Résumé de section

  • المحاضرة الثانية: مفهوم المصطلح ومعايير الحد الاصطلاحي
    أ: مفهوم المصطلح - (Termé)
    أ لغة: إن لفظ )المصطلح() -  ( في اللغة العربية مصدر ميمي من الفعل الثلاثي الصحيح )صَلَح(،
    المزيد بحرفين، وما يُفهم من اجتماع هذه الحروف الصاد واللام والحاء هو دلالتها على السلم بمعنى إنهاء - -
    الخصومة؛ أي الاتفاق، وعليه فالاصطلاح يعني التوافق، ومنه ما جاء عند ابن فارس: "أجمعوا على شيء من
    الأشياء مصطلحين") 1 (، فالغالب على دلالة المصطلح هو الاتفاق بين علماء عِلم ما في العربية على مفهوم
    معين.
    يتضح لنا من التعريف اللغوي السابق: مدى التركيز على شرطي الاتفاق والتواضع، بين قوم
    من الأقوام في عِلم أو فن، سواءً على كلمة أم جملة أم فكرة، فهو ما يقع عليه اتفاقهم واتحاد
    فهمهم على دلالة مفهومه. فالمصطلح هو أداة تعبر عن معرفة معينة خاصة، لا يفهمها إلا
    المتخصصون في ذلك الميدان المعرفي الخاص.) )
    أما عدم ورود لفظ " مصطلح " في المعاجم العربيّة إلا في معجم " الوجيز " لمجمع اللغة العربيّة
    الذي صدر سنة 0891 م و " المعجم العربيّ الأساسيّ " الذي صدر سنة 0898 م، فيعود السبب
    في ذلك إلى أنّ المعاجم لا تسجِّل جميع ألفاظ اللغة، وأنَّ المعاجم العربيّة جرت على عدم ذكر
    صيغ المشتقّات المطّردة، وكلمة " مصطلح" اسم مفعول مشتق من الفعل " اصطلح ".
    ب/إصطلاحا:
     تمت الإشارة إلى لفظ المصطلح ب:مصطلح والاصطلاح، ويعدّ لفظ)اصطلاح( أقدم ظهورا في تاريخ العربية، أمّا لفظ)مصطلح( فكان علماء
    الحديث أول من استعمله، والاستعمال والشيوع يوحي بأنهما مترادفين، لكن اختلاف بينهما، فالمصطلح عبارة عن وحدة مركبة من دال ومدلول،
    تتمثل أهميته في معرفة المادة اللغوية التي ينبغي أنْ تتلاءم مع المدلول المتفق عليه سلفا، أمّا الاصطلاح فينطلق من الدال)اللفظ أو الشكل( إلى
    . 2102 م، ص 011 ، المدلول. ينظر: هشام خالدي صناعة المصطلح الصوتي في اللسان العربي الحديث، دار الكتب العلمية، لبنان، ط 0
    1 - ، أحمد ابن فارس: الصّاحِبيُّ في فقه اللغة العربية، وسنن العرب في كلامها، دار الكتب العلمية بيروت لبنان، منشورات محمد علي بيضون، ط 1
    1991 م، ص 11 . وينظر كذلك في المفهوم اللغوي للمصطلح: أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم ابن منظور: لسان العرب، دار صادر
    - . بيروت، دط، دت، مج 2، ص 615 615
     يشير محمود فهمي حجازي إلى أنّ أقدم تعريف أوروبي للمصطلح هو:" المصطلح كلمة لها في اللغة المتخصصة معنى محدد وصيغة محددة،
    وعندما يظهر في اللغة العادية يشعر المرء أنّ هذه الكلمة تنتمي إلى مجال معين"، ينظر: محمود فهمي حجازي: الأسس اللغوية لعلم المصطلح،
    دار غريب للطباعة والنشر والتوزيع، د بلد، دط، دت، ص 11 . ويطلق على المصطلح في اللغات الأوروبية بألفاظ شبه متفقة من ناحية النطق
