المحاضرة الثّامنة

مرحلة المعجم الكامل يمثّلها معجم العين للخليل بن أحمد

 

التّعريف بالخليل: (718م-786م)

   هو الخليل بن أحمد بن عمرو بن تميم الفراهيدي الأزدي، (أبو عبد الرحمن) ولد بعُمان، ولكنّه نشأ وتعلّم وعلّم بالبصرة، فاشتهر بالبصريّ، ينسب إلى فرهود فعرف بالفراهيدي، برز في علوم اللغة من نحو ولغة وشعر، كان غاية في استخراج مسائل النحو، وتصحيح القياس، وكان من الزهاد في الدنيا المنقطعين إلى العلم، له علم بالرياضيات والموسيقى، وضع أوّل معجم وهو العين، ووضع علم العروض.

    كان الخليل يقضي الساعات في حجرته وهو يوقّع بأصابعه ويحرّكها، ويُروى أنّ ابنه دخل عليه مرّة وهو على هذه الحال فظنّ أنّه أصيب بالجنون[1] فقال له الخليل:

        لو كنت تعلم ما أقول عذرتني     أو كنت تعلم ما تقول عذلتكا

        لكن جهلت مقالتي فعــذلتني        وعلمت أنّك جاهل فعذرتكا

مؤلفاته:

    له مؤلفات كثيرة بعضها وصل إلينا وبعضها ضاع، ومن أشهر مؤلفاته كتاب العين وهو أوّل معجم لغويّ وصل إلينا، وله كتاب الجمل، والعروض، والشواهد، والنقط والشكل...

سبب تسمية الكتاب بالعين:

    لقد رتّب الخليل الحروف الهجائيّة ترتيبا صوتيّا:

ع  ح  هـ  خ  غ – ق  ك – ج  ش  ض – ص  س  ز – ط  د  ت – ظ  ث  ذ – ر  ل  ن – ف  ب  م – و  ا  ي – همزة[2].

 وسمّى كتابه العين لأنّ أوّل حرف هو العين.

 

وصف الكتاب:

   إنّ النسخة التي بين أيدينا عنوانها ترتيب كتاب العين، قام بتحقيقها: الدكتور مهدي المخزومي، والدكتور إبراهيم السامرائي، تصحيح الأستاذ أسعد الطيّب، طبعت بقم بإيران، وهي مرتّبة ترتيبا ألفبائيّا.

     يقع الكتاب الذي بين أيدينا في ثلاثة أجزاء، 2002صفحة.

الجزء الأول: يبدأ من حرف الألف إلى الرّاء.

الجزء الثاني: يبدأ من الزاي إلى الغين.

الجزء الثالث: يبدأ من الفاء إلى الياء.

    يبدأ الجزء الأوّل بمقدّمة المصحّح، ثمّ مقدّمة التحقيق، ثمّ مقدّمة المؤلّف، وذكر الخليل في المقدمة بعض المعلومات المتعلّقة بعلم الأصوات، ومخارج الحروف...

وذكر بعض الأمور المرتبطة بعمله في المعجم فقال:

    (اعلم أنّ الكلمة الثنائيّة تتصرّف على وجهين نحو: قَدْ، دَقْ، شَدْ، دَشْ، والكلمة الثلاثية تتصرّف على ستّة أوجه، وتسمّى مسدوسة وهي نحو: ضرب، ضبر، برض، بضر، رضب، ربض، والكلمة الرباعيّة تتصرّف على أربعة وعشرين وجها وذلك أنّ حروفها وهي أربعة أحرف تُضرب في وجوه الثلاثيّ الصحيح وهي ستّة أوجه، فتصير أربعة وعشرين وجها، يكتب مستعملها، ويلغى

 مهملها، وذلك نحو عبقر تقول منه: عقرب، عبرق، عقبر، عبقر، عرقب، عربق، قعرب، قبعر، قبرع، قرعب، قربع، رعقب، رعبق، رقعب، رقبع، ربقع، ربعق، بعقر، بعرق، بقعر، بقرع، برعق، برقع. والكلة الخماسية تتصرف على مائة وعشرين وجها، وذلك أنّ حروفها، وهي خمسة أحرف تضرب في وجوه الرباعي، وهي أربعة وعشرون فتصير مائة وعشرين وجها يستعمل أقلّه ويلغى أكثره، وهي نحو: سفرجل، سفرلج، سفجرل، سجفرل...)[3]

أثر الكتاب:

   لا يعرف معجم كان له أثر كأثر كتاب العين، ومردّ دلك كونه أوّل معجم سنّ طريقا للغويين بعده، وتخلّى عن طريق الموضوعات بل جاء بترتيب جديد.

 



[1] - تاريخ آداب اللغة العربية، جرجي زيدان، المجلد:2، ص: 427.

[2]- مقدمة ترتيب كتاب العين، للخليل بن أحمد الفراهيدي، تحقيق: د.مهدي المخزومي، د.إبراهيم السامرائي، تصحيح الأستاذ أسعد الطيّب، مطبعة باقري، قم، إيران، الجزء:1، ص:42.

[3] - ترتيب كتاب العين، ص: 54و55.

Last modified: Friday, 6 December 2024, 6:07 PM