محاضرة: نظريات اكتساب اللغة
● اكتساب اللغة:
- اكتساب اللغة غير اللفظية(غير المنطوقة بدون وحدات كلامية):
تبدأ مظاهر الحياة بصيحة الميلاد، وتتطور سريعا مع نمو حتى تصبح أصواتا معبرة عن رغباته (يبدا بالحروف: م د ب أ، ثم سبعة اصوات متكاملة، إلى أن تكون له قابلية تشكيل 27 صوتا في كل لغة في العامين ونصف) [فهذه الأصوات تشكل وحدات كلامية اي ألفاظا، وبهذا في سن 2.5 يصبح قادرا على تشكيل الجمل] - اكتساب اللغة اللفظية:
يبدأ الكلام عند الطفل من العمر الخامس عشر شهرا تقريبا.
لقد وضع علماء اللغة مجموعة من الفرضيات تحمل عناصر خاصة بالنمو اللغوي، وكل نظرية منها تؤكد على بُعد معين في نمو الطفل واكتسابه للغة، وأهمها:
- النظرية السلوكية:
ترتكز على قدرات الطفل البيولوجية واستعداداته الطبيعيةعلى اكتساب اللغة والكلام، فعملية لا تتطلب جهدا حيث سرعان ما يلتقط الطفل بعض العبارات عن طريقالإيحاء والمحاكاة والترداد أو التكرار. ومنه تصير اللغة ملازمة للسلوك الإنساني.. من أعلامها: بافلوف "إن اللغة ملكةإنسانية لها إمكانية التوجه اللامحدود في العالم المحدود، وتخلق عند اكتمالها العلم" أي أن اللغة ملكة إنسانية، وأن الإنتاج اللامتناهي للغة من حروف معدودة... وجون كارول يرى أن الطفل يتعلم عن طريق المحاكاة وأن عملية الاكتساب لا تتم فقط عن طريق الترداد الذاتي للكلمات والألفاظ(التكرار)، بل عن طريق سماع هذا الترداد من الآخرين، الشيء الذي يوفر للطفل.
- اتجاهات النظرية السلوكية:
يرى أصحاب النظرية أن اللغة شكل من أشكال السلوك ومظهر من مظاهره، واكتسابها لا يختلف عن المهارات السلوكية الأخرى وبخاصة عند اكتساب اللغة الأم، حيث يرى سكينر أن اللغة عبارة عن مهارة ينمو وجودها لدى الفرد عن طريق المحاولة والخطأ ويتم تدعيمها بالمكافأة، وتنطفئ إذا لم تقدم المكافأة
تؤمن المدرسة السلوكية ب:
-اللغة مجموعة من العادات يتعلمها الأطفال بالتقليد والتكرار
-اللغة نظام منطوق قبل أن يكون مكتوبا
-تلعب البيئة التي يعيش فيها الإنسان دورا أساسيا في نمو اللغة
-اللغة سلوك، والسلوك يمكن تعلمه بالاستثارة (مثير>استجابة)
- النظرية التكوينية: لبياجيه
إن اللغة بالنسبة لبياجيه انعكاس للنمو الفكري، حيث أكد على دورها في نمو الفكر والإدراك مميزا بين الكلام الموجه الذاتي -حيث يتكلم الطفل لذاته- والكلام الاجتماعي الموجه للآخرين، حيث أن النوع الأول لا يقوم بأي دور بالنسبة للنمو الفكري، على عكس النوع الثاني؛ فالذاتية من أهم المظاهر التي تميز ذهنية الطفل نظرا لافتقاره للمنطق العلائقي القائم على إدراك العلاقة والسببية بين ظاهرتين أو شيئين (يعني لا يدرك داخليا بين كلامه ومقصوده، إلا أن ينتج كلامه بدافع يبتغيه وذلك بعد السن السابعة والذي يكتسب فيها المنطق العلائقي)، كما يرى بياجيه أن المراحل اللغوية تمر بمرحلتين:
أولا: تبادل الحركات والتقليد الصوتي
ثانيا: الترميز: الانتقال من الإشارة المكونة من الحركة الجسدية والإيمائية إلى الدال اللغوي (الكلمات) [تسمى أيضا النظرية البنائية، لتدرجها ذاتيا وتدريجيا مع مراحل نموه]
من أهم المفاهيم النظرية لجون بياجيه: مبادئها
- التكيف: وهو قدرة الإنسان على التكيف مع خبرة ما والتلاؤم معها، ويضم بدوره عنصري التمثيل والمواءمة. فالتمثيل هو العنصر الأول للتكيف بمعنى تلاؤم المثيرات الخارجية مع التراكيب الداخلية العقلية للفرد.
أما المواءمة فهي التضمين، وهو عكس التمثيل فالفرد هنا يغير نفسه للتكيف مع العالم الخارجي - التوازن: وهو التفاعل بين الفرد أي أن البيئة تؤثر على الاكتساب اللغوي
- التنظيم: اتجاه فطري يقوم بربط الصور بشكل أكثر كفاءة.
إذًا الاكتساب عند بياجيه بناء وإبداع مستمر
- النظرية التوليدية التحويلية:
لهذه النظرية عدة مسميات في العربية كنظرية تحليل المعلومات والنظرية العقلية النفسية (التفريعية التحويلية عبد الرحمن الحاج صالح) تدور في القدرة اللغوية أي تلك الفطرة التي وهبها الله للإنسان ليشكل وينشئ عددا لا محصورا من العبارات والتراكيب، وتقوم حسب تشومسكي على بعض الفرضيات التي تلعب دورا حاسما في اكتساب واستعمال اللغة الأمة (الميزة الإبداعية، القدرة اللغوية الفطرية، والكفاية اللغوية، والكليات اللغوية)
- الميزة الإبداعية: هي قدرة المتكلم على إنتاج عدد غير منته من الجمل لم يسبق له سماعها من قبل
- القدرة اللغوية الفطرية: يولد الطفل مزودا بحاجة إلى التعبير، وبفطرة على تعلم واكتساب المهارات فيتعلم تلقائيا اللغة المحيطة به
- الكفاية اللغوية: تعني عنده القدرة على إنتاج الجمل وفهمها المعرفة الضمنية للانسان للغته، اما الأداء فهو الاستعمال اللغوي الخارجي
- الكليات اللغوية: يرى تشومسكي أن الطفل يأخذ مادته اللغوية في مرحلة اكتساب اللغة من لغة كلية محددة، فيقتصر عمله على تحديد لغته من ضمن اللغة الكلية
Modifié le: Sunday 11 December 2022, 20:05