الكنايةُ [1]

الأمثلةُ :

1. تقولُ العربُ : فلانةٌ بعيدةُ مهوَى القُرط .

2. قالت الخنساء  [2] في أخيها صخر [3]ٍ  :

طويلُ النجادِ رفيعُ العمادِ          كثيُر الرمادِ إذا ما شتا[4] .  

--------------

3. وقال آخرُ في فضل دار العلوم في إحياءِ لغة العربِ :

وجدتُ فيكِ بنتُ عدنانَ          داراً ذكَّرَتها بداوةَ الأعرابِ.

4. وقال آخرُ [5]:

الضَّاربين بكلِّ أبيضَ مخذَمٍ   والطاعنينَ مجامعَ الأضغانِ  [6]

--------------

5. المجدُ بين ثوبيكَ والكرمُ ملءَ بُرديكَ .

البحثُ :

مهوى القرط المسافةُ من شحمة الأذن إلى الكتف ، وإذا كانت هذه المسافة بعيدة لزم أنْ يكون العنق طويلاً ، فكأن العربي بدل أنْ يقول : "إن هذه المرأة طويلة الجيد " نفحنا بتعبير جديد يفيد اتصافها بهذه الصفة .

وفي المثال الثاني تصف الخنساء أخاها بأنه طويل النجاد ، رفيع العماد ، كثير الرماد . تريد أنْ تدل بهذه التراكيب على أنه شجاع ، عظيم في قومه ، جواد ، فعدلت عن التصريح بهذه الصفات إلى الإشارة إليها والكناية عنها ، لأنه يلزم من طول حمالة السيف طول صاحبه ، ويلزم من طول الجسم الشجاعة عادة ، ثم إنه يلزم من كونه رفيع العماد أن يكون عظيم المكانة في قومه وعشيرته ، كما أنه يلزم من كثرة الرماد كثرةُ حرق الحطب ،ثم كثرة الطبخ ، ثم كثرة الضيوف ، ثم الكرم ، ولما كان كل تركيب من التراكيب السابقة ، وهي بعيدة مهوى القرط ، وطويل النجاد ، ورفيع العماد ، وكثير الرماد ، كُنيَ به عن صفة لازمة، لمعناه ، كان كلُّ تركيبٍ من هذه وما يشبهه كناية عن صفة وفي المثال الثالث أراد الشاعر أن يقول : إن اللغة العربية وجدت فيكِ أيتها المدرسة مكاناً يذكرها بعهد بدواتها .فعدل عن التصريح باسم اللغة العربية إلى تركيب يشير إليها ويعدُّ كناية عنها وهو " بنت عدنان "

وفي المثال الرابع أراد الشاعر وصف ممدوحيه بأنهم يطعنون القلوب وقت الحرب فانصرف عن التعبير بالقلوب  إلى ما هو أملح وأوقع في النفس وهو " مجامعُ الأضغان " ، لأنَّ القلوب تُفهم منه إذ هي مجتمع الحقد والبغض والحسد وغيرها .

وإذا تأملت هذين التركيبين وهما : " بنت عدنان " ، " مجامع الأضغان " رأيت أنَّ كلاً منهما كُني به عن ذات لازمة لمعناه ، لذلك كان كل منهم كناية عن موصوف وكذلك كلُّ تركيب يماثلها .

أما في المثال الأخير فإنك أردت أن تنسب المجد والكرم إلى من تخاطبه ، فعدلت عن نسبتهما إلى ما له اتصال  به ، وهو الثوبان والبردانِ ‘ ويسمَّى هذا المثال وما يشبهه كنايةٌ عن نسبة . وأظهر علامة لهذه الكناية أنْ يصرحَ  فيها بالصفة كما رأيت ، أو بما يستلزم الصفة ، نحو : في ثوبيه أسدٌ ، فإن هذا المثال كناية عن نسبة الشجاعة .  

وإذا رجعت إلى أمثلة الكناية السابقة رأيت أنَّ كل منها ما يجوز فيه إرادة المعنى الحقيقي الذي يفهم من صريح اللفظ ومنها مالا يجوز فيه ذلك .

