علاقة الأرطفونيا بالعلوم الأخرى: الأرطفونيا كغيرها من التخصصات تتداخل و تترابط بمختف العلوم بحيث أنه و باعتبارها تهتم بدراسة السلوك اللغوي عند الفرد و بصورة خاصة الجانب المضطرب منه نجدها ذات علاقة قوية بكل ما يرتبط بموضوع اللغة نذكر من هذه العلوم :
اللسانيات: تعتبر اللسانيات مرتكزا أساسيا لدراسة الإنتاج اللغوي الذي يتمثل في إنتاج وحدات لسانية وفونولوجية، وبالتالي لا يمكن دراسة الإنتاج اللغوي السليم ولا المضطرب إلا من خلال تحليل لساني.
و منه فالباحث في موضوع اللغة لا يدرك كيف تم انجاز جملة ما من الناحية النفسية حتى يقف على الخطوات أو المراحل التي بها إنتاج هذه الجملة وهذه الخطوات هي :
1-صوت الرسالة أو الجملة التي يجب أن تحلل من حيث المستوى الصوتي بفروعه: النطقية والسمعية و الفيزيائية والفونولوجية.
-مفردات هذه الرسالة التي لابد من تعريفها وتحليلها وربطها بمعانيها ودلالاتها.
--بنية هذه الرسالة وتركيبها، إذ يجب تحليل مكوناتها للوقوف على علاقة كل كلمة منها بالكلمة او الكلمات الأخرى في التركيب.
-ترجمة هذه الرسالة وفهمها فهما حقيقيا، وهذا الفهم يتوف على الخلفية السابقة للسامع عن هذه الرسالة أو على السياق الذي وردت فيه ويدخل ضمن هذه الخطوة المعجم والدلالة والمعاني التداولية. ومن خلال هذا التحليل يمكن كذلك و باعتماد على ما تمنحه اللسانيات من مرجعيات حول اللغة (جلال شمس الدين .2003.57) ، يمكن للباحث في مجال اضطرابات اللغة أن يقوم بتصنيفها و فق نماذج لسانية نذكر منها:
الطب: لقد سب و أشرنا أن الجذور الأولى كانت على يد أطباء فحسب المؤرخين فإن الانطلاقة الأولى لهذا العلم كانت من خلال الأبحاث الطبية العصبية و التي أجريت حول مناطق اللغة بالدماغ وعلى يد الأطباء الألمان بصورة خاصة ،لتتوسع الدائرة و تشمل إلى جانب طب الأعصاب بقية التخصصات الطبية الأخرى، ومن الشروط الواجب توفرها لدى المختص الأرطفوني أن يكون عارفا لجميع الأعضاء التي تدخل في الانتاج اللغوي بطريقة مباشرة أو غير مباشرة و التي إذا أصيبت أثرت فيها فمثلا: الحبسة علينا أن نلم بمناطق الدماغ خاصة تلك المسؤولة عن اللغة مثل التلفيف الثالث من الفص الجبهي و المسماة بمنطقة بروكا أي المنطقة الحركية لأعضاء النطق و كذا التلفيف الأول من الفص الصدغي و المسماة بمنطقة ورنيكي و هي المنطقة الحسية و فيما يلي خريطة برودمان و التي تمثل المناطق اللغوية في الدماغ:
