عنوان المحاضرة السادسة :النظرية الوظيفية
- النظرية الوظيفية:
تنظر هذه النظرية للقيادة على أنها وظيفة تنظيمية، تحقق القيام بالوظائف الجماعة وأغراضها، وتركز هذه النظرية على كيفية توزيع الأدوار أو الوظائف القيادية داخل الجماعة، أي هل تنحصر القيادة في شخصية القائد لوحده، أو يساعده أفراد الآخرين.
و وفق اتجاه هذه النظرية فان وظائف القائد تتركز في رسم أو وضع السياسة للجماعة وتنفيذ أراء ومعتقدات الجماعة ،والخبرة الفنية والإدارية ،وان يكون نموذجا يقتدي به قادرا على فصل المشاحنات والصراعات بين الأفراد والجماعة من خلال الثواب والعقاب .
ويطلق عليها البعض The Environmental Theory، وهذه النظرية تختلف عن سابقتها في أنها ترى ان المعول الرئيسي في ظهور القادة لا ينحصر فقط في الاستجابة لاحتياجات ورغبات ومصالح افراد الجماعات المنقادة، بل ترى ان هناك أبعاداً متعددة في أي موقف هي العامل الرئيسي في تحديد وافراز القيادة في ظل هذا الموقف، وعلى ذلك فلكل موقف - طبقاً لمفهوم تلك النظرية – متطلبات القيادية، والشخص الذي يملك قدراً اكبر من المهارات والقدرات التي تستجيب لمتطلبات هذه الابعاد والعناصر والعوامل الموقفية - سوف يكون هو أنسب الاشخاص لتولي القيادة في ظل هذا الموقف، ومن ثم سوف تكون فرصته أكبر فيتولى قيادة تلك الجماعة الموقفية.
ركزت على دراسة المهام والأعمال التي يتعين على الجماعة القيام بها لتحقيق أهدافها ودراسة دور كل عضو في هذه الأعمال، ودور القائد من الناحية التنظيمية في مساعدة الجماعة على بلوغ أهدافها.
ويهتم أصحاب هذه النظرية بكيفية توزيع المسؤوليات والمهام القيادية بين أفراد الجماعة والنظرية الوظيفية للقيادة تشير إلى أن كل من القائد والمرؤوسين والتنظيم يسعى لتحقيق الهدف الذي ينشده.
ويرى بعض الباحثين أن الأهداف الوظيفية متعددة ومنها:
1-الأهداف الوظيفية:
أ- أهداف التنظيم: وتتمثل في قيام القائد بوضع السياسات العامة والتأثير في سلوك الآخرين، وتحديد الواجبات والمسؤوليات وقنوات الاتصال وتوزيع الأدوار والاختصاصات حسب الكفاءات المطلوبة في أجزاء التنظيم والتنسيق بين جهود العاملين وتشجيع تعاونهم للعمل كفريق واحد باتجاه تحقيق أهداف التنظيم.
ب- أهداف العاملين: وتتمثل في قيام القائد بحل المشكلات الفردية، وتحقيق مطالب الجماعة أو شباع حاجاتهم، ومعرفة قدرات الأفراد وامكانياتهم واستثمارها في تحقيق أهداف التنظيم وأهداف العاملين.
ت- أهداف القائد الشخصية: وتتمثل في إثبات قدرته على النجاح في القيادة، وتنفيذ المهام المطلوبة لتعزيز مكانته وتحسين وضعه الاجتماعي والاقتصادي والوظيفي، ويسهل تحقيق ذلك من خلال تلافي أهداف القائد مع أهداف التنظيم وأهداف المرؤوسين الفردية والجماعية.
والقيادة وفق هذه النظرية لا تتعلق بشخص ما في حد ذاته، بل هي وظيفة تؤدي، حيث يتطلب الموقف القيادي أنواعاً محددة من الاجراءات والاعمال ينبغي تأديتها، وعلى ذلك فالقيادة هي القيام بتلك الاعمال أو الوظائف التي يتطلبها الموقف، وكذلك فن القيادة وفق هذا المفهوم لا تعنى القيادة، فالقائد هنا إن هو إلا أداة يتم من خلالها تنفيذ هذه الاجراءات المؤدية الى تحقيق الحل الملائم طبقاً لمتطلبات الموقف القيادي، حيث يسهم في تحديد وتوزيع الادوار على اعضاء الجماعة والتنسيق بين هذه الادوار، بهدف مساعدة الجماعة على تحقيق المهام الموكولة إليها أو الاهداف التي تبغي تحقيقها.
هذه النظرية تعتمد على معرفة الأعمال المطلوب القيام بها من قبل الجماعة في مختلف الأحوال لتحقيق أهدافها. القيادة في هذه النظرية تتباين خصائصها وفقا لمتطلبات كل وظيفة وتكون مهمة القائد هي تحريك الأفراد نحو الهدف الجماعي عن طريق أهدافهم الفرعية مع تحقيق التعاون والتماسك بين أعضاء الجماعة. القيادة إذا وظيفة قد يؤديها عضو واحد أو أعضاء متعاونون.
2-وظائف القائد بالنسبة للنظرية الوظيفية:
تنظر هذه النظرية إلى القيادة باعتبارها وظائف تنظيمية يجب القيام بها من خلال توزيعها على الجماعة، وتشير إلى أن للقائد وظائف أهمها:
· تحديد أهداف الجماعة والتخطيط لتحقيقها.
· رسم سياسة الجماعة وتوزيع الأدوار.
· الحفاظ على القيم السائدة والاتجاهات والمعايير والمعتقدات.
· توجيه أفكار الجماعة، وإثراء ثقافتها ونقل الخبرة إليها وزيادة معرفتها.
· الحفاظ على النظام من خلال سياسة الثواب والعقاب.
· تحديد المثل الأعلى لنماذج السلوك الواجب إتباعها والاقتداء بها.
· حل الصراعات داخل الجماعة بعدالة وموضوعية مطلقة.
· الحفاظ على استمرار الجماعة وبنائها وجهودها.
· تأكيد التفاعل الاجتماعي للجماعة وتنسيق السياسات نحو تحقيق الأهداف.
· الحفاظ على روح الجماعة ومعنوياتها، واعتبار القائد رمزا للجماعة وصورة الأب.
3-الانتقادات الموجهة للوظيفية:
تم توجيه الانتقادات لهذه النظرية من بعض المهتمين، لكون هذه النظرية تنظر إلى القيادة بوصفها وظيفة تنظيمية فقط، كما تحصر كل الوظائف القيادية في يد شخص واحد هو القائد، الذي يكون مصدرًا للخبرة، وحكمًا في الصراع، ومصدرًا للثواب والعقاب، ومثلا أعلى للسلوك، ورمزًا للجماعة، كما ينظر إلى أيديولوجية القائد من خلال أنها مصدر للأفكار والمعتقدات وقيم أعضاء الجماعة في أغلب الأحيان.