الخطوط العريضة للقسم

    • - التصميم الهندسي/ استعمال وتنظيم الفضاء:

      إن البيئة المادية للمدرسة هي الجانب الفيزيائي/ المادي للمدرسة ويضم الموقع العام والأبنية من الصفوف وقاعات ومختبرات ومرافق صحية ومطاعم وتجهيزاتها وأدواتها والفضاءات (ساحات الانتشار والملاعب والحدائق). ويتركز الاهتمام في البيئة المادية بالمباني المدرسية وعلاقتها بسلوك الطالب والتأثير المتبادل بينهما، اذ تلعب البيئة المادية دورا كبيرا ومهماً في إحداث التعلم وتؤثر تأثيرا كبيرا في شعور الطلبة بالراحة أو عدمها من خلال عدد من العوامل من أهمها (الصوت، والإضاءة، والبناء، وطلاء الجدران، والتهوية، وسعة الصفوف، والمقاعد، والساحة.. الخ.

      وتوصل جيمب (1978) من خلال عملية حسابية إلى أن المتوسط الذي يقضيه الفرد في المدرسة حوالي 14000 ساعة من الحضانة إلى الصف الثاني عشر، ويستغرق الأشخاص الذين يذهبون إلى مراحل ما قبل المدرسة أو الجامعة وقتا أطول من ذلك، وبالتالي فإن الأفراد الصغار يقضون معظم ساعات يقظتهم في بيئات مدرسية، وبناء على ذلك فمن المهم بمكان أن تكون المدرسة مكانا سارا وفعالا وتيسر خبرات التعلم.

      والمبنى المدرسي الحديث أصبح يخضع لمقاييس ومعايير علمية عديدة تأخذ بالحسبان عمليات التصميم، البناء، اختيار الموقع والبيئة المحيطة به، السلامة الهندسية والإنشائية لمختلف فراغاتها المدرسية.

      يجب أن يتوافر في تصميم المدرسة اختيار الموقع الملائم والتكوين الجميل، والملاعب المناسبة وحجرات الدراسة الصحية عن حيث التهوية والإضاءة ووضع المقاعد.

      كما يجب أن تحافظ المدرسة على نظافة ميادينها وفصولها وصيانتها وأن تحرص على تجميل المدرسة اعتبارا من مدخلها وحتى الفصول ببعض الزهور والفرش النظيف، واللوحات الجميلة البسيطة، إن كل هذا يجعل من مظهر المدرسة، شيئا باعثا على السرور والبهجة ويعمل على تكوين اتجاه إيجابي محبب نحو المدرسة.

      - المعايير التصميمية للمبنى المدرسي:

       يخضع انجاز المدرسة الابتدائية لمتطلبات الخريطة المدرسية، ويجب أن تغطي مقاطعة جغرافية لتسجيل التلاميذ التابعين لها بهدف تحقيق توزيع متوازن على المرافق المدرسية، وأن تتوفر زيادة على المرافق البيداغوجية والإدارية والصحية والسكنات الإلزامية قاعة الإعلام الآلي، قاعة مطالعة، قاعة متعددة النشاطات، قاعة الأساتذة، فضاء للتربية البدنية والرياضية، مطعم مدرسي، وتخصيص فضاءات مهيئة لفائدة التلاميذ المعاقين حركيا.

       أما بالنسبة للمقاييس الخاصة بالهياكل فيتم فتح مدرسة ابتدائية باعتبار ثلاث أفواج تربوية من ثلاث مستويات مختلفة كحد أدنى مع مراعاة عدد التلاميذ في الفوج الواحد، واعتبار خمسين تلميذا على الأقل في المستوى الواحد أو المستويين مع احترام مقاييس تشكيل الفوج التربوي، والمحدد بـ 14 تلميذ كحد أدنى و40 تلميذ كحد أقصى في المناطق الريفية، و26 تلميذ كحد أدنى و40 تلميذ كحد أقصى في المناطق الحضرية.

      ويمكن تحديد أهم المعايير التصميمية الواجب توفرها في المبنى المدرسي، كما يلي:

      - المعايير العامة لاختيار الموقع:

      يطل موقع المدرسة على شارع واحد على الأقل.

      - أن يكون موقع المدرسة في مكان يسهل الوصول إليه.

      - يراعى عدم مرور الأطفال من والى المدارس عبر طرق خطرة وألا تزيد المسافة التي يقطعها الطفل عن 1 كم للمدارس الابتدائية و3 كم للمدارس المتوسطة و5 كم للمدارس الإعدادية.

      - يكون الموقع قرب الخدمات (الصحية، الترفيهية.. الخ) وان تكون المناظر المحيطة صحية.

      - يكون الموقع بعيدا مصادر الضوضاء وعن محطات البنزين والمصانع (ألا تقل المسافة عن 400 متر)، وألا يتقابل مباشرة مع خطوط السكك الحديدية أو الطرق السريعة، وطرق المواصلات الرئيسية تجنبا للضجيج وحوادث الدهس وعن المكاره الصحية ومصادر تلوث الماء والهواء ومستودعات المواد القابلة للاشتعال.

      - وتكون ضمن منطقة منظمة تنظيما سكنيا بهدف توفير الخدمات الرئيسية من مياه، كهرباء، هاتف، ومواصلات.

      - يكون الموقع مخدوم بشبكة صرف صحي وشبكة مياه شرب.

      - في حالة المنحدرات الجبلية يفضل وضع المدرسة في منتصف الجبل للحماية من الجليد بالأعلى والفيضانات بالأسفل.

