14-استراتيجيات التعلم المنظم ذاتيا:

 تمهيد:                                                                                                          

يعد التعلم المنظم ذاتيا طريقة تعلم التلاميذ داخل محيطهم الدراسي وتمنحهم الفرصة على  التعلم المستمر من خلال زيادة الاستقلالية والنشاط لديهم، فالطريقة التي يفضلها المتعلم في التعلم قد تؤثر على عدد من النشاطات المتعلقة بتعلمه، فتجعل منه أكثر فعالية واهتماما، فهو يخطط ويحدد الأهداف وينظم ويراقب ويقوم ذاته، وذلك بدءا بالطرق التي يستقبل بها المعلومات الواردة وكيفية تجهيزها له، وهذا يتطلب قدرا من الوعي بالاستراتيجيات المناسبة لتحقيق ذلك ألا وهي استراتيجيات التعلم المنظم ذاتيا. 

1- مفهوم استراتيجيات التعلم المنظم ذاتيا: يشير التعلم المنظم ذاتيا إلى العملية التي يقوم فيها بتنشيط معارفه وسلوكياته وعواطفه بشكل منظم نحو تحقيق أهدافه، ويقصد بالتعلم الذاتي التغير الشبه الدائم الذي يطرأ على أداء الفرد، أو بناء وتنظيم البنى المعرفية المتوافرة لديه نتيجة مروره بموقف أو خبرة، وتفاعله معها

2- تعريف استراتيجيات التعلم المنظم ذاتيا: هو عملية بناءة ونشطة يحدد من خلالها المتعلمون أهدافا لتعلمهم، ومن ثم محاولة تنظيم إدراكهم ودافعيتهم وسلوكهم، وهذه العناصر تكون موجهة ومقيدة من طرف أهدافهم، ومن خلال الخصائص السياقية للبيئة (مسعودي، 2010: 67).

ويعرفه رشوان (2006)، بأنه عملية بناءة نشطة يقوم فيها المتعلم بوضع الأهداف ثم تخطيط وتنظيم وتوجيه وضبط معارفه ودافعيته وسلوكه والسياق الذي يتم فيه التعلم.                                                            

والتعلم المنظم  ذاتيا يعتمد أساسا على أن التلميذ يتحمل كامل مسؤولية تعلمه، ويعطيه القدرة على وضع أهداف تعلمية واقعية ويعمل على تحقيقها، وما يحكم مستوى تقدمه هو السرعة والقدرة، ويؤكد أنه عندما تدار الخبرات التعلمية ذاتيا وبشكل فعال فإنها ستضيف للتلميذ شعورا بحسن الأداء، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة الدافعية لديه، وعليه فان الدوافع الداخلية والمستمرة تشكل عنصرا مهما من عناصر التعلم المنظم ذاتيا.                                                                                        

3- أهمية التعلم المنظم ذاتيا: أشارت معظم الدراسات التربوية، أن التعلم المنظم ذاتيا يساعد على تنمية مهارات التعلم مدى الحياة، وذلك لتركيزه على شخصية المتعلم بوصفه مشارك نشط وفعال في عملية التعلم، ويمكن المتعلمين من الحصول على الاستقلالية وعدم الاعتماد على الآخرين في التوصل إلى المعرفة، ويعودهم على أن يكونوا موضعا لتحمل الأعباء والمسؤوليات.             

كما يلعب دورا هاما وأساسيا في حياة التلاميذ، لأنه يؤدى إلى ارتفاع إنجاز الفرد في  كل المهام التي يقوم بها بصفة عامة، والمهام الأكاديمية بصفة خاصة، كما أن استخدام استراتيجيات التعلم المنظم ذاتيا يؤدى إلى اندماج التلاميذ في محتوى المادة المتعلمة ويؤدي إلى اكتساب المعرفة  والتغير المفاهیمي بشكلٍ أكبر، ويمكن المتعلم من إتقان المهارات الأساسية اللازمة لمواصلة تعليم نفسه بنفسه ويستمر معه مدى الحياة، كما يدربه على حل المشكلات، كما يسهم في جعل التلميذ  ذا دافعية ومثابرة واستقلالية وانضباط ذاتي وثقة في نفسه تؤدي به إلى استخدام استراتيجيات مختلفة لتحقيق أهداف التعلم التي وضعها، ويساعد المعلم ويوفر له الوقت والجهد لكي يغير من دوره في العملية التعليمية من ملقن إلى وموجه لها، ويساعد التلاميذ على أن يتعلموا ما يدرسونه بشكل أفضل، وينمون ويعززون دافعية إيجابية ويتوسعون في تطبيق المهارات في التعلم، وعندما يزيد التلاميذ من مستوى تنظيمهم الذاتي للتعلم فإن جودة الأداء  الأكاديمي يتحسن وتزيد دافعية الانجاز الدراسي لديهم كما تساعد التلميذ على تحمل مسؤولية تعلمه، وتنظيم دافعيته وتحديد أهدافه، فالمتعلم يكون مدركا لما عليه فعله وما هي أنجع الطرق التي تساعده على  تحقيق أهدافه، الأمر الذي يعطيه قدرا من الحرية مما يؤدي إلى زيادة دافعيته للإنجاز الدراسي (Huang, 2008). 

