2. علم نفس النمو
تعريف علم نفس النمو:
هو العلم الذي يقوم بدراسة مختلف التغيرات التطورات المتعاقبة التي لها علاقة بقدرات الفرد الفكرية والجسمية و الوظيفية و الانفعالية ليصل إلى مرحلة النضج.
(زيان،2007، ص 8)
وهو فرع من فروع علم النفس العام يتناول بالدراسة و التحليل كل ما يطرأ على الكائن البشري منذ لحضة تلقيح البويضة من نمو و تغير . و كذلك كل ما يمكن أن يحدث له من تغييرات في كل مرحلة من مراحل حياته حتى الشيخوخة و نهاية الحياة. و يحاول فيكل مرحلة أن يدرس السياقات الجسدية و الفيزيولوجية و النفسية و العقلية و يبني علاقات هذه السياقات و تفاعلها مع بعضها البعض . و يدرس أيضا المشكلات الناجمة عن النمو عبر سني حياة الإنسان المختلفة. (سليم ،2002 ، ص 13 ).
وهو أحد فروع علم النفس الذي يهتم بدراسة التغيرات التي تطرأ على سلوك الفرد من بدأ خلقه حتى مماته وهو في ذلك يشترك مع العديد من العلوم الإنسانية والبيولوجية في العديد من القضايا التي تطرح في تلك العلوم مما حدا بالعديد من المنظرين إطلاق اسم علم النفس الارتقائي أو التطوري للدلالة على الكم النهائي من المعلومات والمعارف التي يزودنا بها هذا العلم والتي يرتبط بشكل أو بآخر مع علم النفس وعلم الاجتماع والانثروبولوجيا وعلم الأجنة وعلم الوراثة وعلم الطب. وقد حاول علماء النفس الوقوف أمام ظاهرة النمو الإنساني والمتغيرات التي ترتبط به ليفرز علما قائما بذاته من أجل الإجابة عن كل التساؤلات التي يبحث القارئ عن إجابة محددة لها.
(ملحم ، 2004، ص10)
نشاة علم نفس النمو و تطوره :
تعد دراسة نشاة علم نفس النمو و تطوره ذات اهمية خاصة في معرفة البدايات الاولى التي قامت عليها الدراسات الحديثة ، فعلم نفس النمو نشاة مع الانسان في ايامه الاولى فقد كان الانسان يتذكرنفسه عندما كان طفلا ، و راشدا ، و يلاحظ اولاده و اخوته في مراحل تطورهم المختلفة ، فالكتابات الفلسفية و التاملات الدينية كانت تشير الى نشاة الانسان .
وفي الفلسفة اليونانية يشير افلاطون الى اهمية التعلم في مرحلة الطفولة المبكرة ومدى تاثير ذلك في اعداد الفرد و تكيفه ففي كتابه الجمهورية يشير الى وجود فروق بين الافراد من الناحية الوراثية.
وفي القرن العشرين تطور علم نفس النمو تطورا كبيرا معتمدا على الدراسات التتبعية و سيرة الحياة و دراسة الحالات الخاصة.كما توجد في الوقت الحاضر دراسات كثيرة في مجال علم نفس النمو في كافة بلدان العالم نتيجة تطور ادوات البحث العلمي.
(الزعبي ،2001، ص 21)
ويعتبر علم نفس النمو أحد أهم ميادين علم النفس ،إذ يقوم بدراسة مراحل النمو التي يمرّ بها الكائن البشري منذ نشأته أي من الميلاد حتى الوفاة ،ونهدف بهذه الدراسة إلى معرفة المظاهر و الخصائص المختلفة التي لها علاقة بالعوامل المؤثرة في النمو كالعوامل الوراثية والفيسيولوجية...،التي تميّز النمو والتي تساهم في تنمية شخصية الطفل.
اهمية دراسة علم نفس النمو:
- من الناحية النظرية:
- تساعدنا دراسة النمو على معرفة ما الذي نتوقعه من الطفل ومتى نتوقعه.
