التقويم التربوي ...

من الناحية المفاهيمية أو حتى البرغماتية لا توجد اختلافات بين التقويم التكويني والتقويم التجميعي، فلا توجد أنواع مميّزة يمكن تصنيفها إما تكوينية أو تجميعية، ولا تختلف طريقة جمع الأدلة بين النوعين، وبدلاً من ذلك فهما يختلفان في فترة انجاز كل منهما، والأغراض التي يسعيان إلى تحقيقها.

ومن أجل فهم التمييز بين التقويم التكويني والتقويم النهائي، نعود إلى تعريفاتنا للتقويم التكويني، والتي يتحدّد في العمليات الرسمية وغير الرسمية التي يستخدمها المعلمون والطلاب لجمع الأدلة بغرض تحسين التعلم، في حين أن التقويم التجميعي يتحدّد في المعلومات المستخدمة لتقديم دليل على تحصيل الطالب بغرض إصدار حكم حول كفاءة الطالب أو فعالية البرنامج.

في التقويم التكويني يستخدم المعلمون المعلومات أثناء التعلم لتشخيص احتياجات الطلاب، والتخطيط للخطوات التالية للتدريس، وتزويد الطلاب بالتغذية الراجعة الفعالة، ويستخدم الطلاب معلومات التقويم لتقديم تغذية راجعة فعالة لبعضهم البعض، وللتقويم الذاتي، ولتحديد أهداف التحسين، ويمكنهم أيضاً استخدامه لتتبع تقدمهم، والتفكير فيه، ومشاركته. وفي التقويم التجميعي يستخدم المعلمون المعلومات بعد إجراء التعلم لتحديد مستوى تحصيل الطلاب في وقت معين من أجل تقديم تقرير عن الطالب في اختبارات الفصل، والوحدة، والامتحانات النهائية، ومشاريع الفصل الدراسي، فالتقويم التكويني أحد أشكال التقويم الذي يدعم التعلم والتقويم التجميعي يتحقق منه.

يسمي التقويم التكويني أيضاً بالتقويم من أجل التعلمAssessment for learning ، وقد اتخذ التقويم التكويني عدداً من المعاني المختلفة، ويتم تفسيره بشكل عام على أنه تقويم متكرر واستخدام النتائج لتخطيط الخطوات التالية في التدريس، لذا فإن التقويم من أجل التعلم هو المصطلح الذي نفضله للإشارة إلى مجموعة الممارسات اللازمة لتحقيق مكاسب كبيرة في الإنجاز. ويسمي التقويم التجميعي بتقويم التعلمAssessment of learning ، فإذا تم تفضيل المصطلحين "تقويم تكويني" و"تقويم تجميعي"، فلا نتردد في استخدامها هنا بالتبادل مع التقويم من أجل التعلم وتقويم التعلم.

جدول (1): ملخص الاختلافات الرئيسية بين التقويم من أجل التعلم وتقويم التعلم

المصدر: (Stiggins, Arter, Chappuis & Chappuis, 2014)

تم استخدام كلمة "التكويني" لتحديد التقويم الذي يعزز التعلم باستخدام الأدلة حول ما حققه الطلاب فيما يتعلق بأهداف تعلمهم، ولتخطيط الخطوات التالية لتعلمهم، ومعرفة كيفية القيام بذلك، ولمختلف المقاصد والأغراض يشمل مصطلح التقويم التكويني تقويماً تشخيصياً، والذي غالبًا ما يُعنى بصعوبات التعلم، ونظراً لأنه يهتم بالصعوبات والإنجازات الإيجابية.

والتقويم التجميعي تجميع للإنجازات في وقت معين، ويقدّم معلومات لأولئك الذين يهتمون بإنجازات الطلاب؛ الأولياء، والمعلمين الآخرين، وأرباب العمل، ومؤسسات التعليم العالي، والتعليم الإضافي، والطلاب أنفسهم. يستخدم التقويم للأغراض التكوينية والختامية معلومات حول الطلاب الفردية للتأثير أو تقديم تقرير عن تعلم الطلاب بشكل فردي.  وللتقويم التكويني غرض واضح واحد يتعلق بالمساعدة على التعلم والتدريس، فاذا كان لا يخدم هذا الغرض فهو ليس تكويني، ويعني عمليا بجمع الأدلة أثناء أنشطة التعلم وتفسيرها من حيث التقدم نحو أهداف الدرس. وهناك حاجة إلى فكرة التقدم فيما يتعلق بالهدف لهذا التفسير، بحيث يمكن استخدام حيث يوجد الطلاب للإشارة إلى الخطوة التالية المناسبة. إن مساعدة الطلاب على اتخاذ هذه الخطوة التالية هي الطريقة التي يتم بها تقديم التغذية الراجعة للتعلم الحالي في التدريس والتعلم، وتساعد هذه التغذية الراجعة في تنظيم التدريس بحيث يتم تعديل وتيرة التوجه نحو هدف التعلم لضمان المشاركة النشطة للطلاب، ويمكن للطلاب المشاركة في هذه العمليات إذا أبلغهم المعلمون بأهداف الدرس والمعايير التي يمكنهم من خلالها الحكم على تقدمهم نحو الأهداف (Harlen, 2007).