مدخل الى علم نفس النمو

Site: Plateforme pédagogique de l'Université Sétif2
Cours: علم نفس النمو
Livre: مدخل الى علم نفس النمو
Imprimé par: Visiteur anonyme
Date: Thursday 25 April 2024, 07:34

1. مفهوم النمو

تمهيد

يعتبر علم النفس النمو من الميادين الهامة في علم النفس، ذلك انه يهتم بدراسة مراحل النمو التي يمر بها الكائن البشري منذ نشأته الأولى، كون ان مرحلة الطفولة مرحلة مهمة من العمر حيث تتشكل فيها المعالم العامة لشخصية الفرد والتي توجه حياته المستقبلية ،وهذا ما أكد عليه العلماء حيث يشير "فرويد" _ان شخصية الطفل تتحدد منذ القماطات –

تعريف علم النفس: علم النفس هو دراسة السلوك بشتى مفاهيمه بهدف وصفه، وتحليله، وقياسه ،وتفسيره ،والتنبؤ به، وضبطه وتقويمه، إرشادا وعلاجا.

(ابو زيد ، 2011، ص 11 -12)

وهو العلم الذي يدرس العمليات العقلية مثل الادراك والتعلم والتذكروالتفكير وحل المشكلة والاباع وغيرها، وذلك في حالاتها السوية ( علم النفس العام) ، ودراسة هذه العمليا في احوالها غير السوية (علم النفس المرضي).

(عبد الخالق،2000 ، ص 20)

مفهوم النمو: النمو عبارة عن سلسلة من التغيرات المختلفة الجوانب، التي تهدف إلى غاية مرتبطة باكتمال النضج واستمراره وهو يحدث بطريقة خاصة تحكمها مجموعة من العوامل الداخلية والخارجية التي تؤثر في الإنسان.

(زيان ،2007، ص8)

      وهوسلسلة متتابعة متماسكة من تغيرات تهدف إلى غاية واحدة محددة هي اكتمال النضج.و مدى استمراره و بدء انحداره. فالنمو بهذا المعنى لا يحدث بطريقة عشوائية. بل يتطور بانتظام . خطوة سابقة تليها خطوة أخرى . أي انه لا يجري بطريقة عشوائية .و النمو يكون كميا في جانب . و كيفيا في جانب آخر . و هما يجريان معا .فالطفل تنمو أعضاء جسمه و تنمو في نفس الوقت وظائف هذه الأعضاء .

(عوض ، 1999.ص 12 )

وترى سليم(2002،ص13) ان النموهو مجموعة العمليات المتسلسلة التي تحدث للفرد عبر حياته منذ لحظة الإخصاب حتى الممات والتي تحدث تغيرات سلوكية ونمائية . وللنمو مظهران:

  • النمو التكويني:ويتناول خصائص الطول والوزن والحجم،وهو ليس مجرد التغيرات التي تطرأ على الجسم فقط بل هو عملية متكاملة ناشئة عن تكامل تكوينات و وظائف عديدة.
  • النمو الوظيفي: هو تغيّر إيجابي أو تطوّر نوعي في السلوك والعمليات المعرفية والانفعالية التي تحدث للفرد ويمّر بها خلال دورة حياته.

مظاهر النمو:

    ان كلمة النمو في معناها الضيق تتضمن التغيرات الجسمانية و البدنية من حيث الطول و الوزن و الحجم نتيجة التفاعلات الكيماوية في الجسم.ولكن في معناها العام تشمل بالاضافة الى ما سبق التغير في السلوك و المهارات نتيجة نشاط الانسان و الخبرات التي يكتسبها عند استعمال عضلاته و اعصابه و حواسه وباقي اجزاء جسمه.وللنمو مظاهر وهي:

مظاهر النمو

جوانب النمو

النمو الجسمي

نمو الطول والوزن، النمو الهيكلي، التغيرات في أنسجة وأعضاء الجسم، صفات الجسم، القدرات الجسمية الخاصة، العجز الجسمي الخاص.

النمو الفسیولوجي

نمو وظائف أعضاء الجسم المختلفة مثل: نمو الجهاز العصبي، وضربات القلب، وضغط الدم، والتنفس، والهضم، والإخراج ...إلخ .النوم، والتغذية، الغدد الصماء التي تؤثر إفرازاتها في النمو.

النمو الحرکي

نمو حركة الجسم وانتقاله المهارات الحركية، وما يلزم الإنسان منأوجه النشاط المختلفة في الحياة.

النمو الحسي

نمو الحواس المختلفة: البصر، والسمع، والشام، والتذوق، والاحساسات الجلدية، والاحساسات الحشوية: كالاحساس بالألم ، الجوع، العطش، امتلاء المعدة والمثانة ...إلخ

النموالعقلي المعرفي

نمو الوظائف العقلية المعرفية مثل: الذكاء العام، والقدرات العقلية المعرفية المختلفة. العمليات العقلية العليا: كالادراك، والحفظوالتذكر، والانتباه، والتخيل، والتفكير ..إلخ، التحصیل...الخ

النمو اللغوي

نمو السيطرة على الكلام، عدد المفردات ونوعها، طول الجملة النطق، المهارات اللغوية

النمو الانفعالى

نمو الانفعالات المختلفة وتطور ظهورها مثل: التهيج والانشراح، والبهجة، والحنان والانقباض، والحب، والغضب، التفزز والخوف، .والغيرة... إلخ

النمو الاجتماعي

 

نمو عملية التنشئة الاجتماعية والتطبيع الاجتماعي للفرد في الأسرة والمدرسة والمجتمع وفي جماعة الرفاق، المعايير الاجتماعية، الأدوار الاجتماعية، القيم الاجتماعية، التفاعل الاجتماعي ...إلخ.

النمو الجنسي

نمو الجهاز التناسلي ووظائفه، أساليب السلوك الجنسي (وله جانبان: جانب جسمي و جانب نفسي)

     

ويلاحظ أن مظاهر النمو المختلفة متكاملة تنمو كوحدة متماسكة في انسجام وتوافق تام، وهى ترتبط فيما بينها ارتباطا وظيفياً قوياً، ولذلك يلاحظ: أنه اذا حدثاضطراب أو نقص أو شذوذ في أي مظهر من مظاهر النمو ينعكس بدوره علىالمظاهر الأخرى.

(عبد المعطى و قناوي،2001 ، ص 37)

2. علم نفس النمو

تعريف علم نفس النمو:

    هو العلم الذي يقوم بدراسة مختلف التغيرات التطورات المتعاقبة التي لها علاقة بقدرات الفرد الفكرية والجسمية و الوظيفية و الانفعالية ليصل إلى مرحلة النضج.