- إن المعرفة بمبادئ وقوانين النمو توفر للكبار والقائمين على تربية ورعاية وتوجيه الطفل -المعرفة اللازمة بمتى يمكن استشارة النمو ومتى لا نستثيره.إن الوعي بالنمط النمائي السوي يجعل في ميسور الوالدين والمعلمين وغيرهم من العاملين مع الأطفال أن يسعوا الى تهيئة الطفل مقدما للتغيرات التي سوف تحدث في جوانب النمو المختلفة: الجسمية، والعقلية، والسلوكية، والمهارية، والميول.. وغير ذلك.
- تساعدنا دراسة النمو على تحديد معايير معينة لما يمكن أن نتوقعه في كل مرحلة نمائية.
- دراسة النمو تزيد من معرفتنا للطبيعة الإنسانية ولعلاقة الإنسان بالبيئة التي يعيش فيها، ومعرفة مراحل النمو بمختلف مظاهره، والقدرات والعمليات العقلية، وشروط عملية التعلم، ومسار النمو السوي وما قد يعتريه من اضطراب يتعين علاجه.
- من الناحية التطبيقية:
بالنسبة للمعلمين:
- الوقوف على استعدادات المتعلم: فالتخطيط التربوي للتلميذ الفرد، والجماعة ككل، يتطلب المعرفة بالأهبة والاستعداد لدى التلميذ.
- تساعد على الوقوف على الفروق الفردية بين التلاميذ ففهم المعلم للنمو العقلي، ونمو الذكاء والقدرات الخاصة والاستعدادات والتفكير، والتذكر والتخيل، والقدرة على التحصيل لكل تلميذ يؤدي به إلى الوصول إلى أفضل طرق التدريس.
بالنسبة الآباء:
- تساعد دراسة النمو الوالدين على معرفة خصائص الأطفال والمراهقين مما يعينهم وينير لهم الطريق في عملية التنشئة الاجتماعية Socislization والتطبيع الاجتماعي لأبنائهم فيستطيعون التحكم في العوامل والمؤثرات المختلفة التي تؤثرفي النمو.
- كماتعين الآباء على تفهم مراحل النمو والانتقال من مرحلة إلى أخرى من مراحل النمو: فلا يعتبرون الأطفال راشدين صغار ولا يعتبرون المراهقين أطفالا.
- معرفة الوالدين للفروق الفردية الشاسعة في معدلات النمو تتيح لهم الفرصة في ألا يكفلوا الطفل إلا ما في وسعه، ولا يتوقعون منه فوق ما يستطيع، ولا يحملونه ما لا طاقة له به، ويكافئانه على مقدار جهده الذي يبذله، وليس على مقدار قدراته الفطرية.
بالنسبة للعاملين بدور الحضانة ورياض الأطفال:
فإن فهمهم لخصائص نمو الأطفال في المرحلة العمرية للأطفال الملتحقين بها، تساعدهم في طرق بناء هذه الدور، وتخطيط ملاعبها وانشطتها، بما يتناسب مع احتياجات الطفل في كل سن.
بالنسبة للأخصائيين الاجتماعيين:
- دراسة مبادئ النمو تعين على فهم المشكلات الاجتماعية وثيقة الصلة بتكوين ونمو الشخصية والعوامل المحددة لها مثل: مشكلات الضعف العقلي، والتأخر الدراسي، وجناح الأحداث والانحرافات.. إلخ.
- كما تساعدهم على عمليات ضبط سلوك الفرد وتقويمه في الحاضر بهدف تحقيق أفضل مستوى ممكن من التوافق النفسي والتربوي والاجتماعي والمهني.
بالنسبة لعلماء النفس:
- تساعد الأخصائيين النفسيين في جهودهم لمساعدة الأطفال والمراهقين والراشدين والمسنين – خاصة في مجال علم النفس العلاجي والتوجيه والارشاد النفسي والتربوي.
- تعين دراسة قوانين ومبادئ النمو وتحددي معاييره في اكتشاف أي انحراف أو شذوذ في سلوك الفرد، وتتيح معرفة أسباب هذا الانحراف وتحديد طرق علاجه.