4- مكونات التعلم المنظم ذاتيا: يتضمن التعلم المنظم ذاتيا ثلاث مكونات أساسية تتمثل في:                             

 1-4- المعرفة: إن التفسيرات المعرفية للتعلم والسلوك الإنساني تؤكد على أن كل ما يصدر عن الفرد من استجابات إنما يعتمد بدرجة كبيرة على ما لديه من معرفة داخلية وعلى ما يتوافر له في البيئة الخارجية من معلومات، فما يعرفه الفرد يؤثر في مدى قدرته على التعلم والفرد يتعلم بربط الأفكار الجديدة بالأفكار القديمة.

2-4- ما وراء المعرفة: يمثل ما وراء المعرفة حجر الزاوية في التنظيم الذاتي، فما وراء المعرفة يعبر عن معرفة المتعلم بمنظومة المعرفة لديه كالمعرفة المتعلقة بالفرد والمهمة والإستراتيجية، والمعرفة التي تنعكس على المراقبة والتنظيم أو فهم وتنظيم العمليات المعرفية، كما يعبر عن عمليات اتخاذ القرارات، وتنقسم ما وراء المعرفة إلى مكونين هما:    

معرفة ما وراء المعرفة وتتضمن:                                                                                     

أ- المعرفة التقريرية: التي تشير إلى المعلومات التي يشتقها المتعلم عن مفهوم معين ويحاول تنظيمها وتخزينها في الذاكرة طويلة المدى.                                                                                                 

ب- المعرفة الإجرائية التي تختص بمعرفة كيفية استخدام الاستراتيجيات المعرفية المختلفة.                             

ج- المعرفة الشرطية التي تتضمن معرفة متى ولماذا يتم تطبيق إستراتيجية معينة.                             

ضبط وتنظيم ما وراء المعرفة: تتضمن الأبعاد التنفيذية لما وراء المعرفة كالتخطيط والمراقبة والتقويم، وكذا اختيار الإستراتيجية ومتى يتم تغييرها، وضبط وتنظيم الوقت والدافعية وبيئة التعلم.                                                         

3-4- الدافعية: تعرف الدافعية على أنها قوة ذاتية تحرك السلوك وتوجهه نحو تحقيق هدف معين وتحافظ هذه القوة دوام ذلك السلوك ما دامت الحاجة قائمة لذلك وتستثار بعوامل داخلية من الفرد نفسه (حاجاته وخصائصه وميوله واهتماماته)، أو من البيئة المادية أو النفسية المحيطة به (الأشياء والأشخاص، والأدوات...الخ.                                                 

فالدافعية دور بارز في عملية التعلم  ورفع مستوى الانجاز، حيث أن معرفة المتعلم باستراتيجيات التعلم وكيفية تطبيقها يكمن وراء وجود دوافع قوية لاستخدامه (يوسف إبراهيم، 2013: 122)

5- استراتيجيات التعلم المنظم ذاتيا: حدد معظم التربوين كرشوان (2006) مسعودي (2010)،ويوسف إبراهيم (2013)، وغيرهم  إستراتيجية للتعلم المنظم ذاتيا، وهي:

1-5- التسميع: تشير هذه الإستراتيجية إلى جهد المتعلم لحفظ وتذكر المعلومات وذاك عن طريق التكرار أو الممارسة، وتتمثل في تكرار الفرد للمعلومات الجديدة كثيرا حتى لا ينساها أو محاولة حفظ المعلومات المتضمنة في مادة ما بتكرارها مرات كثيرة عند الاستعداد للامتحان أو القيام بعمل قوائم تتضمن الأفكار الرئيسية في مقرر معين وتكرارها عدة مرات حتى يتم حفظها.                     

