يستخدم مصطلح الأدب العالمي (عموما) للدلالة على الأدب الذي ارتقى على مستوى العالمية، واجتاز الحدود بين الدول وترجم إلى كثير من لغات العالم، وحقق انتشارا واسعا وشهرة كبيرة، بفضل ما يمتلك من خصائص فنية، تتمثل في تصويره لبيئته، وتعبيره عن قضايا الإنسان مثل: أدب ويليام شكسيبر، أو تولستوي، أو أرنست همنغواي، أو غابرييل غارسيا ماركيز، وغوغول، ولوركا، وكاتب ياسين، ونجيب محفوظ.... 

   ويمكن الإشارة هنا إلى محدودية هذا التعريف، لعدم كفاية الأسس الموضحة لتصنيف أي عمل على أنه أدب عالمي، ذلك أن القيمة الفنية له ومدى تأثيره وتنمية البشرية بشكل عام وتأثيره على الأدب القومي بشكل خاص ؛تعتبر أيضا عوامل هامة لمثل هذا التصنيف. ثم إن هذا االإتفاق على معايير مقبولة عالميا لتقرير ماهي الأعمال ذات التصنيف الأدبي العالمي ليس بالأمر السهل. ويعتبر الكاتب الألماني غوته أول من بشر بظهور أدب عالمي تشترك فيه كل الأمم، وتساهم فيه شعوب الأرض قاطبة، فيعبر عن قيمها ومبادئها وآمالها وآالمها، حيث يقول: "أدرك أكثر فأكثر أن الشعر ملك مشترك للإنسانية (...)، كما وضح غوته أن العامل الحاسم لعالمية الأدب القومي، هو امتداده الزمني والمكاني خارج حدود المحلية وتقاطعه الثقافي مع غيره من الآداب. 

    وقد لقيت عالمية غوته هذا رواجا كبيرا، بل إنها اقترنت باسمه واقترن اسمه بها، حيث استحسنها البعض وعارضها آخرون، كما تحفظ عليها البعض، ففكرة توحيد الآداب العالمية تبقى مثالية كما إنها مضادة للنزعة الفردية القومية. كما إن النموذج الموحد الذي سعى غوته إلى توحيد آداب العالم تحت لوائه هو النموذج الأوروبي، وهذا ما يعزز المركزية الأوربية. 

ومن هنا نشير إلى أن المصطلح weltliteratur الذي وضعه غوته كان من أكثر المصطلحات إثارة للجدل، حيث ترجم في اإلنجليزية إلى (world the of Literture) أي (أدب العالم)، وفي اللغة العربية إلى (عالمية الأدب) حينا وإلى (الأدب العالمي) حينا آخر، وقد أخذ المصطلح weltliteratur معنيين هما: -

1.  الأدب العالمي: 

هو روائع األدب الخالدة pièces Master التي تحدث الزمن بروعتها الأدبية، ومضامينها الإنسانية العميقة مثل: ألف ليلة وليلة ملحمة قلقامش، الإلياذة، أوديب ملكا..

2عالمية الأدب: 

هي توحيد آداب العالم في قالب أدبي موحد يتضمن جماليات شكلية وأسلوبية محددة، ويتضمن أفكارا ثابتة أو متفق عليها بحسب غوته. ومثلما سبق الذكر فإن تصنيف تصنيف األدب في هرم العالمية ليس باألمر السهل، وفي هذا الصدد يجب اإلشارة إلى جهود المقارنين وعلى رأسهم )حسام الخطيب( الذين وضعوا جملة من المعايير التي يحتكمون إليها لترسيخ أدب ما للعالمية، وقد قسمو تلك المعايير إلى معايير أدبية ومعايير غير أدبية. أما األولى فهي: الجودة الفنية، والترجمة، والمقروئية، والتلقي النقدي. وأما الثانية فهي: قوة الدولة وهيمنتها، وتفوقها الحضاري الذي يجعلها تسعى ألن تفرض أدبها على مستوى عالمي.

ملاحظة: النص منقول.

Last modified: Thursday, 20 March 2025, 11:11 AM