يستند جل المفكرين في عملية التأسيس لمشاريعهم النهضوية على جهاز مفاهيمي في غالبه محاكاة لما أنتجه العقل الغربي، فإذا حاولنا استنطاق نصوصهم وجدناها مليئة بالإحالات إلى فلسفات ومذاهب نبتت في بيئات غير عربية، مما يعني أنَّ النقد الحقيقي هو الذي ينبغي أن يفضح لنا كل المرجعيات التي انطلقت منها مشاريع التحديث في عالمنا العربي، والكشف عن العلائق بين المرجعيات وكيف تؤثر في رؤية العقل العربي لواقعه المأزوم، كما ينبغي على النقد أن ينصب على المفاهيم ومضامينها الأيدولوجية، لأنَّ المفاهيم كائنات تاريخية تتغذى في التاريخ من عناصر الثقافة التي تزرع فيها، لهذا عملية التبيئة ينبغي أن تمر عبر وعي المضامين الأيديولوجية فلا توجد فلسفة بريئة، فكل المفاهيم المستوردة تملك قوة التأثير في حركية التاريخ وتوجيهه

Modifié le: Thursday 11 April 2019, 18:35