(زيان،2007، ص 8)

    وهو فرع من فروع علم النفس العام يتناول بالدراسة و التحليل كل ما يطرأ على الكائن البشري منذ لحضة تلقيح البويضة من نمو و تغير . و كذلك كل ما يمكن أن يحدث له من تغييرات في كل مرحلة من مراحل حياته حتى الشيخوخة و نهاية الحياة. و يحاول فيكل مرحلة أن يدرس السياقات الجسدية و الفيزيولوجية و النفسية و العقلية و يبني علاقات هذه السياقات و تفاعلها مع بعضها البعض . و يدرس أيضا المشكلات الناجمة عن النمو عبر سني حياة الإنسان المختلفة. (سليم ،2002 ، ص 13 ).

     وهو أحد فروع علم النفس الذي يهتم بدراسة التغيرات التي تطرأ على سلوك الفرد من بدأ خلقه حتى مماته وهو في ذلك يشترك مع العديد من العلوم الإنسانية والبيولوجية في العديد من القضايا التي تطرح في تلك العلوم مما حدا بالعديد من المنظرين إطلاق اسم علم النفس الارتقائي أو التطوري للدلالة على الكم النهائي من المعلومات والمعارف التي يزودنا بها هذا العلم والتي يرتبط بشكل أو بآخر مع علم النفس وعلم الاجتماع والانثروبولوجيا وعلم الأجنة وعلم الوراثة وعلم الطب. وقد حاول علماء النفس الوقوف أمام ظاهرة النمو الإنساني والمتغيرات التي ترتبط به ليفرز علما قائما بذاته من أجل الإجابة عن كل التساؤلات التي يبحث القارئ عن إجابة محددة لها.

(ملحم ، 2004، ص10)

نشاة علم نفس النمو و تطوره :

تعد دراسة نشاة علم نفس النمو و تطوره ذات اهمية خاصة في معرفة البدايات الاولى التي قامت عليها الدراسات الحديثة ، فعلم نفس النمو نشاة مع الانسان في ايامه الاولى فقد كان الانسان يتذكرنفسه عندما كان طفلا ، و راشدا ، و يلاحظ اولاده و اخوته في مراحل تطورهم المختلفة ، فالكتابات الفلسفية و التاملات الدينية كانت تشير الى نشاة الانسان .

وفي الفلسفة اليونانية يشير افلاطون الى اهمية التعلم في مرحلة الطفولة المبكرة ومدى تاثير ذلك في اعداد الفرد و تكيفه ففي كتابه الجمهورية يشير الى وجود فروق بين الافراد من الناحية الوراثية.

وفي القرن العشرين تطور علم نفس النمو تطورا كبيرا معتمدا على الدراسات التتبعية و سيرة الحياة و دراسة الحالات الخاصة.كما توجد في الوقت الحاضر دراسات كثيرة في مجال علم نفس النمو في كافة بلدان العالم نتيجة تطور ادوات البحث العلمي.

(الزعبي ،2001، ص 21)

ويعتبر علم نفس النمو أحد أهم ميادين علم النفس ،إذ يقوم بدراسة مراحل النمو التي يمرّ بها الكائن البشري منذ نشأته أي من الميلاد حتى الوفاة ،ونهدف بهذه الدراسة إلى معرفة المظاهر و الخصائص المختلفة التي لها علاقة بالعوامل المؤثرة في النمو كالعوامل الوراثية والفيسيولوجية...،التي تميّز النمو والتي تساهم في تنمية شخصية الطفل.

اهمية دراسة علم نفس النمو:

  • من الناحية النظرية:
  • تساعدنا دراسة النمو على معرفة ما الذي نتوقعه من الطفل ومتى نتوقعه.
  • إن المعرفة بمبادئ وقوانين النمو توفر للكبار والقائمين على تربية ورعاية وتوجيه الطفل -المعرفة اللازمة بمتى يمكن استشارة النمو ومتى لا نستثيره.إن الوعي بالنمط النمائي السوي يجعل في ميسور الوالدين والمعلمين وغيرهم من العاملين مع الأطفال أن يسعوا الى تهيئة الطفل مقدما للتغيرات التي سوف تحدث في جوانب النمو المختلفة: الجسمية، والعقلية، والسلوكية، والمهارية، والميول.. وغير ذلك.
  • تساعدنا دراسة النمو على تحديد معايير معينة لما يمكن أن نتوقعه في كل مرحلة نمائية.
  • دراسة النمو تزيد من معرفتنا للطبيعة الإنسانية ولعلاقة الإنسان بالبيئة التي يعيش فيها، ومعرفة مراحل النمو بمختلف مظاهره، والقدرات والعمليات العقلية، وشروط عملية التعلم، ومسار النمو السوي وما قد يعتريه من اضطراب يتعين علاجه.
  • من الناحية التطبيقية:

بالنسبة للمعلمين:

  • الوقوف على استعدادات المتعلم: فالتخطيط التربوي للتلميذ الفرد، والجماعة ككل، يتطلب المعرفة بالأهبة والاستعداد لدى التلميذ.
  • تساعد على الوقوف على الفروق الفردية بين التلاميذ ففهم المعلم للنمو العقلي، ونمو الذكاء والقدرات الخاصة والاستعدادات والتفكير، والتذكر والتخيل، والقدرة على التحصيل لكل تلميذ يؤدي به إلى الوصول إلى أفضل طرق التدريس.

بالنسبة الآباء:

  • تساعد دراسة النمو الوالدين على معرفة خصائص الأطفال والمراهقين مما يعينهم وينير لهم الطريق في عملية التنشئة الاجتماعية Socislization والتطبيع الاجتماعي لأبنائهم فيستطيعون التحكم في العوامل والمؤثرات المختلفة التي تؤثرفي النمو.
  • كماتعين الآباء على تفهم مراحل النمو والانتقال من مرحلة إلى أخرى من مراحل النمو: فلا يعتبرون الأطفال راشدين صغار ولا يعتبرون المراهقين أطفالا.
  • معرفة الوالدين للفروق الفردية الشاسعة في معدلات النمو تتيح لهم الفرصة في ألا يكفلوا الطفل إلا ما في وسعه، ولا يتوقعون منه فوق ما يستطيع، ولا يحملونه ما لا طاقة له به، ويكافئانه على مقدار جهده الذي يبذله، وليس على مقدار قدراته الفطرية.

بالنسبة للعاملين بدور الحضانة ورياض الأطفال:

فإن فهمهم لخصائص نمو الأطفال في المرحلة العمرية للأطفال الملتحقين بها، تساعدهم في طرق بناء هذه الدور، وتخطيط ملاعبها وانشطتها، بما يتناسب مع احتياجات الطفل في كل سن.

بالنسبة للأخصائيين الاجتماعيين:

  • دراسة مبادئ النمو تعين على فهم المشكلات الاجتماعية وثيقة الصلة بتكوين ونمو الشخصية والعوامل المحددة لها مثل: مشكلات الضعف العقلي، والتأخر الدراسي، وجناح الأحداث والانحرافات.. إلخ.
  • كما تساعدهم على عمليات ضبط سلوك الفرد وتقويمه في الحاضر بهدف تحقيق أفضل مستوى ممكن من التوافق النفسي والتربوي والاجتماعي والمهني.

