أسس ومبادئ النشاط البدني الرياضي المكيف
تمهید:
يعتبر النشاط البدني الرياضي من العمليات التربوية التي تنمي الجوانب البدنية والعقلية والاجتماعية والنفسية لتحقيق النمو المتكامل للفرد، فعندما وضعت أسس وقوانين النشاط الرياضي وجهت أهدافها وفلسفتها إلى أهداف سامية، واهتمت حديثا بمعالجة قضايا الإنسانية، ومنها بشكل خاص فئة ذوي الاحتياجات، فأصبح يهدف إلى مساعدة هذه الفئة في الاندماج في المجتمع، وتنمية الصفات المرغوبة لتشكيل شخصية الفرد المعوق، والتغلب على الآثار النفسية السلبية التي تفرضها الإعاقة.
إن أهداف النشاط البدني الرياضي للمعاقين تنبع أساسا من الأهداف العامة للنشاط الرياضي من حيث تحقيق النمو العضوي والعصبي والبدني والنفسي والاجتماعي، حيث أوضحت الدراسات أن احتياجات الفرد المعاق لا تختلف عن احتياجات الفرد العادي، فهو كذلك يريد أن يسبح ، يرمي، يقفز.
حيث يشير (أنارينو وآخرون إلى أن كل ما يحتويه البرنامج العادي للفرد السوي ملائم للفرد المعاق، ولكن يجب وضع حدود معينة لمستويات الممارسة والمشاركة في البرنامج بما يلائم إصابة أو نقاط ضعف الفرد المعاق (الحماحمي والخولي، 1990، 194)
يرتكز النشاط البدني الرياضي للمعاقين على وضع برنامج خاص يتكون من ألعاب وأنشطة رياضية وحركات إيقاعية وتوقيتية تتناسب مع ميول وقدرات وحدود المعاقين الذين لا يستطيعون المشاركة في برنامج النشاط البدني الرياضي العام، وقد تبرمج مثل هذه البرامج في المستشفيات أو في المراكز الخاصة بالمعاقين، ويكون الهدف الأسمى لها هو تنمية أقصى قدرة ممكنة للمعاق وتقبله لذاته واعتماده على نفسه، بالإضافة إلى الاندماج في الأنشطة الرياضية المختلفة.
ويراعى عند وضع أسس النشاط البدني الرياضي المكيف ما يلي :
- العمل على تحقيق الأهداف العامة للنشاط البدني الرياضي.
- إتاحة الفرصة لجميع الأفراد للتمتع بالنشاط البدني وتنمية المهارات الحركية الأساسية والقدرات البدنية. – إن يهدف البرنامج إلى التقدم الحركي للمعاق والتأهيل والعلاج.
- أن ينفذ البرنامج في المدارس الخاصة أو في المستشفيات والمؤسسات العلاجية.
- أن يمكن البرنامج المعاق من التعرف على قدراته وإمكانياته، وحدود إعاقته حتى يستطيع تنمية القدرات الباقية لديه واكتشاف ما لديه من قدرات.
- أن يمكن البرنامج المعاق من تنمية الثقة بالنفس واحترام الذات وإحساسه بالقبول من المجتمع الذي يعيش فيه، وذلك من خلال الممارسة الرياضية للأنشطة الرياضية المكيفة.
وبشكل عام يمكن تكييف الأنشطة البدنية والرياضية للمعاقين من خلال الطرق التالية:
تغییر قواعد الألعاب التقليل من مدة النشاط، تعديل مساحة الملعب تعديل ارتفاع الشبكة
أو هدف السلة، تصغير أو تكبير أداة اللعب زيادة مساحة التهديف...).
- تقليل الأنشطة ذات الاحتكاك البدني الى حد ما.
-الحد من نمط الألعاب التي تتضمن عزل أو إخراج اللاعب.
