مقدمة

ا-الفتح العثماني لبلاد الشام

- معركة مرج دابق

-نتائج الفتح وردود الفعل

 

مقدمة :

1- الفتح العثماني للبلاد الشام:

إن تسابق الأحداث في منطقة الشرق الإسلامي عجلت في اصطدام القوتين السنيتين، ويرى أرلوند توينبي أن الحرب التي قامت بين المماليك والعثمانيين ما هي إلا الجزء الثاني وهذا ما معناه أن السلطان العثماني سليم الأول كان مدفوعا نحو فتح بلاد الشام بعوامل سياسية طبعها الصراع الصفوي العثماني أهمها:

-  إدراك العثمانيين  لضعف لدولة المماليك بعد هزيمة هؤلاء أمام البرتغاليين في معركة ديو في 1509م وطلبهم المساعدة من العثمانيين.

-       منع وصول الصفوين إلى بلاد العربية الشرقية.

-       إغلاق الدولة الصفوية لشرق البحر المتوسط في وجه الدولة العثمانية .

-       وضع حد لانتشار المذهب الشيعي خارج إقليم إيران

-  اكتشاف العثمانيين الاتصالات بين الصفوين و المماليك وذلك للحيلولة دون سقوط المنطقة العربية الشرقية في يد العثمانيين إذ تعهد السلطان قونصو الغوري للشاه إسماعيل وتحرك لحماية الحدود الشرقية، ويعتبر هذا التحرك المملوكي السبب المباشر لنشوب معركة مرج دابق 24 أوت 1516م

-معركة مرج دابق(24 اوت 1516:

i حكمت دولة المماليك منذ 1250م الشام ومصر وشبه الجزيرة العربية و اتخذت من مصر عاصمة لها باسم الخلافة العباسية وقد حكمها في هذه المرحلة قونصو الغوري البالغ من العمر 70 عاما وقد استعد بجيش قوامه 20 ألف مقاتل لمجابهة العثمانيين في مرج دابق وهي منطقة تقع خارج مدينة حلب السورية شمالا، وقد قاد الجيش بنفسه على عادة سلاطين المماليك، واصطحب معه رجال البلاط والقضاة الأربعة الرئيسيون تحت رايته الحمراء واصطحب الخليفة المتوكل الثالث العباسي وأحاط نفسه باللأشراف ومشايخ الطرق الصوفية في غاية أناقتهم بأسحلتهم التقليدية، وذلك محاولة منه الانتصار للإظهار القوة ودفع العثمانيين إلى التراجع أو المفاوضة، لكن العثمانيين أوقفوا حروبهم مع الصفوين وتفرغوا للمماليك وحشدوا جيشا قويا يفوق جيش المماليك قوة وعدة قوامه قرابة 60 ألف مقاتل وقد تميزوا بتفوقهم التقني فهم يستخدمون المدافع والبنادق في حين يعتمد جيش المماليك على المهارة الفردية في استخدام الأسلحة التقليدية كالسيوف والرماح لذلك انهار الجيش المملوكي بسرعة وقد فر الجناح الأيسر (الميسرة) بقيادة خاير بيك الذي يكون قد تعاون مع العثمانيين حسب رواية المؤرخين وساهم في هزيمة المماليك بفعلته هذه وعندما قنصو الغوري هزيمة جيشه نصحه أحد قادته باحترام لكنه سقط ميتا من على جواده ولم يعثر على جثته وقد علق المؤرخ ابن إياس قائلا: كانت ساعة يشيب لها ويذوب لسطوته، كانت أرض برجال وخيل .... كانت تلك هزيمة لم يشهد لها المماليك مثلا وغربة لن تتعافى منها دولتهم أبدا.

2- نتائج الفتح العثماني للشام وردود الفعل المختلفة :

ومن أهم نتائج هذه المعركة ما يلي:

-  وصول العثمانيين على السيادة على بلاد الشام ودخول سليم العابس حلب دون مقاومة ومضى احتلال د مشق دون حرب

-  ومع وصول الهزيمة إلى القاهرة في 14 سبتمبر 1516م انتخب المماليك طومان باي خليفة للسلطان في مصر وكان آخر سلطان مملوك لم يستمر حكمه إلا ثلاثة أشهر ونصف

-       استلاء العثمانيين على غزة وقتلهم للألف من أهلها لرفضهم الاستسلام ومن ثم انتقال حالة الهلع إلى مصر

-  ارسال سليم العابس لطومان باي من د مشق يعرض عليه أحد الخيارين الاستسلام وحكم مصر بصفته نائبا للعثمانيين أو يقاوم ويواجه الهلاك التام

-  اتخاذ السلطان الجديد لتدابير جديدة تمثلت في إصدار بيان بحرم بيع الخمور والجعة والحشيش للإحلال النظام وكذلك إصدار بيان فرض التجنيد للتصدي للعثمانيين و إحداث بعض التحديثات على الجيش (إدخال البنادق والمدافع ضمن أسلحتهم)

ردود الفعل المختلفة:

نصب سليم العابس خليفة له على بلاد الشام ومضى إلى استثمار نصره بينما لم يسجل المؤرخون ردود فعل من الشعب السوري الذي يبدوا
أنه كان متذمرا من المماليك إلا أن ابن اياس يصف ردود الفعل والفاتح العثماني وصفا دقيقا فيقول: (فلما شق من المدينة وارتفعت له الأصوات بالدعاء من الناس قاطبة، وقيل أن صفته ذري اللون، حليق الذقن، وافر الأنف، واسع العينين، قصير القامة، في ظهره هنية، وعلى رأسه عمامة صغيرة ويلبس قفطانا مخملا، وعنده خفة ورهج كثير التلفت إذا ركب الفرس،

وقيل أن له من العمر نحو 40 سنة أو دون ذلك، وليس له نظام يعرف مثل نظام الملوك السابقة، غير أنه سيء الخلق، سفاك للدماء، شديد الغضب لا يراجع في القول)

Modifié le: Wednesday 22 February 2017, 13:59