2. تاريخ علم النفس
2.3. علم النفس في القرن 19م و 20م
ظل علم النفس فرعا من الفلسفة التأملية و العقلية وقتا طويلا وإن تحدد موضوعه بعض الشيء فإن منهج البحث فيه ظل جدلا و تأملا فلسفيا ، ثم أخذ التفكير الانساني بعد ذلك ينحو جهة دراسة الظواهر الطبيعية و القوانين ، الأمر الذي أثر في مجرى الدراسات السيكولوجية فلقد اكتشفت في هذه الفترة وظائف الجهاز العصبي ، وقامت دراسات على الأساس العصبي للفعل المنعكس ووضعت أصول علم الغدد الصماء و فكرة التوازن الفسيولوجي. دارون : لقد كان البيولوجى قبل دوران يهتم بالوصف والتصفيف بالتسميات و التعاريف ، ثم جاء دارون فتحول الاهتمام إلى ديناميكية الوظيفة البيولوجية و سبب الاختلاف بين الأجناس و أصل الانسان و التطور و كان لنظرية النشوء و الارتقاء لدارون أنها قضت على الرأى الذي قال به ديكارت ، فالانسان ككائن بيولوجي لا يختلف عن الحيوان إلا في ارتقائه في سلم التطور البيولوجي. ولقد أدى هذا كله بالباحثين إلى دراسة سلوك الحيوان كمدخل لدراسة سلوك الانسان ،كذلك دراسة أثرر البيئة و الوراثة على التطور و على مراحل النمو النفسي للانسان. فونت : قام فونت بتجارب حول العمليات الفسيلوجية المتصلة بالحواس و قياس زمن الرجع ، و كذلك بدراسته حول مكونات الشعور و العمليات الشعورية و كان يستخدم في هذا منهج التأمل الباطني، فأسس هذا العالم الألماني أول مخبر في علم النفس التجريبي في ألمانيا عام 1879م ، وبدأ علم النفس يستقل و يذهب مذهب العلوم الطبيعية. و لقد ساهم تلاميذ فونت الأمريكيون بعد ذلك في ترسيخ استقلال علم النفس عن الفلسفة، وجعله علما بالمعنى الحقيقي لهذا اللفظ، فظهر علم النفس التطبيقي و سيكولوجية الطفل ، و علم النفس الوظيفي و لابد هنا من الاشارة إلى : فرانسيس جالتون الذي جاء بدراسة الفروق الفردية و بعلم النفس الفرد و كانت دراسته تقوم على دراسة التوائم و تاريخ حياة الفرد و العوامل الوراثية .و إلى جهود بيرسن و سبيرمان و استخدامهما للأساليب الإحصائية في معالجة المشكلات السيكولوجية التي تناولاها. فرويد : بينت جهود فرويد وجود حياة لاشعورية للفرد إلى جانب حياته الشعورية ، فحياة الفرد اللاشعورية فيها الدوافع و مخاوف و تفكير و تذكر و إدراك، وكل هذه تجري على نحو لاشعوري يبدو على سلوكه القسري و غالبا ما تكون سببا للإضطرابات النفسية أو العقلية ( سنتطرق إلى اسهاماته بالتفصيل في نظريته التي أسسها الموسومة بالتحليل النفسي)