 بالنسبة لعلماء النفس:

  • تساعد الأخصائيين النفسيين في جهودهم لمساعدة الأطفال والمراهقين والراشدين والمسنين – خاصة في مجال علم النفس العلاجي والتوجيه والارشاد النفسي والتربوي.
  • تعين دراسة قوانين ومبادئ النمو وتحددي معاييره في اكتشاف أي انحراف أو شذوذ في سلوك الفرد، وتتيح معرفة أسباب هذا الانحراف وتحديد طرق علاجه.

بالنسبة للمجتمع:

تفيد دراسة النمو في فهم الفرد ونموه وتطور مظاهر هذا النمو في المراحل المختلفة في تحديد أحسن الشروط الوراثية والبيئية الممكنة التي تؤدى إلى أحسن نمو ممكن.

(عبد المعطى و قناوي ، 2001، 59-63)

أهداف علم نفس النمو: يهدف علم نفس النمو إلى تحقيق هدفين رئيسيين هما:  الوصف الدقيق و الكامل للعمليات النفسية عند الناس في مختلف أعمارهم و اكتشاف خصائص التغير الذي يطرأ على هذه العمليات في كل عمر.

  • تفسير ظاهرة التغيرات الزمنية للسلوك الإنساني و اكتشاف العوامل و القوى و المتغيرات التي تحدد هذا التغيّر.

(ملحم، 2004، ص18)

القوانين العامة للنمو :

  • النمو عملية مستمرة متدرجة تتضمن نواحي التغير الكمي والكيفي والعضوي والوظيفي:النمو العادي عملية دائمة متصلة منذ بدء الحمل حتى بلوغ تمام النضج .وكل مرحلة من مراحل النمو تتوقف على ما قبلها و تؤثر فيما بعدها ولا توجد ثغرات او وقفات في عملية النمو العادي .ولكن يوجد نمو كامن ونمو ظاهر ونمو بطئ ونمو سريع الا ان يتم النضج .ان ظهور علامات محددة في النمو لا يعني أنها تظهر فجأة او دفعة واحدة ولكن قد يسبقها نمو كامن.        
  • النمو يسير في مراحل:عرفت ان النمو العادي عملية دائمة متصلة ليس فيها ثغرات او وقفات الا ان نموه يسير في مراحل يتميز كل منها بسمات وخصائص واضحة وصحيح ان مراحل النمو تتداخل في بعضها البعض حتى يصعب التمييز بين نهاية مرحلة وبين بداية المرحلة التي تليها الا ان الفروق بين المراحل المتتالية تتضح بين منتصف كل مرحلة والمرحلة السابقة واللاحقة
  • سرعة النمو ليست مطردة :يسير النمو منذ اللحظة الاولى الى خصاب بسرعة ولكن هذه السرعة ليست مطردة وليست على وتيرة واحدة.فمرحلة ماقبل الميلاد هي اسرع مراحل النمو ومعدل النمو فيها سريعا جدا وتبطئ هذه السرعة نسب بعد الميلاد .لانها تظل سريعة في مرحلة الرضاعة ومرحلة الطفولة المبكرة ثم تبطئ اكثر في السنوات التالية .ثم تستمر سرعة النمو نسبيا في الطفولة الوسطى والمتاخرة ثم تحدث تغيرات سريعة قوية في مرحلة المراهقة ثم تهدا هذه السرعة الى ان تستمر تماما في نهاية مرحلة المراهقة وبداية مرحلة النضج .
  • المظاهرالعديدة للنمو تسيير بسرعات مختلفة:لكل مظهر من مظاهر النمو سرعته خاصة به ويختلف معدل النمو من مظهر الى اخر ولا تنمو اجزاء الجسم بسرعة واحدة ولا تنمو جميع الظائف العقلية بسرعة واحدة ويختلف الحجم النسبي لمختلف اعضاء الجسم من مرحلة الى اخرى  فمثلا لدينا الجمجمة حيث تنمو باقصى سرعة في مرحلة ما قبل الميلاد ثم تهدا هذه السرعة بعد الميلاد.
  • النمو يتاثر بالظروف الداخلية والخارجية:تتاثر سرعة النمو واسلوبه بالظروف المختلفة الداخلية والخارجية ومن الظروف الداخلية التي تاثر في النمو الاساس الوراثي الذي يحدد نقطة الانطلاق لمظاهر النمو الجسمي والعقلي والاجتماعي والانفعالي ومن الظروف الخارجية التي تاثر في النمو النفذية.الراحة.اساليب التعلم والثقافة ....الخ
  • الفرد ينمو نموا داخليا كليا:ينمو الفرد نموا داخليا كليا يستجيب ككائن كلي .ومصدر نمو الفرد هو الفرد نفسه .اي انه ينمو من الداخل وليس من الخارج والسلوك في معناه العلمي ليس امرا بسيطا يسهل عزله.بل هو سلوك كلي يصدر عن ذات متكاملة
  • النمو عملية معقدة جميع مظاهره متداخلة تداخلا وثيقا مترابطة ترابطا موجبا:مظهر عام معقد.والمظاهر الجزئية الخاصة منه متداخلة فيما بينها تداخلا وثيقا ومرتبطة فيما بينها بحيث لايمكن فهم اي مظهر من مظاهر النمو الا عن طريق دراسته في علاقاته مع المظاهر الاخرى فلنمو العقل مثلا مظهر خاص من مظاهر النمو يرتبط ارتباطا وثيقا بالنمو الجسمي والانفعالي والاجتماعي.
  • الفروق الفردية واضحة في النمو وكل فرد ينمو بطريقة وأسلوب خاص به:نلاحظ ان الفروق الفردية في النمو تظل ثابتة نسبيا في مراحل النمو المتتالية .فمثلا نجد فروقا في الوزن بين البنات والبنين. هذا المبدأ يفيد في التنبؤ بدقة نسبية بالمستوى النهائي الذي يصل إليه نمو الفرد.
  • النمو يتخذ اتجاها طوليا من الرأس إلي القدمين: يتجه النمو في تطوره العظوي والوظيفي اتجاها طوليا من الراس الى القدمين وبذلك فان تكوين وظائف الاجزاء العليا من الجسم يسبق الاجزاء الوسطى والسفلى منه وهكذا فان الأجهزة الرئيسية الهامة في حياة الفرد تنمو وتتقدم قبل الأجهزة الأقل أهمية .
  • النمو يتجه اتجاها مستعرضا من محور الرأس للجسم إلى الأطراف الخارجية:يتجه النمو في تطوره العضوي والوظيفي اتجاها مستعرضا من الجذع إلى الأطراف وبذلك يسبق تكوين وظائف الأجزاء الوسطى من الجسم الأجزاء البعيدة عند الأطراف .
  • النمو يمكن التنبؤ باتجاهه العام:من اهم اهداف علم النفس بصفة عامة امكانية التنبؤ بالسلوك وامكانية ضبطه وحيث ان النمو يسير في نظام وتتابع واذا تساوت الظروف الاخرى وكان الفرد دارس لعلم النفس النمو فان الممكن مع الملاحظة الدقيقة والتشخيص الوافي التنبؤ بالخطوط العريضة اتجاه النمو والسلوك
  • الطفولة هي المرحلة الاساس بالنسبة للنمو في المراحل التالية:يوضع في مرحلة الطفولة اساس بناء الشخصية الفردية ديناميكيا ووظيفيا ويوضع اساس السلوك المكتسب الذي يساعد الفرد في توافقه في مراحل النمو التالية وفي مرحلة الطفولة يكون الفرد مرنا يمكن تعليمه وتشكيل سلوكه حسب ماهو سائد في بيئته الاجتماعية ونحن نعلم ان السلوك السوي يرجعه علماء الصحة النفسية لمرحلة الطفولة وكذلك السلوك الغير سوي
  • توجد معتقدات تقليدية عن النمو:توجد معتقدات وأفكار تقليدية عن النمو في مراحله المختلفة تناقلها الأجيال وهذه المعتقدات تأثر في تربية وتنشئة الأطفال وتشكيل شخصياتهم وسلوكهم ومعظمها مأخوذة من الخبرة يصدقها العلم إلا أن بعضها يكون غير دقيق وقد يصل إلى درجة التقليد الخرافي.