القواعدُ :

(26) الكنايةُ لفظٌ أطلقَ وأريدَ به لازمُ معناهُ مع جوازِ إرادة ذلك المعنَى .

(27) تنقسمُ الكنايةِ باعتبارِ المكنَّى عنه ثلاثةَ أقسامٍ ، فإنَّ المكنَّى عنه قد يكون صفةً، وقد يكون موصوفاً ، وقد يكون نسبةً  [7].  

نموذجٌ

1. قال المتنبي في وقيعة سيف الدولة ببني كلاب [8]:

فَمَسّاهُمْ وَبُسْطُهُمُ حَريرٌ       وَصَبّحَهُمْ وَبُسْطُهُمُ تُرَابُ

وَمَنْ في كَفّه مِنْهُمْ قَنَاةٌ                كمَنْ في كَفّه منهُمْ خِضابُ [9]

2. وقال في مدح كافور [10] :

إنّ في ثَوْبِكَ الذي المَجْدُ فيهِ  لَضِيَاءً يُزْري بكُلّ ضِيَاءِ   [11]

الإجابةُ:

1- كنَّى بكون بسطهم حريراً عن سيادتهم وعزتهم ،وبكون بسطهم تراباً عن حاجتهم وذلهم ،فالكناية في التركيبين عن الصفة .

2- وكنَّى بمن يحمل قناة عن الرجل ،وبمن في كفه خضابٌ عن المرأة وقال :إنهما سواء في الضعف أمام سطوة سيف الدولة وبطشه ،فكلتا الكنايتين كنايةٌ عن موصوف .

3- أراد أنْ يثبت المجد لكافور فترك التصريح بهذا وأثبته لما له تعلق بكافور وهو الثوب ، فالكناية عن نسبةٍ .

تمريناتٌ

(1)-بينِ الصفةَ التي تلزمُ منْ كلِّ كنايةٍ منَ الكناياتِ الآتيةِ :

(1) نئومُ الضحا . (2) ألقى فلانٌ عصاهُ .

(3) ناعمةُ الكفين .

 (4) قرعَ فلانٌ سِنَّهُ .

(5) يشارُ إليه بالبنانِ .

(6)  قال تعالى :{وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا} (42) سورة الكهف.

(7) ركبَ جناحي نعامةٍ .

 (8) لوتِ الليالي كفَّه على العصا .

(9) قال المتنبي في وصف فرسه [12]:

وأصْرَعُ أيَّ الوحشِ قَفَّيتُهُ بِهِ ... وَأنْزِلْ عنهُ مثلَهُ حينَ أركَبُ 

(10) فلانٌ لا يضعُ العصا على عاتقِه .

(2)بينِ الموصوفَ المقصودَ بكلِّ كنايةٍ من الكناياتِ الآتيةِ :

(1) قال الشاعر [13]:

قَوْمٌ تَرَى أَرْمَاحَهُمْ يَوْمَ الْوَغَى   مَشْغُوفَةً بِمَوَاطِنِ الكِتْمَانِ

(2) وقال تعالى : {أَوَمَن يُنَشَّأُ فِي الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِي الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ} [14](18) سورة الزخرف   

(3) كان المنصورُ  [15] في بستانٍ في أيام محاربتهِ إبراهيم بن عبد الله بن الحسن  [16] ونظر إلى شجرة خلاف [17] ،فقال للربيع  [18] . ما هذه الشجرةُ ؟ . فقال : طاعة ٌ يا أميرَ المؤمنين !

(4) مرَّ رجلٌ في صحنِ دار الرشيد ومعه حزمة خيزران ، فقال الرشيدُ للفضل بن الربيع  [19] : ما ذاك ؟ فقال : عروقُ الرماحِ  يا أمير المؤمنين ، وكره أنْ يقول : الخيزران ، لموافقة ذلك لاسم أمِّ الرشيد .

(5) قال أبو نواس  [20] في الخمر [21] :

فلما شَربناها ودَبَّ دبيبُها ... إلى مَوْضع الأسْرار قلتُ  لها قفي

(6) وقال المعري في السيف  [22]:

سليلُ النار دقَّ ورقَّ حتى ... كأن أباه أورثَهُ السلالا  [23]

(7) كبرتْ سنُّ فلانٍ وجاءهُ النذيرُ .