بالنسبة للمجتمع:
تفيد دراسة النمو في فهم الفرد ونموه وتطور مظاهر هذا النمو في المراحل المختلفة في تحديد أحسن الشروط الوراثية والبيئية الممكنة التي تؤدى إلى أحسن نمو ممكن.
(عبد المعطى و قناوي ، 2001، 59-63)
أهداف علم نفس النمو: يهدف علم نفس النمو إلى تحقيق هدفين رئيسيين هما: الوصف الدقيق و الكامل للعمليات النفسية عند الناس في مختلف أعمارهم و اكتشاف خصائص التغير الذي يطرأ على هذه العمليات في كل عمر.
- تفسير ظاهرة التغيرات الزمنية للسلوك الإنساني و اكتشاف العوامل و القوى و المتغيرات التي تحدد هذا التغيّر.
(ملحم، 2004، ص18)
القوانين العامة للنمو :
- النمو عملية مستمرة متدرجة تتضمن نواحي التغير الكمي والكيفي والعضوي والوظيفي:النمو العادي عملية دائمة متصلة منذ بدء الحمل حتى بلوغ تمام النضج .وكل مرحلة من مراحل النمو تتوقف على ما قبلها و تؤثر فيما بعدها ولا توجد ثغرات او وقفات في عملية النمو العادي .ولكن يوجد نمو كامن ونمو ظاهر ونمو بطئ ونمو سريع الا ان يتم النضج .ان ظهور علامات محددة في النمو لا يعني أنها تظهر فجأة او دفعة واحدة ولكن قد يسبقها نمو كامن.
- النمو يسير في مراحل:عرفت ان النمو العادي عملية دائمة متصلة ليس فيها ثغرات او وقفات الا ان نموه يسير في مراحل يتميز كل منها بسمات وخصائص واضحة وصحيح ان مراحل النمو تتداخل في بعضها البعض حتى يصعب التمييز بين نهاية مرحلة وبين بداية المرحلة التي تليها الا ان الفروق بين المراحل المتتالية تتضح بين منتصف كل مرحلة والمرحلة السابقة واللاحقة
- سرعة النمو ليست مطردة :يسير النمو منذ اللحظة الاولى الى خصاب بسرعة ولكن هذه السرعة ليست مطردة وليست على وتيرة واحدة.فمرحلة ماقبل الميلاد هي اسرع مراحل النمو ومعدل النمو فيها سريعا جدا وتبطئ هذه السرعة نسب بعد الميلاد .لانها تظل سريعة في مرحلة الرضاعة ومرحلة الطفولة المبكرة ثم تبطئ اكثر في السنوات التالية .ثم تستمر سرعة النمو نسبيا في الطفولة الوسطى والمتاخرة ثم تحدث تغيرات سريعة قوية في مرحلة المراهقة ثم تهدا هذه السرعة الى ان تستمر تماما في نهاية مرحلة المراهقة وبداية مرحلة النضج .
- المظاهرالعديدة للنمو تسيير بسرعات مختلفة:لكل مظهر من مظاهر النمو سرعته خاصة به ويختلف معدل النمو من مظهر الى اخر ولا تنمو اجزاء الجسم بسرعة واحدة ولا تنمو جميع الظائف العقلية بسرعة واحدة ويختلف الحجم النسبي لمختلف اعضاء الجسم من مرحلة الى اخرى فمثلا لدينا الجمجمة حيث تنمو باقصى سرعة في مرحلة ما قبل الميلاد ثم تهدا هذه السرعة بعد الميلاد.
