيني ، والمجتمع المصري .. الخ ولما كان هناك أكثر من مائتي دولة في عالم اليوم ، فإن هذا يعني أن يتوجب على دارسي التغير الاجتماعي أن يتعاملوا مع ما يقارب على الأقل مائتي مجتمع . وهذا أثر مقبول في العلوم الاجتماعية التقليدية ، ويمكن أن نسميه فرضية " تعددية المجتمعات إلا أن "منهج النظم العالمية" والتحليلي يرفض تماما هذه النظرة بوصفها نقطة انطلاق تقودنا إلى تفهم حقيقي لعلمنا المعاصر.

 إضافة : ويقوم هذا المنهج بتحليل أبعاد المنظومة التاريخية ، ودينمايات الاقتصاد العالمي ، والموجات اللوجسقية ، والبنية المكانية للاقتصاد العالمي ، والنطاق الجغرافي للنظام ، والقوة السياسية في الاقتصاد العالمي ، وطبيعة القوة ( الأفراد – المؤسسات – الطبقيات – الشعوب ).