    والإملاء وهذا لاشتراكها في الجذر الاشتقاقي نفسه (Term) . . ينظر: محمود فهمي حجازي: المرجع السابق، ص 99
    إن المفهوم المراد تحقيقه ل )المصطلح( في هذا الموضع سيتضح أكثر في المعنى الاصطلاحي، وقد
    تعددت تعاريف المصطلح بتعدد واضعيها، وبتعدد الاختصاصات، فكلٌ يعرّفه حسب تخصصه، إلا أنّ هناك
    سمات جوهرية مشتركة بين كل التعاريف؛ حيث تشترك في أنّ وظيفته في الأساس نقل المعنى من حقل إلى
    آخر ليكتسب خصوصية ترتبط بهذا الحقل، فقد جاء في )التعريفات( للجرجاني أنه: "عبارة عن اتفاق قوم على
    تسمية شيء باسم ما ينقل عن موضعه الأول، وهو إخراج اللفظ من معنى لغوي إلى آخر لمناسبة بينهما، وقيل
    الاصطلاح: إخراج الشيء من معنى لغوي إلى معنى آخر لبيان المراد") 2 .)
    ويحدِّ ده )التهانوي( بقوله:" الاصطلاح حديثا: العرف الخاص... وهذا القول إشارة عامة إلى طبيعة
    استعمال الألفاظ وكيفية استخدامها في الدلالات بعد إحداث معاني في الذهن، أو نقلها من معرفيات وافدة
    على القوم") 3 (؛ أي: إنّ المصطلح هو ما تم الاتفاق عليه بعد التعارف؛ إذ ينتقل المفهوم من مدلول إلى مدلول
    آخر حسب السياق الذي صار مستعملا فيه.
    وحسب )عبد السلام المسدي( فإنه: "عند قولنا: اصطلحت بهذا اللفظ على ذلك المعنى، إننا نقصد
    باللفظ الوجه الدال، ونقصد بالمعنى الوجه المضمون المدلول عليه، ورغم أننا في الموطنين نستعمل كلمتين
    تحمل كل واحدة منهما بذاتها دالا ومدلولا، وهما كلمة)لفظ( وكلمة)معنى( ولكننا في السياق الدقيق نتعامل
    في مختبر لغوي كشأن الكيماوي. فقولنا: اصْطَلَحْتُ به عليه، يعني: اتخذت من هذه التركيبة الصوتية علامة
    دالة على ذلك المتصور المجرد") 4 (، يتبين لنا من خلال هذا أنّ المصطلح مفاهيم دالة على دوال لغوية، وهي
    غير مفصولة عن دلالتها اللغوية.
    أمّا عند علماء المصطلح فهو:"كلمة أو مجموعة من الكلمات من لغة متخصصة )علمية أو تقنية...(
    موروثا أو مقترضا، ويستخدم للتعبير بدقة عن المفاهيم وليدل على أشياء مادية محددة") 5 )
    تبعًا لما سبق ذكره فالمصطلح مجموعة من الرموز اللغوية تحمل مدلولات علمية، وفكرية دقيقة ومضبوطة تخص
    أحد ميادين وفروع العلم والمعرفة، كما أنه قد يتعدى الكلمة المفردة إلى أنْ يكون مركبا، لكنه يستعمل في
    2 - . علي بن محمد السيد الشريف الجرجاني: التعريفات، تح: محمد صديق المشاوي، دار الفضيلة، د بلد، دط، دت، ص 25
    3 1995 م، ج 1) أ - - ، محمد علي التهانوي: كشاف اصطلاحات الفُنون والعُلوم، تح: علي دحروج، بيروت لبنان، مكتبة لبنان ناشرون، ط 1
    . ش(، المقدمة. وينظر كذلك: عمرو بن بحر الجاحظ: البيان والتبيين، تح: عبد السلام هارون، مكتبة الخانجي القاهرة)مصر(، دط، دت، ص 192
    4 عبد السلام المسدي: الالتباس المعرفي وتبرئة المصطلح، مجلة ثقافات، 2992 م، ص 292 . وينظر أيضا: أحمد أبو حسن: مدخل إلى علم -
