المحاضرة 03 :    بناء الاختبار

مقـــدمة

    إن الحديث عن أدوات القياس في علم النفس يصرف الذهن مباشرة إلى الاختبارات التي    تستخدم عادة في قياس الذكاء أو القدرات العقلية الأخرى، وكذلك الاستبيانات وقوائم التقدير والاستمارات التي يمكن من خلالها معرفة ميول واتجاهات الناس نحو قضايا معينة أو الاستدلال على خصائصهم الشخصية.

     والحقيقة أن أداة القياس في ميدان علم النفس كعلم سلوكي يمكن أن تعرف على أنها مجموعة من البنود أو الأسئلة (أو المواقف) التي تمثل القدرة أو السمة أو الخاصية المطلوب قياسها (عبد الرحمن، س، 2008، ص 173 )، وعليه يمكن القول بأن أداة القياس تمثل عينة من مكونات هذه القدرة أو السمة أو الخاصية المراد قياسها، وكلما كانت هذه العينة قادرة على تمثيل المجتمع الأصلي الذي أخذت منه (مكونات الخاصية) كانت هذه الأداة جيدة وصالحة (المرجع السابق، 173)، فأداة القياس المكونة من ستة  أسئلة أو ستة بنود ليست جيدة بنفس القدر الذي يميز أداة أخرى مكونة من 21 بندا؛ إذ أن العينة الثانية أصدق تمثيلا للمجتمع الأصلي من العينة الثانية.

     إن أداة القياس في علم النفس يجب أن تحظى بقدر كبير من العناية من قبل الباحث وأن تبنى بطريقة علمية موضوعية، كما أن نتائجها أيضا يجب أن تحلل بطريقة علمية موضوعية.

  -1  تعريف الاختبار النفسي

      يقول كرونباخ Cranbach (1984) أنه لا يوجد هناك تعريف مقنع للاختبار و كلمة اختبار عادة ما توحي في الذهن أنه عبارة على سلسلة من الأسئلة المقننة التي تعرض على شخص معين ويطلب منه الإجابة عنها كتابة أو شفهيا، إلا أن هناك بعض الاختبارات التي لا تتطلب من المفحوص إجابة معينة وإنما تتطلب منه أداء حركيا أو مجموعة من الأداءات الحركية على آلة معينة. كاختبار قيادة السيارة في الشارع (عبد العظيم، ح، 2012، ص 15) فاختبار القيادة لا يتضمن الأسئلة وكما أن تعليماته وتوجيهاته تختلف باختلاف المفحوص و باختلاف الشوارع و حركة المرور، و في ما يلي نستعرض بعض التعاريف التي تنطبق على مختلف أنواع الاختبارات والاستبيانات:

    عرف بين  Bean (1953) الاختبار بأنه مجموعة من المثيرات أعدت لتقيس بطريقة كمية أو بطريقة كيفية العمليات العقلية و السمات أو الخصائص النفسية، وقد يكون المثير هنا أسئلة شفاهية أو أسئلة كتابية أو قد تكون سلسلة من الأعداد أو الأشكال الهندسية أو النغمات الموسيقية أو صورا أو رسوما، و هذه كلها مثيرات تأثر عن الفرد و ستثير استجاباته.(مقدم، ع، 1993، ص 22)

   ورد في قاموس إنجلش وإنجلش (1958)   English English &  بأن الاختبار النفسي هو " مجموعة من الظروف المقننة أو المضبوطة تقدم بنظام معين للحصول على عينة ممثلة  للسلوك، وفي ظروف أو متطلبات بيئية معينة، أو في مواجهة تحديات تتطلب بذل أقصى جهد أو طاقة، وغالبا ما تأخذ هذه الظروف أو التحديات شكل الأسئلة اللفظية " (معمرية، ب، 2002، ص 106) 

  أما جون انيات   Annette (1974) و يعرف الاختبار بأنه مهارة أو مجموعة من المهارات التي تقدم للفرد في شكل مقنن و التي تنتج درجة أو درجات وقيمة حول شيء تطلب من المفحوص لكي يحاول أداءه (مقدم، ع، 1993، ص 22)

عرفت اناستازي Anastasi )1976( " الاختبار النفسي بأنه مقياس موضوعي مقنن لعينة من السلوك " (أناستازي، أ، اورينا، س،2015، ص 18)، وكلمة سلوك هنا قد تعكس قدرة الفرد اللفظية أو الميكانيكية أو قد تعكس سمة من سماته الشخصية، كالانبساطية و الانطوائية، أو قد تعكس مجموعة من الاداءات الحركية على أعمال أو أجهزة معينة، كالكتابة على الآلة الراقنة لقياس مهارة الأصابع مثلا.

