2. تاريخ علم النفس
2.2. علم النفس في عصر النهضة
اختص رجال الدين في المسيحية و الاسلام بدراسة الروح، و الفلاسفة بدراسة العقل ،الأمر الذي جعل هذه المرحلة مرحلة دراسة العقل، اذن فإن علم النفس هنا يكون علم دراسة العقل و ان كانت المحاولات الفكرية تدور في نطاق ثنائية الجسم و العقل ، و ذلك كله بطريقة تأملية. ديكارت : بدأ ديكارت في الدراسة النفسية مستخدما الاكتشافات العلمية التي قامت في علم الفسيولوجيا و علم الطبيعة فلقد حاول حل مشكلة العلاقة بين العقل و الجسم، ذلك أن الجسم من خصائصه الجوهريية الامتداد في المكان ، أما خاصية العقل فهي التفكير و الشعور لذا فهما مختلفان و ليس بينهما أي ارتباط طبيعي، إنما الارتباط هو تفاعل ميكانييكي يجري في الغدة الصنوبرية في المخ . و اقد أقام ديكارت نظرية الفعل المنعكس الفسيوسيكولوجية حيث يرى ديكارت أن الحيوان لايشعر و لا يفكر إنما هو يستجيب للمنبهات الخارجية، أما الانسان فإنه يعقل، و يشعر فالشعور خاصية من خواص العقل ، و الشعور هو ما يفكر فيه الانسان و ما يستطيع ملاحظته في نفسه و يعبر عنه، و بذلك أصبح علم النفس هو علم الشعور . جون لوك، هارتيللي ، هيوم، هربرت و سبنسر : لقد ظهرت المدرسة الانجليزية الترابطية التي قام على تأسيسها لوك و من أنصارها هارتللي و هيوم و سبنسر كان لها أثرا بالغا في توجيه الدراسات النفسية حتى نهاية القرن 19 م و من المسلمات الأساسية التي كانت تعتنقها هذه المدرسة أن الانسان يولد و عقله صفحة بيضاء تنقش الخبرات الحسية عليها ما تريد ، و ليس قبل الخبرة في العقل من شسء و مصدر هذه الخبرة الحواس و الاحساسات هي عناصر العقل ووحداته ، وتكون هذه الاحساسات في أول أمرها غير مترابطة و غير منظمة ، ثم تترابط و تتنظم هذه العناصر لما بينها من تشابه أو تضاد أو تجاوز في المكان أو الزمان.ومن هذه الترابطات تنشأ العمليات العقلية مثل الإدراك و التخيل و التفكير و الابداع ، وتتميز عملية الترابط هذه بأنها ألية ميكانيكية.