تطور مفهوم الأداء من النظرة التقليدية إلى النظرة الحديثة .
لقد عرف مفهوم الأداء تطورا كبيرا منذ بداية استعمالاته الأولى إلى وقتنا الحالي ،فمن النظرة التقليدية التي تجسدت في أفكار رائد مدرسة الإدارة العلمية، حيث ساهم هذا الأخير في إعطاء مفهوم دقيق للأداء من خلال دراسة الحركة التي كان يؤديها العمال وتوقيت كل منها .
ولكن مع بداية القرن العشرين تبلورت مفاهيم جديدة للأداء ،حيث تحول اهتمام المؤسسات والإدارات من إستراتيجية التركيز على الكميات الممكن إنتاجها إلى التركيز على الكميات الممكن بيعها أو تقديمها.
وفي هذا الإطار وبدلا من الاعتماد فقط على الزمن المستغرق للأفراد والمعدات لتحديد معدلات الأداء ، تم الانتقال إلى الأخذ في الحسبان التطورات التي تشهدها بيئة المؤسسة أو الإدارة ،أي الأخذ "بالبعد البيئي عند تحديد مفهوم الأداء.
من جهة أخرى ومع ظهور الفكر الاستراتيجي في الإدارة ،فأداء المنظمة لم يعد يعبر عن تخفيض التكاليف فقط بل عن القيمة التي يجنيها الزبون من تعامله مع المنظمة .
ومن هنا فقد توسع مفهوم الأداء ليشمل مصالح أطراف أخرى (مساهمين،مديرين ،عمال) أو ما يعرف ب "stakeholder value" ،فكل هذه التطورات أنتجت مفهوما جديدا لإدارة الأداء والذي يندرج في إطاره العديد من الاستراتيجيات والأساليب بما يحقق الاستغلال الأمثل للموارد من جهة، والتميز في الأداء من جهة أخرى