Aperçu des sections

  • Section 1

  • Section 2

    • II.    دراسة الاحزاب السياسية والجمعيات الوطنيـة 1926- 1939 وبروز الحركة الوطنية الجزائرية:

       لقد كانت حركة الشبان الجزائـريين أول حركـة سياسـية جمعـت مختلـف تيـارات النخبـة الجزائريـة ،وقد كان للانقسام الحاصل داخل الحركة بداية من عام 1919 وانسحاب أنصار التصور الاندماجي بفعل عدم تطابق أفكارهم مع جماعـة الأمـير خالـد، دافعـا لظهـور صـورة جديـدة مـن الأحـزاب والحركـات السياسية، يطلق عليها غالبا اسم "الحركة الوطنية" نستعرض عناصرها فيما يلي:    

      (1   نجم شمال إفريقيا:      Etoile Nord Africaine (E.N.A)  

      أسسه الحاج علي عبد القادر-عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفرنسي- في 20 جوان 1926 في باريسبهدف جمع مناضلي المغرب العربي، أسندت رآسته الشرفية للتونسي الشاذلي خير الدين ، ومن الناحية الفعلية كان الحاج علي رئيسا للحزب ومصالي الحاج أمينا عاما ، وشبيلة الجيلالي امين المال ، لكنه أصبح حزبا جزائريا خالصا بعد طرد الشادلي خير الدين من فرنسا قي 27 ديسمبر 1927 وتولى الدور الاكبر فيه مصالي الحاج خصوصا بعد انسحاب الحاج علي سنة 1930 ، واستطاع الحزب ان يستقطب فئة عريضة من المهاجرين  الجزائريين لكنه لم يعمر طويلا حيث أقرت السلطات الفرنسية حل الحزب بتاريخ 20 نوفمبر 1929 مما دفع بأعضائه الى العمل السري لمدة ثلاث سنوات عادوا بعدها الى العمل القانوني تحت اسم جديد هو حزب نجم شمال افريقياالمجيد ( G.E.N.A) 28 ماي 1933 وتضمن برنامج الحزب النقاط التالية :([1])

            - إنشاء برلمان وطني منتخب من قبل كل الشعب الجزائري.

      -         تأسيس حكومة وطنية جزائرية مستقلة.

      -         إلغاء كل القوانين الاستثنائية، وإلغاء نظام البلديات المختلطة.

      -         الاعتراف بالحريات الأساسية وإجبارية التعليم باللغة العربية.

                     غير أن مصالي الحاج واصل نشاطه  بدءا من جويلية 1935 تحت اسم حزبه القديم "نجم شمال إفريقيا" بعد قرار للمحكمة الفرنسية بعدم قانونية قرار الحل، لكن فرنسا عادت من جديد إلى سياسة التضييق على نشاط الحزب وملاحقة قادته، وبالرغم من أن الحزب حتى هذا التاريخ بقي نشاطه مقتصرا على داخل فرنسا، إلا انه قد اكتسب شعبية كبيرة في الجزائر أيضا، وقد كان لفشل مصالي الحاج في إقناع وفد المؤتمر الإسلامي  بالتخلي عن فكـرة التمثيـل والجنسـية الفرنسـية لـدى زيـارة الوفـد إلى باريس لتقديم مطالبه إلى الحكومة الفرنسية في باريس، أثره الكبير في دفع مصـالي الحـاج إلى نقـل نشـاطه السياسـي إلى الجزائـر، وقـد كانـت مواقفه هـذه سـببا في إقـدام الحكومـة الشعبية علـى حـل حـزب الشعب بموجب مرسوم 26 جانفي 1937. 

