6. نبذة تاريخية عن الأنظمة الوثائقية

يعود ظهور أولى المكتبات في العالم حسب العديد من المؤرخين إلى حضارة بلاد الرافدين في العراق، وتطور مفهومها عبر العصور، ولأن المكتبات في تلك الفترة لم تكن كالتي نعرفها في عصرنا الحالي، فقد أطلق عليها السومريون "بيت اللوحات الكبير" لأنها كانت في بيوت مليئة بالألواح الطينية، أما الفراعنة فقد سموها "قاعة كتابات مصر". وفي اليونان كانت تسمى « bibliotheca » ومعناها "المكان الذي توضع فيه الكتب"، في حين أن الرومان استعملوا كلمة « libri » ومعناها "الكتاب" ومنها جاءت كلمة « Library » . أما العرب فلم يستخدموا كلمة "مكتبة" إلا في القرن 19 م، وأطلقوا عليها اسم "دار" و "خزانة"

    لقد تطورت المكتبات عبر العصور وتغير شكلها ومحتوياتها وتنوعت أهدافها وخدماتها، بفضل العديد من الإنجازات الحضارية التي عرفها التاريخ وكان لها الأثر الايجابي على الإنسانية جمعاء. ومن أهم هذه الإنجازات نذكر:

  • اختراع الكتابة: وقد تطورت عبر ثلاثة مراحل مهمة: الكتابة التصورية، الرمزية والأبجدية، هذه الأخيرة التي يرجع الفضل فيها إلى الفينيقيين منذ 1000 عام قبل الميلاد، ثم انتقلت إلى بقية العالم وتساهم في نشأة وتطور مختلف اللغات المستعملة حاليا. [1]
  • الكتابة المسمارية في حضارات بلاد الرافدين
  • اختراع أدوات الكتابة (الوق): لقد استخدمت المجتمعات القديمة في الكتابة مختلف المواد التي كانت تجدها: الطين، الحجر، لحاء الاشجار...أما ورق البردي فلم يستعمل إلا في العصر الأموي، أما الكتابة على الجلود فقد كانت في مطلع القرن 2 ق.م، وعرفت الإنسانية "الورق" في سنة 712 م بعد وصول الفتوحات الإسلامية لتركسان وسمرقند على يد الصينيين، ثم انتقلت صناعته إلى بغداد.
  • ورق البردي الذي استعمله المصريون في الكتابة
  • اختراع الطباعة بالحروف المتحركة: ظهرت الطابعة على يد الالماني غوتنبرغ، في منتصف القرن 15 م، وانتقلت إلى باقي أنحاء العالم، وامتاز الكتاب المطبوع آنذاك بكبر حجمه، حتى تطورت آلات الطباعة في القرن 20 م بظهور آلات طباعة ميكانيكية والطباعة الملونة والرقمية في عصرنا الحالي. [2]
آلة الطباعة التي اخترعها غوتنبرغ


[1]  المرجع نفسه. ص. 11-12

[2]  عليان مصطفى، ربحي. النجداوي، أمين. المرجع السابق. ص. 12