وتعرفه ليونا تايلر 1982 Leona E. Tyler على أنه " موقف مقنن صمم خصيصا للحصول على عينة من السلوك "

الاختبار النفسي " طريقة منظمة لمقارنة سلوك شخصين أو أكثر"   (1984) Cranbach ويعرف
(مقدم، ع، 1993، ص 22)

       تتضمن التعريفات السابقة على تباينها مجموعة من المصطلحات المشتركة، فقد اتفقت التعاريف  السابقة الذكر أن الاختبار هو مجموعة من المواقف أو الوضعيات التي تشتمل في الغالب على مثيرات قد تكون أسئلة أو رسومات هدفها قياس عينة ممثلة من السلوك التي تتضمنها السمة أو الخاصية موضع القياس.   فالاختبار النفسي يمتاز على غيره من وسائل من وسائل تحليل الفرد ( كالمقابلات الشخصية والملاحظات ) في أغلب الأحوال بميزتين أساسيتين:

-      إعطاؤه للخاصية النفسية التي يقيسها درجة كمية؛ تحدد مدى توافر الخاصية موضع القياس، مما يمكّن من دقة المقارنة بين الأفراد

-      توفر درجة أعلى من الموضوعية في القياس . (معمرية، ب، 2002، ص 109)

2- الاختبار والمقياس

     تذكر ليونا تايلر Leona E. Tyler (1982)  أن هناك تداخلا في المعنى بين الاختبار والمقياس، إلا أنهما ليسا مترادفين، فمصطلح المقياس يستخدم في ميادين كثيرة من البحوث النفسية، التي لا يكون استخدام مصطلح الاختبار مناسبا، فإذا كان موضع الدراسة هو البحث عن الحد الأدنى والحد الاعلى لقوة السمع عند الانسان ، فإن الباحث السيكولوجي يقيس مقدار التردد، وعليه فإن القياس الفيزيائي يستخدم للإجابة عن الباحث السيكولوجي.( تايلر، ل، 1988، ص 47)

        يستخدم مصطلح الاختبار حين يستخدم أساسا لتقدير بعض خصائص الفرد العقلية أو الانفعالية أو الشخصية، فهو عبارة عن أسئلة أو مهام تقدم للفرد، والدرجات التي نحصل عليها لا يُعبر عنها بوحدات فيزيائية ، لذلك فليست المقاييس اختبارات، وليست كل الاختبارات مقاييس، فهناك بعض اختبارات الشخصية لا يحصل المفحوص فيها على درجات (تايلر، ل، 1988، ص 47-48)  ، ويستخدم الأخصائي النفسي مثل هذه الاختبار ليساعده على إعداد وصف لفظي للفرد؛ وهنا يكون ليس مطالبا بأن يلجأ إلى القياس كون هذا الأخير " عملية استخدام الأرقام في تحديد خصائص الأشخاص والأشياء حسب قواعد معينة " فهو يتطلب نوعا من الوصف الكمي، سواء كان من نوع الكم المتصل أو الكم المنفصل، أما الاختبار فهو عموما موقف مقنن، صمم من أجل الحصول على عينة من سلوك الفرد، وقد يعبر عن السلوك بالأرقام أم بغيرها، فإذا تم التعبير عنها بالأرقام فمن الممكن استخدام كلمة اختبار نفسي أو مقياس نفسي (معمرية، ب، 2002، ص 111) 

1-     شروط الاختبار الجيد

      يذكر بلام ونايلر (1968)Blum & nyler    ثلاث شروط للاختبار الجيد و هي:
1-  أن يكون الاختبار متقنا: و هذا يعني أنه حتى و أن استخدم الاختبار من طرف أفراد مختلفين فإنهم يحصلون على نتائج مماثلة و يتطلب هذا بالطبع توحيد إجراءات تطبيق الاختبار و تصحيحه .
2-  أن تكون عينة السلوك واسعة بدرجة كافية و ممثلة بدرجة كافية للسلوك الذي نريد قياسه حتى تمكننا من النتائج التي تتحصل عليها من التعميم و التنبؤ.
3- أن يكون للاختبار درجة معتبرة من الصدق و الثبات، وأن تكون له معايير خاصة. فالصدق يعني أن الاختبار يقيس ما افترض أن يقيسه وهناك طرق كثير لتحديد الصدق. أم الثبات فيعني استقرار الدرجات التي يحصل عليها نفس الأفراد في عدد مرات الإجراء بنفس الصورة أو بصورة مكافئة من نفس الاختبار (مقدم، ع، 1993، ص 22-23)