(زهران،1986، ص 49-56)

قضايا أساسية في علم نفس النمو

إن المتتبع لهذه الأطر العامة المرجعية الثلاثة: العضوية و الآلية و السياق وما تركته من آثار في علم نفس النمو سيعثر على خمس قضايا نمائية حددها ريس و أفيرتن Reese & overten بالثنائيات التالية:

القضية الأولى: الكلية في مقابل الجزئية :هذه الثنائية تؤشر إلى طريقتين في رؤيتنا للفرد.

الشق الأول: منها يؤشر إلى مقولة أن الكل أكبر من مجموع أجزائه. و عليه فإن دارس نمو الفرد أن يتفحص أجزاء نظامه في تفاعلها مع بعضها  البعض، هذه التفاعلات تكتسب معانيها من خلال تفحص النظام في كليته ، مثال ذلك هب أن باحثا يريد العمليات البصرية فإنه بحاجة إلى التعرف على وظيفة النظام البصري ككل لا على القرنية وحدها أو الشبكية وحدها. هذا الشق مرتبط بالوجهة الأولى «العضوية».

أما الشق الثاني : فإنه يؤشر إلى مقولة أن الكل مساو لمجموع أجزائه. فيكفي أن نفهم أجزاء النظام واحدا واحدا لنفهم النظام كله. مثال ذلك: يكفي أن تجزئ سلوكا ما إلى عناصره الأولية و تفهم كل عنصر على حدة لتفهم السلوك الكلي. هذا الشق مرتبط بالوجهة الثانية(الآلية).

القضية الثانية: البناء- الوظيفة في مقابل السابق- اللاحق

الشق الأول:مفهوم مستفاد من البيولوجيا و مفاده أن الكائن الحي يمتلك بناء محددا، لكل جزء منه وظيفة و هو في علاقة «بالكل». له بناء موروث (تحدده الجينات)، كل جهاز من هذا البناء(المعدة،الرئتان،الطحال ...الخ) له وظيفة محددة بدونها لا يمكن لهذا الكائن نشطة فاعلة و التغير فيها ينبع من داخلها و موجة نحو غاية معينة، إن ما يطرحه هذا الشق يتناغم مع العضوية فالتغير المعرفي مثلا ناتج عن تغير في الأبنية المعرفية و عن تغير النظام النيورولوجي في نفس الوقت.

الشق الثاني: السابق - اللاحق، يؤشر إلى أن الكائن الحي عضوية نشطة يمكن دراسة سلوكها من خلال معادلة مثير      استجابة فكل تغير يحدث هو استجابة لقوى خارجية، فلا حاجة لافتراض وجود قوى داخلية، إضافة إلى ذلك فإنه لا يوجد نقطة نهاية أو هدف يتجه نحوه النمو. فالتغير لا هدف له ولا غاية. إن أفكار هذا الشق تتناغم مع وجهة الآلية.

القضية الثالثة: التغير في البناء في مقابل التغير في السلوك

تعتبر هذه الثنائية امتدادا مباشرا للثنائية الواردة في القضية الثانية، هذا من جهة ومن أخرى فإن هذه الثنائية تتوجه للإجابة عن الأسئلة التالية: ما هي التغيرات التي تمت ؟ و أين ؟ وما هو اتجاه التغيرات؟ فالتغير في البناء تغير داخل الفرد. فالعضوية في مثل هذه الحالة عضوية نشطة، التغير فيها يتوجه نحو تحقيق هدف معين، بتعبير آخر. إن التغير الحاصل تغير نوعي بنيوي غائي.

على العكس من ذلك التغير في السلوك الذي يرى للوهلة الأولى على أنه مجرد رد فعل أولي للمثيرات الواقعة على الفرد. هذا التغير أيضا نوعي من حيث الاختلاف في الدرجة بين ما قبل التغير وما بعده. و يعتبر هذا الشق متعدد الإتجاهات في نفس الوقت.

الشق الأول: من هذه الثنائية يتناغم مع الوجهة العضوية في حين أن الشق الثاني ينسجم مع الوجهة الآلية.

القضية الرابعة: الإنقطاع  في مقابل الإستمرارية

الشق الأول : من هذه الثنائية مرتبط بالتغيرات النوعية، و من حيث كذلك فهو غير قابل للاختزال إلى أشكال أولية قبلية. مثال ذلك: إن ما يعرفه الطفل في المرحلة الحسية الحركية - وفقا لما ذهب إليه بياجيه- مختلف جدا عما سيعرفه عندما يصير في المرحلة العيانية هذا الفرق بين المرحلتين هو فرق نوعي لسنا بحاجة إلى رد كل منهما إلى أشكال أولية بسيطة حتى نفهم هذا الفرق.

يتفق هذا الشق مع وجهة «العضوية» من جهة و مع وجهة نظر«المرحلية» في نمو الكائن الحي من جهة أخرى.

الشق الثاني : من هذه الثنائية يؤشر إلى استمرارية التغير. فكل السلوكات الجديدة نتاج لمقدمات حدثت من قبل. ولكي نفهم هذه السلوكات الجديدة لابد من ردها إلى مكوناتها الأولية و فحص كيف تغيرت هذه المكونات تغيرا كميا.

إن الإستمرارية في النمو مرتبطة بوجهة«الآلية»، و إن التغير يمكن أن يكون نوعيا أو كميا، و متعدد الإتجاهات أو ليس له أي اتجاه تبعا لمفهومنا للتغير.