2-5- التفصيل: تتضمن هذه الإستراتيجية محاولة المتعلم توضيح وتفصيل المعلومات وذلك عن طريق عمل الملخصات التوضيحية وكتابة الملاحظات ووضع الخطوط والأشكال والمخططات التفصيلية، كما تتضمن إضافة بعض المعلومات للمعلومات المعروضة حتى تصبح  ذات معنى ومفهومة بالنسبة للفرد.  

3-5- التنظيم: تتضمن هذه الإستراتيجية محاولات المتعلم الظاهرة والضمنية لإعادة تنظيم وترتيب المعلومات المقدمة لكي يسهل فهمها بغرض تحسين عملية التعلم، وتتمثل في عمل بعض المخططات والجداول والأشكال التي تسهل تنظيم المادة الدراسية أو تكوين أفكار مختصرة معروفة بالنسبة للفرد وترتبط بمعارفه السابقة أو تنظيم الأفكار الواردة في الكتاب. وتعد هذه الإستراتيجية من الاستراتيجيات الفعالة في التعلم حيث يقوم فيها المتعلم بربط المعلومات الجديدة بالمعلومات السابق تعلمها مما يسهم في تحويل المعلومات إلى بنيات ذات معنى ذاتي.                                          

4-5- التخطيط ووضع الأهداف: تشير إلى تحديد المتعلم لأهدافه من القيام بعمل ما وإعداده لخطة لتحقيقها ويتمثل ذلك في التفكير فيما يحتاجه العمل قبل البدء فعلا فيه أو وضع وتحديد أهدافا قبل البدء في المذاكرة بغرض الاستفادة منها في تنظيم عملية الاستذكار، فالمتعلمون المنظمون ذاتيا يخططون مسبقا لتعلم شيء ما ويستخدمون وقتهم بفاعلية لإنجاز أهدافهم، فهم يعرفون ما يريدون انجازه عندما يدرسون.                                              

5-5- المراقبة الذاتية: وهي تشير إلى تقييم مدى الاقتراب النسبي من الأهداف الموضوعة للأداء وتوليد التغذية المرتدة التي ترشد السلوكيات، كما تشير إلى الانتباه المتعمد إلى أشكال السلوك المختلفة التي تصدر من المتعلم بغرض مراقبة التقدم الحادث نحو الأهداف، وقد يعدل من استراتيجياته، أو يستبعد غير الملائمة منها لأداء المهمة، مما يساعد على فهم المادة الدراسية.                                                                   

6-5- الضبط البيئي الدافعي: استراتيجية الضبط البيئي لها أهمية كبيرة في التنظيم الذاتي للدافعية، حيث أن إعادة ترتيب وتنظيم مكان التعلم يساعد المتعلم في التغلب على مشاعر الملل والتشتت مما يزيد من احتمالية إكمال المهمة.

7-5- مكافأة الذات: يحدد المتعلم فيها لنفسه بعض المكافئات والحوافز الايجابية كنتيجة لإكمال المهمة بنجاح أو بعض أنواع العقاب في حالة الفشل وفي ذلك يحاول المتعلم زيادة الجهد والوقت في التعامل مع المهمة حتى يصل إلى تحقيق الهدف المطلوب وهنا نجد الكثير من الطلاب يحاول تحفيز نفسه للعمل  بأن يحدد لنفسه بعض الأشياء التي يرغبها أو يفضلها كنتيجة للنجاح في العمل وكشرط للاستمرار فيه.

8-5- تنشيط الاهتمام: عندما يتعرض الفرد لمهمة ما تتكون لديه محددات معينة عن هذه المهام والتي تؤثر على اندماجه فيها ومنها أحكام الفرد على مستوى أهمية هذه المهام والتي تحدد مدى احتمالية الاستمرار في الأداء، وعندما تتكون لديه انطباعات بأن هذه المهمة غير ذات أهمية بالنسبة له مما يشعره بالملل فانه لا يستمر في أدائها، وبالتالي لا يحقق المستوى المطلوب من الانجاز، فاستخدام هذه الإستراتيجية يتضمن إعادة تحديد لموقف التعلم وأهميته مما يجعل الفرد يعيد الاندماج في العمل. 