(8) سئلَ أعرابيٌّ عن سببِ اشتعال شيبهِ ، فقال : هذا رغوةُ الشبابِ .

(9) وسئلَ آخرُ ، فقال : هذا غبارُ وقائعِ الدهرِ .

(10) يروى أنَّ الحجاجَ قال للغضبان بن القبعثري: لأحملنَّكَ على الأدهم [24]  ، فقال : مثلُ الأمير يحملُ على الأدهمِ والأشهبِ ، قال إنه الحديدُ ، قال : لأنْ يكونَ حديداً خيرٌ منْ أنْ يكونَ بليداً [25].

 (3)بينِ النسبةَ التي تلزم كل كناية من الكنايات الآتية :

(1) قال  الشاعر [26]:

إنَّ السماحةَ والمروءةَ والندى ... في قبةٍ ضُرِبت على ابن الحشرج [27]

(2) قال أعرابيٌّ : دخلتُ البصرةَ فإذا ثيابُ أحرارٍ على أجسادِ العبيدِ .

(3) وقال الشاعر [28]:

الُيمْنُ يتبعُ ظلَّهُ    والمجدُ يمشي في ركابه  [29]

(4)بينْ أنواعَ الكناياتِ الآتيةِ وعيِّنْ لازمَ معنَى كلٍّ منها :

(1) مدح أعرابيٌّ خطيباً فقال : كانَ بليلَ الريقِ، قليلَ الحركاتِ [30].  

(2) وقال يزيد بن الحكم  [31] في مدح المهلب [32]  .

أصْبَحَ في قَيْدِكَ السَّماحَةُ والْ ... جُودُ وفضلُ الصلاحِ والحسبِ [33]

(3) وتقولُ العربُ :

 فلانٌ رحبُ   الذراعِ [34]، نقيُّ الثوبِ ، طاهرُ الإزارِ ، سليمُ دواعي الصَّدرِ  [35].

(4) وقال البحتريُّ يصف قتله ذئباً [36]:

فأتْبَعْتُهَا أُخرَى، فأضْلَلْتُ نَصْلَها بحَيثُ يكونُ اللُّبُّ والرُّعبُ والحِقْدُ [37]

(5) وقال آخر في رثاء منْ ماتَ بعلةٍ في صدرهِ [38]:

ودبتْ في موطنِ الحلمِ علةٌ       لها  كالصلالِ الرقشِ شرُّ دبيب  [39]

(6) ووصف أعرابيٌّ امرأة فقال : تُرخي ذيلَها على عُرقوبي ناعمةٍ .

(5)بينْ نوعَ الكناياتِ الآتيةِ ، وبينْ منها ما يصحُّ فيه إرادةُ المعنى المفهوم من صريح اللفظِ . وما لا يصحُّ :

(1)وصف أعرابيٌّ رجلاً بسوء العشرةِ فقال [40]: كان إذا رآني قَرَّب منْ حاجبٍ حاجباً، .

(2) قال أبو نواس في المديح [41]:

فما جازَهُ جُودُ ، ولا حَلّ دونَه،  ولكنْ يصيرُ الجودُ حيثُ يصيرُ

(3) وتكني العربُ عمنْ يجاهرُ غيره بالعداوة بقولهم  :

لبسَ له جلدَ النمر[42] ، وجلدَ الأرقم  [43] ، وقلبَ له ظهرَ المجَنِّ  [44] .

(4) فلانٌ عريضُ الوساد [45]  ، أغمُّ القفا [46]  .

(5) قال الشاعر  [47]:

تجولُ خلاخيلُ النساءَ، ولا أرَى ... لِرملَةَ خلخالاً يجولُ ولا قُلْبا [48]

(6) وتقول العربُ في المديح : الكرمُ في أثناء حلَّته ، ويقولون: فلانٌ نفخَ شدقيهِ ، أي تكبَّر ، وورمَ أنفُه إذا غضبَ .

(7) قالت أعرابيةٌ لبعض الولاة [49] : أَشكو إليك قلَّةَ الجُرذان[50]   .