و كذلك الشأن بالنسبة لاختصاصي الأنف الأذن و الحنجرة (ORL)وكذلك الأمراض التنفسية بحيث نجد أن المصابين بعسر التنفس (La dyspnée) -و هو أيضا من أعراض المصابين بمرض القلب -يجدون صعوبة في الكلام و التواصل باعتبار أن الهواء هو المحرك الأساسي للعملية الكلامية فآلية التصويت تستلزم كمية كافية من الهواء حتى يكون هناك إنتاج صوتي طبيعي و سليم ،كذلك الشأن بالنسبة للحنجرة التي تعتبر العضو الأساسي في الجهاز الصوتي لدى الفرد و أي إصابة ستؤدي حتما إلى اضطراب قد يكون البحة الصوتية (dysphonie)أو حتى الفقدان التام للصوت (Aphonie) ، نذكر على سبيل المثال لا الحصر المصابين بسرطان الحنجرة فبعد التدخل الطبي الجراحي و المتمثل في الاستئصال التام أو الجزئي للحنجرة و بعد فترة 20 يوم من العملية الجراحية يأتي دور المختص الأرطفوني ليقوم بإعادة تصحيح صوته و ذلك من خلال مجموعة من الخطوات و التقنيات و التمارين و المتمثلة و باختصار في : أولا تمارين الاسترخاء و بعدها تمارين التنفس البطني و في الأخير التمارين الصوتية ، أما فيما يخص اضطرابات النطق فمعرفة وضعيات اللسان الصحيحة عند نطق الأصوات شيء لابد منه و المعروف أن غالبية اضطرابات النطق تكون ذات سبب عضوي خاصة تلك المرتبطة بالتشوهات الخلقية التي تمس عادة الجهاز النطقي كالشقوق الشفوية –الحنكية Les fentes labio-palatine و كذا تشوهات التي تمس تموضع الأسنان و هنا تبرز أهمية طب الأسنان و علاقته بالأرطفونيا فإن هذه التشوهات تعرقل الإنتاج النطقي السليم فتؤدي إلى تغير في مخرج أو/ و صفة الصوت .وهنا و بعد التكفل الطبي يأتي دور المختص الأرطفوني ليساعد الحالة في اكتساب الآلية الصحيحة لنطق الصوت المضطرب و هذا بإتباع مجموعة من الخطوات أهمها تحديد و بدقة الصوت المصاب و هذا بعرض القائمة الفونيتيكية La liste phonétique على الحالة و من ثمة تصحيح موضع و صفة الصوت بمعنى التموضع الفونيتيكي و هذا بالاعتماد على مجموعة من الوسائل كالمرأة أو موجه اللسان Guide langue مثلا و بعدها إكساب الآلية و هذا بالاستغناء على الأداة المساعدة و كذا إدخال الصوت المصحح في مقاطع متفاوتة الطول و الصعوبة و بعدها في كلمات و ثم جمل و أخير المحادثة التلقائية ......إلخ
و تجدر الإشارة إلى أن هناك اضطرابات نطقية لا تكون ذات أصل عضوي و إنما وظيفي كعدم النضج أو سوء التنسيق الحركي لأعضاء النطق و هنا يكون التدخل الآرطفوني مباشرة دون اللجوء أو توجيه الحالة إلى الطبيب وبصفة عامة تأخذ الأرطفونيا الكثير من العلوم الطبية .
و من هنا و من خلال ما أوردنا يتضح لنا جليا العلاقة الوطيد و التكاملية بين العلمين فكلاهما لا يمكنه الاستغناء عن الآخر فإذا ما تصورنا مثلا عملية جراحية لإزالة الشق الشفهي الحنكي لطفل ولد به و لم يتبع ذلك الولد بتكفل أرطفوني فإنه من المستحيل أن يتمكن من اكتساب طبيعي و صحيح للغة و منه فإن التكفل الطبي لهذه الاضطرابات وبصورة خاصة العضوية منها دون أن يكمل بتدخل أرطفوني سيعد عملا ناقصا.
