كما سبق القول تُصنّـف فئة الأطفال من منظور الأمن الإنساني ضمن الفئات الضعيفة، وسبب تصنيف الطفولة ضمن هذه الفئات هو صغر سنها؛ الذي يحول في الكثير من الأحيان دون قدرتها على الدفاع عن نفسها وحماية أمنها وحقوقها. والطفل الإفريقي يعيش في بيئـة مضطربة على الدوام نتيجة شيوع العديد من التهديدات الأمنية مثل الحروب الأهلية والتهديدات البيئية وضعف اقتصاديات الدول الإفريقية، وتجارة المخدرات، وتجارة البشر، والعنف بجميع أشكاله...
تعيش العديد من الدول الإفريقية ومنذ عقود طويلة على وقع الحروب الأهلية وأزمات عدم الاستقرار الداخلي، فهذه الحروب كما هو معلوم تهدد أمن جميع الفئات خاصة فئة الأطفال.
لذلك يعتبر الأطفال أكثر ضحايا هذه الحروب؛ فالكثير منهم يموت أويُصاب بعاهة مستديمة؛ حيث تشير الاحصائيات في هذا الصدد إلى مقتل أكثر من مليوني طفل في إفريقيا منذ سنة 1990 أي بمعدل 500 وفاة كل يوم[1].
كما أدت هذه الحروب إلى فقدان الكثير من الأطفال الأفارقة لمن يعيلهم بسبب عمليات القتل العشوائي الذي ترتكبها أطراف الصراع أو بسبب انتشار الفقر والمجاعات نتيجة هذه النزاعات، حيث فقد بعضهم أحد والديه أوكلاهما، ومنهم أي الأطفال من أخذ طريق الهجرة إلى مناطق أكثر أمنا، وانخرط من بقي منهم في المعارك سواء كجنود ومرتزقة في النزاعات المندلعة.
تُعـدّ ظاهرة الأطفال الجنود من الظواهر المميزة للحروب الأهلية في البلدان الإفريقية؛ حيث قُـدّر عمر 60٪ من الأطفال المنخرطين في الحروب المندلعة في إفريقيا بــ14 سنة.
مثال:
في أوغندا مثلا بلغ متوسط عمر المقاتلين المنخرطين في النزاع الأهلي 12.9 سنة[1].
تهدد الحروب الأهلية جميع أبعاد أمن الطفل الإفريقي، فقد حولت هذه الحروب العديد من الدول الإفريقية إلى دول فاشلة، حيث انهارت مؤسساتها السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية، مما حرم الطفل الإفريقي من جميع أوجه الرعاية الاجتماعية والأسرية التي يحتاجها كالصحة والتغذية والتعليم والترفيه...
[1] Brooke Breazeale,op.cit,p.25.
Brooke Breazeale: "Transforming Children of War into Agents of 1Change",Topical Review Digest :Human Rights In Sub-Saharan