- النمو يتاثر بالظروف الداخلية والخارجية:تتاثر سرعة النمو واسلوبه بالظروف المختلفة الداخلية والخارجية ومن الظروف الداخلية التي تاثر في النمو الاساس الوراثي الذي يحدد نقطة الانطلاق لمظاهر النمو الجسمي والعقلي والاجتماعي والانفعالي ومن الظروف الخارجية التي تاثر في النمو النفذية.الراحة.اساليب التعلم والثقافة ....الخ
- الفرد ينمو نموا داخليا كليا:ينمو الفرد نموا داخليا كليا يستجيب ككائن كلي .ومصدر نمو الفرد هو الفرد نفسه .اي انه ينمو من الداخل وليس من الخارج والسلوك في معناه العلمي ليس امرا بسيطا يسهل عزله.بل هو سلوك كلي يصدر عن ذات متكاملة
- النمو عملية معقدة جميع مظاهره متداخلة تداخلا وثيقا مترابطة ترابطا موجبا:مظهر عام معقد.والمظاهر الجزئية الخاصة منه متداخلة فيما بينها تداخلا وثيقا ومرتبطة فيما بينها بحيث لايمكن فهم اي مظهر من مظاهر النمو الا عن طريق دراسته في علاقاته مع المظاهر الاخرى فلنمو العقل مثلا مظهر خاص من مظاهر النمو يرتبط ارتباطا وثيقا بالنمو الجسمي والانفعالي والاجتماعي.
- الفروق الفردية واضحة في النمو وكل فرد ينمو بطريقة وأسلوب خاص به:نلاحظ ان الفروق الفردية في النمو تظل ثابتة نسبيا في مراحل النمو المتتالية .فمثلا نجد فروقا في الوزن بين البنات والبنين. هذا المبدأ يفيد في التنبؤ بدقة نسبية بالمستوى النهائي الذي يصل إليه نمو الفرد.
- النمو يتخذ اتجاها طوليا من الرأس إلي القدمين: يتجه النمو في تطوره العظوي والوظيفي اتجاها طوليا من الراس الى القدمين وبذلك فان تكوين وظائف الاجزاء العليا من الجسم يسبق الاجزاء الوسطى والسفلى منه وهكذا فان الأجهزة الرئيسية الهامة في حياة الفرد تنمو وتتقدم قبل الأجهزة الأقل أهمية .
- النمو يتجه اتجاها مستعرضا من محور الرأس للجسم إلى الأطراف الخارجية:يتجه النمو في تطوره العضوي والوظيفي اتجاها مستعرضا من الجذع إلى الأطراف وبذلك يسبق تكوين وظائف الأجزاء الوسطى من الجسم الأجزاء البعيدة عند الأطراف .
- النمو يمكن التنبؤ باتجاهه العام:من اهم اهداف علم النفس بصفة عامة امكانية التنبؤ بالسلوك وامكانية ضبطه وحيث ان النمو يسير في نظام وتتابع واذا تساوت الظروف الاخرى وكان الفرد دارس لعلم النفس النمو فان الممكن مع الملاحظة الدقيقة والتشخيص الوافي التنبؤ بالخطوط العريضة اتجاه النمو والسلوك
- الطفولة هي المرحلة الاساس بالنسبة للنمو في المراحل التالية:يوضع في مرحلة الطفولة اساس بناء الشخصية الفردية ديناميكيا ووظيفيا ويوضع اساس السلوك المكتسب الذي يساعد الفرد في توافقه في مراحل النمو التالية وفي مرحلة الطفولة يكون الفرد مرنا يمكن تعليمه وتشكيل سلوكه حسب ماهو سائد في بيئته الاجتماعية ونحن نعلم ان السلوك السوي يرجعه علماء الصحة النفسية لمرحلة الطفولة وكذلك السلوك الغير سوي
- توجد معتقدات تقليدية عن النمو:توجد معتقدات وأفكار تقليدية عن النمو في مراحله المختلفة تناقلها الأجيال وهذه المعتقدات تأثر في تربية وتنشئة الأطفال وتشكيل شخصياتهم وسلوكهم ومعظمها مأخوذة من الخبرة يصدقها العلم إلا أن بعضها يكون غير دقيق وقد يصل إلى درجة التقليد الخرافي.