      - حجم الموقع:

      - أن يكون حجم وموقع المدرسة كبيرا بحيث يتسع للأنشطة التربوية المختلفة التي تقوم بها المدرسة. والمعادلة التي يتم احتساب بها مساحة الموقع العام للمدرسة تكون كالتالي:

       مساحة الموقع العام= عدد الفصول للمرحلة التعليمية× كثافة الفصل× نصيب التلميذ.

      - أن تكون المدرسة واضحة المداخل وتطل على شارع واحد.

      - يفضل أن تميل المواقع إلى الشكل المربع، وأن تكون ذات زوايا قائمة وتقل درجة الأفضلية للمواقع ذات الزوايا الحادة، كما يجب ألا يقل الضلع العرضي للأرض عن 50م2 وذلك في المدن الصغيرة والقرى، وعن 70 م2 في المدن الكبيرة.

      - سور المدرسة: يجب ان يكون سور نظامي (يكون على ارتفاع 1.8 – 2 م.

      - اتجاه المبنى : يختلف توجيه البناء المدرسي باختلاف الموقع الجغرافي لكل بلد من بلدان العالم، وقد اقترح المهندسون اعتماد التوجيهات التالية :

      - يوجه البناء نحو الجنوب أو الجنوب الشرقي للبلدان الشمالية، ونحو الجنوب الشرقي للبلدان المعتدلة، ونحو الشمال للبلدان الحارة الواقعة على خط الاستواء.

      - يوجه بناء المدرسة طبقا لتعرضه للشمس واتجاه الرياح بحيث تدخل الشمس من جميع أركان المبنى مع الاستفادة من الرياح في تهوية المبنى وتلطيف درجة حرارته.

      نوع المبنى:

      أ‌-     المباني ذات الشرفات:

      تتوالى الصفوف على خط مستقيم وتطل الشرفات على ساحة المدرسة، وهذا الترتيب يسهل عملية التهوية وتزداد الإضاءة ويقلل من الضوضاء وتتصل أجزاء المبنى مع بعضها بشكل زوايا قائمة ويفضل أن لا يزيد المبنى عن طابقين.

      ب‌- الشكل المركزي:

      يكون شكل المدرسة عبارة عن مسكن متكون من ساحة وحولها الصفوف وبذلك يكون اتجاه الصفوف مختلف في تهويته وحرارته من صف لأخر وتتفاوت الإضاءة ويساعد على انتقال الضوضاء كما يساعد على انتقال العدوى لذلك يفضل ان تبنى المدرسة بنظام الشرفات

        - غرفة الدرس:

      • شكل غرفة الدرس ومساحتها: غرفة الدرس تكون مستطيلة تخصص مساحة لكل طالب تتراوح بين 1 – 1.5 م2، وتكون الأبعاد المناسبة للغرفة بـ 6 م إلى 8 م عرض، 8 م إلى 9.75 م طول، 4 م ارتفاع. أما عدد التلاميذ فلا يتجاوز 30 تلميذا.
      • الأثاث المدرسي:

      يأخذ الأثاث في المدارس الاهتمام الأكبر من قبل المصمم كون الأطفال كثيري الحركة والنشاط مما يجعلهم عرضة للكثير من حوادث الاصطدام، لذلك يجب أن تكون أركان وحواف الأثاث دائرية في قمتها وفي أطراف المقاعد مع تجنب الأطراف المعدنية الحادة، ويفضل الابتعاد عن المقاعد ذات الثلاث أرجل وفي حالة استعمال مقاعد لها مساند، فلا بد أن يكون لها أربعة أرجل حتى تكون متزنة إلى أقصى وحتى لا يتعرض التلاميذ للسقوط، مع مراعاة اختيار المواد المستعملة في طلاء الأثاث من أنواع غير سامة.

      ويشتمل الأثاث المدرسي على السبورة، المقاعد والأدراج، المصطبة، المكاتب ...الخ كما يجب مراعاة البساطة وقلة التكاليف مع المحافظة على الجودة والحاجات الحقيقية للتلاميذ والأساتذة وجميع العاملين.

      -       ويتضمن الأثاث، ما يلي

      أ‌-     السبورة: يجب أن تتوفر فيها عدة شروط:

      لون أسود داكن غير لماع، توضع في منتصف الحائط الأمامي ولا توضع جانبا. وأن يترك بينها وبين الصف الأول من مقاعد الدرس (1.5- 2 م) وأن يكون لها مجرى تترسب فيه ذرات الطباشير.

      ب‌- مقاعد الدراسة:

      يجب أن تهيئ مقاعد الدراسة طبقا للتكوين البدني وطبيعة النمو الجسمي للطلبة، بحيث يكون الجلوس على المقاعد بطريقة صحيحة وسليمة ويتم ذلك بمراعاة ما يلي:

       ارتفاع المقعد مناسبا لطول ساق الطالب بحيث إذا جلس عليه كانت قدماه مستقرة على الأرض وكان جسمه معتدل وظهره مستندا على المسند.

      أن يكون المقعد مقوس قليلا من الأمام إلى الخلف ليناسب تقوس فخذ الطالب، وأن يكون عرض المقعد مناسب.

      - أن تكون حافة المقعد مستديرة حتى لا تضغط على الأوعية الدموية والأعصاب فتؤثر على حيوية الساق والقدم .وأن يكون ارتفاع المسند مناسبا بحيث لا يبقى منحني الظهر وتصل حافته العليا في مستوى الطرف الأسفل العظمي للوح الكتف، وتكون حافة المقعد متداخلة تحت حافة الدرج حتى لا يضطر الطالب الانحناء عند القراءة أو الكتابة.

      - اعتماد ترتيب المقاعد على ان يكون اغلب الضوء على يسار الطالب، ويفصل بين كل صفين من المقاعد بممر بعرض نصف متر، ويترك بين الصف الأخير والحائط الخلفي 1 م.

