Section outline

  • مستويات التحليل اللغوي
    المستوى التركيبي (النحوي) 

    المستوى النحوي (التركيبي ):

    بنية اللغة لا تكتفي بمجرد صياغة المفردات وفق القواعد الصرفية,بل تحتاج إلى وظائف معينة تسمى:(الوظيفة النحوية) وهي التي تحتل الكلمات فيها مواقع معينة "رتب", وتشير إليها علامات معينة، نسميها علامات الإعراب في العربية، والتي تدل على نوع العلاقة الوظيفية والدلالية التي تربط بين الكلمات أو المفردات داخل التركيب, فمثلًا: ضرب موسى عيسى, وضرب عيسى موسى..بينهما اختلاف مرده إلى اختلاف الرتبة,فالموقع أو الرتبة يصبح ذا محتوى دلالي لأنه لا تظهر عليه علامات إعراب فهي أسماء مقصورة..

     فالموقع هو ذاته وظيفة: فاعل,مفعول بهتمييز,صفة..فهو إشارة (الموقع) إلى وظائف, والوظائف هي علاقات دلالية تربط الكلمات بعضها ببعض في الكلام أو وسط الكلام,وتزيد هذه العلاقات الدلالية تحديدًا بالعلامات الإعرابية التي هي (مؤشرات إضافية), وبالتالي تزيد في بيان نوع العلاقة النحوية والوظيفية والدلالية.

     هناك مؤشرات إضافية لغوية تستعين بها اللغة لبيان نوع العلاقة الوظيفية الدلالية التي تربط الكلمات بعضها ببعض داخل التركيب أو الجمل, وهي نوعان:

    أولًا- قرائن لفظية, وهي:

    1.  العلامات الإعرابية: في كلامنا نستغني – أحيانًا- عن الرتبة، فنقدم ونؤخر,ونغير الترتيب المعتاد للجملة من أجل غرض بلاغي، فتبقى علامات الإعراب هي المؤشر الدال على الوظيفة,مثال: " إنما يخشى اللهَ من عباده العلماءُ", خرجت هذه الآية عن النسق المعتاد للجملة "فعل-فاعل-مفعول به"، حيث تقدم المفعول به لفظ الجلالة (الله) على الفاعل (العلماء) وذلك لغرض بلاغي هو الحصر.والنصب،العلامة الإعرابية، هو الذي دل على أن المفعول به هو المتقدم، والمتأخر هو الفاعل.

    2. حروف العطف: مثل؛الواو,الباء,الفاء, وهي نوع آخر من المورفيمات ليست مستقلة ولا مقيدة, وإنما مورفيمات وظيفية، تدخل تحتها الظروف، وحروف المعاني، والأدوات بشكل عام..فالواو تكون للقسم,العطف,الحال,المعية..والذي يحدد وظيفتها السياق..كما أن اللام تكون:للأمر,التعليل,الجحود,الجر.

    3. صيغة الماضي (قرأ) تتجاوز معنى الماضي إذا ما كانت في جملة: " إن قرأت هذا الكتاب وجدته سهلًا"..فالماضي هنا يفيد المستقبل، فهو مرتبط بـ(الشرط)، فخرج عن معناه الأصلي. كذلك (حماك الله /رعاك الله) الفعل فيهما للدعاء.(الماضي في الدعاء لايفيد الماضي).

    4. الصيغة: هي المبنى الصرفي للأسماء والأفعال والصفات.وهي قرينة لفظية، يقدمها علم الصرف للنحو.مثال ذلك: الفاعل، والمفعول به، والمبتدأ، والخبر،ونائب الفاعل،يجب أن تكون صيغها أسماءً لا أفعالًا, لذلك لا يتوقع أن يأتي الفاعل فعلًا. "جاء,أتى".فلو قلنا :"جاء تأبط شرًا" للجأنا إلى التأويل عن طريق إعراب الحكاية, أي:جاء المسمى بجملة تأبط شرًا.

    5. الرتبة : الرتبة نوعان:

    أ . رتبة محفوظة:مثل تقدم الموصول على الصلة..الموصوف على الصفة..الفعل على الفاعل..المضاف على المضاف إليه..أدوات الشرط..والاستفهام..والجزم..والنفي..التي وصفت بأن لها الصدارة دومًا.