(زهران،1986، ص 49-56)
قضايا أساسية في علم نفس النمو
إن المتتبع لهذه الأطر العامة المرجعية الثلاثة: العضوية و الآلية و السياق وما تركته من آثار في علم نفس النمو سيعثر على خمس قضايا نمائية حددها ريس و أفيرتن Reese & overten بالثنائيات التالية:
القضية الأولى: الكلية في مقابل الجزئية :هذه الثنائية تؤشر إلى طريقتين في رؤيتنا للفرد.
الشق الأول: منها يؤشر إلى مقولة أن الكل أكبر من مجموع أجزائه. و عليه فإن دارس نمو الفرد أن يتفحص أجزاء نظامه في تفاعلها مع بعضها البعض، هذه التفاعلات تكتسب معانيها من خلال تفحص النظام في كليته ، مثال ذلك هب أن باحثا يريد العمليات البصرية فإنه بحاجة إلى التعرف على وظيفة النظام البصري ككل لا على القرنية وحدها أو الشبكية وحدها. هذا الشق مرتبط بالوجهة الأولى «العضوية».
أما الشق الثاني : فإنه يؤشر إلى مقولة أن الكل مساو لمجموع أجزائه. فيكفي أن نفهم أجزاء النظام واحدا واحدا لنفهم النظام كله. مثال ذلك: يكفي أن تجزئ سلوكا ما إلى عناصره الأولية و تفهم كل عنصر على حدة لتفهم السلوك الكلي. هذا الشق مرتبط بالوجهة الثانية(الآلية).
القضية الثانية: البناء- الوظيفة في مقابل السابق- اللاحق
الشق الأول:مفهوم مستفاد من البيولوجيا و مفاده أن الكائن الحي يمتلك بناء محددا، لكل جزء منه وظيفة و هو في علاقة «بالكل». له بناء موروث (تحدده الجينات)، كل جهاز من هذا البناء(المعدة،الرئتان،الطحال ...الخ) له وظيفة محددة بدونها لا يمكن لهذا الكائن نشطة فاعلة و التغير فيها ينبع من داخلها و موجة نحو غاية معينة، إن ما يطرحه هذا الشق يتناغم مع العضوية فالتغير المعرفي مثلا ناتج عن تغير في الأبنية المعرفية و عن تغير النظام النيورولوجي في نفس الوقت.
الشق الثاني: السابق - اللاحق، يؤشر إلى أن الكائن الحي عضوية نشطة يمكن دراسة سلوكها من خلال معادلة مثير استجابة فكل تغير يحدث هو استجابة لقوى خارجية، فلا حاجة لافتراض وجود قوى داخلية، إضافة إلى ذلك فإنه لا يوجد نقطة نهاية أو هدف يتجه نحوه النمو. فالتغير لا هدف له ولا غاية. إن أفكار هذا الشق تتناغم مع وجهة الآلية.
القضية الثالثة: التغير في البناء في مقابل التغير في السلوك
تعتبر هذه الثنائية امتدادا مباشرا للثنائية الواردة في القضية الثانية، هذا من جهة ومن أخرى فإن هذه الثنائية تتوجه للإجابة عن الأسئلة التالية: ما هي التغيرات التي تمت ؟ و أين ؟ وما هو اتجاه التغيرات؟ فالتغير في البناء تغير داخل الفرد. فالعضوية في مثل هذه الحالة عضوية نشطة، التغير فيها يتوجه نحو تحقيق هدف معين، بتعبير آخر. إن التغير الحاصل تغير نوعي بنيوي غائي.
على العكس من ذلك التغير في السلوك الذي يرى للوهلة الأولى على أنه مجرد رد فعل أولي للمثيرات الواقعة على الفرد. هذا التغير أيضا نوعي من حيث الاختلاف في الدرجة بين ما قبل التغير وما بعده. و يعتبر هذا الشق متعدد الإتجاهات في نفس الوقت.
الشق الأول: من هذه الثنائية يتناغم مع الوجهة العضوية في حين أن الشق الثاني ينسجم مع الوجهة الآلية.
