رابعاً: نظم انتخابية أخرى:
بالإضافة إلى نظم الأغلبية، ونظم التمثيل النسبي والنظم المختلطة، هناك بعض النظم الانتخابية الأخرى والتي لا ينطبق في تفاصيلها على أي من هذه التصنيفات. وهذه النظم هي نظام الصوت الواحد غير المتحول، ونظام الصوت المحدود ونظام البوردا. وتميل هذه النظم غلى إفراز نتائج انتخابية تقع ما بين نتائج النظم النسبية ونتائج نظم الأغلبية.
1. نظام الصوت الواحد غير المتحول:
يقوم الناخب في ظل هذا النظام بالاقتراع لصالح مرشح واحد فقط في دائرته، ولكن على العكس من نظام الفائز الأول، يتم ذلك في دوائر تعددية حيث يتم انتخاب أكثر من ممثل واحد على كل دائرة انتخابية ويفوز بالانتخاب المرشحون الحاصلون على أعلى الأصوات. والاقتراع فيه يكون لصالح الأفراد وليس الأحزاب السياسية.
ويضع هذا النظام الأحزاب السياسية أمام تحدي كبير، فلو كان لدينا على سبيل المثال دائرة انتخابية تنتخب أربعة ممثلين لها، فسيفوز بالانتخاب كل مرشح يحصل على ما يزيد على 20% من الأصوات تقريبا. ولو حصل حزب سياسي ما على 50% من الأصوات، وذلك بفوز اثنين من مرشحيه على حوالي 25% من الأصوات لكل منهما، فإن ذلك قد يخوله الفوز بمقعدين من مقاعد الدائرة. أما في حال حصول أحد مرشحي ذلك الحزب على 40% من الأصوات في حين لم يحصل المرشح الآخر سوى على 10 بالمئة من الأصوات، فقد يعني ذلك عدم فوز المرشح الثاني بالمقعد، وبالتالي عدم فوز الحزب سوى بمقعد واحد فقط. وفيما لو قام ذلك الحزب بتسمية ثلاثة مرشحين له في تلك الدائرة، فإن حظوظه بالفوز بمقعدين قد تضمحل أكثر فأكثر وذلك بسبب توزيع الأصوات بين مرشحيه الثلاثة في الدائرة الانتخابية.
ويستخدم هذا النظام حاليا في الانتخابات التشريعية في كل من أفغانستان، الأردن، جزر البيكترين وقانواتو. كما يستخدم لانتخاب أعضاء مجلس الشيوخ في كل من أندونيسيا وتايلاند. إلا أن النظام عرف بشكل أساسي من خلال تطبيقه في انتخابات مجلس العموم في اليابان في الفترة الممتدة بين 1984-1993.
2. نظام الصوت المحدود:
يمكن اعتبار نظام الصوت المحدود على أنه أحد نظم الأغلبية المستخدم في دوائر انتخابية تعددية، كما في نظام الصوت الواحد غير المتحول. إلا أنه في ظل هذا النظام، يملك الناخب أكثر من صوت واحد، ولكن بعدد يقل عن عدد الممثلين المنتخبين عن الدائرة الانتخابية. ويتم فرز الأصوات بذات الطريقة التي يتم فيها في نظام الصوت الواحد غير المتحول، حيث يفوز بالانتخاب المرشحون الحاصلون على أعلى الأصوات.
ويستخدم هذا النظام لتنظيم العديد من الانتخابات المحلية، إلا أن استخدامه على المستوى الوطني ينحصر في كل من جبل طارق وإسبانيا، حيث يستخدم لانتخاب مجلس الشيوخ الإسباني منذ عام 1977 إلى الآن. وفي هذه الحالة يملك الناخب عدداً من الأصوات يقل بواحد عن عدد المقاعد التمثيلية لكل دائرة انتخابية.
ويعتبر هذا النظام بسيطاً بالنسبة للناخبين كما أنه لا يتطلب عمليات معقدة لفرز الأصوات. إلا أنه يميل عادة لإفراز نتائج أقل نسبية من تلك الناتجة عن نظام الصوت الواحد المتحول. وتسري على نظام الصوت المحدود الكثير من الاعتبارات المتعلقة بالتنافس الداخلي بين مرشحي الحزب الواحد، ومسائل إدارة أصوات الناخبين وتوزيعها.
3. نظام البوردا:
النوع الأخير من نظم الانتخابات الأخرى هو نظام البوردا المعدل والمستخدم في ناورو فقد –وهي إحدى جزر المحيط الهادئ المستقلة-. فهو نظام تفضيلي، حيث يقوم الناخبون بترتيب المرشحين حسب الأفضلية، كما هو الحال بالنسبة لنظام الصوت البديل. ويمكن استخدامه في دوائر انتخابية فردية أو تعددية على حد سواء. وفي ظل هذا النظام، على العكس من نظام الصوت البديل، هناك عملية عد واحدة، حيث يتم احتساب الأفضليات التي يحصل عليها كل مرشح كأجزاء من الصوت الواحد. وبموجب النظام المستخدم في ناورو، تعطى الأفضلية الأولى القيمة واحد، بينما تعطى الأفضلية الثانية قيمة تساوي النصف، والثالثة قيمة تساوي الثلث وهكذا. ويفوز بالانتخاب المرشحون الحاصلون على أعلى المجاميع.