منحنى لند لنطور النزاع
يشرح لند في كتابه كيفية إنشاء منحنى: يتم تتبع مسارات النزاعات التي تتحول إلى صراعات عنيفة فيما يتعلق ببعدين: حدة الصراع ( المحور الرأسي) ومدة الصراع) المحور الأفقي
يصور الخط الذي يتخذ شكل قوس من اليمين إلى اليسار عبر الرسم التوضيحي مسار صراع أثناء صعوده وهبوطه، كما توضح الاسهم المنحرفة عن الخط، فإن مسارات الصراعات الفعلية تستطيع ان تعرض العديد من مسارات تاريخ التغيرات الطويلة والقصيرة وحدودها وانعكاساتها وفتراتها. وحتى الصراعات التي هدات من الممكن أن تتصاعد ثانية. ومع ذلك فالنموذج له قيمته الاكتشافية المتمثلة في السماح لنا بعمل فروق مفيدة بين تدخلات إدارة الصراع التي تتعلق بمستويات حدته المختلفة.[i]
السلام الدائم: يتضمن السلام الدائم مستوى عال من التبادلية والتعاون، والغياب الفعلي لإجراءات الدفاع عن النفس بين الاطراف، بالرغم من انه قد يتضمن تحالفهم عسكريا ضد تهديد مشترك. ويسود السلام الإيجابي بناء على القيم والاهداف والمؤسسات المشتركة والاعتماد الاقتصادي المتبادل والارتباط بالمجتمع الدولي. تنطبق هذا المفهوم على الصراع الداخل والدولي ويشير لند إلى العلاقات بين الولايات المتحدة وكندا في القرن العشرين كمثال للسلام الدائم بالاضافة إلى العلاقات بين دول الاتحاد الاوروبي.
السلام المستقر: هوعلاقة اتصال حذر وتعاون محدود ( مثل التجارة) في سياق شامل لنظام أساسي أو استقرار وطني وتكون هناك اختلافات في القيم والاهداف ولا يوجد أب تعاون عسكري، لكن النزاعات يتم حلها بوجه عام بطرق لا عنيفة يمكن التنبؤ بها إلى حد ما. ويكون احتمال نشوب حرب منخفضا.ويذكر لنا كمثال العلاقات الروسية الأمريكية حاليا.
السلام غير المستقر: هو وضع تتصاعد فيه حدة التوتر والشك بين الأطراف، ولكن مع غياب العنف أو عنف متفرق. ويسود السلام السلبي لأنه على الرغم من عدم نشر القوات المسلحةن إلا أن كل الأطراف تنظر إلى بعضها بعضا كأعداء وتحافظ على قدراتها العسكرية الرادعة... قد يمنع توازن القوى العدوان، مع بقاء احتمال حدوث ازمة وحرب. وتبعا للند فغن العلاقة بين الولايات المتحدة الامريكية وإيران عام 1995 تعد مثالا جيدا للسلام غير المستقر. أما أمثلة السلام غير المستقر المحلي فتتضمن القمع الحكومي لجماعات المعارضة كما حدث ميانمار (بورما) عام 1995.
(باقي المفاهيم الازمة، الحرب تعرضنا لها في مفهوم النزاع في المحور الأول)
منحنى غلاسل للتصعيد:
التصعيد هو زيادة في التوتر داخل نزاع ما. مبدئيا، يبدأ النزاع من خلال رغبة الاطراف في تحقيق شيء ما, ومع بداية التصعيد، لا يبقى الامر متعلقا بالرغبة في تحقيق شيء ما، ولكنه يتجاوز ذلك نحو الرغبة في إلحاق الاذى بالخصم. تتمثل المرحلة النهائية للتصعيد في التدمير المتبادل. اما عملية تحويل النزاع فتتعلق أساسا بجهودنا الرامية للتخفيف من حدة تصعيد النزاع.
يمكن تحليل ديناميكيات التصعيد من خلال النموذج التالي: يفرق غلاسل بين تسعة مستويات للتصعيد. ويقدم غلاسل التصعيد كحركة نازلة نحو الاسفل، أين يتم استدراج أطراف النزاع فعل ديناميكيات التصعيد السلبية، وهي غير خطية، إذ تحدث ضمن سلسة من الانهيارات المتتالية. قد تستقر اطراف النزاع في مرحلة معينة لفترة ما، لكنها سرعان ما تنحدر نحو مستوى أدنى من ال تصعيد. وكلما زاد مستوى التصعد، كلما تطلب الأمر من الطرف المتدخل أن يكون أكثر فعالية وقدرة على التأثير لأن احتمالات سلوك الاطراف المتورطة وفقا لنظام الاعتماد على النفس تتضاءل. إذا، يمكن القول بأن فعالية التدخل تتضاع من المستوى الأول، حيث يمكن للأطراف أن تقبل بالتدخل لإدارة النزاع بناء على الثقة، إلى المستوى التاسع حيث غالبا ما يتم إجبار الاطراف قسرا على قبول التدخل. عادة ما تكون أشكال التدخل المتسمة بالتفاعل مناسبة للنزاعات ذات مستويات التصعيد المنخفضة او المتوسطة، حيث تكون الاطراف لا تزال راغبة في الجلوس معا والتحادث حول النزاع.