      وإعطاء أولوية في المقاعد الأمامية لضعاف البصر وضعاف السمع، ويترك بين الصف الجانبي والحائط 4/3 متر.

      وقد وجد سومر وأولسن (1980) أن إزالة المواد الخشنة من الفصول (قاعات الدراسة) باستخدام الوسائد والإضاءة القابلة للتعديل، والفرش بالسجاد، تؤدي إلى زيادة المشاركة الفصلية.

      وذكر نيل (1982) أن الفرش بالسجاد في مدارس التمريض أدى بمفرده إلى مزيد من التفاعل بين التلميذ والمعلم مقارنة بالسطح ذي الملمس الخشن.

      - التهوية:

      تكون بطريقة اصطناعية باستعمال المراوح ومكيفات الهواء مع وضع الأسلاك المشبكة على النوافذ . وتتراوح مساحة النوافذ 4/1 - 6/1 من مساحة أرض الغرفة وينبغي أن تبعد مسافات النوافذ عن 1.22م عن الأرض. ودرجة حرارة الغرفة يجب أن تتراوح بين (19 - 24) درجة، إلى جانب وضع فتحات للتهوية بشكل منظم عند أعلى الجدار في كل حجرة.

      - الإضاءة: تتم الإضاءة بالطريقة الطبيعية باستخدام النوافذ او باستخدام المصابيح الكهربائية في الظلمة. وتكون النوافذ جانبيا (لا من الخلف ولا من الأمام) حتى لا تبهر عيونهم أو تسبب لمعان السبورة.

      كما يجب القيام بنظافة زجاج النوافذ والمصابيح.

      وهناك مناقشات كثيرة تركز على أهمية النوافذ في الفصول الدراسية خاصة في المدارس الابتدائية، وتثبت البحوث أن التلاميذ يفضلون بشدة الفصول ذات النوافذ، ولكن المعلمين يشعرون في بعض الأحيان أن الحجرات التي ليس بها نوافذ أكثر مرونة وأقل تشتيتا، ومع ذلك، لم يجد أي بحث من هذه البحوث أي فروق بين أداء التلاميذ الذين يجلسون في حجرات بنوافذ وأداء هؤلاء الجالسين في حجرات ليس بها نوافذ.

      - حجم الحجرات الدراسية والمدارس:

      من بين جوانب البيئة المدرسية المهمة بالنسبة للتصميم الفيزيقي للمبنى ولنوع التعليم الذي يتلقاه التلميذ حجم حجرة الدراسة التي يجلس فيها التلاميذ، ويعد الحجم الأمثل لحجرة الدراسة بالنسبة لعملية التعلم مشكلة قائمة في العديد من المدارس، وإحدى المشكلات الرئيسية لزيادة حجم حجرة الدراسة أنها تزيد عادة الكثافة المكانية والاجتماعية.

      من الواضح أن الكثافة المرتفعة تستثير سلوكيات غير توافقية في العديد من المواقف، ولا تعد حجرة الدارسة استثناء من هذه القاعدة.

       وجد روهي ونيوفير -على سبيل المثال- أن زيادة الكثافة المكانية في فصول ما قبل المدرسة أدت إلى تناقص السلوك التعاوني وزيادة العدوان.

       وزيادة حجم حجرة الدراسة لا يؤدي فقط لزيادة الكثافة ولكنه يؤدي أيضا إلى زيادة التنافس على المصادر الموجودة كالمقاعد، والمواد التعليمية، وانتباه المعلم.

       ومن أفضل التحليلات التي قدمت بخصوص أهمية حجم الفصل في المدارس الابتدائية ما قدمه جلاس وزملاؤه الذين خلصوا إلى أن الفصول الأصغر تؤدي إلى بيئات تعليمية أفضل بكل المقاييس، وتشمل اتجاهات المعلم والتلميذ، والتفاعل، وبيئة التلميذ الفعلية.

       والأكثر من هذا فهم يعتقدون أنه بمجرد وصول حجم الفصل إلى 20 أو 25 تلميذا، فإن أي إضافة أخرى تؤدي إلى فروق ضئيلة نسبيا، بمعنى آخر فإن إضافة خمسة تلاميذ لفصل سعته 15 تلميذا تؤدي إلى تغير أكبر في جو الفصل عن إضافة خمسة تلاميذ لفصل فيه 28 تلميذا.

      إن الحجم الأمثل لحجرة الدراسة تعد هذه المسألة مثيرة للمشاكل بخاصة في مستوى المدارس الثانوية، ومن أجل مناقشة متعمقة لهذه القضية الجدلية انظر المربع التالي.

      إلى أي مدى ستكون المدرسة الثانوية كبيرة؟

      تختلف المدارس الثانوية عن المدارس الإبتدائية في منظومة واسعة من الأنشطة اللاصفية وفي المواقف المؤدية لها، ومما لا شك فيه أن هذه النشاطات والمواقف تلعب دورا مهما في ارتقاء المهارات الاجتماعية والهوية النفسية للمراهقين.

      وفي ضوء أهمية خبرة المدرسة الثانوية، درس كثير من الباحثين المزايا النسبية لكل من المدارس الثانوية الكبيرة في مقابل المدارس الثانوية الصغيرة من منظور بيئي (ايكولوجي).

      ووجدت الدراسات أن المدرسة ذات الجمهور الصغير من التلاميذ تتطلب مسؤولية أكبر بالنسبة لكل تلميذ لكي يعمل بجد من أجل نجاح المدرسة، وبالتالي فإن التلاميذ في المدارس الثانوية الصغيرة من المحتمل أنهم يحتلون مراكز القيادة، ويتلقون الاعتراف على إنجازاتهم مقارنة بزملائهم في المدارس الثانوية الكبيرة، وهم يقرون بشكل متكرر بتنامي الرضا من جراء مواجهة التحديات، وكونهم جزءا من مجموعة منتجة، ويطورون شعورهم بالكفاءة، وهذه المسؤولية المضافة هامة بوجه خاص للتلاميذ المهمشين أكاديميا.

