-      المحاضرة الثانية: اسباب الفتح العثماني لبلاد للشام ومصر

-      مقدمة :

-       الدولة الصفوية

-       دولة المماليك

-       اسباب الفتح العثماني للشام ومصر  

مقدمة :

تقاسمت القوي الاقليمية المهيمنة علي المشرق الاسلامي النفوذ فيه ؛ فقد اصبت معظم اقاليمه تحت سلطة المماليك ؛ الذين يعود لهم الفظل في طرد المغول ؛ واستعادة الخلافة الاسلامية اسميا ؛ بينما ظهرت علي مسرح الاحداث الدولة الصفوية ؛ فما طبيعة العلاقة بين هذه القوي والدولة العثمانية الناشئة ؟

1-دولة الصفويين :

أسس الشيخ صفي الدين الدولة الصفوية في ايران في النصف الثاني من القرن 15 وعندما تولى إسماعيل الصفوي السلطة (1512-1524) وحد ايران واقام دولة قوتها العسكرية ومذهبها الشيعي مدينة تبريز عاصمة لها سنة 1508 وقد انتزع بغداد من دولة ألاق قيونيلو .( مماليك آنذاك ) وعامل اهل السنة والنصارى بقسوة وعطف على اليهود وأعلن المذهب الشيعي مذهبا لدولته و للعراق .

وسع الصفويون سلطتهم المذهبية والعسكرية في آسيا الصغرى وشعر العثمانيون بخطورتهم وأدى ذلك لوقوع  صراع بين الدولتين : لأسباب التالية:

-       مشاكل الحدود المتداخلة ومحاولة كل منها القضاء على الإمارات المغولية التركمانية شمال العراق.

-       محاولة الدولة العثمانية الصفوية العمل المذهبي والدعوة الشيعة في أناضول بتحريض الشيعة هناك.

-       تشجيع الدولة الصفوية للتمرد في الدولة العثمانية .

-  العداء بين السلطان العثماني  سليمان الاول واسماعيل الصفوي ، وقد ادى هذا الى زحف السلطان بجيش الى ايران وهزم الصفويين في سنة 1514 في معركة جالديران واحتلاله للعاصمة تبرز  ولاستلاء على أموال الشاه الفار الى الغرب ومن نتائج ذلك:

-        استلاء العثمانيين على شمال العراق وديار بكر واجزاء من أذربيجان.

-       تأمين الحدود العثمانية الشرقية .

-       تأزم العداء بين الدولة العثمانية والمماليك.

-       تطلع الدول العثمانية لاحتلال العراق لانقاذه من الصفويين .

2- دولة المماليك(1250-1517):

كان المماليك Mamlouks كان المماليك عبيدا يتم جلبهم من مناطق القيجاق على سواحل البحر الأسود أو القوقاز جنوب روسيا و بيعهم في سن الشباب فيقوم السلاطين و الأمراء الأيوبيون بشرائهم و يدخولنهم الى مدارس يتعلمون فيها مبادئ الدين الإسلامي، و يدربونهم على أنواع القتال و مبادئ الفروسية و يعتقون بموجب صك (وثيقة من السلطان ) و قد بدأ تدخل هؤلاء في الحياة السياسية بمقتل آخر سلطان أيوبي ( طوران شاه) و كانت توليه شجرة الدر بداية لحكمهم في مصر .

و يقسم المؤرخون دولة المماليك الى مرحلتين:

أ‌-  (1250-1382) مرحلة المماليك البحرية:

أشهر سلاطينها الظاهر بيبرس(1270-1278) و هو رابع السلاطين، و المؤسس الحقيقي لدولة المماليك، فقد الخلافة العباسية الى القاهرة و له أعمال  ثقافية مثل المكتبة الظاهرية في دمشق.

ب‌-  (1382-1517) المماليك البرجية:

و عرفت تدوهور الدولة المملوكية، لفقدانها الصفة العسكرية، و انصرافها الى التجارية، مع انتشار الفساد و الرشوة و مظاهر التنافس بين افراد الطبقة الحاكمة، و ضعف الخلفاء العباسيين الذين يحكمون باسمهم فهم أسماء بلا تأثير، و دخول دولة المماليك في صراعات مع الصفويين، و الدولة العثمانية الناشئة، كما ان اكتشاف طريق الرجاء الصالح سنة 1492 مصر دور الوسيط التجاري بين التجارة الأسيوية و الأروربية، و اللجوء نظام ضريبي قاسي، و كذلك على اقتصار التجار للمواد الأساسية خاصة السكر.

و رغم تحامل البعض على دولة المماليك الا أن المؤرخين يقرون لها بعدة مزايا ، يمكن اجمالها فيما يلي:

1- نجاح سلطة المماليك في انقاذ المشرق الاسلامي من الخطر المغولي في القرن 13 في معركة عين جالوت عام 1250 باتحاد مصر و الشام

2- تزعم المماليك للعالم الاسلامي باسم الخلافة العباسية (زعامة اسمية)

ونقل عاصمة الخلافة الى القاهرة باستخدام  الخليفة   العباسي المستنصر بالله1262م و جعل مصر عاصمة للخلافة  الإسلامية.