(8) وقال الشاعر [51] :

بِيضُ المَطابِخِ لا تَشْكو ولائدهُمْ ... طَبْخَ القُدُورِ ولا غَسْلَ المناديلِ

(9) وقال آخر  [52]:

مطبخُ داودَ في نظافتهِ .     .. أشبهُ شيءٍ بعرش بلقيسِ

ثيابُ طباخِه إذا اتسختْ ... أنقى بياضاً منَ القراطيسِ [53]

(10) وقال آخر  [54]:

فتًى مختَصرُ المأكُو    لِ والمشْروبِ والعِطْرِ

نقيُّ الكأسِ والقصْعـ   ـةِ والمنديلِ والقِدْرِ

(6)اشرحِ البيتَ الآتي وبينِ الكنايةَ التي به  [55]:

فلَسْنا على الأَعْقابِ تَدْمَى كُلُومُنا ... ولكنْ على أَقْدامِنا يَقْطُر الدَّما [56]   

=================

 

 

 

 



[1] - البديع في نقد الشعر - (ج 1 / ص 21) والعمدة في محاسن الشعر وآدابه - (ج 1 / ص 88) وسر الفصاحة - (ج 1 / ص 56) وتحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر - (ج 1 / ص 15) والمثل السائر في أدب الكاتب والشاعر - (ج 1 / ص 221) ونهاية الأرب في فنون الأدب - (ج 1 / ص 297) والإيضاح في علوم البلاغة - (ج 1 / ص 104) ومفتاح العلوم - (ج 1 / ص 175)

[2] - الخنساء : هي تماضر بنت عمرو بن الحارث بن الشريد الرياحية السلمية ، أشهر شاعرات العرب ، وأشهرهن على الإطلاق شاعرة نجدية عاشت أكثر عمرها في العصر الجاهلي ، وأدركت الإسلام فأسلمت وهي من أولى طبقات الرثاء ، وفدت على الرسول صلى الله عليه وسلم مع قومها وكان يستنشدها ويعجبه شعرها ، استشهد أولادها الأربعة في القادسية سنة 16 هـ فقالت الحمد لله الذي شرفني بقتلهم ، وتوفيت سنة 24 هـ .

[3] - الحماسة البصرية - (ج 1 / ص 91) ونهاية الأرب في فنون الأدب - (ج 1 / ص 310) والكامل في اللغة والأدب - (ج 1 / ص 314) والعقد الفريد - (ج 1 / ص 356) والأغاني - (ج 4 / ص 157) وتراجم شعراء موقع أدب - (ج 3 / ص 438)

 وعندهم جميعا : طَوِيلُ النِّجادِ، رَفِيعُ العِما ... دِ سادَ عَشِيرَتَهُ أَمْرَدَا

[4] - شتا في المكان: أقام فيه

[5] -  محاضرات الأدباء - (ج 1 / ص 391) وسر الفصاحة - (ج 1 / ص 81) والإيضاح في علوم البلاغة - (ج 1 / ص 104) ومعاهد التنصيص على شواهد التلخيص - (ج 1 / ص 189)

والشاهد فيه: القسم الأول من أقسام الكناية، وهو: أن يكون المطلوب بها غير صفة ولا نسبة، وتكون لمعنى واحد كما هنا، وتكون لمجموع معان، فقوله: بمجامع الأضغان معنى واحد كناية عن القلوب.

[6] - والمخذم بالذال المعجمة السيف، والأضغان: جمع ضغن، وهو الحقد.

[7] -إذا كثرت الوسائط في الكنابة نحو: ( كثير الرماد ) سميت تلويحاً. وإن قلت وخفيت نحو: ( فلان من المستريحين ) كناية عن الجهل والبلاهة، سميت رمزاً. وإن قلت الوسائط ووضحت أو لم تكن، سميت إيماء وإشارة، نحو: ( الفضل يسير حيث سار فلان ) كناية عن نسبة الفضل إليه. ومن الكناية نوع يسمى التعريض، وهو أن يطلق الكلام ويشار به إلى معنىً أخرَ يفهم من السياق، كأن تقول لشخص يضر الناس: ( خير الناس أنفعهم للناس )، وكقول المتنبي يعرض بسيف الدولة وهو يمدح كافوراً:

 ( إذا الجود لم يرزق خلاصاً من الأذى .. فلا الحمد مكسوباً ولا المال باقياْ ).