      وفي المدارس الصغيرة يستطيع التلاميذ معرفة معلميهم ورفاقهم بشكل جيد جدا، مما يثري عمق هذه العلاقات وربما يدعم الارتقاء الشخصي، كذلك فإن النقص في المجهولية يؤدي إلى سلوكيات منحرفة وإجرامية أقل.

      والآن نعود للسؤال الأصلي: ما التوسع الذي يعد كبيرا؟ تشير البحوث إلى أن حجم المدرسة الحرج (الخطير) يتراوح بين 500-700 تلميذ، وإذا حدثت زيادة بعد هذه العتبة فإن هذه الزيادة الإضافية سيكون لها أثر ضئيل.

       

      - بيئة الجلوس في حجرة الدراسة:

      إن الشكل التقليدي لحجرات الدراسة يتكون من صفوف وأعمدة من المقاعد التي تواجه المعلم وتكون السبورة في مقدمة الحجرة.

      إن العلاقة بين موضع الجلوس وأداء التلميذ كانت موضع اهتمام التربويين وعلماء النفس التربوي لعدة سنوات، وقد عرض نولز دراسة جريفث التقليدية المبكرة عام 1921 عن العلاقة بين درجات التلميذ (ترتيبه) وموضع الجلوس، وفي تلك الدراسة تم تعيين التلاميذ للمقاعد أبجديا، ثم سجل ترتيبهم (درجاتهم) بحرص عبر عدة فصول دراسية، واستطاع جريفث الحصول على حوالي 20000 (عشرين ألف) درجة (ترتيب)، وفحص بحرص ترتيب التلاميذ في علاقته بموضع جلوسهم، واكتشف وجود علاقة منحنية مميزة بين موضع التلميذ في الجلوس وترتيب درجاته.

      وقد مال التلاميذ الذين يجلسون في منتصف الفصل إلى الحصول على أعلى التقديرات (الدرجات)، ويبدأ بعد ذلك التناقص الثابت في الدرجات كلما ابتعد موضع الجلوس عن المنتصف، كما أن التلاميذ الذين يجلسون في مقدمة الفصل يحصلون على درجات أعلى من الذين يجلسون في مؤخرته.

      وقد برزت مشكلة في تفسير هذه الدراسات عندما سمح للتلاميذ باختيار أماكن الجلوس، وتشير دراسات تلاميذ المدارس الثانوية إلى أن التلاميذ لديهم إدراكات محددة للأجزاء المختلفة من حجرة الدراسة ويختارون المقاعد التي تتناسب مع أهدافهم ومع مواظبتهم، والمكانة الاجتماعية غير الرسمية داخل المجموعة.

      الجلوس في حجرة الدراسة والمشاركة الفصلية (الصفية)

      توضح البحوث أن المشاركة الفصلية (الصفية) تزداد باقتراب جلوس التلاميذ من المعلم وفي مقدمة الحجرة.

       

      لقد وجد ماك فرسون أن إحساس الفرد بأنه تحت سيطرة المعلم، وأنه معتمد عليه يرتبط بشدة بالجلوس في مقدمة الحجرة، وارتبطت مؤخرة الحجرة بحرية التفاعل مع الرفاق والتحرر من سيطرة المعلم، وبالتالي ليس من المستغرب أن كمية معينة من الاختيار الذاتي في الجلوس تحدث عندما يكون التلميذ حرا في الجلوس في المكان الذي يختاره:

      فالتلاميذ الذين يأخذون المقاعد قريبا من مقدمة الحجرة يميلون لأن يكونوا مرتفعي التحصيل، ومن الذين يستمتعون بوجودهم في الفصل مقارنة بأولئك البعيدين عن المعلم، ويقررون -بصفة عامة- أنهم يحبون المدرسة ويعملون بجد، كذلك فإن مرتفعي التحصيل يحصلون على درجات مرتفعة على مقاييس تقدير الذات.

       ويذكر بروكس وريبيتا (1991) أن جلوس الإناث في مقدمة الفصل أكثر احتمالا من جلوس الذكور، ومما لا شك فيه أن جانبا من العلاقة بين الأداء وموضع الجلوس يرجع إلى عملية الاختيار الذاتي، ففي الدراسات التي كان التلاميذ يعينون فيها على المقاعد، لم تظهر العلاقة دائما.

      وتشير البحوث إلى أن الاتجاه نحو المقررات والمشاركة الفصلية تتأثران بشدة بموضع الجلوس أكثر من تأثر الدرجات أو التقديرات:

      فالتلاميذ الأقرب إلى مقدمة ووسط الحجرة، أكثر تفاعلا -في العادة- مع المعلم، وأكثر انتباها للمهام الفصلية، ويبدو أن هذا الأمر صحيح منذ الفصول المبكرة في المدرسة الابتدائية (الأساسية) وحتى الجامعة، ومن الواضح أن المستويات المرتفعة من الاتصال بالعين مع المعلم، والبروز في الفصل بالجلوس قريبا من المقدمة يشجعان المشاركة إلى حد كبير.

      حجرات الدراسة التقليدية في مقابل المفتوحة:

      لعل أحد التغييرات التعليمية التي تنامت حديثا -في الغرب- كانت التحرك تجاه حجرات الدراسة المفتوحة، وهي عبارة عن مناطق واسعة من الفراغ المرن غير المقسم، وعلى الرغم من عدم وجود علاقة بين تصميم حجرة الدراسة والبرنامج الأكاديمي المنفذ بالضرورة فإن سومر يعتقد أن الطريقة التي يتبعها المعلم في تنظيم مساحة حجرة الدراسة تعكس فلسفته في التعليم.

