المحاضرة الرابعة

حركة التّرجمة

مقدّمة:

  عرفت الّلغة العربيّة عبر تاريخها الطويل حركة ترجمة واسعة اهتمّت بوضع المصطلحات في الطبّ والكيمياء والرياضيات والفلك...ويروى أنّ أبا جعفر المنصور هو أوّل من شجّع على الترجمة، ثمّ جاء بعده هارون الرشيد، وأنشأ دار الحكمة ببغداد، وتمّت ترجمة العديد من الكتب في معارف شتّى، خاصّة كتب الحضارات السّابقة التي كانت مزدهرة مثل: اليونان، والفرس، والهند...

  ومن بين ما ترجم في الأدب كتاب كليلة ودمنة.

التعريف بكليلة ودمنة:

  كتاب كليلة ودمنة كتاب أخلاقي سياسي، لا تزال أفكاره صالحة إلى يومنا هذا بفضل الحكمة التي يقدّمها، يستمتع بقصصه الصغير، وبحكمه الكبير، ظهر أوّل الأمر في الهند، وكُتب باللغة السنسكريتية، ثمّ نُقل إلى الفارسية، ومنها إلى العربية، قام بترجمته عبد الله بن المقفّع، وقد لعبت النسخة العربية من الكتاب دوراً رئيسياً مهماً في انتشاره ونقله إلى لغات العالم.

  يحتوي الكتاب على العديد من الرموز، إذ يرمز كلّ حيوان إلى نوع من البشر، فيرمز إلى الحاكم بالأسد، ويرمز إلى الوزير بابن آوى، وكليلة ودمنة كلاهما ابن آوى؛ كليلة هو رمز الصّدق، بينما دمنة هو رمز الكذب، والحمار إلى صفاء الذهن...

التعريف بصاحب الكتاب:
   هو أبو مُحمّد عبد الله بن المقفع (724 م ـ 759 م) ، فارسي الأصل،  وُلِد مجوسيا، لكنه اعتنق الإسلام، وعاصر كلا من الخلافة الأموية والعباسية.

  تحصّل على ثقافته الفارسية أوّلا، ثمّ قدم البصرة، واتّصل بعلمائها واستمع إلى مدرّسيها في المساجد، وجالس شعراءها وأدباءها، واختلط بمن نزلها من عرب البادية ذوي الفصاحة.

من مؤلّفاته:

كليلة ودمنة.

الأدب الكبير.

الأدب الصّغير.

الدّرّة اليتيمة.

رسالة في الصّحابة.

بعض قصص كليلة ودمنة:

 

آخر تعديل: Saturday، 16 November 2024، 8:28 PM