هناك اضطرابات تواصلية أخرى يكون الفرد فيها لا يعاني لا من مشاكل عضوية و لا وظيفية و لكي يتكفل بها المختص الارطفوني عليه بالاستعانة بعلم أخر ألا و هو:
علم النفس: يقول دي سوسير في إحدى محاضراته "فكل ما في اللغة إنما هو في جوهره نفسي، بما في ذلك مادة اللغة ومظاهرها الآلية" و من هنا نجده يؤكد على تأثير الجانب النفسي على الانتاج اللغوي بل إن اللغة في حد ذاتها موضوع من الموضوعات التي تناولها علماء النفس بالبحث و الدراسة حيث نجد العالم وليام فند (1832-1920) قد أشار إلى أن دراسة اللغة لا تتم بمعزل عن الأسس النفسية.معتبرينا ها شكلا من اشكال السلوك ، ومن بينهم نذكر سكينر B. Skinner (1904/ 1990) الذي فسر اللغة هو أيضا أنها سلوك إنساني آلي، تكتسب بطريقة حسية آلية كما تكتسب الجوانب الأخرى من السلوك الإنساني، كالجري ولعب الكرة والسباحة وقيادة السيارة والضرب على الآلة الكاتبة ونحو ذلك من أنواع السلوك الآلي،ز من هنا يتضح جليا العلاقة بين الأرطفونيا باعتبارها الدراسة العلمية للغة بجانبها السوي و المضطرب و علم النفس باعتبار اللغة أحد موضوعات دراستها. و للأرطفونيا علاقة بمختلف تخصصات علم النفس ،نجد أهمها على سبيل الذكر لا الحصر :
علم النفس العصبي :بالإضافة إلى أنه إحدى تخصصات علم النفس ،يعتبر كذلك و كما أشرنا سبقا انه من اختصاصات الأرطفونيا ، و يهتم بدراسة الأساس العصبي لأي سلوك سواء كان أدائي أو معرفي و من هذه السلوكات نجد اللغة. فهويعرف على أنه الدراسة العلمية للوظائف المعرفية و علاقتها بأبنية الدماغ. يتمثل دور أخصائي علم النفس العصبي في تقييم طبيعة ومدى اضطرابات وظائف الدماغ (الذاكرة والانتباه واللغة ...) بعد خلل في الدماغ. لهذا ، يستخدم المقابلات السريرية والاختبارات النفسية العصبية. و منه فيتمثل في دراسة العلاقات بين الظواهر النفسية وعلم وظائف الأعضاء وأمراض الجهاز العصبي (d'apr Méd. Biol. t.3 1972, Piéron 1973)نقلا عن (https://www.cnrtl.fr/definition/neuropsychologie ). و من هذه الوظائف التي تتمركز في مناطق مختلفة في الجهاز العصبي نجد اللغة ،و عليه أي خلل يصيب الجهاز العصبي و بصورة خاصة في احدى تلك المناطق ستؤثر بالضرورة في سيرورة المعالجة اللغوية .ما ينجم عنها اضطراب لغوي محدد ،و على المختص الأرطفوني أن يكون على دراية بهذه السيرورة و كذا المناطق المسؤولة عليها .
علم النفس المعرفي :يعرف علم النفس المعرفي على أنه الدراسة العلمية للوظائف المعرفية بجميع أشكالها ،فهي تدرس التمثلات الذهنية للمعارف (Alain LIEURY.2005. 6) ، كما أنها تبحث في عملية انبناء الفكر لدى الفرد ،حيث ظهرت بداياته الأولى مع تطور الأبحاث في ميدان الاعلام الألي بحيث سعى العديد من العلماء في امريكا إلى بناء تصور حول سيرورة معالجة المعلومات لدى الفرد بناءا و نماذج معالجة المعلومات في الأجهزة الذكية .وبذلك يتموضع علم النفس المعرفي في ملتقى الطرق لعلم الأحياء (البيولوجيا) وعلم النفس و الاعلام الآلي و اللسانيات ،باعتبار موضوع هذه الأخيرة و المتمثل في اللغة إحدى العمليات المعرفية العليا ،بل و أكثرها أهمية و لعل ما يؤكد ذلك القضية الجدلية اللغة و الفكر ،كما أنها تشكل حلقة مهمة في سيرورة التعلم و الاكتساب ،حيث يهدف علم النفس المعرفي إلى دراسة ميكانيزمات الفكر التي بواسطتها نطور المعرفة ،بدءا بالإدراك الذاكرة و التعلم وصولا إلى تشكل المفهوم و المعالجة المنطقية .كما تميز التمثلات (معارف صريحة) عن السيرورات بناء هذه التمثلات (معارف اجرائية) و تعتمد في ذلك على مناهج علم النفس التجريبي و تستمد نماذجها من الذكاء الاصطناعي .و ترتبط بعدة علوم كالمنطق الصوري ،علم الأعصاب و اللسانيات كما طورت عدة توجهات بحثية نذكر أهمها النمو اللغوي (F.Brin-henry.2011.228) .و هي بذلك تعتبر مرجع للمختص الأرطفوني للبحث وتفسير وفهم سيروة اكتساب الفكر و اللغة من جهة و كذا سيرورة معالجتها من جهة أخرى.
