يعد عز الدين المدني(*) واحدا من أبرز الأعلام في تاريخ المسرح في تونس بخاصة و الوطن العربي عامة، أسهم منذ مطلع السبعينيات من القرن الماضي في محاولة التأسيس لمسرح عربي أصيل عن طريق المزاوجة بين فعلي التجريب والتأصيل بغية البحث عن قالب مسرحي عربي، فقدم تصورا نظريا للمسرح يعتمد على مسرحة التراث، وقراءته من جديد نقدا وحوارا وكتابة لفهم الحاضر، وقراءته قراءة تاريخية معاصرة قائمة على التغيير والنقد العميق، فهو من الباحثين الذين لا ينكرون وجود المسرح عند العرب، سعى منذ البداية إلى التوفيق بين الكتابة النصية و التراث العربي، فطرح تصورا جديدا يسمى المسرح التراثي، القريب من التصور الاحتفالي عند عبد الكريم برشيد و الطيب الصديقي.
و من أجل ذلك نشر المدني سنة 1978م في مجلة الحياة الثقافية بتونس مقالا نظريا بعنوان ( نحو كتابة مسرحية عربية حديثة) يدافع فيه عن نظريته المسرحية العربية الجديدة القائمة على تشغيل التراث بطريقة إبداعية هادفة، قوامها التجديد وتحقيق الحداثة الحقيقية. ولا يقتصر هذا التراث على ماهو عربي فقط، بل كان المدني يعود إلى التراث اليوناني لإعادة كتابته من جديد عن طريق التحوير الدراماتورجي والتفاعل الحواري، و بهذه التصورات كانت تجربة عز الدين المدني طليعية تدعو إلى تغيير المسرح السائد، وتثويره جذريا و ذلك من خلال البحث عف فضاءات ركحية جديدة، وتشغيل سينوغرافيات تراثية واحتفالية لصيقة بالمجتمع العربي الإسلامي.
أهم أعمال عز الدين المدني:
- ثورة صاحب الحمار 1971 - رسالة التربيع والتدوير : 1989
- رحلة الحلاج 1973 - مولاي السلطان الحسن الحفصي 1977
- ديوان الزنج ( 1974 - الحمال والبنات: 1989
- الغفران 1976 - على البحر الوافر : نشر الشركة التونسية للتوزيع تونس سنة 1989
- تعازي فاطمية90 19 - حمودة باشا والثورة الفرنسية : نشر الدار التونسية للنشر1991
(*) - ولد عز الدين المدني سنة 1938 م بتونس بدأ تعليمه الأول في مدرسة الصادقية الابتدائية بتونس ثم التحق بثانوية معهد كارنو، ليسافر بعد ذلك لفرنسا ليكمل دراسته بجامعة كولاج دو فرانس بباريس وقد اختص في اللغة والآداب وعلم الاجتماع ، ولم يقف عند حدود الأدب بل ذهب إلى أبعد من ذلك ليخوض في تقنية وصناعة فن السينما بمركز corul، بفرنسا ، فكانت له ثقافة واسعة في الآداب الغربية والفلسفة. كتب أكثر من أربعين مسرحية، وتم إنتاج وإخراج سبعة وعشرين منها ( عز الدين المدني.