القضية الخامسة : المرحلية في مقابل اللامرحلية

الشق الأول:إن مفهوم المرحلية بني على فكرة أن التغير منقطع. أي أن لكل مرحلة نمائية تغيرات تتم فيها منقطعة عن تلك التي ستتم في مرحلة نمائية تالية. و عليه فهناك مستويات متنوعة من التنظيم تسود العضوية في كل مرحلة، وأن هذه المستويات أو المراحل تتوجه نحو هدف معين أو غاية معينة، و بالتالي فإن فكرة المرحلية مقبولة لدى وجهة العضوية.

الشق الثاني: من هذه الثنائية يؤشر إلى النظرية التي تقول بأن التغير متصل و بالتالي لا تظهر المرحلية إبان مسار نمو الفرد و من الأمثلة على هذه النظرية كل من :الإيثولوجية، والإيكولوجية و دورة الحياة.

(الريماوي ،2008، ص 48-50)

مراحل النمو :

  • مرحلة ما قبل الميلاد من الاخصاب الى الميلاد .
  • مرحلة المهد من الميلاد الى عامين.
  • الطفولة المبكرة من 3الى 5 سنوات ماقبل المدرسة .
  • الطفولة الوسطى من 6الى 8 سنوات المرحلة الابتدائية (الصفوف الثلاثة الاولى).
  • الطفولة المتاخرة من 9 ال 11 المرحلة الابتدائية (الصفوف الثلاثة الاخيرة).
  • المراهقة المبكرة من 12 الى 14 المرحلة الاعدادية.
  • المراهقة الوسطى من 15 الى 17 المرحلة الثانوية.
  • المراهقة المتاخرة من 18 الى 21 المرحلة الجامعية.
  • الرشد من 22 الى 60 سنة .
  • الشيخوخة من 60 حتى الموت.

(زهران،1986 ، ص 62 )

التطبيقات التربوية لعلم النفس النمو:

  • يجب العمل على رعاية النمو في كافة مظاهره وفي كل مرحلة بغية تنشئة جيل من الأطفال و المراهقين و الراشدين يتمتع بالصحة الجسمية و النفسية.
  • الاهتمام بنمو الشخصية ككل بكافة أبعادها جسميا و عقليا و اجتماعيا وانفعاليا.
  • يجب أن تكون المناهج التربوية ملائمة لمرحلة نمو التلميذ و قدراته و حاجاته .
  • يجب معرفة إمكانيات الفرد و التخطيط الذكي المبكر لمستقبل نموه .
  • يجب الإدراك بأن مشكلات السلوك ترتبط دائما بنمط النمو .
  • يجب مراعاة أهمية إشباع حاجات الفرد بالنسبة لنموه النفسي .

(زهران ،1986 ص 66-67 )

3. العوامل المؤثرة في النمو

  1.  الوراثة:

تنتقل الخصائص الوراثية للفرد عن طريق المورثات (الجينات) التى تحملها الصبغيات التى تحتويها البويضة الانثوية المخصبة من الحيوان المنوي الذكري بعد عمليةالجماع.                                                                                                                                         تبين الوراثة ان الخصائص الجسمية للاطفال يمكن التنبؤ بها من الخصائص التى نعرفها في الوالدين ولكن نجد ان بعض الاطفال يختلفون عن والديهم اختلافا جوهريا بسبب وجود سمة وراثية متنحية من جيل سابق.تختلف الصفات الوراثية باختلاف الجنس ذكرا ام انثى اي ان بعض الصفات الوراثية ترتبط بجنس دون الاخر، فمن الملاحظ ان الصلع مثلا من الصفات الوراثية المرتبطة بالجنس والتي تظهر فقط في الذكور بعد البلوغ وتتنحى ولا تظهر لدى الاناث والامر ذاته بالنسبة لعمى الالوان.                                                                                                     

(سليم، 2002 ، 19-20)

هدف الوراثة:

  • تعمل الوراثة على المحافظة على الصفات العامة للنوع.
  • تعمل على المحافظة على الصفات العامة لكل سلالات النوع ومن ثم فهي تقارب بين الوالدين والأبناء في صفاتهم الوراثية، فالطفل يرث نصف صفاته من والديه ويرث ربع صفاته الوراثية من أجداده المباشرين أي أنه يتأثر في صفاته بالوالدين والجيلين الأول والثاني من الأجداد.
  • تهدف إلى المحافظة على الاتزان القائم في حياة النوع عامة وحياة الأفراد خاصة.
  • المحافظة على فرب الأجيال من المتوسط فليسوا كل الناس طوالا ولا كلهم قصارا ولكن الجميع يتمتع بصفات قريبة من المتوسط والأبوين الطويلين مثلا قد بعض أطفالهم أطول منهما أو بعضهما أقصر منهما وربما البعض منهم مساو لهما في الطول وهكذا مع بقية الصفات الجسمية والعقلية الأخرى.

ملاحضة: الأبوين وان تساويا في عدد الكروموزومات إلا انهما يختلفا في الصفات الوراثية أو في عدد الجينات التي يحملها كل كروموزوم كما أنهما يختلفان في طريقة اتحاد وتوزيع هذه الجينات وهذا ما يفسر لنا كيف أن الطفل الوليد قد يكون أكثر شبها للأم أو للأب.

 (عوض،1999،ص32-33)

  1. الغدد:
  • الغــدد القنوية خارجية الإفراز: والتي تصب إفرازاتها عن طريق قنوات وتوصل هذه الإفرازات إلى سطح الجسم أو داخل تجاويفه مثل الغدد العرقية التي توصل إفرازاتها إلى سطح الجلد و الغدد اللعابية التي تسلم سوائلها إلى الفم .
  • الغدد اللاقنوية الصمــــاء: هو مجموعة الغدد الصماء و التي عادة تصب إفرازاتها في الدم مباشرة واهمها:

الغــــــــدة النخامية :

تقع هذه الغدة في جيب صغير في احدى عظام الجمجمة في المنظقة السفلى من المخ، ويبلغ وزنها 0.5 غ، ويطلق عليها اسم ملكة الغدد او سيدتها، لان افرازاتها لها علاقة بتنشيط جميع الغدد الاخرى، اضافة لمل تقوم به من دور هام في البناء الجمي. وتتكون من فصين الامامي والخلفي، ويفرز الفص الامامي هرمونات من بينها هرمون النمو وزيادة إفرازه قبل البلوغ يؤدي إلى العملقة ؛ أما إفرازه بعد البلوغ فيؤدي إلى تضخم في النمو ويأخذ اتجاها عرضيا؛ إذ يتضخم الفكان واليدان و القدمان؛ ويفرز الفص الأمامي هرمونا يؤثر في الغدة الجنسية الأنثوية و تنظيم دورة الحيض وحليب الرضاعة ؛ أما نقص إفراز هذا الفص قبل البلوغ فيؤدي إلى القزامة و إلى السمنة المفرطة و انعدام توفر القوى التناسلية ؛ أما زيادة إفراز الفص الخلفي فإنه يساعد على زيادة نشاط الأمعاء والمثانة و تقوية عضلات الرحم أثناء الولادة كما يؤثر على ضغط الدم و تنظيم الماء في الجسم . وتفرز ايضا الهرمون المنشط للغدة الدرقية فزيادة هذا الهرمون يؤدي إلى تضخم في الغدة الدرقية و زيادة مفعولها.وهرمون كورتيكوتيروفين أو المنشط لقشرة الكظر الذي يساعد على ضبط مستوى السكر في الدم .