   إن المختصين في علم النفس عملوا من خلال احترامهم لشروط علمية عند تصميمهم للاختبار النفسية على تقديم نوعين من الضمانات؛ وذلك من أجل الرفع من درجة الاطمئنان إلى نتائجها، ويتعلق الأمر بالضمانات العلمية أي الحرص على الخصائص السيكومترية (الصدق والثبات) والضمانات الأخلاقية فيما يخص كيفية استخدام هذه الاختبارات.

 4-   الضمانات الأخلاقية

     تبرز أهمية الضمانات الأخلاقية في أنها تجنبنا الوقوع في أخطاء قد يصعب تصحيحها فيما بعد، ولهذا من الضروري الالتزام بالشروط المحددة والمضبوطة لكيفية تطبيق كل اختبار من جهة، ومن جهة أخرى احترام الحقوق الطبيعية للأفراد المفحوصين، وفي هذا الإطار حددت ليفي لوبوي (1986) Levy- Leboyer ثلاثة شروط يجب التقيد بها:

أ‌-      يخص الكفاءة المطلوبة والتي تخول لصاحبها الحق في تطبيق وتفسير نتائج الاختبارات، إن هذا الشرط هام جدا في بلد مثل الجزائر خاصة وأنه ليومنا هذا لا يوجد قانون يحدد مكانة (Statut)  ومستوى تكوين ومبادئ السيكولوجي؛ حيث أنه من الناحية النظرية يمكن أن يستخدم الاختبارات النفسية أي شخص ولو كان غير مختص.

ب‌-    يخص سرية النتائج المتحصل عليها من خلال تطبيق الاختبارات النفسية، وهذا من أجل ضمان سرية المعلومات الشخصية حول الافراد واحترام وحماية حياتهم الخاصة.

ت‌-    الشرط الثالث يهدف إلى إحداث علاقة ثقة بين الفاحص والمفحوص وهذا بشرح بما فيه الكفاية الاختبار للمفحوص والغرض من تطبيقه. (Levy- Leboyer، 1986، في بوسنة، م، 2007، ص 129).

5- تصنيف الاختبارات النفسية:

-      تصنف الاختبارات على أساس الإجراء إلى نوعين هما :

أ‌-  الاختبارات الفردية: وهي الاختبارات التي تطبق على مفحوص في مرة واحدة بمعنى موقف القياس يكون فرديا (الفاحص والمفحوص)، ويتطلب هذا النوع أخصائيين مدربين ذوي مهارات كبيرة في تطبيقها، ومن أمثلة هذه الاختبارات: اختبار رورشاخ، اختبار ستانفورد بينيه، اختبار وكسلر...
ب ‌- الاختبارات الجمعية: وهي الاختبارات التي تطبق على عدد من الأفراد في وقت واحد و لهذه الاختبارات فائدة كبيرة في ميادين التربية، الجيش، الصناعة… ومن أمثلة الاختبارات الجمعية: اختبار الجيش " ألفا " و اختبار الجيش " بيتا " (مقدم، ع، 1993، ص 24)

-     التصنيف على أساس كيفية التطبيق

نقصد بكيفية التطبيق التنوع في اختيار الاستجابة التي تصدر عن المفحوص أثناء إجاباته على مختلف فقرات الأداة، حيث يمكن أن تأخذ على الأقل الشكلين الآتيين:

أ‌-      اختبارات الورقة والقلم : Paper and pencil  هي الاختبارات التي لا يستدعي تنفيذها القيام بعمل يدوي، ولكن تحتاج لتسجيل الاستجابات في صحيفة الإجابة أو الاختبار باستعمال القلم بمعنى الإشارة إلى الإجابة أو كتابة الإجابة الصحيحة، والأمثلة عن هذا النوع من الاختبارات كثيرة (عبد الرحمن، س، 2008، ص 160) مثل: اختبارات التحصيل، بعض الاختبارات الذهنية، استخبارات الشخصية والميول والقيم

ب‌-     الاختبارات ذات الأدوات العملية : يشمل هذا الصنف مجموع الأدوات التي يقوم فيها المفحوص بتناول المواقف (البنود) التي تتكون منها الأداة تناول عملي مباشر وصريح ، ومن أمثلة هذه الاختبارات : اختبارات القدرات الخاصة، اختبارات التحكم...( بوسنة، م، 2007، ص 133-134).

