المحاضرة السابعة

محاولات تيسير النحو العربي عند المحدثين

شوقي ضيف

مفهوم التيسير عند المحدثين:

    هو تكييف النّحو والصّرف مع المقاييس التي تقتضيها التربية الحديثة، عن طريق تبسـيط الصورة التي تعرض فيها القواعد على المتعلّمين، وعلى هذا ينحصر التيسير في كيفية تعليم الّنحو لا في النّحو ذاته. 

   إنّ المحاولات الحديثة لتيسير النّحو العربي كثيرة، من بينها محاولة الدكتور شوقي ضيف، ولعلّ السبب الذي جعله يفكّر في تجديد النّحو وتيسيره أنه لمّا قام بتحقيق كتاب الرّد على النّحاة لابن مضاء القرطبي ونشره سنة 1947، اقتنع بما ذهب إليه هذا الأخير، وكان هذا العمل باعثا على تفكيره في تجديد النّحو، وعرضه عرضا حديثا.

أهمّ ما جاء به شوقي ضيف:

-إلغاء الإعراب التقديريّ:

   وذلك في الأسماء المقصورة (جاء الفتى)، والمنقوصة (جاء القاضي)، والمضافة إلى ياء المتكلّم (نجح صديقي)، والأسماء المبنية (هذا زيد).

-إلغاء الإعراب المحلّي:

   وذلك في الجمل، (زيد يكتب الدرس) بحيث لا يقال جملة فعلية في محلّ رفع خبر، بل يكتفى بالقول إنّ الجملة خبر، وهذا في جميع الجمل.

-إلغاء متعلّق الجار والمجرور والظرف:

     مثل جملة: زيد في الدار، وجملة زيد عندك.

-إلغاء العلامات الفرعيّة:

    ففي إعراب كلمة: مررت بيوسف، فلا يقال يوسف مجرور بالفتحة النائبة عن الكسرة، وهذا في جميع العلامات الفرعية: الواو، الألف، الياء...

-تمّ حذف ثمانية عشر بابا، وهي: كان وأخواتها، باب ما ولا ولات العاملات عمل ليس، باب كاد وأخواتها، باب ظنّ وأخواتها، باب أعلم وأخواتها، باب التنازع، باب الاشتغال، باب الصفة المشبّهة، باب اسم التفضيل، باب التعجّب، باب أفعال المدح والذّم، كنايات العدد، الاختصاص، التحذير، الإغراء، الترخيم، الاستغاثة، الندبة.

-تمّت إضافة بعض المسائل:

   منها: قواعد نطق الحروف، وصفاتها، وهذا أخذه من علم التجويد، وحركات الحروف، وما يداخلها من تشديد وتنوين، ومدّ وإدغام، وإبدال، وألف الوصل وألف القطع.

-تغيير إعراب بعض الكلمات (أخذا برأي الكوفيين):

   منها خبر كان صار يعربه حالا، فجملة: كان محمّد مسافرا، تعرب هكذا:

كان: فعل لازم، محمّد: فاعل، مسافرا: حال.

فهذه الجملة مثل جملة: بقي محمّد جالسا.

-حذف باب كاد وأخواتها:

    يخطّئ شوقي ضيف إعراب: كاد زيد أن يقوم، زيد اسم كاد، وأن يقوم جملة خبر، والسبب في ذلك لو حذفنا كاد، يبقى: زيد أن يقوم، وهو تعبير خاطئ.

-إلغاء تقدير أن الناصبة مضمرة بعد فاء السببية، وواو المعيّة، ورأى أنّ الفعل منصوب بهذه الأدوات مباشرة. 

    

 

 

Modifié le: Saturday 13 April 2024, 21:52