9-5- حوار الذات عن الإتقان: يحاول فيها المتعلم استخدام الأفكار أو الحديث إلى الذات للوصف أو للتوضيح أو للتأكيد على أسبابه لإكمال العمل، وهنا يحاول المتعلم أن يدفع ذاته بتذكير نفسه بأن هدفه هو الإتقان واكتساب معلومات جديدة لم يكن يعرفها من قبل وأنه يستطيع القيام بهذا العمل بالصورة التي ترضيه وتجعله يحقق مستويات عالية من الإتقان والمهارة وبالتالي يؤكد لنفسه أنه لابد أن يكمل العمل أو المهمة.

 10-5- حوار الذات عن الأداء: فيها يحاول المتعلم استخدام الأفكار أو الحديث إلى الذات للوصف أو للتوضيح أو للتأكيد على أسبابه لإكمال العمل، وهنا يحاول  المتعلم أن يدفع ذاته بتذكير نفسه بأن هدفه هو الحصول على درجات مرتفعة أو التفوق على الأقران أي أن الفرد يؤكد لنفسه ضرورة  أن يكمل العمل أو المهمة بالتفكير في نتائج الأداء أكثر من التفكير في أهمية التعلم.  

 11-5- الضبط البيئي: وتفيد هذه الإستراتيجية في تنظيم بيئة التعلم المكانية حيث يحاول المتعلم الوصول إلى أفضل ترتيب لبيئة التعلم يساعده على التعلم  والابتعاد عن كل ما يشتت جهوده وتركيزه فقبل أن يبدأ المتعلم العمل لابد أن يوفر لنفسه المكان  الذي يساعده ويشجعه في  تركيز انتباهه في تعلم المهام موضوع التعلم.                                           

12-5- طلب العون الأكاديمي: تعد هذه الإستراتيجية من استراتيجيات التعلم الفعالة التي يلجأ إليها المتعلم عندما تواجهه صعوبة ما أثناء التعامل مع المهام تتمثل في سعي المتعلم في الحصول على المساعدة من الآخرين كالأقران والمعلمين، وتعد من استراتيجيات التعلم المنظم ذاتيا في الإطار الاجتماعي، والإستراتيجية طلب العون العديد من المكونات تتضمن الوعي بطلب العون ومتى يتخذ القرار بطلب العون والقدرة على تحديد من يطلب منه العون وتوظيف الاستراتيجيات  الفعالة للحصول على المساعدة.

13-5- تعلم الأقران: ويتم هنا الاستفادة من التعلم الجماعي، وتختلف هذه الإستراتيجية عن إستراتيجية طلب العون الأكاديمي حيث أن المتعلم لا يهده من مشاركته للأقران حل مشكلة معينة تواجهه وإنما المقصود هنا مشاركة الطالب في الأنشطة والمناقشات الجماعية بغرض تحقيق مستوى أفضل من التعلم.

14-5- البحث عن المعلومات: وتشير إلى محاولة المتعلم الوصول إلى معلومات تفيد في تحقيق مزيد من الفهم للمادة المقررة وذلك من المصادر غير الاجتماعية كالذهاب للمكتبة أو محاولة البحث في الكتب الخارجية أو شبكة المعلومات، ولا تتضمن هذه الإستراتيجية مراجعة الكتاب المقرر وتتمثل في اعتبار أن المعلومات الموجودة في الكتاب نقطة انطلاق لفهم وتطوير الأفكار التي تدور حولها. 

15-5- إدارة الوقت: يحاول المتعلم هنا جدولة الوقت وتقسيمه في صورة تتيح له الاستخدام الأمثل له حتى لا يشعر بأن الوقت المتاح له لا يكفي لكل الأعمال المطلوبة، وتتضمن تحديد الوقت اللازم لتحقيق الأهداف وكذا اتخاذ القرارات والمفاضلة بين البدائل حتى يتوصل المتعلم إلى جدولة الوقت  المتاح، ويعد الوقت من محددات التنظيم الذاتي للتعلم فان لم يشعر المتعلم بضغط الوقت وعدم  كفايته للأعمال المطلوبة لا يلجأ لتنظيمه.

