تلقي

 تحمل عبارة "التلقي" الكثير من الأسرار، بحكم انتمائها إلى جملةٍ من العلوم: الانثروبولوجيا وعلم الاجتماع وعلم النفس والعلوم السياسية، والنقد الأدبي وعلوم الإعلام والاتصال، وتحولت إلى مفهوم مركزي لدراسة جمهور التلفزيون والإذاعة والصحف والمنصات الرقمية في شبكات الانترنت والمسرح والسينما والأدب وغيرها من المجالات الإبداعية والفنية.

ويثير المفهوم المستخدَم "التلقي" ذي الأصول الأدبية الألمانية إشكالاتٍ عدة على مستوى اللغة الأم  أو اللغات التي تُرجِم لها، ويتداخل في الكثير من الأحيان مع مفاهيم قريبة مثل "الاستهلاك"  استهلاك المضامين الثقافية والإعلامية و "التعرض" لوسائل الإعلام من منظور بنائي وظيفي، وحتى مفاهيم أخرى مثل "الاستجابة" و"التأثير" و"الاستقبال" القريبة منه في المعنى والبعيدة عنه في الدلالات الرمزية والمفهومية.

كما ارتبط التلقي في كثير من الأحيان ب"فعل القراءةreading " وفي هذا السياق يشير أحد أهم الباحثين في نظرية التلقي روبرت هولب Robert C Holub إلى هذا الارتباك الذي يثيره مفهوم التلقي بقوله  " يبدو أن مصطلح "نظرية التلقي" غريب على المتحدثين باللغة الإنجليزية، بحكم أنهم لم يعتادوا عليه من قبل، فكما أورد هانز روبرت ياوسHans Robert Jauss  أحد رواد النظرية "بالنسبة للأذن الأجنبية فإن موضوع الاستقبال قد يبدو أكثر ملاءمة لإدارة فندق منه إلى الأدب" أما بالنسبة لمتتبعي المشهد النقدي الألماني، فإن كلمة "reception" لوحدها أو في أحد أشكالها المركبة المتعددة مثّلت وتمثّل "مفتاحا" لاهتماماتٍ نظريةٍ على مدى العقد ونصف العقد الماضي، مسّت الكثير من التخصصات مثل السوسيولوجيا وتاريخ الفن.

» قاموس مصطلحات المقياس