       

      2) فدرالية نواب مسلمي شمال إفريقيا: Fédération des Elus  Musulmans d'Algéri (F.E.M.A

      ظهرت هذه الحركة بتاريخ 18 جوان 1927 على يد مجموعة من المنتخبين الجزائريين المعروفين بفكرة الاندماج، تولى رآستها بلقاسم بن التهامي، والى جانبه محمد الصالح بن جلول وفرحات عباس ، وكانت جريدة التقدم لسان حال هذه الحركة، وكانت تطالب بما يلي:([2])

      -                    المساواة السياسية والإدارية والعسكرية بين الأوروبيين والجزائريين.

      -                    تطبيق القوانين الاجتماعية على الجزائريين

      غير ان افكار هذه الحركة لم تلق  إقبالا شعبيا ، وانسحب منها ابن جلول سنة 1938 ثم انسحب منهـا فرحات عبـاس، حيث قـام ابن جلـول بتأسـيس حركة جديـدة سماها "التجمـع الفرنسي الاسلامي  الجزائري (R.F.M.A ) في جويلية 1938 ،واحتفظ بنفس المطالب تقريبا ولم يكن لهذه الحركة اي تاثير في الساحة السياسية الوطنية .

              

      3) جمعية العلماء المسلمين الجزائريين:

      تأسست في 05 ماي 1931 علـى يـد مجموعـة مـن الإصـلاحيين، انتخـب الإمـام عبـد الحميـد بن باديس رئيسا لها، وبعد وفاتـه في 1940 خلفـه نائبـه الشـيخ البشـير الإبراهيمـي-رحمهمـا اﷲ- وكانـت مجلة" الشهاب" منبرا للجمعية حـتى سـنة 1939، وهـي في الحقيقـة حركـة إصـلاحية أكثـر منهـا سياسـية ،اهتمت بإصلاح الأوضـاع الاجتماعيـة والثقافيـة للمجتمـع الجزائـري، وبالتصـدي لرجـال الطـرق والمبشـرين ودعاة التجنيس، كما اهتمت بإحياء اللغة العربية وبفتح المدارس، وكانت جريـدة "البصـائر" لسـان حـال الجمعية. 

      وبالرغم من طابعها الإصلاحي، سـعت الجمعيـة إلى فـرض نفسـها علـى السـاحة السياسـية إلى جانب باقي تيارات الحركة الوطنية، وعلى سبيل المثال، كانت الجمعية احد أطراف المؤتمر الإسلامي الجزائري المنعقد في 07 جوان 1936، وكان ابن بـاديس والإبراهيمي ضمن الوفد الذي التقى برئيس الحكومـة الفرنسـية ليـون بلـوم L. Blum والنائـب مـوريس فيوليـت M. Viollette في بـاريس، وتمخـض عن هذه الزيارة ما عرف بمشروع بلوم-فيوليت الذي قابله المستوطنون باستنكار شديد، واضطرت الحكومة لسحبه بعد رفضه من قبل مجلس الشيوخ الفرنسي في سبتمبر 1938 ([3])

      وكانت الجمعية أيضا احد أطراف تحالف الحركات الوطنيـة في جـانفي 1943، وهـو التحـالف الذي نتج عنه ظهور بيان الشعب الجزائـري 10 فيفـري 1943، وعضـوا أيضـا في تحـالف جـوان 1951، وكانت تتمتع بقاعدة شعبية كبيرة في الجزائر. 

       

      4) الحزب الشيوعي الجزائري:

      يرجع ظهور الحـزب الشـيوعي الجزائـري كحـزب مسـتقل إلى 17 أكتـوبر 1936، رغـم انـه كـان فرعـا للحزب الشـيوعي الفرنسي منـذ 1924، في البداية كـان أغلبية أعضـائه من الفرنسـيين، لكن نفوذ الجزائريين في أجهزته عرف تطورا ملحوظا حتى أصبحوا يشكلون أغلبية أعضائه بدءا من سنة 1946. 