16-5- الاحتفاظ بالسجلات: تشير هذه الإستراتيجية إلى محاولة المتعلم عمل بعض التقارير والسجلات التي يسجل فيها نتائج أدائه لعمل ما أو نتائج استخدامه لأسلوب معين في حل مشكلة ما، وتتضح هذه الإستراتيجية من خلال احتفاظ المتعلم بالنقاط المهمة التي ترد في المناقشات التي تدور في المحاضرات وتسجيلها بغرض الاستفادة منها وتسجيل الأخطاء لمحاولة تجنبها فيما بعد، وتسجيل ملاحظات عن الطرق التي تفيد في المذاكرة وتساعد على الفهم حتى يستطيع المتعلم تطبيقها مرة أخرى.

17-5- التقويم الذاتي: تشير هذه الإستراتيجية إلى مقارنة المتعلم للمخرجات بالمعايير الموضوعة للأداء أو بالأهداف المراد تحقيقها. وتكمن أهمية التقويم الذاتي في أنه عندما يكون الحكم على نواتج الأداء سلبيا فان المتعلم يعدل من الإستراتيجية التي يستخدمها في التجهيز والمعالجة، ويستخدم إستراتيجية أكثر كفاءة، وقد يطلب العون من الآخرين وقد يعيد ترتيب بيئة التعلم.

6- دور كل من المتعلم والمتعلم في استراتيجيات التعلم المنظم ذاتيا:                           

- دور المتعلم في استراتيجيات التعلم المنظم ذاتيا: المتعلم في التعلم المنظم ذاتيا هو محور عملية التعلم  وفيما يلي تحديدا للأدوار التي يمكن أن يقوم بها في ظل استراتيجيات التعلم المنظم ذاتيا التفاعل في كل موقف تعليمي بصورة ايجابية فالمتعلم ليس مستقبلا للمعلومات وإنما مشاركا نشطا في جمعها من مصادرها الأصلية والمختلفة واشتقاق المزيد منها والتعمق فيها،  والتدريب على اكتساب مهارات التعلم المنظم ذاتيا والقدرة على حل المشكلات والإلمام بمصادر المعرفة، تحمل مسؤولية اتخاذ القرارات المتعلقة باختيار الأساليب المختلفة واستراتيجيات التعلم المنظم ذاتيا وكذا الوسائل المساعدة لتحقيق الأهداف المطلوبة، القيام بالتقويم البنائي من خلال تقويم المتعلم لأدائه فور الانتهاء من التعلم وبمساعدة المعلم في تقديم التغذية الراجعة، حرية الاختيار بين البدائل بما يتوافق مع قدراته وإمكاناته واستعداداته، حب الاستطلاع والانفتاح للخبرات والمعلومات الجديدة والمبادرة، وبذل الجهد، والمبادرة في تعلم المهارات الجديدة والمعقدة، والثقة بالنفس والدافعية الذاتية، إمكانية التقويم الذاتي حتى يتمكن من التعرف على مواطن القوة والضعف ويعمل على علاجها.

- دور المعلم في استراتيجيات التعلم المنظم ذاتيا: للمعلم دور جوهري في استراتيجيات التعلم المنظم ذاتيا بوصفه أحد أركان العملية التعليمية، والمخطط والمنفذ لها، والمصمم للمواقف التعليمية،  حيث يقوم بدور المستشار المتعاون مع المتعلمين في كل مراحل التعلم في التخطيط والتنفيذ والتقويم، والتعرف على قدرات المتعلمين وميولهم واتجاهاتهم من خلال الملاحظة المباشرة والاختبارات التقويمية البنائية والختامية والتشخيصية، وتقديم العون للمتعلم لتطوير قدراته، وتشخيص صعوبات التعلم التي يوجهها المتعلمون، ووضع الحلول والخطط العلاجية المناسبة لها، وتعزيز ذاتية المتعلم بمساعدته على استعادة ثقته بنفسه والتدخل لتهدئة حالات الغرور عند بعضهم، ومساعدة المتعلم على تعلم خبرات جديدة بإتاحة أنشطة التعليمية المتنوعة ليختار منها ما يتناسب وقدراته وإمكاناته وحاجياته كذلك مساعدته على تقويم تقدمه ذاتيا، ووضع الفترات الزمنية المناسبة للتنفيذ بما يتناسب ونوع البرنامج التعليمي، وكذا وضع خطة دراسية لكل متعلم ومتابعة تقدمه فيها مع تقديم التوجيهات والإرشادات المناسبة لهم، وتدريب المتعلمين على المهارات المتصلة بمصادر التعلم، وتوظيف التقنيات الحديثة، ومتابعة التطورات الحاصلة في مجال المادة التي يقوم بتدريسها، ويشجع المتعلمين على ألا يقتصروا  على تحقيق أهداف قليلة ولكن عليهم أن يوسعوا مجال الأهداف التي يسعون لتحقيقها، كما ويزودهم بمعلومات عن الأهداف المراد تحقيقها من الموضوع المراد تعلمه، ويوفر الكتب والمراجع  التي تساعدهم على التعلم الذاتي وتنظيمه، وتشوقهم للقراءة والمثابرة والدافعية، ويكلفهم بمهام تعلم فردية (Zimmerman, 2008)

