المحاضرة الأولى

مدخل: مفاهيم عامة

1- مفهوم المدرسة :

المدرسة في اللغة:

     جاء عن ابن منظور أنّ المدرسة من الفعل " درس، يدرس، درس الشيء بمعنى طحنه وجزءه، درس الحب طحنه، درس الدرس جزّأه وسهل تعلمه على أجزاء، فيقال درس الكتاب، يدرسه دراسة، بمعنى قراءة واقبل عليه، ليحفظه ويفهمه" .قال الله تعالى:مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُؤْتِيَهُ اللّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُواْ عِبَاداً لِّي مِن دُونِ اللّهِ وَلَـكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ}.

     والمدرسة مكان الدرس والتعليم ويقال: هو من مدرسة فلان: على رأيه ومذهبه.

وفي الاصطلاح :

      المدرسة اللسانية أو اللغوية هي مجموعة من المفاهيم تتبناها طائفة من اللغويين، بحيث تجمعهم وجهة نظر واحدة للغة، ومنهج واحد في معالجة الظواهر اللغوية ، مهما اختلفت أوطانهم وجنسياتهم. فالمدرسة نظرية أو إطار فكري عام معين يٌتخذ لمعالجة البحث اللغويّ. فلا تعد المدرسة مدرسة إلا إذا حددت رؤى و أهدافا ثابتة ، واتخذت لنفسها أصولا وأسسا مخصوصة، ورسمت منهجا واضحا تسير عليه في معالجة المسائل والقضايا.

2- مفهوم النظرية:

      النظرية لها عدد من المعاني المختلفة باختلاف الفرع التي تستخدم به هذه الكلمة. ... بشكل عام يقصد بكلمة نظرية أي رأي أو فرضية، في هذا المجال لا يتوجب أنّ تكون النظرية مبنية على حقائق. أما في المجال العلمي فتشير النظرية إلى نموذج مقترح لشرح ظاهرة أو ظواهر معينة بإمكانها التنبؤ بأحداث محدّدة ويمكن نقدها.

    ومن التعريفات الاصطلاحيّة الأخرى للنظريّة: هي دراسة لموضوع معين دراسة عقلانيّة ومنطقيّة، من أجل استنتاجِ مجموعة من الخلُاصات والنتائج التي تساهمُ في تعزيز الفكرة الرئيسيّة التي تُبنى عليها النظريّة.

    والنظرية عبارة عن مجموعة من الأدوات المرتبطة التي نسقت لكي تعطي معنى لمجموعة من الأحداث، وقد تتخذ نتائجها شكل تعريفات وصفية أو وظيفية.

    والنظرية مجموعة من المصطلحات والتعريفات والافتراضات التي لها علاقة ببعضها البعض والتي تقترح رؤية منظمة للظاهرة.

3- اللسانيات:

     يرجع مصطلح ( Linguistique) إلى الكلمة اللاتينية (Lingua) بمعنى اللغة أو اللسان. وظهر لفظ ( Linguistik) كعلم موضوعي للسان البشري أول ما ظهر في ألمانيا، ثم استعمل في فرنسا سنة 1826 وفي انكلترا ابتداء من 1855، وتعد سنة 1816 - عند كثير من مؤرخي اللسانيات الأوربيين- لحظة ميلاد اللسانيات لصدور أول كتاب تحلل فيه لأول مرة في التاريخ عدة لغات من الوجهة التاريخية وعلى أساس المقارنة العلمية لغرض علمي بحت، يتجنب فيه فرض الحدود والمعايير والتأمل الفلسفي وصاحب هذا الكتاب اللساني الألماني الشهير فرانتس بوب( Franz.Boop)

    وقد عرف مصطلح(Linguistique) عدة تسميات في اللغة العربية ظهرت في العصر الحديث في عناوين المقالات والبحوث العلمية، مثل مصطلح :علم اللغة، اللغويات، فقه اللغة، الألسنية، علم اللسان، علم اللسانيات….. وفي سنة 1978 نظمت الجامعة التونسية ندوة تحت عنوان ” الألسنية واللغة العربية” وأجمع المشاركون في أشغال الندوة على أن أيسر المصطلحات المتداولة في البلدان العربية وأقربها إلى روح اللغة العربية مصطلح ” اللسانيات” وهو المصطلح الذي وضعه الأستاذ الدكتور عبد الرحمن الحاج صالح وسمي به معهد متخصص بالجزائر وأصدرت به أيضا مجلة متخصصة في علوم اللسان ونقول علم اللسان أو اللسانيات على قياس الرياضيات ولا نقول علم اللسانيات لأن اللاحقة “ات” تقابل اللاحقة”ique“.

     ويُعرف علم اللسانيات بأنّه: العلم الذي يدرس اللغات الإنسانية، ويهتم بمعرفة خصائصها، و تراكيبها، ودرجات التشابه، والتباين فيما بينها، وعلم اللسانيات هو علم حديث أرسى أسسه في مطلع القرن العشرين سوسير عندما ألقى "محاضرات في علم اللغة العام"

Modifié le: Saturday 6 March 2021, 19:32