      في البداية كان الحزب الشيوعي من مؤيدي استقلال الجزائر، لكنه اصبح فيما بعد مـن دعـاة الإدماج، وكان من ابرز أعضائه الجزائريين عمار أوزقان، محمد بن الاكحل، والصادق هجريس، وقد حاول الحزب الشيوعي التقـرب من باقي تيارات الحركة الوطنية عام 1936، وكان من اشد خصوم مصالي الحاج وحزب الشعب، والحقيقة أن هذا الحزب لم يكن له برنامجا سياسيا واضحا، وظل حزبا هامشيا في الجزائر، رغم أن الكثير من عناصره قد التحقت بالثورة عام 1956. 

      5) اتحاد الشعب الجزائريL'Union du Peuple Algérien (U.P.A                                                             تأسس هذا الحزب سنة1938 على يد فرحات عباس بعد انفصاله عن ابن جلول، وقد كان لفشـل مشـروع بلـوم-فيوليـت أثـره الكبـير في ابتعـاد فرحـات عبـاس عـن ابـن جلـول والانـدماجيين واعتنـاق المبادئ الوطنية، واهتم برنامجه السياسي بمحاربة الاستعمار والامبريالية، والمطالبة بالإصلاحات السياسية والاقتصادية والثقافية للجزائريين ([4])

      ويعتبر فرحات عباس أهم الشخصيات الفاعلة في تحضير الوثيقة المعروفة بـ بيان الشعب الجزائري  Le manifeste du peuple Algérien في 10 فيفري 1943 والذي شاركت في إعـداده  كل الفعاليات السياسية في الجزائر ماعدا الحزب الشيوعي، ومن ابرز المطالب التي تضمنها البيان: 

      -         إزالة الاستعمار وتطبيق حق تقرير المصير

      -         وضع دستور خاص يضمن الحرية والمساواة التامة بين الجزائريين والأوروبيين.

      -         إطلاق سراح كل المعتقلين السياسيين. 

      وفي اجتماع الأعضاء في 26 ماي 1943 تم إضافة مطالب أخرى إلى البيان تتمثل أساسا في المشاركة الفعلية للممثلين المسلمين في تسيير الجزائر وتوزيع المناصب الحكومية بين الجزائريين والفرنسيين، غير أن البيان قد قوبل برفض السلطات الاستعمارية. 

      وفي 14 مارس 1944 أسس فرحات عباس حركة جديدة مع جمعية العلماء وأنصار حزب الشعب وهي حركة "أحباب البيان والحرية"  Les Amis de Manifeste et de la liberté  (A.M.L)

        وكـان مـن ابـرز أهـداف الحركـة تحقيـق فكـرة الجمهوريـة الجزائريـة باسـتقلال ذاتي وباتحـاد فـدرالي مع فرنسا، واصدر فرحات عباس لهذا الغرض جريدة  "المساواة" التي كانت تـوزع 50 ألـف نسـخة وكـان عباس رئيس تحريرها، وبلغ عدد مناضلي الحركة نصف مليون شخص، أما بن جلول فقد شكل مع الشيوعيين برئاسة تامزالي حركة أصدقاء الديمقراطية والحرية. 

       وبعد نفي مصالي الحاج بدا الخلاف داخل الحركة بين المعتدلين من أنصار فرحات عباس وبين الثوريين من أنصار حزب الشعب الذين سيطروا فعليا على بعض خلايا الحركة الجديدة ،وظهر هذا التطرف في مؤتمر الحركة في 02 مارس 1945 وفي غياب فرحات عباس المريض، وكان أنصار حزب الشعب يخططون في الحقيقة لعمل ثوري رغم دعوات فرحات عباس لهم بالهدوء حفاظا على وحدة التحالف ،وكان عباس على حق، لان مجازر 08 ماي كانت على الأبواب. 

       وجاءت أحداث 08 ماي 1945 التي سجن على إثرها فرحات عبـاس حـتى مـارس 1946، ليقرر بعدها مع جمعية العلماء الابتعاد عن أنصار حزب الشعب، وأسس عباس حزبا جديدا سماه "الاتحاد الديمقراطي للبيان الجزائري"  (U.D.M.A)

      L'Union Démocratique de Manifeste Algérien   في افريل 1946 رافعا شعاره الثلاثي"لا للاندماج، لا للأسياد الجدد، لا للانفصال" وقدم فرحات عباس المشروع السياسي لحزبه في 09 أوت 1946 وتضمن النقاط التالية: ([5])

      -         جمهورية جزائرية مستقلة ذاتيا ذات سيادة.