    1919 م، ص 11 . وعمار ساسي: المصطلح في اللسان العربي من آلية الفهم إلى آلية - ، المصطلح، مجلة الفكر العربي المعاصر، ع 59 51
    . 2999 م، ص 91 ، الصناعة، عالم الكتب الحديث، د بلد، ط 1
    5 محمود فهمي حجازي: الأسس اللغوية لعلم المصطلح، ص 11 . وينظر كذلك: عبد القادر الفاسي الفهري: اللسانيات واللغة العربية نماذج -
    1916 م، ص 295 . وممدوح محمد خسارة: علم المصطلح وطرائق وضع المصطلحات في العربية، ، تركيبية ودلالية، الدّار البيضاء، المغرب، ط 1
    دار الفكر، د بلد، دط، 2991 م، ص 12 .و:يوسف وغليسي: إشكالية المصطلح في الخطاب النقدي العربي الجديد، منشورات الدار العربية للعلوم
    - . ناشرون، بيروت، منشورات الاختلاف، الجزائر، ط 1، دت، ص 21 22
    ميدان محدد وبمفهوم خاص بذلك الميدان، أي ميدان الاختصاص الذي يمتاز بلغة متخصصة)  (، هذه الرموز
    اللغوية يتم اصطناعها بالإحياء والتوليد من الموروث اللغوي، أو من خلال الاقتراض من مختلف اللغات.
    ويرى الفاسي الفهري أنه: " لغة خاصة ]...[ أو معجم قطاعي يسهم في تشييد بنائه ورواجه أهل الاختصاص
    في قطاع معرفي معين، ولذلك استغلق فهمه واستعماله على من ليس له دراية بالعلم هو أداة لإبلاغه، إلا أن
    هذه اللغة القطاعية تتصل باللغة العامة المشتركة ولا تكاد تخرج عن الأصول التي تتحكم فيها" )عبد القادر
    ). 0891 ، ص 681 ، الفاسي الفهري، اللسانيات واللغة العربية، منشورات عويدات، بيرون، ط 0
    "رمز لغوي يتألف من الشكل الخارجي والتصور أو المفهوم، وهو معنى من المعاني يتميز عن المعاني الأخرى
    داخل نظام من التصورات]...[ واعتمادا على ما للمصطلح من معنى محدد يتم إلحاقه لنظام محدد من
    التصورات ويظل هذا المعنى لصيقا به حتى وإن استخدم خارج النظام" )محمد حلمي هليل، دراسة تقويمية
    لحصيلة المصطلح اللساني في الوطن العربي، وقائع ندوة: تقدم اللسانيات في الأقطار العربية أبريل 0891
    - – ). 0880 ، ص 616 612 ، بالرباط، دار الغ رب الإسلامي بيروت، ط 0
    خلاصة لما تقدم ذكره فالمصطلح: لا يكون إلا عند اتفاق المتخصصين على مفهوم دقيق وخاص له،
    فهو انتقال الكلمة من مدلول إلى آخر حسب المجالات التي يستعمل فيها، خاصة وأن الإنسان سيد اللغة،
    والاصطلاح سيد المفاهيم فما هو مبثوث في المعاجم والقواميس لا يمكن عده مصطلحات، إلا إذا اتفق
    العلماء على تخصيص استعمالاتها في مجالات معينة لتدُل على مفهوم علمي دقيق. وعليه فإن من أهم
    خصائص المصطلح: بناؤه على الاتفاق بين المشتغلين به، وأيضا الوضوح وهو صفة متأتية من الاتفاق، يُراد بها
    الابتعاد من الخلو من اللبس، كما أنه ينتمي إلى لغات التخصص، وهناك سمات أساسية أخرى للمصطلح، فلا
    يكون عبارة طويلة تصف الشيء وتوحي به، ويحمل صفة واحدة من صفات مفهومه، وتبعا لهذا فهو غني
    بالمعرفة المنهجية لأنه جزء أساس من آلية الخطاب العلمي، وعلميته متأتية من موضوعيته) 6 .)