-     التصنيف على أساس اللغة 

تصنف الاختبارات النفسية على أساس طبيعة المادة الاختبارية إلى النوعين التاليين:

أ‌-      الاختبارات اللفظية:  Verbal    هي الاختبارات التي تعتمد على  اللغة باستخدام الرمز اللفظي سواء كان الحرف (اللغة) أو الرقم )الرياضيات (وتطبق لفظيا سواء كتابيا أو شفويا، وتكون هذه الاختبارات فردية إذا طبقت شفويا وجماعية إذا طبقت كتابيا، وينظر إليها علماء القياس النفسي على انها تكون متحيزة لثقافة اللغة التي صممت بها لأول مرة؛ فالاختبار الذي وضع في مجتمع معين، لا يصلح للتطبيق في مجتمع آخر (معمرية، ب، 2002، ص 116)

ب‌-    الاختبارات غير اللفظية: Non verbal  هي الاختبارات التي تعتمد في تكوينها على الصور والأشكال وتستخدم خاصة في حالات غير القادرين على القراءة (عبد الرحمن، س، 2008، ص 160) ومن أمثلة هذه الاختبارات تلك التي تعتمد على الأشكال الهندسية أو الصور الناقصة أو الصور المختلفة وغير ذلك.

-     التصنيف على أساس نوعية الأداء

تصنف الاختبارات على هذا الأساس إلى اختبارات السرعة والاختبارات الأداء النمطي

أ‌-      اختبارات أقصى أداء: تشير هذه الاختبارات إلى أقصى ما يستطيع المفحوص أن يقدمه في موقف يتضمن تحديا لقدراته، وذلك ضمن مستوى أجود وأفضل وأسرع أداء، كأن يقدم إجابات وحلولا لمشكلات، والسمة الرئيسة لهذه الاختبارات؛ أنها تقوم على دفع المفحوص وتشجيعه ليقدم أحسن ما لديه ليحصل على أعلى درجة

ب‌-     اختبارات الأداء النمطي : تشير هذه الاختبارات إلى ما يقوم به الفرد عادة، وليس إلى ما يستطيع أن يقوم به، ويقتصر الأداء في هذه الفئة من الاختبارات على الخصائص  المزاجية للفرد، وليس على القدرات مثل ما يقوم به الفرد عادة في موقف نمطي معين، او مجموعة من المواقف (معمرية، ب، 2002، ص 120) 

-      التصنيف على أساس الوظيفة:                                                                   ويمكن أن نصنف الاختبارات النفسية حسب وظيفتها إلى الأنواع التالية:
أ-  اختبارات التحصيل: وهي تقيس مدى أداء الفرد أو مدى تحصيله في موضوع ما أو مهارة معينة نتيجة تعليم خاص؛ كاختبارات القراءة والحساب واختبارات الكفاية على الآلة الكاتبة
ب - اختبارات الذكاء: وهي تقيس القدرة العقلية العامة التي تنعكس في سرعة الفهم، القدرة على التعلم، الكفاءة العامة، سرعة إدراك المواقف والمشكلات، القدرة على التكيّف… ومن بين اختبارات الذكاء: اختبار بينيه، اختبار ستانفورد بينيه، اختبار وكسلر...
جـ-  اختبارات القدرات الخاصة: وهي تتنبأ لمدى قدرة الفرد على التعلم أو التدريب على مهنة معينة، كالقدرة الميكانيكية والموسيقية والحسابية… وعادة ما يجمع هذا النوع من الاختبارات في بطاريات بحيث تقيس كل بطارية عددا من القدرات الخاصة .
د-  اختبارات الميول: وهي تقيس اهتمامات الأفراد وميولهم نحو أنشطة أو مهن معينة، ومن أمثلة الاختبارات المهنية: الصفحة المهنية لسترونج، إختبار التفضيل لكودر
ه- اختبارات الاتجاهات والقيم: يقيس هذا النوع من الاختبارات طبيعة وأبعاد الاتجاهات والمعتقدات التي يتمسك بها الأفراد إزاء أفراد آخرين أو إزاء مختلف قضايا المجتمع وأنشطته، ومن بين مقاييس الاتجاهات مقياس ثيرستون، مقياس ليكرت وبوجاردوس، مقياس البورت للقيم
و-  اختبارات الشخصية: وهي تقيس الجوانب الانفعالية من السلوك كمقياس التوافق الانفعالي والتي تعرف بقوائم الشخصية ومقاييس السمات كالخضوع والسيطرة والانطواء والانبساط… والطرق المستخدمة في اختبارات الشخصية هي: الاستبيان، قوائم الشخصية، الطرق الاسقاطية، وطرق التقرير الذاتي (مقدم، ع، 1993، ص 23-24)

