الإحصاء في علم النفس ...

تقديم:

لا يوجد أي مجال من مجالات الفكر أو العمل لم يستخدم فيه الاحصاء، فهو يعتبر من العلوم المساعدة التي تهتم بطرق معالجة وتحليل البيانات بغرض اتخاذ قرارات معينة. وذلك لأن الاحصاء يهدف إلى تحقيق عدة وظائف من أهمها: وصف البيانات، والاستدلال الاحصائي، والتنبؤ. تهتم وظيفة وصف البيانات باستكشاف طبيعة البيانات الخاصة بالظواهر أو المشكلات المطلوب دراستها وتحليلها، وتهتم وظيفة الاستدلال الاحصائي بكيفية الوصول إلى تعميمات على المجتمع الاحصائي انطلاقا من العينة، وتهتم وظيفة التنبؤ بتوقع حدوث الظاهرة اعتمادا على التغيرات التي حدثت في الماضي. ويستخدم في تحقيق هذه الوظائف أساليب إحصائية تتناسب مع طبيعة الغرض، فمن أجل وصف البيانات يستخدم الباحث الاحصاء الوصفي، ومن أجل الاستدلال أو التعميم يستخدم الاحصاء الاستدلالي، ومن أجل التنبؤ يستخدم معادلات الانحدار.

1-علم الإحصاء:

هو فرع من العلوم الذي يختص بالطرق العلمية لجمع وتنظيم وتلخيص وتحليل البيانات بهدف الوصول إلى نتائج لاتخاذ قرارات سليمة. وينقسم إلى قسمين:

—       الإحصاء الوصفي: هو مجموعة من الطرق الخاصة بعرض وتنظيم وتلخيص البيانات، وذلك في شكل جداول تكرارية (التكرارات، النسب المئوية...)، ورسوم بيانية (المنحنى، الأعمدة...)، ومقاييس نزعة مركزية (المتوسط الحسابي، الوسيط...، ومقاييس تشتت (الانحراف المعياري، التباين...).

—       الإحصاء الاستدلالي: هو مجموعة من الطرق العلمية التي تسمح بالاستدلال عن معالم المجتمع بناء على المعلومات التي تم الحصول عليها من العينة، وذلك وفق الطرق الإحصائية المعلومة (معامل بيرسون، اختبار ت، اختبار كا²، اختبار "فريدمان" للرتب ...).

2-المجتمع الإحصائي والعينة والوحدة:

—       المجتمع الإحصائي: هو مجموعة من الأفراد محل الدراسة، والذين لهم خصائص مشتركة، وينقسم المجتمع الإحصائي إلى قسمين:

—       مجتمع محدود: ويكون فيه عدد محدود من الأفراد مثل عدد التلاميذ في مدرسة معينة.

—       مجتمع غير محدود: ويكون فيه عدد الأفراد غير منته مثل عدد المتعلمين في دولة ما.

—       العينة: هي جزء من المجتمع يتاح دراسة بياناتها، ويتم اختيارها بحيث تمثل جميع صفات المجتمع، وتكون الحاجة ضرورية إلى أخذ العينة بدلا عن دراسة المجتمع كله، مثل أخذ عينة من تلاميذ الثانوية لأننا لا نستطيع دراسة كل تلاميذ الثانوية.

—       الوحدة: هي كل فرد ينتمي إلى العينة أو المجتمع، فتلميذ متوسطة ما يمثل وحدة إحصائية.

—       المعلمة: شيء يميز المجتمع ككل، وذلك مثل متوسط التحصيل الدراسي في دولة معينة، أو متوسط طول الطلاب في الجزائر، أو نسبة الرسوب في مجتمع معين،...

—       الإحصائية: هي شيء يميز العينة مثل متوسط الذكاء لعينة مكونة من 100 طالب،  نسبة التأخر الدراسي في مدرسة ما...

3- أنواع البيانات:

هي مجموعة من المشاهدات أو الملاحظات التي تؤخذ أثناء دراسة معينة، وقد تكون بيانات رقمية ( كمية) مثل أطوال وأوزان مجموعة من الطلاب أو بيانات غير رقمية (نوعية أو كيفية) مثل: الجنس، والمستوى الدراسي للطلاب...، وتنقسم البيانات إلى نوعين:

البيانات الكمية: وهي البيانات ذات القياسات الرقمية أو التي يمكن التعبير عنها في صورة أرقام، مثل عدد الناجحين، درجات الطلاب، درجات الفعالية الذاتية.

البيانات النوعية (الكيفية): وهي بيانات مصنفة وفقا لخصائص معينة، مثل الجنس، الحالة الاجتماعية، الدرجة العلمية، طبيعة الاتجاه نحو موضوع معين.

مستويات قياس المتغيرات:

• المستوى الاسمي: هو أدنى مستويات القياس يمكن فيه وضع رموز أو أرقام للأسماء والأشياء للتمييز بينها، ولا يمكن إجراء العمليات الحسابية المعروفة عليه أو المقارنة. مثلا: الجنس، المستوى الدراسي، التخصص...
• المستوى الترتيبي: يمتلك نفس خصائص المستوى الاسمي، ولكن يمكن ترتيب ومقارنة الأفراد في السمة تصاعديا أو تنازليا، ويكون المستوى الترتيبي في الأصل مستوى مجال. مثلا: تقديرات الطلاب، ومستويات التحصيل...
• مستوى المجال (المسافات المتساوية): هو أدق من المستويين الاسمي والترتيبي، ويمكن إجراء العمليات الحسابية عليه ولكن الصفر غير حقيقي أي لا تنعدم السمة عند الصفر المطلق. وأن المسافة أو المجال بين درجتين متتاليتين هو نفسه بين درجات أخرى متتالية. ومعظم المتغيرات النفسية والتربوية تندرج ضمن مستوى المجال. مثلا: القلق، التوافق الدراسي، التحصيل، تقدير الذات...
• المستوى النسبي: هو من أدق مستويات القياس، ويمتلك نفس خصائص مستوى المجال إضافة إلى الصفر حقيقي (مطلق). وتنتج بيانات المستوى النسبي من قياس المتغيرات التقنية، مثلا: الوزن، الطول، الثمن...