عرفت بلدان المغرب العربي المسرح مع مطلع القرن العشرين عبر زيارات الفرق الفنية العربية من سوريا و لبنان و مصر، و التي كان لها الأثر الكبير في انطلاقة هذا الفن بالمنطقة المغاربية، فظهرت تجارب عديدة لأعلام صنعوا الفرجة المسرحية، بل إنّ بعضهم طور أشكالا تراثية أصيلة، أصبحت مدارس قائمة  بذاتها، فرضت وجودها  في مـختلف البلاد العربية.

1- الرواد الجزائريون:

    لم يخل  التراث الجزائري من الفنون القصصية والتمثيلية الشعبية كالحكاية الشعبية، والحلقة، والمداح... ، و هذا الموروث وعلى بساطته شكل رافدا هاما في تأسيس الظاهرة المسرحية بالجزائر، التي خاضها رواد كثيرون نذكر منهم:

- محي الدين بشطارزي(1897/1986)

محي الدين بشطارزي ممثل و كاتب مسرحي من مواليد القصبة بالعاصمة، بدأ نشاطه المسرحي في جمعية المطربية عام 1919 م، ليصبح مديرا لها عام 1928 م، عُيّن عام 1947 م، من أعماله: الفقير، البوزريعي في العسكرية، فاقو، بني وي وي، الخداعين...

- سلالي علي"علالو" (1920- 1992)

      يعدّ سلالي علي"علالو" الممثل و الكاتب المسرحي أحد رواد الحركة المسرحية الجزائرية، من أعماله: جحا، زواج بوعقلين،  الصياد والعفريت، عنتر الحشايشي...

- رشيد القسنطيني( 1887 –1944)

    رشيد بلخضر المعروف في الوسط المسرحي ب"رشيد القسنطيني" ممثل و كاتب مسرحي، صاحب فرقة "الهلال الجزائري"، " يحتل مكانة خاصة في المسرح الجزائري حتى عُرف بقدراته الارتجالية العجيبة في تأدية أدواره المسرحية من مسرحياته: زواج بوبرمة" 1928 م، قدور الطماع" 1929 م"، لونجا الأندلسية" 1930 م، "شد روحك" 1931م، "ياراسي يا راسها" ...

عبد القادر علولة: ( 1939- 1994)

  يعد علولة من أوائل كتاب المسرح الذين اشتغلوا بالحلقة في الجزائر ، فكان يسعى إلى الخروج بالمسرح الجزائري من الأساليب الكلاسيكية، من أهم أعماله: القوال 1980 ، الأجواد1985 ، اللثام 1989 ، وكان قبل مقتله في مارس 1994 م من شهر رمضان المعظم يتهيأ لكتابة مسرحية جديدة بعنوان العملاق.

2- الرواد المغاربة:

    لقد كان للزيارات التي قامت بها بعض الفرق العربية إلى المغرب بداية من عام  1923 مع  فرقة التونسي محمد عز الدين الأثر الكبير في في ظهور البوادر الأولى لفرق الهواة منها فرقة طلبة ثانوية  المولى إدريس بمدينة فاس وكان ذلك عام 1924 حيث بدأت مدينة فاس بالانبعاث مسرحيا فكان منها فنانون شباب كثر منهم: عبد الوهاب الشاوي ، الحاج محمد أبو عياد ، أحمد الحريشي.
ومن الأسماء المغربية التي كان لها وزن ثقيل في الساحة المسرحية العربية نذكر:

- أحمد الطيب العلج (1928-2012)  
     يعد الطيب العلج واحدا من أهم المسرحيين في الساحة المغربية إذ قدم أكثر من 40 عملا مسرحيا تأليفا منها: الشهيد، حارة ، اليانصيب ، عمى الزلط ، البلغة المسحورة ، الشهيد ، السعد، الاكباش يتمرنون...

- الطيب الصديقي ( 2016 - 1939

      الطيب الصديقي مخرج، ممثل ومؤلف من أبرز المسرحيين العرب في المشرق والمغرب ، عُرف  بثورته على النظم المسرحية التي كانت سائدة قبله ومعاصرة له من أهم مسرحياته التي تظهر رؤاه النظرية وتطبيقاته نذكر: "مقامات بديع الزمان الهمذاني"، "سلطان الطلبة"، "مولاي إدريس"، "ديوان سيدي عبد الرحمان المجذوب"، ومسرحية "عزيزي" التي كانت آخر عمل درامي قدمه.

- عبد الكريم برشيد (1943-       )

كاتب ومخرج مسرحي مغربي قاد واحدة من أهم ثورات المسرح العربي فكان من الأصوات المسرحية الأولى والرائدة المنادية بالمسرح الاحتفالي الذي ينبغي أن يعود إلى التراث العربي الإسلامي بقراءته  قراءة علمية بتوظيفه لخدمة الراهن العربي، من مسرحياته : عنترة في المرايا المكسرة ، ابن الرومي في مدن الصفيح ،  الناس والحجارة،  عرس الأطلس ، امرؤ القيس في باريس، اسمع يا عبد السميع ،...

3- الرواد التونسيون:

      لقد كان  لزيارات بعض الفرق المصرية و السورية  لتونس منذ 1908م، كفرقة محمد المغربي، وفرقة سليمان القرداحي، وفرقة الشباب المصري، وفرقة الشيخ سلامة حجازي، وفرقة جورج أبيض، وفرقة رمسيس...الأثر البالغ في تشكل فرق وجمعيات مسرحية تونسية ، أو فرق مسرحية مختلطة مع الفرق المسرحية المصرية، مثل: جمعية النجمة، وجماعة الشهامة العربية، وجماعة الآداب العربية، والجوق المصري التونسي، وفرقة المستقبل التمثيلي، وفرقة السعادة، وفرقة الشيخ الأكودي، وجمعية التمثيل العربي....

ويعد علي بن عياد (1930- 1972) المؤسس الفعلي للمسرح التونسي الاحترافي في جميع تجلياته ومظاهره الفنية والجمالية والتقنية والإدارية،  وقد بدأ قطف الثمار الناضجة للمسرح التونسي في الخمسينات من القرن العشرين من خلال "سمير العبادي" بمسرحياته ( عطشان يا صبايا، هذا فاوست الجديد، رحلة السندباد) و" محمد رجاء فرحات"  بمسرحيته (جحا و الشرق الحائر) ، وعز الدين المدني"،(خرافات ومسرحيات)، (ثورة صاحب الحمار) و(رحلة الحلاج)، (ديوان الزنج)، و(الغفران)، و(مولاي السلطان الحفصي.

4- الرواد الليبيون

    يعدّ أحمد قنابة من أبرز الرواد الذين كان لهم الفضل؛ أيضا، في تأسيس المسرح الليبي رفقة الشاعر إبراهيم الأسطى عمر إذ كوّن أحمد قنابة الفرقة الوطنية الطرابلسية عام 1936 التي عرضت مسرحيتيه  ( وديعة الحاج فيروز، و حلم المأمون) ، ومن أشهر المسرحيين الليبيين الذين ساهموا في إثراء الحركة المسرحية بليبيا نذكر محمد قدري المحامي، وأحمد قنابة، وابراهيم الأسطي عمر، ومحمد عبد الهادي، وأنور الطرابلسي...

Modifié le: Friday 19 April 2024, 21:37