الغــــدة الصنوبرية:

وتوجد بأعلى المخ ويبدأ تكوينها حوالي الشهر الخامس من عمر الجنين و يبلغ طولها حوالي 1 سم و عرضها 0.5 و و يختلف حجمها من فرد لآخر.تضمر هذه الغدة عند البلوغ و ضمورها في وقت مبكر يؤدي إلى زيادة نشاط الغدة التناسلية، وايضا يطلق على هذه الغدة غدة الطفولة مثلها مثل الغدة التيموسية.

 (الزغلول، الهنداوي،2014 ، ص 152-150)

الغــــدة الدرقية :

توجد هذه الغدة في مقدمة الجزء الأسفل من الرقبة أمام الحلقات الغضروفية للقصبة الهوائية تحت الجلد، وتتكون من فصين على جانبي القصبة متصلين برباط من الغدة نفسها، و تعتبر اكبر الغدد الصماء في الجسم البشري إذ تزن 20 - 30) غرام( كما تعد من أكثر الغدد الصماء تأثيرا على النمو والسلوك، ويلاحظ ازدياد حجمها في فترات البلوغ والحمل و كذا العادة الشهرية. وتفرز هذه الغدة عددا كبيرا من الهرمونات منها: الكالبتونين، والهرمونات اليودية حيث تلعب هذه الهرمونات دورا رئيسيا في النمو الجسمي والعقلي، ومن وظائف هذه الغدة تخزين مادة اليود وإفراز هرمون الثيركسين الذي يؤثر في النمو، وعمليات الايض métabolisme )الهدم والبناء(، والاضطراب الذي يمس الدرقية راجع أما لنقص أو زيادة في إفرازاتها، كما يمكن أن تصاب بتضخم بسبب أورام بسيطة أو سامة أو سرطانية، فنقص عمل الدرقية يؤدي إلى نقض في عملية الايض وزيادة الوزن، كما يجعل الفرد يميل إلى الكسل بالإضافة إلى الرغبة في النوم وزيادة العصبية والإحساس بالإعياء والإبقاء على الملامح الطفولية، وعدم التناسق في أعضاء الجسم، والأرق، وارتعاش نهايات الأطراف وتقلب المزاج. كما أن القصور الدرقي يعيق التثبيت الطبيعي للغدة الدرقية لكميات اليود الكبيرة في الجسم . وظاهرة القصاع ) القماء crétinism  )التي تشكل احد الاعراض الاساسية للتخلف العقلي ناتجة عن نقصان إفراز الدرقية أو عدم كفاية وظيفتها.

(جابر، 2015 ، ص108)

جارات الدرقية :

وهي أربع غدد على سطح الغدة الدرقية اثنان بكل جانب، وتقوم هرموناتها بتنظيم وضبط حاجة الجسم إلى الفسفور والكالسيوم في الدم ؛ ونقص إفرازها يؤدي إلى الشعور بالضيق والبلادة والخمول وألام في المفاصل والعضلات ؛ ويؤدي ذلك إلى سرعة الاستثارة والميل للمشاجرة مع الآخرين .

(الزغلول، الهنداوي،2014 ، ص 151)

وقصور جارات الدرقية يؤدي إلى نقص تكلس الدم و تراكم الفسفور في الجسم الشيء الذي يساعد على زيادة التهييج العصبي و ظهور أعراض و مظاهر نفسية متنوعة .

(ملوحي، 1995، ص62)

الغدة التيموسية:

تقع بين عظمة الصدر والقلب وتتكون من جزأين  متساويين تقريبا ويزداد حجمها عند الأطفال لذا يطلق عليها غدة الطفولة ؛ ثم ينقص حجمها بعد ذلك بسرعة عندما تبدأ الغدد الجنسية في النشاط وأهم هرموناتها الثيروكسين  وتؤكد الأبحاث الحديثة أن هذه الغدة مصدر كريات الدم البيضاء الضرورية لمقاومة الإنسان عند المرض والضعف الذي يصيبها مرتبط بالضعف العقلي وتأخر المشي وتضخمها يؤدي إلى صعوبة التنفس.

(جابر، 2015 ، ص120)

الغدة الكظرية (فوق الكلوية):

هما اثنتان فوق الكليتين وكل منهما يتكون من جزأين :الأول داخلي وهو اللب أو النخاع ويفرز الأدرينالين والنورادرينالين و الآخر خارجي وهو القشرة أو اللحاء ويفرز الهرمونات الستيرويدية وهي ثلاثة أنواع :

  • الهرمونات السكرية- القشرية ويتزعمها الكورتيزون التي لها تأثيرات عديدة منها تأثير مضاد للالتهابات والمناعة والحساسية .
  • الهرمونات المعدنية-قشرية ويتزعمها الألدوستيرون الذي يحبس الماء والصوديوم في الجسم ويطرح البوتاسيوم من الكلية .
  • الأندروجينات التي تختص بالذكورة والاستروجينات التي تختص بالأنوثة.(جابر، 2015 ، ص108)

ومن أهم وظائف الأدرينالين والنورأدرينالين توسيع حدقة العين-وزيادة سرعة القلب وقوة دقاته- ارخاء عضلات الشعب الهوائية، كف نشاط جدران المعدة، تحويل الجليكوجين في الكبد إلى سكر جلوكوز، ارخاء جسم المثانة وانقباض العضلة العاصرة، مقاومة التعب العضلي وزيادة قابلية العضلة للتنبيه، زيادة عدد كرات الدم الحمراء –سرعة تكوين الجلطة الدموية منعا للنزيف .

 

الغدة التناسلية الجنسية:

  •  الخصيتان لدى الذكور تنظم نمو الخصائص الجنسية الثانوية وتحافظ عليها مثال شعر الوجه وخشونة الجلد وزيادة النمو العضلي ونمو أعضاء التناسل وتتسبب في حدوث التنبه والاستثارة الجنسية والإفراز الخارجي للخصيتين والحيوانات المنوية وأهم إفرازاتها الداخلية التستستيرون وهوهرمون الذكورة.
  • المبيضان لدى الإناث تنظم نمو الخصائص الجنسية الثانوية وتهيئ الظروف العضوية للحمل وإفرازها الخارجي البويضات أما الداخلي فهو هرمون الايستروجين وهو هرمون الأنثوي الأساسي وله أثره في  ظهور الخصائص الجنسية الثانوية لدى الإناث ؛ والبروجسترون (هرمون الحمل )

 (عبد الخالق،2000، ص-152-153)

  1. الغذاء:

يساعد الغذاء المتزن في النمو الجسمي والعقلي، وكما يقال"العقل السليم في الجسم السليم"، إذ يمكن اعتباره المصدر الأساسي للطاقة الحركية ولتنمية القدرات العقلية المختلفة.كما يعتمد عليه الفرد في نمو وبناء الخلايا الجديدة التي تحل محل الخلايا التالفة وكذا تحديد الطاقة التي يحتاجها الجسم والتي تسهم في تنمية وتوظيف القدرات المختلفة المكونة للشخصية.