7- خصائص المتعلم المنظم ذاتيا: تظهر أهم خصائص المتعلم المنظم ذاتيا على النحو التالي:                                   

- الدافعية الداخلية: يصف درجة إدارة الطلاب المنظمين ذاتيا للاستمرار في الممارسة أو الدراسة في حالة غياب الضبط الخارجي من قبل المعلمين أو الوالدين، فالتلاميذ الذين سجلوا استخداما لاستراتيجيات التعلم المنظم ذاتيا كانوا أكثر احتمالا للعمل في المشروعات التطوعية وحل واجبات إضافية غير مطلوب منهم العمل فيها.

 -آلية الأداء:  فالمراقبة المعرفية للتعلم لا تتوقف عند الوصول إلى مستوى أوتوماتيكية الأداء  ولكنها تتحول من مستوى إلى آخر، أي أن أوتوماتيكية الأداء يمكن الوصول إليها خلال التخطيط الاستراتيجي وأثناء هذا التدريب عندما يحدث تحول لعملية المراقبة الذاتية من مجرد مراقبة مكونات الاستجابة المتعلمة إلى مستوى مراقبة الخصائص العامة للأداء فان المتعلم يصبح ذا تنظيم ذاتي. 

- درجة وعي الذات بالنواتج الضمنية والظاهرة لأدائه: حيث أن التلاميذ المنظمين ذاتيا هم أكثر ميلا لمعرفة نواتج أدائهم في الاختبارات قبل أن يصححها المعلم، وهذا يرجع إلى أنهم أكثر ميلا للاحتفاظ بالسجلات مراقبة الذات التي ترصد أداءهم الأكاديمي في المجالات المختلفة بما فيها نتائج الامتحانات.  كما أن درجة الوعي بقدرتهم تلعب دورا هاما في تنظيمهم لأدائهم.                                                                                

- يتم إعادة بناء المكان الذي يدرسون فيه مقارنة بالطلاب العاديين في الانجاز، كما أنهم يبحثون عن العون الاجتماعي أكثر مقارنة بنظرائهم العاديين في الانجاز والبحث عن العون ليس المعنى التقليدي الذي يتضمن الاتكالية والاعتماد على الآخرين، وإنما هو اعتماد انتقائي ينصب نحو الشخص القادر الذي يعتقد أنه سيفيد المتعلم بالفعل، ومتعلم مجتهد متقن لعمله.   

فالتعلم المنظم ذاتيا يؤكد على أهمية سيطرة المتعلم على الخبرات التي تقدم له وإجادته للمهمات التعليمية التي يقوم بتعلمها من أجل نقلها وتوظيفها في حياته، ويتميز بالسرعة الذاتية، ويتيح لكل واحد منهم  الحرية والوقت الكافيين كي ينتقل من خطوة في التعلم إلى خطوة أخرى، ذو شخصية إستراتيجية بارع في التخطيط، لديه القدرة على اختيار أنسب إستراتيجية تعلم ويراقب فعاليتها، كما أنه يشعر باحترام الذات نتيجة لما يحققه من انجاز دراسي، ولما يملك من دافعية، وكلما كان الطالب على علم بأهداف العمل الذي يقوم به، وبأهميتها كانت دافعيته نحو انجاز هذا العمل أعلى، ويمتلك القدرة على تقويم ذاته وفي الوقت الذي يناسبه، ويتعرف على  نقاط القوة والضعف لديه ويعمل على معالجتها ذاتيا (Schrank, 2013 ).

 

 

Last modified: Saturday, 13 May 2023, 12:51 PM