و لقد دب الضعف والانحطاط للدولة  المماليك  الأسباب  التالية:

iفقدانها الصفة العسكرية  بعد معركة  عين جالوت الشهيرة ضد الماغول والرعون الى التجارة واهمال التدريب العسكري وكذلك فقدانهم للشرعية بين الرعية .

3- انتشار الفساد والرشوة ومظاهر الطغيان بين مماليك الحكام.

-       ضعف الخلافة والخلفاء العباسيين اتجاه سلطة المماليك.

-  تخاذل المماليك في الدفاع عن العالم الاسلامي ، رغم حكمهم لهمك ، خاصة ضد تحديات البرتغال والصفويين الشيعة، وعدم نصرتهم لمسلمي الاندلس.

-  انتشار محبة العثمانيين بين رعايا الدولة وبين المماليك بسبب غيرتهم على العالم الاسلامي ومحاولتهم لعب دور الحامي لهم.

الأزمة الاقتصادية الناتجة عن اكتشاف طريق راس الرجاء الصالح 1492 وفقدان مصر لممتلكاتها التجارية العالمية واثقال كاهل الناس بالضرائب والمكوس ، واحتكار الدولة للتجارة الداخلية في المواد الاساسية (كالسكر...الخ)

العلاقات العثمانية المملوكية :

كانت علاقات جيدة طالما التبادل الحكام بين البلدين والهدايا في المناسبات ، ولقد شجع المماليك انتصارات العثمانيين  في اوروبا.

وقد تنازعت الدولتان للأسباب التالية :

-  احساس العثمانيين بضعف المماليك وعدم قدرتهم للدفاع عن المناطق الاسلامية خاصة بعد هزيمتهم على يد البرتغاليين في معركة ديو 1508  البحرية وتراجع الاسطول المملوكي الى البحر الأحمر، وركود تجارتهم مع الهند .

-       رغبة الدولة العثمانية في الاستيلاء على البحر المتوسط ومنه على التجارة والطرق التجارية.

-       استيلاء المماليك على قبرص سنة 1485

-       محاولة الحاكم المملوكي قنصو الغوري التحالف مع الصفوين

 

3- أسباب الفتح االعثماني  لمصر والشام:

 وقد ظهر حول هذه المسألة ثلاث نظريات أو اتجاهات تفسر هذا التواجد وهي

1- الصراع الصفوي العثماني نتيجة للصراع المذهبي والسني الشيعي بين العثمانيين والصفوين وقد ذتمظهر ذلك في منافسة الصفوين للعثمانيين في منطقة الأناظول ومح)اولتهم القلائل وتأليب الأقلية الشيعية هناك وبالتالي تهديد العثمانيين والمذهب السني بسعي هؤلاء بنشر المذهب الشيعي كما حاول الصفوين حلفاء لهم خارج المنطقة خاصة البنادقة والبرتغاليين

2- الصراع العثماني البرتغالي خاصة بعد أن أصبح التواجد البرتغالي كثيفا ومؤثرا في البحر الأحمر وجنوب الجزير العربية وذلك منا يشكل تهديدا صليبيا مسيحيا على العالم الاسلامي

3- نظرية التشبع ويرى أنصارها أن العثمانيين قد وصلوا إلى درجة التشبع في أوروبا وفتوحاتهم هناك بلغت أقصاها وتجنبوا الاصطدام مع القوة الكبرى في أوروبا فمالوا إلى الشرق وهذه النظرية تلقت كثير من النقد بسبب استئناف العثمانيين لفتوحات الأوروبية في عهد سليم الأول

وإضافة إلى هذه النظريات متعلقة بطموح الدولة العثمانية مثل شعورها بواجبها في الدفاع عن المناطق الإسلامية ولما لا تزعم العالم الإسلامي ؛وطموحها ايضا في أن تجعل من البحر المتوسط بحيرة عثمانية وبالتالي السيطرة على الطرق التجارية البرية والبحرية التي تربط الشرق بالغرب وذلك ما يزيد مداخيل الدولة ولقد ازداد هذهاالطموح بعد هزيمة للعثمانيين للصفوين في جال ديران 1514م التي فتحت الباب أمام العثمانيين للدخول إلى المشرق العربي كما أدك العثمانيون أيضا ضعف المماليك وعجزهم عن الدفاع عن العالم الإسلامي وقد ظهر ذلك جليا بعد انهزموا أمام البرتغاليين في معركة ديو  

ونتيجة لكل هذه العوامل  انصب تركيز الدولة العثمانية علي المشرق الاسلامي لازالة الاخطار التي تهدده والاستفادة من مزاياه الاستراتجية وثرواته وذلك ما من شانه ان يعزز مركز الدولة العثمانية في العالم  كدولة اسلامية سنية  مرهوبة الجانب واخذة علي مسؤليتها حماية الشرق كله.

Modifié le: Wednesday 22 February 2017, 14:00