( زيان، 2007 ، ص 29)

ويتأثر الغذاء باختلاف المستويات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية داخل المجتمع الواحد،كما يتأثر بالعادات الغذائية لكل مجتمع،ولكي يقوم الغذاء بوظيفته الحيوية المهمة في بناء الجسم وتوليد الطاقة اللازمة للنمو والقيام بأي نشاط يطلب من الفرد،لابد أن يكون غذاء متكاملا يشمل العناصر و المركبات الأساسية اللازمة التي تساعد على النمو،ومنها البروتينات والفيتامينات والأملاح المعدنية والماء،و الكربوهيدرات والدهون و الفسفور والكالسيوم.

ويؤدي الغذاء غير الكافي أو غير الكامل إلى إخفاق الفرد في تحقيق إمكانيات نموه،فيؤدي نقصه إلى أمراض خاصة كالإسقربوط ولين العظام،بالإضافة إلى انه يؤدي إلى ضعف الفرد في مقاومة الأمراض،ويؤدي سوء التغذية إلى تأخير النمو والى نقص النشاط والتبلد والسقم و الهزال وربما الموت،ويؤدي عدم التوازن الغذائي وعدم تناسق المواد الغذائية إلى اضطراب النمو بصفة عامة. وكذلك إلى بعض الاثارالضارة على مستوى التحصيل،إذ يجعل التعليم عملية شاقة ومجهدة غير مثمرة.

( أبو سيف ، 2011 ، ص92 )

ويذكر مورجين وآخرون أن سوء التغذية في مرحلة ما قبل الولادة يمكن أن يؤدي إلى تدمير الجهاز العصبي المركزي وغيره من أجزاء الجسم،وقد كشفت عمليات تشريح جثث الأطفال الدين توفوا أثناء الولادة أو بعدها بوقت قصير،عن وجود نقص في خلايا الدماغ ووزنه بمقدار%36  عن الوزن الطبيعي للدماغ عند أطفال التغذية الجيدة،إضافة إلى وجود شذوذ في تنظيم الدماغ.وكلما زاد نقص الغذاء عند الأم الحامل زاد نقص وزن الدماغ،ولاسيما إذا حدث سوء التغذية في الشهور الثلاثة الأخيرة من فترات الحمل،إذ أن الدماغ خلال هذه الفترة ينمو بسرعة كبيرة في الحجم،ولذا فان الحامل تكون بحاجة ماسة لجميع أنواع المواد الغذائية الأساسية اللازمة لنمو الدماغ إلى أقصى درجة ممكنة.

( أبو جادو،  ، 2009 ص98    )

فالغذاء بأنواعه هو اصل المواد التي يحتاجها الجسم لنمو واستمرار بقاء الكائن حيا،فهو الذي يزود الجسم بالطاقة التي تمكنه من الحركة والسلوك الحسي والفسيولوجي والعقلي.تجدد الخلايا وتكاثرها الذي يؤدي بدوره إلى نمو الجسم وأجهزته المختلفة يعتمد على العناصر الغذائية والنمو الوظيفي كالسمع والبصر والكلام و التفكير مصدره الأعضاء التي لا تنمو ولا تؤدي وظائفها إلا بالغذاء،فبدون الغذاء لا نمو و لا حياة.

( أبو جعفر، 2014 ، ص 28)

 وكثيرا ما ينتج عن سوء تغذية الحامل إسقاط لجنينها خلال الشهرين الأوليين من الحمل أو تشوه للوليد.أما نقص التغذية بعد الشهرين الأوليين فيؤدي إلى خلل في الجهاز العصبي و التناسلي وحتى في تكوين العيون،وبالتالي نجد أن سوء التغذية يمكن أن يؤدي إلى نقص في وزن المواليد والذي يعتبر أمرا بالغ الخطورة لأنه قد يسبب الوفاة. 

ومن هنا نجد أن التوازن الغذائي ضروري للمحافظة على نمو الجسم وأداء وظائفه،ووقايته من الأمراض خاصة إذا كان ذلك التوازن يشمل عناصر متكاملة من مواد بروتينية ونشوية و سكرية ودهنية وأملاح معدنية وفيتامينات وماء بالنسب التي يحتاج إليها الجسم.

(الزغلول و الهنداوي، 2014، ص 156)

البيئة:

البيئة هي المجال الذي يحيط بالفرد ويؤثر فيه ويتأثر به، وهذا يعني أن البيئة تشير إلى كل العوامل التي يمكن أن تتفاعل مع الفرد طوال حياته، وعلى ذلك تشمل البيئة العوامل الطبيعية والجغرافية التي يعيش في وسطها الإنسان كما تشمل البشر الذين يحيطون به والعلاقات الإجتماعية التي تحكمهم كما تشمل كل الكائنات الأخرى من نبات وحيوان، ويغلب أن تقسم البيئة قسمين:

البيئة الطبيعية بعناصرها المادية أو الفيزيقية وبما فيها من نبات وحيوان والبيئة الثقافية بعناصرها الإنسانية والإجتماعية.

وقبل التعرض لتأثير البيئة بشقيها الطبيعي والثقافي فهناك البيئة الرحمية التي يعيش فيها الإنسان من قبل ولادته، فترة الحمل حيث أن العوامل الوراثية ينتهي عملها بإتحاد الحيوان المنوي بالبويضة الأنثوية وتفاعل الصبغيات الآتية من الوالد مع الصبغيات الآتية من الوالدة وتتحد كل الصفات الوراثية التي قدر للفرد أن يرثها عن أبويه وعن أجداده وأسلافه من هذا الإتحاد رغم أن هذا الإتحاد يتم في وسط أو بيئة معينة ويخضع لظروف وحالة هذه البيئة وأي تأثير يتعرض له الجنين بعد ذلك يعتبر تأثيرا بيئيا يحدث في بيئة الرحم، فحالة التغذية عند الأم والأمراض التي تتعرض لها ولأمرها والحال الانفعالية في العمل كل هذه العوامل تؤثر في حال الجنين   أما العناصر الطبيعية.

 (كفافي،2009 ، ص46)

أما العناصر الطبيعية ( الفيزيقية ) في البيئة من مناخ، طبع المنطقة، موقعها في الكرة الأرضية والظروف المحيطة بقساوتها، كلها تؤثر على شخصية الفرد وطبعه، هكذا سكان حوض البحر الأبيض المتوسط يعرفون بقصر قامتهم، سمرة بشرتهم وانبساطهم وتفتحهم في العلاقات الإجتماعية عكس سكان الشمال الأوروبي.

