2. تاريخ علم النفس
2.1. علم النفس عند العرب و المسلمين
ن العلماء المسلمين في دراساتهم النفسية قد استمدوا العديد من العناصر البنائية لفلسفتهم من اليونان إلا أن كيفية استخدامها و طبيعة هيكلها البنائي مختلف تماما ، ذلك أن علماء المسلمين قد أقاموا فلسفتهم من منظور الدين الاسلامي ، وعلى هذا نظروا للانسان نظرة دينية. و بالرغم من تأثر الفلسفة الاسلامية بالفلسفة اليونانية ، ولكن هذا لم يستمر طويلا ، وقد ظهر العديد من المفكرين منهم : الفرابي 257-339 ق م : أكبر فلاسفة المسلمين ،وهو من بلاد التركستان ولقد تفوقت دراساته النفسية حيث عرف النفس بأنها كمال أول لجسم طبيعي ألي ذو حياة بالقوة ، وقال أن النفس العاقلة هي جوهر الانسان ، وأن النفس توجد مع تواجد الجسم في ذات الوقت عكس أفلاطون كما أنه يؤكد أن صلة النفس بالجسم تشبه صلة السجين بسجنه و لكنها تظطر مادامت في هذه الحياة إلى مساعدة البدن الذي هو محل لها .و أيضا اكد الفرابي في دراساته عن النفس بأنها تنقسم إلى قسمين الاول موكل بالعمل و الثاني بالادراك ، كما تاثر برأي أرسطو فيما يخص الفروق الفردية بين الناس. كما كان للفرابي أيضا بعض الدراسات في علم النفس الاجتماعي حيث يرى أن الانسان في احتياج إلى جماعة تشبع حاجاتهن وقد وضح ذلك في مدينته الفاضلة التي ركز فيها على تعاون أعضائها مما يحقق لهم السعادة ، وقد وضح دور القائد أو رئيس الجماعة و صفاته التي يجب أن يتسم بها في قيادته للجماعةمن صحة جسمية و ذكاء ومحبا للعلم و الصدق و العدل و الشجاعة. إبن سينا 370-428 هجري : وهو فارسي الاصل وهو من أشهر أطباء المسلمين وهو صاحب نظرية النفس النباتية و التي هي كمال الجسم ، ثم النفس الحيوانية و لها قوتان محركة و مدركة ، أما النفس الثالثة التي تحدث عنها ابن سينا هي النفس الناطقة الانسانية و هي نفس عاملة ونفس عالمة ، أي عقل علمي و عقل عملي فالأول هو الذي يحرك بدن الانسان إلى الأفعال الجزئية الخاصة ، أما الثاني فهو قوة نظرية تتطبع بالصورة الكلية المجردة. الغزالي 450-505 هجري ويسمى أبو حامد الغزالي نسبة إلى بلدة الغزالة بخراسان، و نظريته في علم النفس تحدث فيها عن قوى النفس حيث يقول ان البدن مملكة النفس التي لها قوة عقلية مفكرة ونفس شهوانية ، ونفس غضبية فإذا استعانت النفس بالعقل أي أصبحت عاقلة فإنها تقمح النفس الشهوانية و تقلل من الغضب و تؤدي إلى تحسن الأخلاق.وتحدث الغزالى عن الدوافع و صنفها إلى أربع أنواع هي : دوافع الطعام و الجنس - الدوافع الغضبية - الدوافع الشيطانية - و الدوافع الربوبية أي المثل العليا .وتناول موضوع إعلاء الدوافع فهو يرى أن الدوافع العضوية يجب أن تخدم أهدافا دينية . و تحدث عن الانفعالات و قسمها إلى مجموعتين مجموعة تتميز بالألم مثل الخوف و الغضب ، والمجموعة الأخرى تتسم بالارتياح مثل الفرح ، وقد حلل كل انفعال إلى ثلاث عناصر هي : المثير و قد يكون خارجا أو داخليا ، أما العنصر الثاني فهو الشخص نفسه و هنا يختلف الناس في شدة انفعالهم طبقا لخبرتهم و درجة نضجهم، أما العنصر الثالث فهو الاستجابة أي أن الانفعال له مثير و استجابة و بينهما الانسان الذي يتأثربالمثير و يكون الاستجابة الانفعالية لهذا المثير . كما تحدث عن أثر هته الانفعالات و ما تحدثه من تغرات لدى الانسان من رعشة و اضطراب الكلام و الحركة و تغير اللون و غيرها.و أيضا من ضمن دراسات الغزالى دراساته في علم النفس الاجتماعي حيث يعتبر الانسان اجتماعي بالفطرة ، فأي إنسان عليه أن يحدد أهدافه ، وأن رغبة الانسان في تحقيق أهدافه الاجتماعية و إشباع دوافعه الحياتية في مجتمع معين هي غاية إلهية ضرورية لاستمرار الحياة الاجتماعية و العضوية و الدنيوية. ابن رشد 525-599 هجري : ولد في قرطبة بالأندلس و لقد احتوت دراساته في علم النفس نظريته في النفس حيث قال بأن كل جسم مركب من مادة و صورة فالمادة هي الجسم و الصورة هي النفس التي تتكون من خمسة أجزاء هي : النباتية ، الحساسة، المتخيلة ، النزوعية، الناطقة . ابن خلدون 732-808 هجري : ولد بتونس و له عدة مؤلفات من أبرزها ديوان المبتدأ و الخبر في أيام العرب و العجم و البربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر ، وقد تبين في سيكولوجية الجماعة و علم نفس الشعوب ، وقد اهتم بدراسة علم النفس الاجتماعي ، ثم وضح أثر البيئة على سلوك الفرد ، كما أن له العديد من الاراء في علم النفس التربوي فقد وضح السلوك الذي يجب أن يتبع في عملية التدريس حتى تحقق العملية التربوية اهدافها.