تمهید

تهدف النشاطات البدنية المكيفة عن طريق خصوصياتها إلى مساعدة ومرافقة كل الأشخاص المعوقين علي إبراز كفاءتهم و قدراتهم البدنية والنفسية والحركية والحسية كي تنمى وتستغل عن طريق النشاطات التعبيرية الحركية، وعن طريق النشاطات البدنية الترفيهية أو عن طريق النشاطات الرياضية، بحيث أنها ببرمجتها وإدماجها في برنامج التكفل بالمؤسسة المتخصصة، فإنها ستأخذ مكانتها الحقيقية والطبيعية وتصبح من أهم النشاطات التربوية الحيوية المفيدة للأشخاص المعنيين، ليثبتوا وجودهم ضمن الجماعة والمجتمع.

أهداف النشاط البدني الرياضي المكيف:

تهدف النشاطات البدنية المكيفة عن طريق خصوصياتها إلى مساعدة ومرافقة كل الأشخاص المعوقين علي إبراز كفاءتهم و قدراتهم البدنية والنفسية والحركية والحسية كي تنمى وتستغل عن طريق النشاطات التعبيرية الحركية عن طريق النشاطات البدنية الترفيهية أو عن طريق النشاطات الرياضية، وتهدف هذه النشاطات إلى الأهداف التالية:

- تنمية المهارات الحركية الأساسية لمواجهة متطلبات الحياة كالمشي والجري وتغيير الإتجاه، وحفظ التوازن والتوافقات التي تُساعده على المشاركة في أنشطة الحياة المتعددة.

- تنمية التوافق العضلي العصبي وذلك باستخدام أجزاء الجسم السليمة لأداء النمط الحركي المناسب والنغمة العضلية للعضلات السليمة والاتزان لأجهزة الجسم الوظيفية.

- تنمية اللياقة البدنية الشاملة واللياقة المهنية بما يتناسب مع نوع الإعاقة ودرجتها، وذلك لعوده الجسم إلى أقرب ما يكون طبيعيا، وذلك بزيادة قدرته على العمل وكفاءته في مواجهة متطلبات الحياة.

- العمل على تقوية أجهزة الجسم الحيوية والاتزان لجميع أجهزة الجسم المختلفة كالجهاز العصبي والعضلي والدوري والتنفسي وغيرها من الأجهزة.

- تصحيح الانحرافات القوامية والحد منها وعلاج بعض الانحرافات التي توجد نتيجة للإعاقة حتى تتاح لأجهزة الجسم الحيوية فرصة أداء وظائفها كاملة.

- تنمية الإحساس بأوضاع الجسم المختلفة والإحساس بالمكان ومعرفة الحجم والمساحة التي يتحرك فيها الجسم وإمكانية حركته في البيئة المحيطة به.

- زيادة قدراته من الممارسة الترويحية واستغلال وقت الفراغ في أنشطة ترويحية تعود عليه بالفائدة، مما يساعد على اكتساب السلوك التعاوني وتنمية حب الجماعة وحب الانتماء ورفع الروح المعنوية.

- اكتساب جاهزية حركية تساعد على زيادة الانتباه وحسن التصرف والتفكير من خلال ممارسة الأنشطة الرياضية.

- تنمية الاتجاهات السليمة نحو الشخصية السوية وزيادة الثقة بالنفس بمن حوله وقدراته وتكيف نزاعاته وميوله بطريقة تساعده على اكتساب المهارات.