      إن المنظور البيئي في دراسة المواقف السلوكية يركز بشدة على أهمية الملاءمة الجيدة بين الجوانب الفيزيقية، والنفسية/ الاجتماعية من الموقف، وهو المبدأ الذي يشار إليه باسم "التناغم"، وطبقا له فإن المواءمة الجيدة بين تصميم حجرة الدراسة وأسلوب التدريس سيكون حاسما لنجاح حجرات الدراسة المفتوحة، وقد وجد تروب وويس وفيشر أن المواءمة بين أسلوب التدريس وبيئة الفصل الدراسي مؤشر مهم لرضا المعلم عن بيئة الفصل الدراسي.

      والسؤال الآن ما الفروق المتوقعة بين المتعلمين في الفصول المفتوحة، والفصول التقليدية؟ عرضت واينشتاين وولفولك شرائح لأنواع مختلفة من حجرات الدراسة على طلاب جامعيين، وطلب منهم إصدار أحكام عن المعلمين والتلاميذ الذين سيستخدمون كل حجرة، وكان المعتقد أن المعلمين في الحجرات الدراسية المفتوحة سيكونون أكثر استجابة للتلاميذ وأكثر إبداعا عن المعلمين في حجرات الدراسة التقليدية. وعلى الرغم من ذلك فمن المثير للاهتمام أن عينة تبلغ 5/1 المقدرين في دراستهما لم يفرقوا بين الاثنين، وما دامت الفراغات الممتدة المفتوحة تشجع الحركة واللعب النشط (الإيجابي)، وما دام الأطفال ينبغي أن يتحركوا إلى مراكز مختلفة للنشاط في الحجرات المفتوحة فسوف تتوقع أن المعلمين ذوي الحاجة المرتفعة للنظام والسيطرة سيفضلون الحجرات الدراسية التقليدية عن الحجرات المفتوحة، وقد تأكد هذا على الأقل في دراسة واحدة.

      ولكن ما الفوائد التعليمية التي يمكن أن نتوقعها من نظام المدارس المفتوحة؟ هناك عدة أسباب تجعلنا نعتقد أن المرونة والحرية النسبية للحجرات الدراسية المفتوحة سوف تخفض الملل، وتزيد من اندماج التلميذ ودافعيته.

      وقد وجد زيفربلات أن الترتيبات التي تشجع المعلمين على الحركة في الحجرة أكثر من الجلوس في المقدمة تؤدي إلى أن يكون التلاميذ أكثر انتباها وأقل إثارة للضوضاء.

       وتؤدي المدارس المفتوحة إلى زيادة التفاعل بين المتعلمين وبناء على ذلك، هناك عدة إشارات بأن الفصول الدراسية المفتوحة سيكون لها مميزات تعليمية حقيقية.

      وللإحابة عن السؤال بشكل استنتاجي، قارنت عدة دراسات -مباشرة- المخرجات أو النتائج التعليمية لتصميمين من الحجرات الدراسية، ولسوء الحظ، فإن البحوث الميدانية من هذا النوع تتعثر بسبب تشابك آثار الموقف الفيزيقي مع البرنامج التعليمي، نتيجة لصعوبة فصل النوعين من التأثيرات، وتتعقد المشكلة أكثر بمدى التغير في المناحي التعليمية الجديدة التي تصاحب التغيير في بيئة حجرة الدارسة، وقد تم في كثير من الحالات تغيير المناهج المطورة في المدارس التقليدية ببساطة إلى الموقف الجديد.

      وجدت غالبية الدراسات أن التلاميذ الذين يجلسون حول المناضد يتفاعلون مع بعضهم البعض أكثر، ولكنهم يقضون وقتا أقل في التركيز على المهمة التي بين أيديهم، كما أن التلاميذ في الحجرات الدراسية المفتوحة يقضون وقتا أطول في الحركات غير الهادفة ويكونون مستعدين للمهام الجديدة، لكنهم يقضون وقتا فعليا أقل عند القيام بهذه المهام، وهناك اتفاق كبير على أن حجرات الدراسة المفتوحة أكثر ضوضاء وأكثر تشتيتا.

      وتؤكد وانيشتاين أن نوعية البيانات في العديد من هذه الدراسات موضع شك، لأن طريقة ضبط متغيرات مهمة أخرى مثل الخلفية الأسرية للتلميذ، وطبيعة البرنامج التعليمي لم يكن مناسبا تماما، وهي تعتقد أن سلوكيات التحصيل الفعلية لا تتأثر -إلى حد ما- بالبيئة الفيزيقية، ولكن السلوكيات غير التحصيلية مثل المواظبة، والمشاركة الفصلية، والرضا هي التي يحتمل أنها تتأثر بها.

       وإذا كانت معظم الدراسات التي قارنت التحصيل الأكاديمي الفعلي للأطفال في المدارس المفتوحة في مقابل المدارس التقليدية لم تجد فروقا رئيسية، فإن الدراسات التي وجدت فروقا في هذا الصدد تميل لأن تفضل المدارس التقليدية عن المدارس المفتوحة.

      ويحصل التلاميذ في المدارس التقليدية -عادة- على درجات أعلى من تلاميذ المدارس المفتوحة في اختبارات التحصيل على الرغم من أن السبب في ذلك غير واضح، وتبدو حجرات الدراسة المفتوحة غير مناسبة بالمرة للتلاميذ منخفضي القدرة أو منخفضي الدافعية أو بالنسبة للتلاميذ الذين لا يتعلمون بلغتهم الأصلية.

