تعـرف القارة الإفريقية انتشارا للعديد من التهديدات البيئية على غرار الجفاف والتصحر والفياضانات والعواصف، فهذه التهديدات البيئة المزمنة تهدد مباشرة أمن الطفل الإفريقي لأنها تمس بأمنه الصحي والغذائي.
مـن الشائع أن نوبـات الجفاف والفيضانات تجلُـب معها تهديدات صحية خطيرة مثل مشاكل الجلد والأمراض المرتبطة بالمياه والصرف الصحي[1]، كما تحفّـز التهديدات البيئية على انتشار التهديدات الصحية الوبائية التي تمسّ فئة الأطفال على غرار الكوليرا والإسهال[2].
وما يزيد من تعميق معاناة الأطفال الأفارقة هو عجز الكثير من الدول الإفريقية نتيجة فقرها على توفير الأدوية واللقاحات اللازمة لعلاج الأمراض المختلفة خاصة مرض الأيدز والإبولا...زيادة على ضعف الهياكل الصحية من حيث المستشفيات والأطقم الطبية وانعدامها في الكثير من مناطق وأرياف القارة الإفريقية.
سجلت إفريقيا سنة 2008 أعلى نسبة لوفيات لأطفال بسبب مرض الإسهال، حيث قدر بأن بـ70٪ مـن بيـن 1.3 مليون حالة وفاة في صفوف للأطفال الذين يقل سنهم عن خمس سنوات[1].
من جهتها تخلّـف الصّدمات المناخية آثار خطيرة على الأمن الغذائي لجميع الأفراد وعلى فئة الأطفال بوجه خاصّ.
مثال:
في كل من إثيوبيا ومالاوي كثيرا ما يضطرّ الأطفال إلى مغادرة مقاعد الدراسة وممارسة العمالة المبكرة من أجل الرفع من دخل الأسرة[2].
[1] United nations Environment Programme, Global Environment Outlook 5 : Environment for The Future We Want,
أمينة ديـر: " أثر التهديدات البيئية على واقع الأمن الإنساني في إفريقيا دراسة حالة – دول القرن الإفريقي-"، مذكرة ماجستيـر، قسم العلوم السياسية، كلية الحقوق والعلوم السياسية، جامعة بسكرة، 2013-2014، ص 76.
[2] برنامج الأمم المتحدة الإنمائي: تقرير التنمية الإنسانية 2005، المرجع السابق، ص ص 76-77.