2. تاريخ علم النفس
علم النفس عند اليونان:
تعتبر الحضارة اليونانية من أعظم الحضارات ، فهم أول من درسوا علم النفس دراسة منظمة على يد فلاسفة من أشهرهم العالم : ديمقريطس 460- 370 ق م : وهو يعتبر من أوائل علماء النفس السلوكيين و له نظريته في الاحساس التي تعني بأن العضو الحساس مهأ لاستقبال الاحساسات الخاصة به. كما أنه يفسر الوظائف النفسية على أساس الحركة، ومن أقواله أن الأحلام تدخل إلى الجسم في حالة ضعفه سواء أكان عند النوم أو في اليقضة سقراط 477- 399 ق م : لقد أوضح قيم و فضائل متعددة كالخير و العدل و الشجاعة و الجمال، اهتم في فلسفته بالانسان ، و من أهم تعاليمه النفسية قوله المشهور اعرف نفسك فهو يرى أن المعارف الحقيقية موجودة داخل الأنسان ن كما يرى أن الطبيعة الانسانية تحتوي على قوتين هما العقل، و الشهوة وهما في صراع دائم. أفلاطون 427- 347 ق م : و هو يعتبر ثاني أشهر الفلاسفة ، وله اكتشافات هامة في علم النفس القديم و من أهم أعماله جمهورية أفلاطون كما له اسهامات واسعة فله عدة نظريات منها نظرية افلاطون في علم النفس القائلة بأن النفس و الجسد شيئان مختلفان ، وأن النفس سابقة على الجسد و النفس خالدة و تحتوي على أسام ثلاثة و هي : النفس العاقلة و مركزها الرأس، و النفس الغضبية و مركزها القلب، و النفس الشهوانية و مكانها البطن مع وجود صراع بين هته الأنفس، و يتحدد السواء و الكمال بسيطرة النفس العاقلة .و النظرية الثانية هي نظرية المعرفة و قوامها أن النفس أقدم من الجسد إذن فهي كانت تعيش في عالم سابق قبل وجود الجسد أسماه أفلاطون عالم المثل ، فالمعرفة الحقيقية حسبه هي استعادة الانسان لمعرفته بهذه المثل ، وذلك لايتم إلا باتباع المنهج الاستدلالي العقلي الذي يعتمد على التفكير المجرد.كما يعد أفلاطون أول من اهتم بدراسة الفروق الفردية ،حيث اهتم في مدينته الفاضلة باختيار الناس حسب قدراتهم و توجيههم إلى الأعمال التي تتناسب مع هذه القدرات. أرسطو 384- 322 ق م و يعد من أوائل علماء النفس و له مؤلفه الشهير في هذا المجال وهو كتاب النفس كما جعل دراسة علم النفس مع العلوم الطبيعية على أن كل شيء طبيعي يتكون من المادة و الصورة ، وكذلك الانسان فهو مادة و صورة ، فالمادة هي جسمه و الصورة هي نفسه ، وبذلك أكد أن الجسم و النفس كلا واحد لا يتجزأ. و قد فرق أرسطو بين ثلاثة أنواع من الأنفس الأولى هي النففس النامية و هي أساس الحياة و النمو، أما الثانية فهي النفس الحيوانية ووظيفتها الحركة و الاحساس باستخدام الحواس الخمس، أما النفس الثالثة فهي النفس الناطقة صاحبة الفكر و التفكير و ينفرد بها الانسان دون غيره من الكائنات. ومن اسهاماته أيضا في علم النفس نظريته في الوسط السعيد حيث أكد ان السعادة في الفضيلة ، و الفضيلة وسط أي تقع بين طرفين متناقضين كلاهما يمثل الرذيلة مثلا الشجاعة وسط بين الجبن و التهور. و هكذا نرى أن الفلسفة اليونانية فلسفة أرسطو و أفلاطون قد سادت العصر القديم و العصر الوسيط و أثرت على الفكر الإنساني.