علم النفس اللغوي : و هو العلم الذي يدرس السيرورات النفسية الكامنة وراء استخدام و اكتساب اللغة و تعتبر كفرع من فروع علم النفس المعرفي و تعتمد على الوصف اللساني من أجل بناء فرضيات حول التوظيف و التمثلات الذهنية المتدخلة في نمو اللغة ، و في سيرورة اللغوية سواءا الانتاج أو الفهم .و لقد استخدم مصطلح علم النفس اللغوي من طرف علماء النفس السلوكيين سنة 1954 للاشارة إلى العلم الذي يدرس سيرورات الترميز و فك الترميز المتدخلة في الأفعال التواصلية ،ويتموضع علم النفس اللغوي في ملتقى الطرق بين اللسانيات و علم النفس و بيولوجيا اللغوية Biologie de langage (أو ما يسمى بعلم الأعصاب اللغوي Neurolinguistique ).(F.Brin-Henry.2011. 227 ).فهو و بصورة عامة يهتم بدراسة العمليات الذهنية و القدرات العقلية التي يستخدمها الانسان في اكتساب اللغة من جهة في انتاج اللغة و فهمها من جهة أخرى .وتبحث في فهم كبف ترتبط هذه السيرورات و الوحدات التمثلية مع المظاهر الأخرى للمعرفة البشرية (كلانتباه و الذاكرة).2016.68) (Marion Fossard, Joël Macoir كما تهتم ببناء نماذج تفسيرية للمعالجة الذهنية و السيرورة المعرفية للمعلومات اللغوية و كذا أهم العوامل المؤثرة فيها ،و منه تهتم كذلك بالكشف عن الاضطرابات التي قد تتعرض لها (سيرورة معالة المعلومات) و من هنا يتجلى و بوضوح اهمية و دور و علاقة علم النفس اللغوي بالارطفونيا و التي تتمثل هي الأخرى بالتكفل بمختلف الاضطرابات اللغوية و التواصلية .
علم النفس النمو: ويعرف على أنه تخصص علمي يهتم بالتغيرات و سيرورات التحول الذي يمس التوظيف النفسي (الوظائف المعرفية ،الانفعالية و الاجتماعية)لدى الفرد خلال مراحل حياته.و هي تشمل حقلين أساسيين :علم النفس الطفل و علم النفس الجيني.حيث تم تعويض مصطلح علم النفس الجيني بمصطلح علم النفس النمو لتفادي غموض مصطلح الجيني ،من حيث النشأة Genèse كسيرورة في النمو الفرد و كوحدة مادية للانتقال البيولوجي ،فهو بذلك يدرس تطور و تحليل التغيرات النمائية و مختلف العوامل المتدخلة في النمو و كذا تفاعلاتها .تحدث هذه التغيرات خلال مراحل مختلفة من العمر من النشأة حتى الوفاة ،, و حسب نظرية LIFE-SPAN يعتبر النمو سيرورة مستمرة تحدث طيلة الحياة (Demont.2005) .و يعتبر Infant Research (أبحاث الطفولة) إحدى ميادين علم النفس النمو و الذي يهتم بصورة خاصة بالمراحل المبكرة للنمو مع الاهتمام الخاص بسيرورة التنظيم والضبط التي تظهر داخل النظام الديناميكي أم /طفل .( Mario Speranza et Lisa Ouss-Ryngaert.2010.05) ،و من هنا فإن هذا التخصص من تخصصات علم النفس يهتم و بصورة خاصة بدراسة التغيرات و التطورات التي تحدث في مختلف جوانب الشخص ، و باعتباره كل متكامل فإن جميع هذه الجوانب متفاعلة فيما بينها بمعنى أنها تؤثر و تتأثر بعضها على بعض بمعنى أن النمو اللغوي مثلا مرتبط و يتأثر بالنمو الحسو-حركي و كذا النمو المعرفي و النمو الانفعالي و بجميع أشكال النمو الأخرى و أي خلل في إحداها يؤثر في البقية .وتعد اللغة أهم بناء معرفي يتشكل عند الطفل، فحسب (H.Wallon, 1879-1962) تظهر بوادر التمثيل الذهني لدى الطفل عندما ينتقل من مرحلة الذكاء العملي إلى الذكاء الحواري الذي يتميز بظهور اللغة كنشاط رمزي، وهذا يعني أن النمو اللغوي لدى الطفل يعتمد بصورة كبيرة على النمو الحركي وبصورة أخص التنسيق الحركي، بمعنى اندماج المستوى الحسي حركي في اللغة (Marcilhacy. C, 2011, p.15) و لهذا على المختص الأرطفوني أن يلم بمظاهر نمو جميع الجوانب حتى يتمكن من فهم و تفسير شامل و متكامل لملكة اللغة لدى الفرد و منه التعرف على تطور السوي و المضطرب لها.