- الاعتماد على النفس في قضاء حاجاتهم المختلفة، وعدم الاعتماد على الغير، مع إمكانية العيش

مستقلا معتمدا على ذاته. (حلمي، 1998،

- أغراض النشاط البدني والرياضي المكيف:

للنشاط البدني المكيف أغراض عديدة منها النمو العقلي والنمو الحركي والنمو البدني والنمو

الاجتماعي والنفسي حيث أن ممارسة المعوق للفعاليات والأنشطة الرياضية تحقق له هذه الأغراض:

1-     النشاط البدني والرياضي لغرض النمو البدني:

إن ممارسة الأنشطة والفعاليات الرياضية للمعوقين تساعد على بناء الكفاءة البدنية عن طريق تقوية وبناء أجهزة الجسم بواسطة هذه الفعاليات، وتمكن الفرد المعوق من تحمل المجهود البدني ومقاومة التعب، وتلعب الفعاليات الرياضية التي تشمل العضلات الكبيرة دورا هاما في بناء أجهزة الجسم الحيوية، كالجهاز الدوري والجهاز التنفسي ويرى مروان عبد المجيد) أن الشخص المعوق الذي ينعزل عن العالم يجلس على كرسيه ليرى المجتمع من خلاله وتركه الأنشطة الرياضية سينتج عنه خوار في الجسم وتصلب في المفاصل وتهور في العضلات وضمورها، وهذا سيؤدي بطبيعة الحال إلى تشوه في التركيب الجسمي وظهور بعض التشوهات في القوام نتيجة للجلوس الطويل، لذا فإن ممارسة المعوق للأنشطة الرياضية ستعمل على محاربة هذه العيوب والتشوهات وتساعد على النمو الطبيعي وما ينتج عنها من تكوين الجسم القوي المتناسق، وبذلك فإن النشاط البدني والرياضي كفيل في نمو وبناء الشخص المعوق وتأهيله تأهيلا صحيحا وسليما كي يصبح قادرا على العمل والإبداع (عبد المجيد، 1997، 109-110)

ويؤكد (هانيفي) (Hanifi) أن الممارسة الرياضية تعمل على رفع القدرات الوظيفية إضافة إلى تطوير القوة العضلية وكذلك الرشاقة والمهارات الحركية المختلفة، وتعمل أيضا على التنسيق بين الحركات وبين مختلف عمل الأعضاء سواءا في القسم السفلي أو العلوي وتسمح المهارات الحركية للمستفيدين من خفض الاصطدام مع الإعاقة وامتلاك استقلال ذاتي (1995,18 ,R. Hanifi)

وحسب (دوشافان) (Dechavanne) فإن الممارسة البدنية تسمح بتسريع الاسترجاع العضلي

واكتساب ردود أفعال جديدة وإيجاد بعض الاستقلالية في الحركات، وكذلك تعطي للمعوق الوسيلة والبحث عن قدرات جديدة أي البحث عن القدرات التعويضية وتحريضها إضافة إلى اكتساب تناسق عضلي عصبي. (199089 ,N. Dechavanne).

2- النشاط البدني والرياضي لغرض النمو العقلي:

يسعى النشاط البدني الرياضي إلى جعل الجسم نشيطا قويا، وذلك لأن أداء الحركات الرياضية

يحتاج إلى تركيز ذهني كما أنها تجعل الجسم صحيحا قادرا على العمل.

يقول (مروان عبد المجيد) أن النشاط الرياضي ليس زينة أو مجرد ألعاب يمارسها المعوق لقضاء وقت الفراغ، وإنما يعد جانبا أساسيا في العملية التربوية فهو تسعى لازدياد قابلية الفرد المعوق واكتسابه المعلومات المختلفة، وكي يتعلم مهارة رياضية معينة أو لعبة ما فإنه يجب أن يستعمل تفكيره الخاص ونتيجة لهذا الاستعمال تحدث المعرفة لتلك المهارة أو الفعالية، كما أن ذلك يقود إلى استعمال التوافق العضلي العصبي فعن طريق الممارسة المستمرة للنشاط البدني والرياضي تنمو قدرة الفرد على التفكير والتصور والتخيل والإبداع.

3- النشاط البدني والرياضي لغرض النمو الحركي:

يقصد بالنمو الحركي أداء الحركة الرياضية بأقل جهد ممكن وبرشاقة وكفاءة عالية وهذا يعتمد على العمل المتناسق الذي يقوم به الجهازان العصبي والعضلي للشخص المعوق، وهي بذلك تسعى إلى مساعدة الفرد في عمله اليومي بكفاءة واقتدار وتعمل على مساعدته في السيطرة على درجة أدائه للمهارات الحركية، ولذلك كان لزاما على الفرد المعوق أن يمارس الأنشطة الرياضية والمهارات البدنية لكي يكتسب التوافق اللازم لأداء الحركة.

