يعتبـر العنف بجميع أشكاله من سيمات هذا العصـر؛ فهو منتشر في جميع المجتمعات والدول في زمن السلم أو في زمن الحرب؛ وإن كان في أوقات الحرب تزداد حدته أكثر، كما يمس العنف جميع الفئات ومن الجنسين. ولكن البنية الجسمية والذهنية الضعيفة للطفل تجعله من أكثر الفئات وأشدها حساسية لجميع صنوف العنف .
بالرجوع إلى تقرير اليونيسيف لسنة 2014 نجده حدد أربع أنواع للعنف موجهة ضد الطفل فهناك العنف الجسدي الذي يتخذ عدة أشكال كالتعذيب والعقاب الجسدي والمعاملة القاسية والمهينة. أما العنف الجنسي الذي يقع الطفل كضحية له فيتمثل في إرغام الطفل على ممارسة الجنس أواستغلاله في التجارة الجنسية والدعارة، وحتى استعمال الطفل في تسجيلات صوتية أو مرئية ذات دلالات جنسية. في حين يتخذ العنف العقلي الممارس على الطفل شكل المعاملة النفسية والذهنية القاسية أوحتى استخدام عبارات تخدش مشاعره وألفاظ التحقير والترهيب، ويدخل ضمن صنوف العنف العقلي إهمال الطفل وعزله وتهميشه. والنوع الأخير من العنف الموجه ضد الطفل هو الإهمال أو المعاملة المهملة للطفل؛ والتي تتحقق بإهمال رعايته من الناحية الجسمية والنفسية بعدم الاهتمام بصحته وتعليمه وعدم توجيهه وحمايته من مختلف المخاطر والتهديدات...[1]
صنّـف تقرير الحقوق في إفريقيا الصادر سنة 1994 العنف الجنسي الذي يتّخذ شكل تعدي جنسي على الفتيات في المدارس كمشكل خطير في عدد من الدول الإفريقية على غرار جمهورية الكونغو الديموقراطية، نيجيريا، جنوب إفريقيا، السودان، زامبيا. وبعد مرور 10 سنوات سجل التقرير مرة أخرى سنة 2005 تقدما طفيفا من طرف الدول الإفريقية المعنية لمعالجة تهديد العنف الجنسي ضد الفتيات في الوسط المدرسي[1].
يعاني العديد من الأطفال الأفارقة من جميع أشكال العنف المحددة أعلاه، فمنذ أيّـام الطفولة الأولى يقع الطفل في شراك العنف الأسري الذي يتسبب فيه أحد الوالدين أوالأقارب، وعندما ينتقل هذا الطفل إلى المدرسة يقع مرة أخرى تحت وطأة العنف الممارس من قبل الطاقم التعليمي أوالإداري أومن محيط المدرسة، كما يعاني الطفل الإفريقي من العنف في الشارع الذي يمارسه الأشخاص المنحرفون وعصابات المخدرات .
[1] The African child policy forum :Violence against children in
[1] UNICEF :"Hidden in plain sight :a statistical analysis of violence against children",