علم النفس الاجتماعي :و هو العلم الذي يهتم بدراسة كيف تتأثر معارف (الأفكار ) مشاعر (الانفعالات و الأحاسيس) تصرفات و سلوكيات الأفراد بسلوكيات الأخرين و خصائص السياق الاجتماعي،و تركز على الفرد داخل الجماعة أو المجتمع و ذلك عكس علم الاجتماع الذي يركز على مجموعة الأفراد. ومن بين السلوكيات التي يكتسبها الفرد داخل الجماعة و بصورة خاصة الأسرة هي اللسان ،هذه الأخيرة التي تعتبر نتاج العقل الجمعي ،تترسخ اللغة انطلاقا من مختلف الممارسات اللغوية(Nouani. H ;1994/1995,P30) والتي تحدث أساسا داخل العائلة و المجتمع بصفة عامة أين تتاح له فرص للتفاعل و الاتصال . إن دخول الطفل في الحلقة التفاعلية يعتبر أساس الاكتسابات اللسانية لأنها تعطيه إمكانية الوصول إلى اكتساب حلقات اتصالية جديدة والتي بدورها تؤدي بالطفل إلى اكتساب قدرات نحو مفرداتية والرموز التحتية تكتسب أساسا في التواصل و التحاور بينه و بين المحيطين به ( الأم في أغلب الأحيان)الذي يعتبر مصدر كل اكتساباتنا . إذ يعتبر J.BRUNER اللغة كامتداد للفعل ،و أن الاكتسابات المعرفية ترسخ أساسا في المرحلة قبل لغوية ، حيث تبقى مرتبطة ارتباطا وطيدا مع التفاعلات العائلية الأولية (H .NOUANI,1994,P94).و من هنا تظهر أهمية هذا التخصص بالنسبة للأرطفونيا بل وحتى في عملية التكفل قد يستعين المختص بالأسرة أو جماعة الرفاق أو الوسط المدرسي في تحقيق أهداف التكفل بصورة خاصة بالنسبة للاضطرابات العلائقية كالتأتأة التي تظهر في مواقف محددة و تختفي باختفاء الموقف.
كما للأرطفونيا علاقة وثيقة بعلم النفي العيادي و علم النفس الصحة و علم النفس الفيزيولوجي و كذا لها علاقة بعلوم التربية بجميع تخصصاتها بحكم أن من بين الاضطرابات التي تهتم بها الأرطفونيا نجد كذلك اضطرابات تمس اللغة المكتوبة و أهم المكتسبات المدرسية كالحساب و العد و غيرها.
و في الأخير تجدر الإشارة إلى أن التكفل بالاضطرابات التواصلية و اللغوية يحتاج إلى فريق متعدد التخصصات أول خطوة و أخرها هي التكفل الأرطفوني فالأولى بمثابة مرحلة تقييمية قبلية للمكتسبات اللغوية عند الحالة من أجل التشخيص الجيد للاضطراب ومنه توجيهه إلى الجهة المختصة إذا استلزم الأمر ذلك أما الخطوة الأخير فهي التكفل و تطبيق التقنيات الأرطفونية اللازمة لتصحيح الخلل و منه التخلص من الاضطراب اللغوي.