    ويهدف البحث المصطلحي إلى كشف المصطلحات الحاملة للمعرفة المتخصصة، وتكمن وظيفته
    )) الأساسية في نقل المعرفة المتخصصة وأصالة الاستعمال المصطلحي المتعلق به.))ريمة بركة، ص 01
    معايير الحد الاصطلاحي:
    من المؤكد أن المصطلحات هي رحيق العلوم، إن صح التشبيه فهي خلاصات معرفية يفترض فيها أن تمثل صورا
    مصغرة وافية للمفاهيم التي تعبر عنها؛ حيث تنوب الكلمة الاصطلاحية الواحدة عن عشرات الكلمات اللغوية
    الغائبة التي من شأنها أن تعرف المفهوم المعرفي المرجو تقديمه، وما دام الأمر كذلك فإن وضع المصطلح-
     يقصد باللغة المتخصصة: "اللغة التي يستعملها المتخصصون في حقل معين من حقول المعرفة...لها مستويات متعددة من حيث التجريد تعتمد
    على الحقل العلمي، والموضوع وخبرة المتخاطبين ومستواهم التخصصي". بالإضافة إلى أنها لغة مصطلحات تزيل الإبهام في ميدان ما. علي
    . القاسمي: علم المصطلح أسسه النظرية وتطبيقاته العملية، ص 55
    6 - - . ينظر: هشام خالدي: صناعة المصطلح الصّوتي، ص 111 111
    ترجمة وابتكارا لا بد أن يمثل حالة لغوية خاصة من حالات الطوارئ الدلالية القصوى واستفسار شتى الآليات -
    التي يتيحها النظام العام للغة.
    ليس وضع المصطلحات بالأمر الهين اليسير، لأنه"يتطلب تمكنا من المادة وفقها في اللغة، وإحاطة بالتاريخ،
    ووقوفا على النشاط العلمي المعاصر 7 " وفي حالة الترجمة فإنّ الأمر يقتضي إلى جانب التخصص المعرفي أن - -
    يكون المترجم"مخضرما لغويا إن صح التعبير.
    لقد جرت العادة أن يميز المصطلح بجملة من الشروط العامة التي تميزه عن الكلمات اللغوية العادية كأن
    يكون في الحالات الاستثنائية عبارة قصيرة يعرفها معجم علم المصطلح بأنها"المصطلح المتكون من عدة
    كلمات إملائية"، ويسميها أحد الباحثين)الجملة الاصطلاحية( ويراها دليلا على فكرة دون "مرتبة التحديد
    والضبط والاختصار" 8. وأن يكون ذلقا خفيفا على لسان المتلفظ، واضح المفهوم، أحادي الدلالة، دقيقها،
    موصول الدلالة الاصطلاحية بالدلالة اللغوية، وأن يراعي خصائص البنية الصوتية للغة، مع إمكانية إخضاعه –
    قدر الامكان للصيغ والموازين الصرفية القياسية المتعارف عليها حتى يسهل إدراك دلالاته العامة من خلال -
    الصيغة الصرفية المجردة، وأن يوضع بحسب طرائق الوضع الاصطلاحي وآلياته تبعا لأولوياتها في النسيج
    الأصيل لروح اللغة
    وبعد استيفاء مجمل هذه الشروط، تبقى حياة المصطلح مرهونة بمدى الاتفاق عليه وحجم استعماله
    ودرجة استيعابه.7