4. ظهور الكوانتم

لقد أوضحت الفيزياء الكلاسيكية أن معظم الأنظمة الفيزيائية القديمة ابتداء من فيزياء نيوتن حتى فيزياء الكوانتم(الكم) قد ارتكبت نفس الخطأ،وهو خطأ اعتبار أن المظهر هو الحقيقة ،فقد أغفلت وجود حقيقة أعمق تكمن وراء وجاءت نظرية الكوانتم لتبين أنه علينا الغوص في الطبيعة العميقة للحقيقة ،قبل أن نتمكن من فهم عالم المظهر إلى درجة تسمح لنا بالتنبؤ بنتائج التجارب ،لكن التغيير الذي أحدثته نظرية الكوانتم ليس مجرد استمرار لأفكار الماضي ،بل يبدو انقطاعا حقيقيا عنها في بنية الفيزياء الحديثة.

  تُصور لنا نظرية الكوانتم مفاهيم جديدة في فيزياء الذرة،حيث تعرض لنا صورتين متناقضتين للضوء:صورة جسيمية وأخرى موجية،فالصورة الجسيمية عندما تُصور لنا الظواهر تكون محتوياتها نفس مافي الصورة المألوفة للعالم العادي،أي عبارة عن مادة وإشعاع يتواجدان ويتحركان في المكان والزمان ،أما الصورة الموجية فتحتوي على اضطرابات شبيهة بالأمواج،وبنفس الشكل علمتنا نظرية الكوانتم الحديثة أن نفعل دون مفهوم القياس المطلق للزمان ودون مفهوم الحوادث الموضوعية في المكان والزمان[1].



[1]  حسين شعبان:النزعة العقلانية في فلسفة العلم المعاصر،منشأة المعارف،الاسكندرية،مصر،1998،ص65.