[8] - شرح ديوان المتنبي - (ج 1 / ص 273) ونهاية الأرب في فنون الأدب - (ج 7 / ص 378) وصبح الأعشى - (ج 5 / ص 382) وتراجم شعراء موقع أدب - (ج 47 / ص 376) ومعاهد التنصيص على شواهد التلخيص - (ج 1 / ص 384)

أي أتاهم مساؤهم يفترشون الحرير فبيتهم وقتلهم ليلا حتى جدلوا على الأرض مقتولين مع الصباح ، و  صار الرجال كالنساء تخاذلا وانقيادا وإعطاء باليد

[9] - القناة : عود الرمح

[10] - شرح ديوان المتنبي - (ج 1 / ص 315) وتراجم شعراء موقع أدب - (ج 47 / ص 348)

أخبر أنه أراد بإنارته ضياء المجد وضياءه شهرته ونقاؤه مما يعاب به وإن ذلك الضياء أتم كل ضياء

[11] - أزرى به : استهان، يقول : إن في ثوبك لضياء من المجد يفوق كل ضياء بقوة إشراقه

[12] - الواضح في مشكلات شعر المتنبي - (ج 1 / ص 14) وشرح المشكل من شعر المتنبي - (ج 1 / ص 87) وشرح ديوان المتنبي - (ج 1 / ص 329) والوساطة بين المتنبي وخصومه - (ج 1 / ص 35) وتحرير التحبير في صناعة الشعر والنثر - (ج 1 / ص 18) ونهاية الأرب في فنون الأدب - (ج 2 / ص 303) والإيضاح في علوم البلاغة - (ج 1 / ص 116)

يقول إذا طردت وحشا به لحقه وصرعه وقفيته تلوته وتبعته وإذا نزلت عنه بعد الطرد والصيد كان مثله حين أركبه يعني لم يدركه العناء ولم ينقص من سيره شيء كما قال ابن المعتز، تخال آخره في الشد أوله، وفيه عدو وراء السبق مذخور،

[13] - تراجم شعراء موقع أدب - (ج 39 / ص 91)

[14] - أي: يجمل فيها، لنقص جماله، فيجمل بأمر خارج عنه؟ { وَهُوَ فِي الْخِصَامِ } أي: عند الخصام الموجب لإظهار ما عند الشخص من الكلام، { غَيْرُ مُبِينٍ } أي: غير مبين لحجته، ولا مفصح عما احتوى عليه ضميره، فكيف ينسبونهن للّه تعالى؟

ومنها: أنهم جَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الله إِنَاثًا، فتجرأوا على الملائكة، العباد المقربين، ورقوهم عن مرتبة العبادة والذل، إلى مرتبة المشاركة للّه، في شيء من خواصه، ثم نزلوا بهم عن مرتبة الذكورية إلى مرتبة الأنوثية، فسبحان من أظهر تناقض من كذب عليه وعاند رسله.

ومنها: أن اللّه رد عليهم بأنهم لم يشهدوا خلق اللّه لملائكته، فكيف يتكلمون بأمر من المعلوم عند كل أحد، أنه ليس لهم به علم؟! ولكن لا بد أن يسألوا عن هذه الشهادة، وستكتب عليهم، ويعاقبون عليها. تفسير السعدي - (ج 1 / ص 763)

[15] - هو ثاني خلفاء بني العباس ، وباني مدينة بغداد ، كان عافاً بالفقه والأدب مقدماً فيي الفسلفة والفلك محبا للعلماء ،بعيداً عن اللهو والعبث ، كثير الجد والتفكير ، توفي بمكة حاجًّا سنة 158 هـ

[16] - إبراهيم بن عبد الله بن الحسن هو حفيد علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وأحد الأمراء الشراف الشجعان ، خرج على المنصور العباسي فاستولى على البصرة ، ثم كان بينه وبين جيوش المنصور وقائع هائلة ، وقتل سنة 145 هـ

