منذ أن وطأت أقدام الإنسان الأرض وهو يسعى جاهدا للتطوّر بكل الوسائل وهو بطبعه كائن اجتماعي لا يستطيع العيش بمفرده لذلك وجب عليه أن يبقى على اتصال بغيره بمختلف الطرق والوسائل الممكنه وذلك عبر التاريخ و الزمن الذي يعيشه مما فرض عليه أن يتطور في طرق تفكيره ويطور طرق اتصاله ما يسهم في تسهيل هذه العملية ولكنه لم يكن يرضى بكل انجاز يحققه فراح يبحث في سبل أخرى لكي يطور نفسه ويثقّفها و يروّح عنها أيضا  وخلال ذلك قام باختراق عدة مجالات اقتصادية ، سياسية، اجتماعية ، ثقافية وغيرها حتى يكوّن نفسه و يبقى ويستمر على وجه المعمورة وذلك ما جعله مجبرا على أن يكون على دراية واطلاع بما يحدث في كل مكان وأن تصله المعلومات ويوصلها لمن يهمه الأمر ما جعله يبتكر ما يسمى بالإعلام أو إبلاغ واخبار الناس وكذلك الإتصال بهم سواء بطرق مباشرة او غير مباشرة.

:مفهوم الإعلام

   اشتقّت كلمة إعلام من الفعل علم ، تقول العرب استعلمه الخبر فأعلمه إياه أي صار يعرفه بعد أن طلب معرفته ، فلغويا معنى الإعلام نقل الأخبار .

      أما اصطلاحا فهو إبلاغ أو إخبار الجمهور بالمستجدات الحديثة، إذا فالإعلام "هو عملية نشر وتقديم المعلومات الصحيحة وحقائق واضحة و أخبار صادقة و موضوعات دقيقة ووقائع محددة ومنطقية وراجحة للجمهور مع ذكر مصادرها خدمة للصالح العام". ويقول الدكتور عبد اللطيف حمزة أن "الإعلام هو تزويد الجمهور بأكبر قدر ممكن من المعلومات الصحيحة و الحقائق الواضحة وبقدر ما تكون الصحة أو السلامة في هذه المعلومات أو الحقائق يكون الإعلام ذاته سليما وقويا".

كما أن الإعلام هو "تزويد الناس بالأخبار الصحيحة والمعلومات السليمة والحقائق الثابتة التي تساعدهم على تكوين رأي صائب في واقعة من الوقائع أو مشكلة من المشكلات، بحيث يعبر هذا الرأي تعبيراً موضوعياً عن عقلية الجماهير واتجاهاتهم وميولهم".

و على هذا الأساس الإعلام يخاطب عقول الناس و عواطفهم السامية و يقوم على مبدأ المناقشة والحوار و الإقناع مما جعله يضاف إلى الظواهر الإجتماعية، إذ يقوم على تنظيم التفاعل بين الناس والتعاطف السائد بينهم، فهو إذن عملية استقصاء للواقع و تحليل و نشر هذه الوقائع بواسطة وسائل إعلامية تهدف إلى تعليم وتبصير الجماهير، وتتأثر بشكل أو بآخر بالنظم الإجتماعية و الإقتصادية والسياسية السائدة في المجتمع.

     من هنا يمكن وضع تعريف حسب ما تم تقديمه آنفا، فنقول أن الإعلام هو عملية بثّ حقائق واقعية أو معلومات على جمهور عريض من الناس باستعمال وسائل متطورة حديثة واسعة الإنتشار مثل الصحف والمجلات و الإذاعة و التلفزيون و المسرح ...إلى آخره. ( عبدالله، 2017،ص 05).

:مفهوم الاتصال 

هناك العديد من التعاريف الخاصة بالاتصال لكن من بين أكثرها شمولية الذّي يعرّف الإتصال أنه " أي نشاط في المعلومات المشتركة"، فهذا التعريف يركز على ضرورة وجود معرفة مشتركة بين عناصر الإتصال حتى تستطيع تبليغ المعنى والمعلومة من جهة و فهمها من جهة أخرى، كما أنه عام، ونجد فريدمان يعرف الإتصال بأنه إيصال الخبر بين مرسل ومستقبل له سواء شخصا أو جهازا آليا، ويعتبر هذا المفهوم مفهوما اجتماعيا بينما المفهوم الإعلامي يقتضي الاهتمام بمحتوى الخبر كما أن هذا التعريف لا يهتم بوسيلة الاتصال رغم أن هذه أصبحت مهمة و لذلك يطلق عليها باختصار كلمة اتصال لما لها من أهمية يجب التركيز عليها ،حيث يقول الدكتور زهير احدادن: " الاتصال ليس هو فقط الخبر و نقله ولكن كذلك نظام و أجهزة ووسائل". نعني كذلك بالإتصال حسب الدكتور سامي ذبيان أنه: " التبليغ ويفيد معناه على حسب استخدامه في المجتمع، إذ أنه تبادل إرادي لمعاني بين الأفراد فهو عنصر أساسي ومركب للحياة الاجتماعية يسير التفاعلات بين الأشخاص يتولد عن طريق الاندماج الشخصي بين الأفراد بالتعامل اليومي فيما بينهم".  كما أن كلمة اتصال بالرغم من تداولها الواسع إلا أنها تحمل معاني مختلفة عديدة، أو بوصفها علما أو فنا أو علاقات إنسانية أو رسائل اتصال جماهيرية أو حسابات آلية شخصية أو إرشادا نفسيا، كما أنها تعبر على عملية هادفة مقصودة أو طبيعية تلقائية...إلخ. (عبدالله، 2017،ص 05).

Last modified: Sunday, 5 January 2025, 12:41 AM