كما أن التمارين البدنية تنمي النشاط والشجاعة والصحة، وتساعد على تكوين الجسم وتربيته تربية متزنة فتكسبه مرونة تمكنه القيام بحركات واسعة النطاق كبيرة المدى في المفاصل، وتقوي أجزاءه المختلفة باتزان وتناسق ، كما أنها تزيد من انتفاعه في علاج تشوهات القوام التي تحصل جراء عدم الحركة، كما أن عدم حركة الأجزاء الصحيحة للجسم تؤدي إلى ضمور العضلات وجعلها غير قادرة على العمل الحركي المهم لبناء القدرات والكفاءات لدى المعوق . ( عبد المجيد ، 1997، 108-109)

4- النشاط البدني والرياضي لغرض النمو النفسي والاجتماعي:

يقول (بسيوني) أن من أغراض النشاط الرياضي مساعدة الشخص المعوق للتكيف مع الأفراد والجماعات التي يعيش معها، حيث أن ممارسته للفعاليات والأنشطة الرياضية تسمح له بالتكيف والاتصال بالمجتمع، وهو يهدف إلى تطوير قدرات الفرد من الناحيتين الفيزيولوجية والنفسية بالقضاء على الاضطرابات والتصرفات النفسية والتحكم أكثر في الجسم وتكيفه المستمر مع الطبيعة. (بسيوني،(17.1992

إن ممارسة الألعاب الرياضية المختلفة حسب (مروان عبد المجيد تنمي في الشخص المعوق الثقة بالنفس والتعاون والشجاعة، فضلا عن شعوره باللذة والسرور للوصول إلى النجاح عن طريق الفوز، وهي كذلك تساعده في تنمية الشعور نحو الجماعة – روح الانتماء ونحو الحياة الرياضية والذي يساعده في نموه ليكون مواطنا صالحا يعمل لمساعدة مجتمعه، كما أن للمجتمع والبيئة والأسرة والأصدقاء الأثر الكبير في نفسية الفرد المعوق، ولذلك فإن نظرة المجتمع إليه ضرورية ولها أهدافها وممارستها. (عبد المجيد، 1997، 110)

ويذهب (رملي) إلى أن الأطفال يتعلمون من خلال اللعب بشكل واسع ليصبحوا أفرادا اجتماعيين، إضافة إلى أن النشاط البدني يهيئ في الحياة المتقدمة جوا اجتماعيا وذلك يجذب الأفراد لبعضهم البعض للمشاركة في مثل هذا النشاط، ومن خلال اللعب وممارسة الرياضة يتعلم المشاركون تقدير كل فرد لمجهودات الآخرين وانجازاتهم وإمكانات التنفيس عن الغضب واكتساب عادة الكرم في شكل اجتماعي مقبول، وهناك فوائد اجتماعية أخرى تستمد من الاشتراك في بعض أنواع من الأنشطة البدنية التي تتضمن توثيق الصداقات الجديدة والإحساس بالانتماء، وأن يكون عضوا في فريق وتحسين الثبات العاطفي والنضج الوجداني. (رملي، 1991، 106)

ويضيف (سليمان مخول) أنه نظرا لما يوفره النشاط البدني والرياضي من صحة ونمو سليمين،

فإن عدة تجارب أقيمت تشير إلى ما يمكن فعله مع المراهقين المرفوضين من أقرانهم، ومن الأهمية العمل على تحسين المهارات الرياضية لأولئك المراهقين الضعفاء بدنيا، بحيث تتأكد من جديد صورتهم الايجابية في أعين أقرانهم. (مخول، 1981، 23)


Modifié le: vendredi 18 avril 2025, 02:21