- إتاحة الفرصة لمشاركة كل الأفراد في اللعبة عن طريق السماح بالتغيير المستمر في حالة التعب. تقسيم النشاط على اللاعبين تبعا للفروق الفردية وإمكانيات كل فرد حلمي و فرحات، 1998، 47-(50-49
- أسس ومبادئ التربية البدنية الخاصة:
تعتبر التربية البدنية أحد الأركان الأساسية للتربية العامة، وهي حقيقة واقعة ومؤكدة، فكل المنام والأبحاث والعلوم التربوية قد أيدت هذه الحقيقة، فإذا كانت التربية البدنية تلعب هذا الدور المهم في تنمية النشئ والشباب، فالأجدى والأهم تقديم برنامج معدل للتربية البدنية يخدم الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة، فمن المؤكد أن احتياجاتهم له أكبر وأشد ، وتعد الأنشطة الحركية من الأنشطة المحببة لكل الأفراد وخاصة ذوي الاحتياجات الخاصة، وذلك لتنوعها وتعددها مما يوفر الفرص لكل الاحتياجات والرغبات ويشجعهم على الاشتراك فيها ومزاولتها.
وإذا كانت كل نتائج الدراسات والبحوث تشير إلى أن برنامج التربية البدنية المنظم له مميزات إيجابية على كل الجوانب البدنية والنفسية والاجتماعية للفرد العادي، فمن الواجب أن توجه هذه الخدمات أيضا إلى الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة لأنهم أفرادا عاديون ولكنهم ذوي احتياجات غير عادية، فقد ثبت أن برامج الأنشطة الحركية المعدلة تساعد في تنمية القدرات الإدراكية الحركية للأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة وتحسن من أدائهم وسلوكهم الحركي وتساعد على تكيفهم مع المجتمع المحيط بهم، كما تساهم أيضا في تحسين مفهوم الذات وبعض جوانب السلوك التوافقي لديهم، ويشمل برنامج التربية البدنية الخاصة على أنشطة ذات هدف تربوي وأخرى تهدف إلى العلاج، بالإضافة إلى الأنشطة ذات الطابع الترويحي، وتختلف التربية البدنية الخاصة عن التربية البدنية العامة في أنها تتطلب مجهودا أكبر لكي تتناسب مع قدرات واحتياجات هؤلاء الأفراد معتمدة على أن النشاط الحركي بطبيعته يتميز بالاختلاف والتعدد، وقد عرفت الجمعية الأمريكية للصحة والتربية البدنية والترويح والإيقاع الحركي (AAHPERD) التربية البدنية الخاصة أو المعدلة بأنها عبارة عن برنامج تطويري متنوع من الأنشطة والألعاب والرياضات والإيقاع الحركي التي تتناسب مع رغبات وقدرات التلاميذ الذين لا يستطيعون بنجاح الاشتراك بصورة آمنة وناجحة في أنشطة وبرامج التربية البدنية العادية.
ويتضح من هذا التعريف أن برنامج التربية البدنية الخاصة يجب أن يكون متنوعا، أي لا يقتصر فقط على التمرينات العلاجية والتأهيلية فحسب بل يجب أن يتشابه مع برنامج التربية البدنية الم وخاصة من حيث التنوع والتعدد في الأنشطة، فبجانب التمرينات لابد أن يشمل البرنامج على الألعاب والرياضات والإيقاعات المختلفة، كما يشير التعريف أيضا إلى أن الهدف من البرنامج يجب أن يعمل على تطوير الجانب الحركي للتلاميذ ذوي الاحتياجات الخاصة، وأن تكون الأنشطة مناسبة لرغباتهم وميولهم وقدراتهم، ويحدد التعريف كذلك المستفيدين من هذا البرنامج، حيث يشمل على التلاميذ الذين لا يتحقق لهم النجاح في أداء الأنشطة البدنية للتلاميذ العاديين دون تعديل أو التلاميذ الذين لا يتمكنون من المشاركة بصورة آمنة.