[17] - شجرة الخلاف : صنف من الصفصاف

[18] - هو الربيع بن يونس ، وكان جليلا نبيلا فصيحاً خبيراً بالحساب والأعمال ، حاذقاً بأمور الملك ، بصيراً بما يأتي ويذر

[19] - الفضل بن الربيع : أديب حازم من كبار خصوم البرامكة ، ولي الوزارة بعد أن قضى الرشيد عليهم ، ثم توزر للأمين بن الرشيد ، ولما ظفر المأمون واستقام له الملك أبعده وأهمله حتى توفي سنة 208 هـ

[20] - أبو نواس هو: أبو علي الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن الصباح الحكمي، الشاعر المشهور،وما زال العلماء والأشراف يروون شعر أبي نواس، ويتفكهون به، ويفضلونه على أشعار القدماء.

قال محمد بن داود الجراح: كان أبو نواس من أجود الناس بديهةً، وأرقهم حاشية، لسناً بالشعر يقوله في كل حال، والرديء من شعره ما حفظ عنه في سكره.

قال الجاحظ: لا أعرف بعد بشار مولداً أشعر من أبي نواس، وقال الأصمعي: ما أروي لأحد من أهل الزمان ما أرويه لأبي نواس.  ولد سنة 141 هـ وتوفي سنة 195 هـ معاهد التنصيص على شواهد التلخيص - (ج 1 / ص 29)

[21] - معاهد التنصيص على شواهد التلخيص - (ج 1 / ص 258) وجواهر البلاغة للهاشمي - (ج 1 / ص 14) وعلم البلاغة الشيرازي - (ج 1 / ص 5)

قلت : لقد حرم الله تعالى شرب الخمر وذلك رفقا بالبشر لأنها تذهب العقل والمال والجسد ، فتبًّا لمن شربها وتبًّا لمن مدحها

[22] - نهاية الأرب في فنون الأدب - (ج 2 / ص 384)

[23] - السليل : الولد ، والسلال : السلُّ ، وهو داء معروف يضني الأجسام وينحفها ، يقول : إن السيف الذي هو وليد النار قد رقَّ جسمه حتى إنه ليشبه ولداً مسلولا قد ورث السلَّ عن أبيه   

[24] - يريد الحجاج بالأدهم القيد ، وبالحديد المعدن المعروف ، وقد حمل القبعثريُّ الأدهم على الفرس الأدهم ، وهو السود ، وحمل الحديد على الفرس الذي ليس بليداً

[25] -  الأمثال لابن سلام - (ج 1 / ص 6) والجليس الصالح والأنيس الناصح - (ج 1 / ص 166) والإيضاح في علوم البلاغة - (ج 1 / ص 20) ومفتاح العلوم - (ج 1 / ص 145) وكتاب الكليات ـ لأبى البقاء الكفومى - (ج 1 / ص 153)

[26] - زهر الأكم في الأمثال و الحكم - (ج 1 / ص 282) والأذكياء - (ج 1 / ص 98) والمستطرف في كل فن مستظرف - (ج 1 / ص 168) والأغاني - (ج 3 / ص 309) والإيضاح في علوم البلاغة - (ج 1 / ص 106) ومفتاح العلوم - (ج 1 / ص 177) ومعاهد التنصيص على شواهد التلخيص - (ج 1 / ص 189)

 فإنه حين أراد أن لا يصرح بإثبات هذه الصفات لابن الحشرج جمعها في قبة تنبيهاً بذلك على أن محلها ذو قبة، وجعلها مضروبة عليه لوجود ذوي قباب في الدنيا كثيرين فأفاد إثبات الصفات المذكورة له بطريق الكناية .

[27] - ابن الحشرج : اسمه عبد الله ، وكان سيداً من سادات قيس وأميرا من أمرائها ، ولي كثيراً من أعمال خراسان ومن أعمال فارس وكرمان ، وكان جواداً كثير العطاء .

[28] - جواهر البلاغة للهاشمي - (ج 1 / ص 14) وعلم البلاغة الشيرازي - (ج 1 / ص 6)

[29] - اليمن : البركة ، والركاب : الإبل التي يسار عليها

[30] - يقول : إنه رطب اللسان ، تخرج كلماته من فيه بسهولة ، ولا يستعين في إظهار مراده بإشارة أو حركة .

