المحاضرة التاسعة

المجاميع الأدبية القديمة (العقد الفريد لابن عبد ربّه)

التعريف بالكاتب:

             هو أبو عمر (أبو عمرو) أحمد بن محمّد بن عبد ربّه الأندلسي، ولد سنة 246ه، ونشأ بقرطبة وتثقّف ثقافة عصره من فقه وتفسير وحديث ونحو وعروض وتاريخ وأدب، كان أديبا شاعرا، توفّي سنة 327ه.   

نبذة عن الكتاب:

   يعدّ هذا الكتاب من جواهر الأدب، فهو ضروري لكلّ من يهتمّ بالتراث الأدبي العربي، فهو بمثابة موسوعة أدبية ضخمة، حيث يشتمل على مجموعة متنوّعة من المواضيع في الشعر، والنثر، والأمثال، والحكم، والتاريخ، والأخبار، والنقد، وغيرها من فنون القول، بالإضافة إلى تعرّضه لبعض المجالات الأخرى مثل البلاغة، والعروض، والموسيقى، مع إشارات للأخلاق والعادات.
    كان هذا الكتاب ثمرة جهد كبير قام به المؤلّف، حيث اجتهد على أن يضمّ فيه كلّ ما له صلة بالثقافة الأدبية العربية، في تلك العصور، وهو ما أثبت الانتشار الواسع للكتاب نجاحه فيه، بالإضافة إلى ما حظي به من إشادات وتوصيات بقراءته من طرف المهتمين بالأدب العربي على اختلاف عصوره

أقسام الكتاب:

  قال ابن عبد ربه كتابه في مقدّمة كتابه العقد الفريد "وسمّيته العقد الفريد لما فيه من جواهر الكلام، مع دقّة السلك وحسن النظام، وجزّأته على خمسة وعشرين كتابا، كلّ كتاب منها جزآن، فتلك خمسون جزءا في خمسة وعشرين كتابا، قد انفرد كلّ كتاب منها باسم جوهرة من جواهر العقد"[1]

يبدأ العقد الفريد بكتاب اللؤلؤة في السلطان، ثمّ كتاب الفريدة في الحروب، ثمّ كتاب الزبرجدة في الأجواد والأصفاد...

   فممّا يميّز صاحب العقد الفريد على سابقيه ممّن عرضوا لهذا الباب، هو أنّ ابن عبد ربه أندلسي من أهل الجزيرة يتحدّث عن أدب المشارقة فلم تقصر به مغربيته اللحاق والسبق؛ ولعلّ هذا كان بعض دواعي ابن عبد ربّه إلى تأليف كتابه، إذ كان في طبعه من المنافسة ما يحفزه إلى هذا المضمار.

ما أخذ عن الكتاب:

وقد عابوا على العقد الفريد بأنّه عُني بأدب المشرق، وكان الأولى به أن يعنى بأدب الأندلس مكان نشأته، وروي عن الصاحب بن عبّاد أنّه لمّا وصل إليه العقد الفريد، وقرأه، قال: (هذه بضاعتنا ردّت إلينا، ظننت أنّ هذا الكتاب يشتمل على شيء من أخبار بلادهم، وإنّما هو يشتمل على أخبار بلادنا، لا حاجة لنا فيه).

 

 



[1] -ابن عبد ربّه، العقد الفريد، شرحه وضبطه وصحّحه وعنون موضوعاته: أحمد أمين، أحمد الزين، إبراهيم الأبياري، دار الكتاب العربي، 1983، الجزء: 1، ص: 5.


Modifié le: vendredi 11 avril 2025, 22:57