-      تصنيف الاختبارات حسب طبيعة مادتها الاختبارية :
    إنّ الاختبارات النفسية التي تعتمد على اللغة يصعب تطبيقها في كل المجتمعات وذلك لتأثرها بالثقافة، حيث أن الاختبار الذي وضع في محيط اجتماعي ما لا يصلح للتطبيق في محيط أخر، وللتخلص من هذه المشكلة وضع الباحثون بعض الاختبارات اعتبرت متحررة من الثقافة إلى حد كبير ومن ذلك اختبار " بيتا " الذي وضع أثناء الحرب العالمية الأولى بهدف تطبيقه على الجنود الذين ينتمون إلى ثقافات أخرى غير الثقافة الأمريكية؛ ويتألف هذا الاختبار من متاهات ورموز وأشكال مصورة ناقصة، إن جميع هذه الأشياء لا تتأثر بالثقافة إلا تأثرا قليلا اختبارات الذكاء المتحررة من الثقافة اختبار المصفوفات لرافين  (المرجع السابق، ص 24).

-      التصنيف على أساس الوقت المستغرق في الإجابة: تصنف الاختبارات النفسية على أساس الوقت إلى نوعين هما: 

أ‌-      الاختبارات الموقوتة( اختبارات السرعة ( Speed tests  هي الاختبارات التي يكون المطلوب فيها معرفة أكبر عدد ممكن من الإجابات الصحيحة في زمن محدد. (عبد الرحمن، س، 2008، ص 160.

ب‌-    الاختبارات غير الموقوتة : لا يحدد فيها زمن للإجابة، وتسمى اختبارات القوة  Power Test التي تقاس بمدى صعوبة الاداءات التي يستطيع الفرد أداءها (معمرية، ب، 2002، ص 121)

-      التصنيف على أساس أسلوبي السؤال والإجابة: تصنف الاختبارات النفسية على أساس أسلوبي الأسئلة والإجابة إلى الأنواع التالية:

أ‌-      أسلوب السؤال والإجابة بنعم أو لا : يطلق عليها أحيانا الاختبارات المغلقة وهو اسلوب شائع في استخبارات الشخصية.

ب‌-     أسلوب العبارة التقريرية والإجابة بالصواب أو الخطأ : ينتشر هذا الأسلوب أيضا في قياس الشخصية مثل بطارية مينيسوتا متعدد الأوجه للشخصية مثل:

أشعر حينما أكون في مأزق أنه من الأفضل ألا أتكلم                  صواب ، خطأ ؟

ج- أسلوب الاجابة بالاختيار المتعدد أو بدائل : يتوفر هذا النوع من الاختبارات في مقاييس الاتجاهات والقيم، بحيث لا يتوقع الفاحص حسما قبول أو رفض الاتجاه، فيصمم تدريجا بين القبول والرفض كمثال لبند عن الاتجاهات:

-      علم النفس مهم لمستقبلي المهني

أوافق جدا  ،  أوافق   ،   محايد    ،   أعارض   ،   أعارض جدا

ج- أسلوب الإجابة بالاختيار بين بدائل: اختيار المفحوص  يتم بين بدائل لا تقع على نفس المتصل، وغالبا ما تكون من فئات مختلفة مثل : يطلب من المفحوصين اختيار الكلمة الصحيحة من بين عدد من الكلمات التي لها معنى قريب من كلمة معينة مثل:

مجتهد: ذكي ، متقدم ، متفوق ، مثابر(المرجع السابق، ص121- 124)

-      التصنيف على أساس درجة الموضوعية: وتصنف إلى

أ‌-      اختبارات موضوعية: تعني الابتعاد عن الأهواء والميول الذاتية والإغراض الشخصية للفاحص، أي أن إجراءات تطبيق الاختبار وتعليماته وكيفية الإجابة عن بنوده وإجراءات تصحيحه واحدة، فإجراءات القياس كلها تتم مستقلة عن تدخل الفاحص في جميع إجراءاته.