[31] - شاعر مشهور من شعراء العصرالأموي ، ولاه الحجاج كورة فارس ، ثم عزله قبل أن يصل إليها ، وكان أبي النفس شريفاً ، وطبقته  في الشعر عاليةٌ ، توفي سنة 90 هـ

[32] - هو المهلب بن أبي صفرة أمير فاتك جواد ، تولى خراسان من قبل عبد الملك بن مروان ، وقد توفي بها سنة 83ـ

[33] المصون في الأدب - (ج 1 / ص 20) وغرر الخصائص الواضحة - (ج 1 / ص 150) والشعر والشعراء - (ج 1 / ص 101) وخزانة الأدب - (ج 1 / ص 41) والأغاني - (ج 3 / ص 395)

[34] - رَجُلٌ رَحْبُ الذِّراعِ أَي واسِعُ القُوَّةِ والقُدْرَةِ والبَطْش  =  تاج العروس - (ج 1 / ص 5222)

[35] - دواعي الصدر :همومه ، وسليم دواعي الصدر تقي سليم صدره من أسباب الشرِّ

[36] - تراجم شعراء موقع أدب - (ج 32 / ص 90) والإيضاح في علوم البلاغة - (ج 1 / ص 105) وجواهر البلاغة للهاشمي - (ج 1 / ص 14)

فقوله بحيث يكون اللب والرعب والحقد ثلاث كنايات لا كناية واحدة لاستقلال كل واحد منها فإفادة المقصود

[37] - ضمير أتبعتها يعود على الطعنة ، وأضللت : أخفيت ، والنصل : حديد السيف ، واللب : العقل ، والرعب : الفزع والخوف

[38] - لم أجده

[39] - الصلال : ضرب من الحيات صغير أسود لا نجاة من لدغته ، والرقش : جمع رقشاء وهي التي فيها نقط سود في بياض ، والحية الرقشاء من أشد الحسات إيذاء

[40] - العقد الفريد - (ج 1 / ص 439) وجواهر البلاغة للهاشمي - (ج 1 / ص 14)  وذَكر أعرابي رجلاً فقَال: كان إذا رآني قَرَّب من حاجبٍ حاجباً، فأقول له؛ لا تُقبِّحْ وَجهك إلى قُبحه، فواللّه ما أتيتُك لِطَمع راغباً، ولا لِخَوفً راهباً.

[41] - الوساطة بين المتنبي وخصومه - (ج 1 / ص 77) ومحاضرات الأدباء - (ج 1 / ص 246)  والعقد الفريد - (ج 2 / ص 333) والأغاني - (ج 4 / ص 379) وتراجم شعراء موقع أدب - (ج 31 / ص 389) والإيضاح في علوم البلاغة - (ج 1 / ص 106) والإعجاز والإيجاز - (ج 1 / ص 27)

 فإنه كنى عن جميع الجود بأن نكره، ونفى أن يجوز ممدوحه ويحل دونه، فيكون متوزعاً يقوم منه شيء بهذا وشيء بهذا، وعن إثباته له بتخصيصه بجهته بعد تعريفه باللام التي تفيد العموم، ونظيره قولهم مجلس فلان مظنة الجود والكرم. هذا قول السكاكي، وقيل كنى بالشطر الأولى عن اتصافه بالجود وبالثاني عن لزوم الجود له، ويحتمل وجهاً آخر وهو أن يكون كل منهما كناية عن اختصاصه به وعدم الاقتصار على أحدهما للتأكيد والتقرير وذكرهما على الترتيب المذكور لأن الأولى بواسطة بخلاف الثانية،

[42] - المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر - (ج 1 / ص 227) ونهاية الأرب في فنون الأدب - (ج 1 / ص 263)

وقولهم: " لبس له جلد النمر " : يضرب في إظهار العداوة وكشفها.