      -          دولة منظمة إلى الاتحاد الفرنسي.

      -         برلمان جزائري يتم انتخاب أعضائه من طرف كل الجزائريين.

      -         يمثل فرنسا في الجزائر مندوب عام له صوت استشاري في مجلس الوزراء.

      وقد كان لرفض فرنسا إدخال هذه المقترحات السياسية في دستور 20 سبتمبر1947 بالغ الأثر في توجيه المسار النضالي لفرحات عباس، وبشكل خاص نتائج انتخابات فيفري 1948 المزورة. 

       

       

       

      6) حزب الشعب الجزائري:  P.P.A

      بعد حل السلطات الاستعمارية لنجم شمال إفريقيا بموجب مرسوم 26 جانفي 1937، واصل قادة الحزب نشاطهم السياسي تحت اسم "جمعية أحباب الأمة" ثم انشؤوا حزب "الشعب الجزائري" في 11 مـارس 1937، وتبنى الحزب الجديد نفس البرنامج الـذي باشره نجم شمال إفريقيا، رغم أن مصالي الحاج حاول إظهار اعتداله من خلال رفعه لشعار الحزب"لا للاندماج، لا للانفصال، لكن نعم للتحرر" متخليا بذلك عن كلمة "الاستقلال". 

      ورغم ذلك باشرت السلطات الاستعمارية حملـة لتضـييق الخنـاق علـى مناضـلي الحـزب، حيـث تم توقيف جريدتي "الأمة" و"البرلمان الجزائري" في أوت 1939، ثم صدر مرسوم جديد في 26 سبتمبر 1939 يقضي بحل الحزب، وتم اعتقال 28 شخصية من مناضلي الحزب. ([6])

      وبعد حل الحزب واصل أعضاؤه النشاط السياسي في الخفـاء، وفي غيـاب مصـالي الحـاج، تـولى الأمين دباغين قيادة الحزب، ودخل أعضاؤه في مجموعة من التحالفات مع بـاقي تيـارات الحركـة الوطنيـة ،على غرار تحالف "أحباب البيان والحرية" في 14 مـارس 1944، لكـن أنصـار الحـزب وفي غيـاب مصـالي الحاج، بدا عليه التطرف والرغبة في اللجوء إلى العمل الثوري خـلال مـؤتمر الحركـة في 02 مـارس 1945، وبعد عودة مصالي الحاج إلى الجزائر في 13 أكتوبر 1946 وبهدف المشاركة في انتخابات 10 نوفمبر 1946 أسـس مصـالي الحـاج حزبـا جديـدا سمـاه حركـة انتصار الحريـات الديمقراطيـة    (M.T.L.D) Le Mouvement pour le Triomphe des Libertés Démocratiques     في نـوفمبر1946 .ونجح الحزب في افتكاك 05 مقاعد في البرلمان الفرنسي

       



      ([1]) سعيد بوالشعير: النظام السياسي  الجزائري مرجع سابق، ص 290

      ([2]) عمار عمورة مرجع سابق ، ص346.

      ([3]) سعيد بوشعير : المرجع السابق ، 235.

      ([4]) عمار عمورة،  مرجع سابق، ص363

      ([5])العربي الزبيري، تاريخ الجزائر المعاصر، الجزء الأول، اتحاد الكتاب العرب، 1999، ص( 106.107)

      ([6]) سعيد بوشعير : مرجع سابق ، ص305.

  • الحركة الوطنية بعد الحرب العالمية الثانية

  • التطبيق- أ. معماش

  • Section 5

  • Section 6

  • Section 7

  • Section 8

  • Section 9

  • Section 10