اللــهـــــــــــــجـــــــــة:  

يفهم من معنى اللهجة في المعاجم العربية أنها اللغة، أو طريقة أداء اللغة، أو النطق، أو جرس الكلام ونغمته . ويعرفها المحدثون بأنها: الصفات أو الخصائص التي تتميز بها بيئة ما في طريقة أداء اللغة أو النطق أو كما يعرفها حمد علي الشرفاء ّ " تطلق على اللهجة اصطلاحا الحديث على مجموعة من الصفات  {الصوتية و اللغوية والصرفية و النحوية و الدلالية } تنتمي إلى بيئة جغرافية و اجتماعية معينة و هو جزء من بيئة أشمل تضم عدة لهجات تجمعها عناصر لغوية مشتركة  ويتكلم أهل هده البيئة لغة واحدة مشتركة "

أسباب حدوث اللهجات:

هناك عوامل مختلفة تؤدي إلى حدوث اللهجات، منها ما يلي:

أ.العامل الجغرافي: فقد تتسع الرقعة الجغرافية للمتكلمين باللغة، وتفصل بينهم الجبال والأنهار  ويقل الاتصال بينهم؛ فتأخذ اللغة في التغيير شيئا فشيئا عن غيرهم ويسلك المتكلمون باللغة مسلك مختلفا، فيؤدي ذلك لحدوث لهجة جديدة .     

  ب.العامل الاجتماعي : فالظروف الاجتماعية في البيئات المتعددة الطبقات تساعد على حدوث اللهجات؛ فكل طبقة تحاول أن يكون لها لغتها، و أسلوبها اللغوي المميز .

ج . العامل السياسي : فانفصال قبيلة أو دولة عن غيرها، واعتناق المذاهب السياسية، أو الدخول في الديانات الجديدة يساعد على دخول ألفاظ واصطلاحات جديدة يف اللغة .

ح . الصراع اللغوي والاحتكاك : وربما كان ذلك أهم العوامل التي تساعد على حدوث اللهجات؛ فالصراع يؤدي إلى انتصار إحداها على الأخرى لقوانين طبقا لغوية؛ فالأقوى حضارة و مادة قد يكتب له الانتصار، ولكن اللغة المغلوبة تترك أثرها في الغالب، وتؤدي إلى تطور، أو تغير في لغتهم . كما أن اختلاط الأقوام ببعضهم يؤدي إلى التغييرات اللغوية.

ت. اللغة المشتركة : ويقصد باللغة المشتركة مجموعة الصفات اللغوية التي تجمع بني لهجات اللغة الواحدة، وتجعل الأفراد المتكلمين بهذه اللهجات يتفاهمون مع بعضهم بسهولة.

اللغة

تعریفات القدماء للغة : كان أول تعریف یصلنا عنها في القرن الرابع الهجري على لسان العالم الفذ   )أبي الفتح عثمان بن جني ) حیث عرفها بقوله " أما حدها فإنها أصوات یعبر بها  كل قوم عن أغراضهم) . وإدراك ابن جني لصوتیة اللغة یتفق مع ما جاء به المحدثون في تحدیدهم اللغة على أنّ ها رموز صوتیة أو علامات رمزیة ذات دلالة معینة ، ویقصد بكون وسیلة تعبیر، یعبر بها كل جماعة من الناس عن أغراضهم واحتیاجاتهم ، وهذه وظیفة اللغة كما وضّحها فریق من المحدثین حیث ذكر إن اللغة وسیلة إنسانية غیر غریزیة  لتوصیل العواطف والأفكار والرغبات بنظام من الرموز الاصطلاحیة . وهناك فریق آخر یرى أن وظیفة اللغة هي التواصل بین الفرد و أبناء بیئته ، فالإنسان اجتماعیاً بطبعه واللغات لا تنشأ إلا في أحضان المجتمع  . وهناك آخرون یجمعون كل ما سبق في وظیفة اللغة بالإضافة إلى غیرها كدورها في الصلاة والدعاء  والألغاز والتسلیة ، إلى غیر ذلك . وهذا الملاحظ یبین لنا وعي القدماء بوظیفة اللغة وارتباطها بالمجتمعات على الرغم من اختلاف أصواتها من مجتمع إلى آخر. وهذا اللفظ عند ابن جني جامع لكل وظائف اللغة كما ذكرها المحدثون ، فكان موفقاً في اختیاره ، حیث جاء جامعاً مانعاً لتعریف اللغة ووظیفتها ومن ثم كان تعریف ابن جني مستنبطاً من داخل اللغة ولیس  من خارجها ینظر تفصیل ذلك في تعریف اللغة عند المحدثین من ھذا الفصل  . عرفها ابن سنان الخفاجي بقوله "عبارة عما یتواضع القوم علیه من كلام " وقد أضاف هذا التعریف ملمحاً جدیداً یختص بذكر نشأة اللغة (وهل هي إلهام أم  اصطلاح؟) فقد انقسم القدماء إلى فریقین ، فمنهم من قال أنها إلهام من االله ، محتجاً ومنهم من قال : إنها اصطلاح ، ویعني أن المتكلمین قد اتفقوا واصطلحوا على تسمیة كل شيء باسم ما . وعرفها ابن خلدون بقوله "اللغة في المتعارف علیه عبارة المتكلم عن المقصود وتلك العبارة فعل لساني (ناشئة عن القصد لإفادة الكلام) فلا بد أن تصیر ملكة منفردة  في العضو الفاعل لها وهو اللسان وهو في كل أمة بحسب اصطلاحاتهم" . ویقول في موضع آخر معرفاً وظیفة اللغة بأن " اللغات إنّ ما هي ترجمان عما في الضمائر من تلك المعاني التي یؤدیها بعض إلى بعض بالمشافهة في المناظرة والتعلیم  وممارسة البحث في العلوم، لتحصیل ملكتها بطول المران على ذلك . 

 

Modifié le: Friday 3 December 2021, 21:25