[43] - الأرقم : الحية فيها سواد وبياض

[44] - جمهرة الأمثال - (ج 1 / ص 163) والمثل السائر في أدب الكاتب والشاعر - (ج 1 / ص 227) والمستقصى في أمثال العرب - (ج 1 / ص 120) ونهاية الأرب في فنون الأدب - (ج 1 / ص 262) والمعجم الوسيط - (ج 1 / ص 294)

المجن : الترس ، قلب له ظهر المجن مثل يضرب لمن كان لصاحبه على مودة ورعاية ثم حال عن العهد

[45] - المصباح المنير في غريب الشرح الكبير - (ج 10 / ص 337) والمعجم الوسيط - (ج 2 / ص 985) وأساس البلاغة - (ج 2 / ص 16)   عَرِيضُ الْوِسَادِ : أي طويل العنق إلى درجة الإفراط ، وهذا مما يستدل به على البلاهة وقلة العقل

[46] - الغمم : غزارة الشعر حتى تضيق منه الجبهة أو القفا ، وكان يزعم العرب أن ذلك دليل على الغباوة .

[47] - شرح المشكل من شعر المتنبي - (ج 1 / ص 17) وزهر الآداب وثمر الألباب - (ج 1 / ص 160) والمعارف - (ج 1 / ص 50) والكامل في اللغة والادب - (ج 1 / ص 92) والأغاني - (ج 4 / ص 482) وتراجم شعراء موقع أدب - (ج 23 / ص 6)

[48] - رملة اسم امرأة ، والقلب: بالضم السوار

[49] - جمهرة الأمثال - (ج 1 / ص 55) والعقد الفريد - (ج 1 / ص 72) والحيوان - (ج 1 / ص 447)

قال: ووقفت عجوزٌ عَلَى قيس بن سعد، فقالت: أَشكو إليك قلَّة الجُرذان، قال: ما ألطَفَ ما سألتِ لأمْلأَنَّ بيتَك جُِرذاناً، تذكر أنَّ بيتها قَفْرٌ من الأَدَم والمأدوم، فأكثِرْ لها يا غلامُ من ذلك،

[50] - الجرذان : جمع جرذ وهو ضرب من الفأر

[51] - رسائل الثعالبي - (ج 1 / ص 73) ومعاهد التنصيص على شواهد التلخيص - (ج 1 / ص 284)

 وهذا كنابة عن البخل الشديد

[52] - رسائل الثعالبي - (ج 1 / ص 73) ومحاضرات الأدباء - (ج 1 / ص 303)

[53] - بِلقيس بكسر الباء :ملكة سبأ، وسبأ عاصمة قديمة لبلاد اليمن

[54] - رسائل الثعالبي - (ج 1 / ص 73)

[55] - شرح المشكل من شعر المتنبي - (ج 1 / ص 3) والوساطة بين المتنبي وخصومه - (ج 1 / ص 98) والحماسة البصرية - (ج 1 / ص 24) والشعر والشعراء - (ج 1 / ص 139) ونهاية الأرب في فنون الأدب - (ج 1 / ص 323) وشرح ديوان الحماسة - (ج 1 / ص 58) وتاج العروس - (ج 1 / ص 8385) ولسان العرب - (ج 5 / ص 311) وشرح الرضي على الكافية - (ج 3 / ص 357)

 أراد: لسنا نداميه الكلوم على الأعقاب. ولو لم يجعل الإخبار عن أنفسهم لكان الكلام ليست كلومنا بداميةٍ على الأعقاب. فيقول: نتوجه نحو الأعداء في الحرب ولا نعرض عنهم، فإذا جرحنا كانت الجراحات في مقدمنا لا مؤخرنا، وسالت الدماء على أقدامنا لا على أعقابنا. وقوله تقطر الدما إذا رويت بالتاء كان المعنى تقطر الكلوم الدم، فيكون الدما مفعولاً به. ويقال: قطر الدم وقطرته، وهذا وجهٌ حسن، وإن شئت جعلت الدم منصوباً على التمييز، كأنه أراد تقطر دماً، وأدخل الألف واللام ولم يعتد بهما

[56] - الأعقاب : جمع عقب وهو مؤخر القدم ، والكلوم : الجراح ، يقول : نحن لا نولي فنجرح في ظهورنا فتقطر كلومنا على أعقابنا ، ولكنا نستقبل السيوف بوجوهنا ،فإذا جرحنا قطرت الدماء على أقدامنا .

Modifié le: Saturday 9 December 2023, 21:26