القضية الرابعة: الإنقطاع في مقابل الإستمرارية
الشق الأول : من هذه الثنائية مرتبط بالتغيرات النوعية، و من حيث كذلك فهو غير قابل للاختزال إلى أشكال أولية قبلية. مثال ذلك: إن ما يعرفه الطفل في المرحلة الحسية الحركية - وفقا لما ذهب إليه بياجيه- مختلف جدا عما سيعرفه عندما يصير في المرحلة العيانية هذا الفرق بين المرحلتين هو فرق نوعي لسنا بحاجة إلى رد كل منهما إلى أشكال أولية بسيطة حتى نفهم هذا الفرق.
يتفق هذا الشق مع وجهة «العضوية» من جهة و مع وجهة نظر«المرحلية» في نمو الكائن الحي من جهة أخرى.
الشق الثاني : من هذه الثنائية يؤشر إلى استمرارية التغير. فكل السلوكات الجديدة نتاج لمقدمات حدثت من قبل. ولكي نفهم هذه السلوكات الجديدة لابد من ردها إلى مكوناتها الأولية و فحص كيف تغيرت هذه المكونات تغيرا كميا.
إن الإستمرارية في النمو مرتبطة بوجهة«الآلية»، و إن التغير يمكن أن يكون نوعيا أو كميا، و متعدد الإتجاهات أو ليس له أي اتجاه تبعا لمفهومنا للتغير.
القضية الخامسة : المرحلية في مقابل اللامرحلية
الشق الأول:إن مفهوم المرحلية بني على فكرة أن التغير منقطع. أي أن لكل مرحلة نمائية تغيرات تتم فيها منقطعة عن تلك التي ستتم في مرحلة نمائية تالية. و عليه فهناك مستويات متنوعة من التنظيم تسود العضوية في كل مرحلة، وأن هذه المستويات أو المراحل تتوجه نحو هدف معين أو غاية معينة، و بالتالي فإن فكرة المرحلية مقبولة لدى وجهة العضوية.
الشق الثاني: من هذه الثنائية يؤشر إلى النظرية التي تقول بأن التغير متصل و بالتالي لا تظهر المرحلية إبان مسار نمو الفرد و من الأمثلة على هذه النظرية كل من :الإيثولوجية، والإيكولوجية و دورة الحياة.
(الريماوي ،2008، ص 48-50)
مراحل النمو :
- مرحلة ما قبل الميلاد من الاخصاب الى الميلاد .
- مرحلة المهد من الميلاد الى عامين.
- الطفولة المبكرة من 3الى 5 سنوات ماقبل المدرسة .
- الطفولة الوسطى من 6الى 8 سنوات المرحلة الابتدائية (الصفوف الثلاثة الاولى).
- الطفولة المتاخرة من 9 ال 11 المرحلة الابتدائية (الصفوف الثلاثة الاخيرة).
- المراهقة المبكرة من 12 الى 14 المرحلة الاعدادية.
- المراهقة الوسطى من 15 الى 17 المرحلة الثانوية.
- المراهقة المتاخرة من 18 الى 21 المرحلة الجامعية.
- الرشد من 22 الى 60 سنة .
- الشيخوخة من 60 حتى الموت.
(زهران،1986 ، ص 62 )
التطبيقات التربوية لعلم النفس النمو:
- يجب العمل على رعاية النمو في كافة مظاهره وفي كل مرحلة بغية تنشئة جيل من الأطفال و المراهقين و الراشدين يتمتع بالصحة الجسمية و النفسية.
- الاهتمام بنمو الشخصية ككل بكافة أبعادها جسميا و عقليا و اجتماعيا وانفعاليا.
- يجب أن تكون المناهج التربوية ملائمة لمرحلة نمو التلميذ و قدراته و حاجاته .
- يجب معرفة إمكانيات الفرد و التخطيط الذكي المبكر لمستقبل نموه .
- يجب الإدراك بأن مشكلات السلوك ترتبط دائما بنمط النمو .
- يجب مراعاة أهمية إشباع حاجات الفرد بالنسبة لنموه النفسي .
(زهران ،1986 ص 66-67 )