      ويعتقد موري على سبيل المثال أن مواقف السلوك ذات التحديد الجيد والحدود الواضحة سوف تيسر الانتباه، وتخفض التشويش في حجرة الدراسة، وقد اختبر فرضه في دراسة ميدانية في أربعة عشر مركزا من مراكز رعاية الأطفال التي تتفاوت في ضوء مدى تحديد الأماكن فيها، ووجد أن المواقف جيدة التحديد ارتبطت بالسلوكيات المدعمة ارتقائيا بشكل جوهري مثل الاستكشاف والتعاون والسلوك الذاتي لدى الطفل الذي يركز على نشاطات معينة.

       وفي دارسة ميدانية أخرى اهتم ريقلن وروزنبرج بالحجرات الدراسية المفتوحة في المدارس الأساسية (التمهيدية) العامة في اثنتين من المناطق الحضرية وجد ريقلن وروزنبرج أن النشاط والحركة تحدث بداية في قطاعات مفتاحية قليلة من الحجرة تاركة جزءا كبيرا من حجرة الدراسة غير مستخدمة، كما كان هناك أيضا كمية معتبرة من العمل الفردي مثل الكتابة، على الرغم من الهدف المقرر للمشروعات الجمعية، والتفاعل.

      وكان نقص الخصوصية أحد الشكاوي المتكررة من جانب كل من التلاميذ والمعلمين في دراسة ريقلن وروزنبرج، وعلى الرغم من أن التلاميذ عبروا عن حاجة قوية للفراغات الخاصة، فإن دراسات أخرى (مثل دراسة وانيشتاين) تشير إلى أن مثل هذه الفراغات نادرا ما تستخدم عندما تكون متاحة، وذلك لأنها ربما تولد الشعور بالعزلة، أو لأن هناك –في الواقع- حرية أقل للحركة عما هو ظاهر، إن نقص الخصوصية بالنسبة للمعلمين مشكلة أكثر خطورة ما دام المعلمون الذين يشتركون في النظام المفتوح قد يتجنبون دعوة ضيوف للحديث أو استخدام الآلات الموسيقية التي قد تصيب مجموعة أخرى في المنطقة بالتشتيت.

    •  -  الألوان:

      إن الألوان خاصية أساسية في الحياة، بل هو أحد الثوابت في الطبيعة وطاقة من طاقاتها.

      ويعتقد علماء النفس أن الألوان تؤثر في الإنسان بشكل مباشر خاصة على مستوى اللاشعور، واللون في البيئة التعليمية يؤثر على المتعلم ويبرمج أحاسيسه لا شعوريا، وقد لا تؤثر الألوان على حالاتنا المزاجية أو حالاتنا العقلية فقط بل تؤثر حتى في حالاتنا الجسمية.

      وقد درس عالم النفس الأمريكي (جيرارد) تأثيرات الألوان في فيزيولوجيا الجسم الإنساني، ووجد أن ضغط الدم ومعدل التنفس وسرعة رمش العين وأنماط الموجة الكهربية للمخ وما يماثلها من الاستجابات تتزايد عبر الزمن مع تزايد تعرضها للون الأحمر، وتتناقص عبر الزمن مع تزايد تعرضها للون الأزرق.

      فالألوان في البيئة التعليمية قد تكون مثيرة للاضطراب أو باعثة على السكينة، وهذا يدفعنا إلى عدم استغراب نفور بعض التلاميذ من المدارس، واكتئابهم أثناء الدرس وبعده.

      كما تبدو الألوان على قدر من الأهمية في تفعيل التركيز لدى المتعلمين أو إحداث التشتت.

      وكما يؤثر اللون سلبا فهو أيضا يمكن أن يكون علاجا، فقد أجرت جامعة هارفارد الأمريكية بحثا علميا مفاده أن لكل لون تأثيرا فعالا في شفاء بعض الأمراض:

      فاللون الأحمر ينظم اضطرابات الدورة الدموية، واللون الأخضر مزيل فعال للآلام كالصداع، واللون الأزرق مهدئ للآلام وتقلصات المعدة، أما اللون الأصفر فيعالج عسر الهضم، واللون البرتقالي ينظم ضربات القلب، وقد أظهرت دراسة حديثة أجريت حول الألوان أن بعض درجات اللون الوردي لها نفس مفعول المهدئات.

      وقد أثبت معهد اللون في شيكاغو أن اللون الأزرق والأخضر والأبيض يريح العضلات.

      وقد تبين مثلا حسب بعض الدراسات أن اللون عنصر مساعد لإبقاء العامل في حالته النفسية الطبيعية، نظرا لانهماكه المتواصل في تنفيذ عمله اليومي المرهق في أغلب الأحيان.. فقد لوحظ أن التلوين الزخرفي المتجانس يبعد عن الإنسان الوهن والقلق.

      وتشير نظرية اللون الى الآثار النفسية التي يسببها اللون على الجسم البشري، فاللون الأصفر يحفز إفراز الأدرينالين وهو لا يتناسب مع البيئة المدرسية، بينما اللون البرتقالي والأبيض أو الكريمي من الألوان الدافئة التي يفضل استخدامها في الحجرات الدراسية، لأنها تجعل التلاميذ أكثر يقظة وتزيد من نشاط الدماغ.

      وفي هذا الباب ذكر غانم الطويل مثلا أن مهندسي الطائرات اختاروا اللون الأخضر والأزرق لتقليل حوادث الدوار التي تحدث لركاب الطائرات بعد أن أدركوا أن اللونين الأصفر والرمادي يساعدان على حدوثه. وفيما يروى أن جسرا على نهر لندن ظل موضعا مرغوبا للمنتحرين، حتى أشار أحد المتخصصين باستبدال اللون الأسود بالأخضر، فقلت حالات الانتحار بصورة واضحة من على الجسر. 