    ب. رتب غير محفوظة: مثل..تقدم المبتدأ على الخبر..الفاعل على المفعول به..الفعل على الحال..الفاعل على المفعول. احيانًا تكون هي القرينة الوحيدة لكشف علامة الاسناد ,مثل: ضرب موسى عيسى..موسى:فاعل..عيسى مفعول به..استنادًا إلى أن الأصل تقديم الفاعل وتأخير المفعول به..مع أن ذلك ليس رتبة محفوظة.

    6. المطابقة: قرينة لفظية توثق الصلة بين أجزاء التركيب، وتعين على إدراك العلاقات التي تربط بين المتطابقين. تكون المطابقة في العلامات الإعرابية,الشخص,العدد,النوع..فإذا قلنا:الرجال الصابرون يقدرون..كان التركيب تام المطابقة صحيحها.

    أما لو قلنا: الرجال الصابران يقدر.."الرجال جمع..والصابران مثنى..يقدر مفرد" فهنا أزيلت المطابقة من موضعين من التركيب.

    7. الربط: وهو قرينة لفظية تدل على اتصال أحد المترابطين بالآخر.وله دور في إبراز المطابقة بين أجزاء الكلام..ويكون الربط بالضمير مستترًا وبارزًا.. فالمستتر نحو: زيدٌ قام. والبارز: زيد قام أبوه.

    8. التضام: وهو أن يستلزم أحد العنصريين النحويين عنصرًا آخر. ويكون التضام على هيئة التلازم,مثل: الموصول والصلة..حرف الجر ومجروره..واو الحال وجملة الحال..حرف العطف والمعطوف..مثل: جاء الذي أحبه  "صلة الموصول".

    9. الأداة:هو مبنى صرفي يؤدي وظائف خاصة في التركيب النحوي. وتنبه علماء العربية الأوائل للأدوات وأثرها في فهم النصوص الدينية والآثار الأدبية.

    وتنقسم الأدوات إلى:

    أ. أدوات أصلية:لا تنتمي إلى أي مبنى صرفي سابق وإنما هي حروف وضعت لمعان خاصة عند أهل اللغة أساسًا,مثل: حروف الجر-العطف.

    ب. أدوات محولة: وهي التي تنتمي إلى مباني الأسماء والأفعال والظروف لكنها أشبهت بالحرف شبهًا معنويًا..مثل:"متى,أين,كيف".

    10. النغمة: وهي الإطار الصوتي الذي تقال به الجملة في السياق,فهناك أشكال للتنغيم تنطق بها الجملة الاستفهامية أو المنفية أو المؤكدة أو جملة التمني أو العرض..فلكل جملة من هذه الجمل شكل أو صيغة تنغيمية خاصة بها..وبناء على ما تقدم قد تكون النغمة قرينة أكيدة على المعنى النحوي ولا سيما حين يتصل الأمر بالجمل التأثرية, نحو:ياسلام!..يا الله!..لا!

    ثانيًا- القرائن المعنوية,وهي:

    1.الإسناد: وهي العلاقة الرابطة بين طرفي الإسناد كالعلاقة بين المبتدأ والخبر..والفعل والفاعل.

    2. التخصيص: وهي قرينة معنوية تضم مجموعة من المعاني,مثل:التعدية..الغائية..الظرفية..الإخراج.

    3. التعدية:ضرب عمرو زيدًا..إيقاع الضرب على زيد تخصيص لعلاقة الإسناد.

    الغائية (السببية):أن نأتي بالمفعول لأجله على التخصيص: أتيت رغبة ً في لقائك.

    الإخراج (الاستثناء): يدل الاستثناء على أن الإسناد لا يشمل المستثنى لأنه أخرج منه..نحو قولنا:نجح الطلابُ إلا عليًا..فإسناد النجاح هنا إلى الطلاب استثنيَ منه واحد للدلالة على إخراجه منهم.

    الظرفية:مثل:صحوت إذ تطلع الشمس..يخصص الإسناد بتقييده زمانًا أو مكانًا.