ب‌-     اختبارات إسقاطيه : وهي عبارة عن مثيرات غير محددة (غامضة نوعا ما ) تقدم إلى المفحوص ويطلب من أن يستجيب لها بأن يعطي لها معاني وتفسيرات حسب ما تثير لديه من أفكار وذكريات ومشاعر نابعة من شخصيته مثل اختبار الرورشاخ، وفي هذا النوع من الاختبارات لا تكون فيها إجراءات الاجابة والتصحيح والتفسير واحدة بل تختلف من فاحص لآخر، مما يتيح لذاتية الفاحص أن تتدخل في إجراءات تصحيح إجابات المفحوص وتفسيرها، ولهذا توصف بأنها أقل موضوعية (المرجع السابق، ص 126-127 )

6- خطوات بناء الاختبار

    يعتبر بناء الاختبارات من العمليات الفنية الأساسية التي يجب أن يلم بها وتدرب عليها دارس القياس في علم النفس والتربية وجميع المهتمين بهذا الميدان، فيما يلي سنعرض الخطوات الأساسية لبناء الاختبار:

أ‌-      تحديد السمة المطلوب قياسها: السمة هي مجموعة من الأنماط السلوكية المرتبطة فيما بينها بشكل منطقي، فمثلا إذا أراد باحث أن يقيس القدرة اللغوية لدى تلاميذ السنة الثالثة ابتدائي؛ فهذه القدرة تشمل الكتابة والقراءة والمحادثة وهذه الأنماط السلوكية تشكل السمة (القدرة اللغوية) المراد قياسها.

ب‌-    تعريف السمة تعريفا إجرائيا: ويقصد بالتعريف الإجرائي " تحديد العمليات السلوكية التي تتضمنها القدرة أو السمة موضع القياس فعندما نعرف القدرة اللغوية تعريفا إجرائيا نقول مثلا أنها " القدرة على التعبير شفاهة وكتابة عن المفاهيم باستخدام تراكيب لغوية صحيحة ومناسبة " هذا التعريف الإجرائي يساعدنا على معرفة وقياس العمليات السلوكية اللغوية التي تشملها القدرة اللغوية مما يسمح لنا بقياسها

ت‌-    تحليل السمة : وهو تحليل القدرة أو السمة إلى أدق عناصرها فمثلا عند تحديد القدرة الرياضية نحللها إلى عناصرها الدقيقة مثل: التحكم في العمليات الحسابية الأربع (الجمع، الضرب، الطرح، القسمة) في الأعداد الطبيعية والنسبة (الكسور).

ث‌-    تحديد أوزان هذه العناصر: حيث يتم ترتيب عناصر السمة من حيث الأهمية والعدد، مما يسمح لنا بالتوزيع النسبي لهذه العناصر المشكلة للسمة وذلك بعرضها على المختصين، فمثلا: عند عرض سمة الثبات الانفعالي على مجموعة من المختصين فقد ينتهي الأمر إلى ترتيب عناصر الثبات الانفعالي على النحو التالي:

أ‌-      سلوك الاتزان 

ب‌-     قلة التوتر

ت‌-    عدم القابلية للإثارة

وهذا الترتيب يعني أن العنصر الأول هو أهم هذه العناصر يليه الثاني ثم الثالث

ج‌-    اقتراح البنود: تأتي هذه الخطوة بناء على ما سبق من خطوات، حيث يقوم الباحث بإقتراح مجموعة من البنود التي تغطي جميع العناصر التي حصل عليها في التحليل الجزئي للسمة، آخذا في الحسبان أوزانها، وتوزيعها النسبي، ويجب على الباحث أن يراعي شروط صياغة البند من حيث التركيب اللغوي، ومستوى وطبيعة العينة التي يصمم لها الاختبار. (عبد الرحمن، س، 1998، ص198-2002) (معمرية، ب، 2002، ص 131- 138)

Modifié le: Tuesday 23 May 2023, 10:17