      - الساحات الخارجية، الأفنية:

      يجب تخصيص ساحات خارجية للتلاميذ وأخرى للمركبات، وأن تكون الساحة معبدة ومستوية وغير محفورة وأرضيتها غير مثيرة للغبار، كما تخصص مساحة لا تقل عن 2م2 لكل تلميذ، أما المساحة المخصصة من ساحات الفسح والتسلية يجب ألا تقل عن 04-05 م2 لكل تلميذ.

      - صالة الألعاب الرياضية:

      تكون مساحتها كافية ولا تقل عن 120م ويلحق بها غرفة للتخزين، وتكون متصلة بالفناء ودورات المياه، إضافة إلى التهوية والإضاءة الطبيعية الجيدة، مع استخدام مادة مرنة وغير مزحلقة لتكسية الأرضيات لتفادي حدوث إصابات بين التلاميذ.

      ويحدث الكثير من التعلم غير الرسمي للمهارات الاجتماعية واللعب البناء في أفنية المدارس وملاعبها، حيث يقضي الأطفال الوقت غير المخصص للدراسة، وتشير دراسات عديدة (على سبيل المثال، دراسة بيكر، وموري وموري ويونج) إلى أن ما بين 2% إلى 42% من النشاطات اللاصفية (الخارجية) للأطفال تحدث في الملاعب العامة (الشعبية) بالإضافة إلى 9% في أفنية المدارس/

      والواقع أنه عند تطوير المدارس يتم إغفال الأفنية المدرسية عادة، وما يزال العديد منها كما أطلقت عليه السيدة ألن هرتود "ملاعب ساحة السجن" وتتكون من سطح خشن أو إسفلتي محاط بسياج دائري.

      وقد أكد باحثون آخرون العلاقة بين أسلوب اللعب وطبيعة فناء المدرسة، فالأطفال في الأفنية التقليدية بالمناطق الإسفلتية المسوّرة بسياج يميلون إلى لعب مباريات الكرة أو ألعاب أخرى متحررة من الأجهزة، ومما لا شك فيه أن هذا يرجع إلى النوعية المحددة والألفة اليومية بجهاز اللعب الموجودة في معظم أفنية المدارس.

      وتحتوي الملاعب غير الملحقة بالمدارس -غالبا- على فراغات أكثر، وبناء على ذلك تكون هناك مرونة أكبر في تصميماتها.

      وتشمل الملاعب التقليدية الآلات المألوفة غير المعقدة (البدائية) مثل المراجيح ومنحدرات التزحلق، وأقفاص القرود... أما الملاعب المعاصرة فتوفر آلات جديدة صممت كي تكون ممتعة وفعالة من الناحية الجمالية، وهي توفر -عادة- مواد للعب أكثر مرونة مثل أكوام الرمل، والرشاشات أو صنابير المياه، أما ملاعب المخاطرة (تسمى أحيانا ملاعب الخردة) فتمد الأطفال بآلات غير معهودة مثل الإطارات، وقطع الخشب المصقول، وتلال الطين، وأوعية الحفر، وحفر (فتحات) المياه، وفرش الرسم، وتكون هذه الملاعب -عادة- في مناطق غير مبنية كي تسمح للأطفال بأن يخططوا ويغيروا طبيعة الملعب كما يريدون.

      وعلى الرغم من أن هارت وشيهان (1986) وجدا أن النشاط الجسمى يكون أقل في الملعب المعاصر عنه في الملعب التقليدي، فإن براون وبيرجر (1984) يعتقدان أن الاختلاف بين الملاعب المعاصرة والملاعب التقليدية اختلاف غير حقيقي، كما تبين لهاوارد وزملائه (1974) فروقا رئيسية قليلة بينها في سلوك اللعب.

      إن ملعب المخاطرة مفيد في مساعدته للأطفال على تحديد أنفسهم بشكل أفضل ولأنه يسمح لهم بإبداع أكثر في اختيار نشاطاتهم، ويذكر سبيفاك (1969) أن الأطفال يحبون ملاعب المخاطرة بشكل كبير، لكن الراشدين يكرهونها لأنها أماكن غير جذابة، وغير منظمة ومليئة بالخردة.

      وإضافة ملامح طبيعية مثل الخضرة والماء ترفع تقويمات الأطفال للملعب بشكل كبير، والتي في الغالب تضاف لأغراض جمالية أكثر منها لأغراض اللعب.

       ويصف موري عدة مميزات لإدخال الطبيعة إلى الملعب بقوله: "إن المواد الطبيعية الحية، والمتغيرة دوما، والمجددة لنفسها لها قيمة مرتفعة جدا للعب، فهي تثير الخيال، وتصقل تناسق العضلات من خلال اللعب على الأجزاء الخضراء، والعصي، والوحل، وهي تشغل الأطفال في حل المشكلات عندما يبنون القصور من المواد الطبيعية، كما أنها تدعم الأنشطة التي تحتاج إلى عضلات أكثر من خلال ألعاب مثل "الاستغماية" التي تلعب بين خمائل الشجر والأعشاب، وتسلق الصخور والأشجار..

      وتؤثر المواقف الحية بقوة على حواس الأطفال البريئة، وتثير الإبداع لعالم من الخيال والبهجة الذي لا يعرف حدودا للعقل والروح.

      وقد وضع "موري" (1989) قائمة بعدد من التوصيات لتحسين الملاعب:

      فهي ينبغي أن تشمل مداخل ومخارج رسمية، وأماكن تجمع للتعارف (التلاقي)، وتبادل الأحاديث، ويمكن أن توفر الممرات الأولية طرقا واضحة لأماكن الخدمات مثل حجرات الاستراحة والممرات الثانوية (خلال الخضرة أصلا)، وتشجع الاستكشاف وإقامة المباريات.