 (دريوش،دت،ص21)

أما العناصر الثقافية في البيئة فهي أكثر تأثيرا من العناصر الطبيعية على الإنسان وتتضمن هذه العناصر الأسرة والمدرسة وجماعة الأقران ومختلف المؤسسات الإجتماعية والثقافية في المجتمع، ولكل من هذه العناصر تأثيرها الفعال على جانب معين من جوانب النمو أو على النمو الكلي للإنسان ولكن مما شك فيه أن الأسرة تتقدم هذه العناصر كلها، وفيما يلي نشير بإشارة سريعة لكل من هذه العناصر .

(كفافي،2009، ص46-47 )

  •  الأسرة:

يعظم تأثير الأسرة على الفرد لأنها تمارس تأثيرها عليه في الفترة التي تكون فيها في فترة التشكيل، ويمكن أن نميز في الأسرة جوانب مختلفة ومتعددة يؤثر كل منها في نمو الطفل، من هذه الجوانب حجم الأسرة من حيث كونها صغيرة أو كبيرة ونمطها أي من حيث كونها نووية أو ممتدة وتبين البحوث أن الأسرة التي تشبع حاجات الطفل بدون تطرف أو مغالات هي التي توفر المناخ المناسب لنموه نموا سويا.

(كفافي،2009، ص46)

ومن أهم العوامل الأسرية التي تلعب دورا كبيرا في نمو الطفل وبناء شخصيته، غياب أو وجود الوالدين، نمط شخصية الوالدين، أساليب التنشئة الإجتماعية.

 (لرينونة، 2015، ص86 )

وكذلك المستوى الإقتصادي والإجتماعي للأسرة لأن هذا المستوى يمكن الأسرة من تقديم خدمات أفضل ورعاية أشمل للطفل ومن العوامل الأسرية الهامة أيضا هي ترتيب الطفل الولادي حيث أوضح أولر مواسن مدرسة علم النفس الفردي أن ترتيب الطفل بين إخوته يحدد له وصفا سيكولوجيا في الأسرة، فالطفل الأول يختلف عن الأوسط وعن الأخير فالأول مثلا تقيدا للمعاير الإجتماعية عن بقية إخوته.

  •  المدرسة:

من المعروف أن التلاميذ يتأثرون إلى حد كبير بمعلميهم ويتخذونهم قدوة ومثلا عليا في السلوك كما أن الطفل ينمو إجتماعيا من خلال تعامله مع أقرانه ويخبر أساليب التعاون والتنافس والتسامح والتضحية في العمل والدراسة، وتصبح جماعة الأقران بالنسبة له جماعة مرجعية يجب أن يتوافق معها وأن يحظى فيها بمكانة طيبة.

  • المؤسسات الإجتماعية والاعلامية:

أما المؤسسات الإجتماعية والاعلامية الأخرى فلا يخلو نشاطها من تأثير على الطفل مثل التليفزيون والإذاعة، المكتبات العامة والمعارض والمتاحف والصحف والمجلات، وبالتالي فهي تسهم في تعميق الوازع الديني في نفوس الناشئة وكذلك الأندية والجمعيات الثقافية والإجتماعية وغيرها من المؤسسات لها دور تربوي يكمل عمل الأسرة والمدرسة.

(كفافي،2009، ص48)

وعلى العموم، كلما كانت البيئة صحية ومتنوعة كان تأثيرها حسنا في النمو، وكلما كانت البيئة غير ملائمة، أثرت تأثيرا سيئا على النمو، فالجوع في الغذاء قد يؤدي "إلى الهزال أو الموت كذلك يمكن أن نرى كيف يصل الحال بالفرد حين يجوع عقليا وحين يجوع اجتماعية أيضا.

 (زهران،2001، ص 45 )

  •   النضج والتعلم: يعد النضج و التعلم من اهم العوامل المؤثرة في النمو.                 

النضج: لكي ينمو الفرد نموا سليما فهو بلا شك محتاج الى نضج العضلات و الاطراف و بقية اعضاء الجسم المختلفة، بحيث تصبح هذه الاعضاء قادرة على اداء عملها.

والنضج هو النمو الطبيعي التلقائي الذي لا يحتاج الى تعليم او تدريب فنمو القدرات العقلية تحتاج الى نضج في الجهاز العصبي اولا ، و نمو المهارات كالمشي تحتاج الى نمو الارجل و الايدي اولا ، و نمو الكلام و المفردات اللغوية يحتاج الى نمو الحبال الصوتية ’ و هكذا فالنضج الجسمي العضوي شرط اساس للنمو العقلي و الاجتماعي و الانفعالي.

( ابو جعفر،2014، ص 32) 

و يتضمن النضج عمليات النمو الطبيعي التلقائي التي يشترك فيها الافراد جميعا و التي تتمخض عن تغيرات منتظمة في سلوك الفرد بصرف النظر عن اي تدريب او خبرة سابقة ، اي انه امر تقرره الوراثة. و قد يمضي النمو طبقا للخطة الطبيعية للنضج على الرغم من التقلبات التي قد تعتري البيئة بشرط الا تتجاوز هذه التقلبات حدا معينا .

ان الجنين لا يمكن ان يولد و يعيش ما لم يلبث في بطن امه سبعة اشهر كاملة على الاقل ، و كذلك الطفل لا يمكن ان يكتب ما لم تنضج عضلاته و قدراته اللازمة في الكتابة ، و الفتاة لا تحمل الا اذا نضج جهازها التناسلي ... و هكذا. و يلاحظ ان كل سلوك يظل في انتظار بلوغ البناء الجسمي درجة من النضج كافية للقيام بهذا السلوك.

( زهران، 2001، ص52 )

التعلم: هو التغير في السلوك نتيجة للخبرة و الممارسة ، و يتعلم الاطفال الجديد من السلوك بصفة مستمرة. و تتضمن عملية التعلم النشاط العقلي الذي يمارس فيه الفرد نوعا من الخبرة الجديدة و ما يتمخض عن هذا من نتائج سواء كانت في شكل معارف او مهارات او عادات او اتجاهات او قيم او معايير، و تلعب دورا هاما في هذا الصدد.

و التدريب و التعلم ضروريان ايضا اذا ما توفر النضج لنمو اي مهارة او قوة حركية عقلية او معرفية فلو لم نعلم الطفل اللغة العربية فسوف لن يتعلمها حتى و ان كان جهازه الكلامي قادرا على النطق و كذلك الكتابة و الموسيقى و الرياضة وغيرها من المهارات الحركية و العقلية

( ابو جعفر،2014، ص 32)

و هناك عدد من التعميمات فيما يتعلق بالنضج و المهارة و الكفاية التي يبلغها الفرد عن طريق التعلم و التدريب . و اهم هذه التعميمات:

  • كلما كان الفرد أكثر نضجا كلما قل مقدار التدريب اللازم للوصول إلي حد معين من الكفاية .
  • إذا التدريب السابق لأوانه محبطا، فقد يكون ضرره أكثر من نفعه.

( زهران، 2001، ص 53)