      وينبغي أن تتوفر على عدة مناطق للعب، فالمناطق المفتوحة المسطحة تشجع مباريات الكرة وألعاب الجري الأخرى والتلال مفيدة للتسلق والتزحلق والدوران ومناطق اللعب بالرمال والماء ذات قيمة خاصة للأطفال الصغار، كذلك فإن العلامات الإرشادية التي تحدد الاتجاهات تعد مفيدة إذا تمت باستخدام رسومات بسيطة.

      - صالة الاجتماعات والعرض:

      تتكون من مسرح صغير، شاشة عرض كبيرة، غرفة لإسقاط الخلفية، وألا تقل مساحتها عن120م ، وألا يقل طول الضلع فيها عن 10م أما الحيز الذي يتخذه كل طالب لا يقل عن 0.60 م، ولا تقل سعتها عن 200 طالب.

      وأن تكون سهلة الاتصال بالمدخل الرئيسي وعلى اتصال بالحديقة، إضافة إلى الإضاءة الطبيعية والتهوية الجيدة مع طلاء الحوائط بألوان خفيفة هادئة.

      مبنى المكتبة المدرسية: وضعت جمعية المكتبات الأمريكية معايير محددة للمكتبة المدرسية والتي من خلالها يجب أن تستوعب غرفة المطالعة 10٪ من المجموع الكلي للتلاميذ، وأن توفر لكل تلميذ في هذه القاعة حوالي 2م2، ويتراوح عدد الكتب ما بين 6000 و10000 كتاب إذا كان عدد التلاميذ 250 تلميذا فأكثر. ويستحسن أن يكون موقعها في وسط المدرسة وبعيدة عن مصادر الضجيج كالحجرات الدراسية.

      ويعزو ميهرابيان حدوث الزيادة الجذرية في استخدام التلميذ لمكتبة المدرسة الابتدائية إلى إزالة بعض المناضد والكراسي واستبدالهما بسجاد خشن أو رقيق، (ماك وأندرو) ومجموعة من الوسائد والكراسي المناسبة.

      صالة الرسم والموسيقى: تكون بعيدة عن باقي العناصر لأنها تعتبر مصدر ضجيج عالي، وموجهة لأقصى استضاءة وتصل مساحتها إلى 100م2.

      غرفة المعلمين:

      يجب أن تكون قريبة من الحجرات الدراسية ومنفصلة جزئيا عن الإدارة وتحتوي على طاولات، مكاتب، مقاعد، دواليب لحفظ الأوراق وتجهيزات للمعلمين، ومناسبة في الاتساع فالمدرسة الابتدائية التي عدد تلاميذها 1350 تلميذ يجب أن تخصص غرفتان للمعلمين مساحة كل منها 68 م2.

      المطعم المدرسي:

      يجب أن يكون بعيدا عن المراحيض ومصادر التلوث، جيد الإنارة والتهوية وألا تقل مساحته عن 16م2، وأرضيته مبلطة بالسيراميك مع توفير مغسلة أو مجرى مربوط بالمجاري العامة للمدرسة.

      - المرافق الصحية في المدرسة:

      أ‌- الموارد المائية:

      يجب توفيرها بالقدر المناسب لأعداد الطلبة (1م3 لكل 50 طالب في المدرسة (، وأن تكون بعيدة عن مصادر التلوث. كما أن كمية المياه المتوقع استعمالها بناء على التوصيات الموجودة في دليل اليونيسيف والمنبثقة عن المنظمة العالمية للصحة OMS هي 05 لتر لكل شخص في اليوم للتلاميذ والمستخدمين، و20 لتر لكل شخص يوميا للشرب والنظافة للمؤسسات التربوية ذات النظام الداخلي.

      - والأصح أن يكون ماء الإسالة ويتطلب قياس نسبة الكلور الحر المتبقي في مياه الشرب. أما إذا لم يتوفر ماء الإسالة، فتؤخذ من مصدر خاص يكون بعيدا عن مياه القاذورات، وأن يتم ترسيب الماء من العوالق.

      ب‌- حنفيات المياه: المعيار حنفية واحدة لكل (50- 100) طالب.

      ج- خزان حفظ المياه في المدرسة: يجب ان يكون من مادة لا تصدأ كالألمنيوم والألياف الزجاجية وان يكون الغطاء محكم، ويتم متابعة تنظيفه دوريا، وتحتاج المدرسة الى 10 لتر للفرد الواحد يوميا.

      المراحيض وأحواض الغسيل:

      توصي المعايير الدولية بتوفير مرحاض واحد لكل 25 -30 تلميذا، ومغسلة لكل 50-100 تلميذ. ويجب توصيل المرافق بشبكة المجاري العمومية، وتقام المراحيض في أماكن مناسبة موزعة على مجموعات متفرقة دورة مياه، ويراعي فيها الشروط الحية التالية:

      إضاءة وتهوية ومنع دخول الذباب والحشرات بوضع أسلاك على الشباك، وتكون مطلية بالدهان الزيتي لسهولة التنظيف، مجهزة بماء الإسالة، مع توفير السيفون، وتوفير المطهرات والمنظفات، ومراعاة تنظيفها بشكل مستمر، ويكون حوض الغسل على ارتفاع مناسب وقريب من التواليت مع توفر الصابون الأفضل الصابون السائل.

      النفايات:

      تصريف النفايات يتطلب وجود حاوية لجمعها في كل حجرة وفي الممر و ساحة المدرسة مع وجود حاوية كبيرة لجمع النفايات، ويتم التخلص من النفايات يوميا بطمرها في مناطق بعيدة عن المدرسة والمساكن وعدم حرقها.