مجتمع المعلومات هو مفهوم حديث يُشير إلى مرحلة من تطور البشرية يكون فيها إنتاج المعلومات ونشرها واستخدامها هو النشاط المركزي في الاقتصاد، والثقافة، والسياسة، والحياة اليومية. يُعرّف عادةً بأنه مجتمع تكون فيه المعلومات موردًا استراتيجيًا، تمامًا مثلما كانت الموارد الطبيعية أو رأس المال الصناعي في المجتمعات السابقة.
أولاً: تعريف مجتمع المعلومات
بحسب اليونسكو، يُعرّف مجتمع المعلومات على النحو التالي:
"هو المجتمع الذي تُنتج فيه المعلومات وتتوزع وتُستخدم بكثافة بفضل تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وتصبح المعرفة فيه عاملاً أساسياً في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية."
يعني هذا أن المعرفة والمعلومات تُعامل كبضاعة قيّمة تُنتج وتُسوّق وتُستهلك، وتُستخدم في جميع مجالات الحياة.
ثانياً: خصائص مجتمع المعلومات
1. وفرة المعلومات وسهولة الوصول إليها بفضل الإنترنت والاتصالات الرقمية.
2. الاعتماد على المعرفة كمصدر أساسي للإنتاج بدلًا من الموارد التقليدية.
3. انتشار التكنولوجيا الرقمية في الحياة اليومية (هاتف ذكي، حواسيب، ذكاء اصطناعي...).
4. ظهور اقتصاد المعرفة، حيث تحتل المعلومات مكانة مركزية في خلق القيمة والربح.
5. سرعة التغير والتجديد في التقنيات والمهارات المطلوبة.
ثالثاً: دور المعلومات في هذا المجتمع
1. مورد اقتصادي:
المعلومات أصبحت تُباع وتُشترى وتُستثمر، مثلها مثل السلع والخدمات الأخرى. شركات مثل Google وMeta لا تنتج منتجات مادية، بل "تبيع" معلومات.
2. أداة للسلطة والتحكم:
من يملك المعلومة يملك القوة. الحكومات والشركات الكبرى تُوظف المعلومات لاتخاذ القرارات، التنبؤ بالأحداث، أو حتى التأثير على السلوك العام (كما في الإعلانات والخوارزميات).
3. اداة للتنمية البشرية والاجتماعية:
المعلومات تساعد في تطوير التعليم، الصحة، الإدارة، وتمكين المجتمعات من تحسين أوضاعها.
4. إعادة تشكيل العلاقات الاجتماعية:
أصبحت العلاقات تُبنى وتُدار رقمياً (التواصل الاجتماعي، التعلم عن بعد، العمل من المنزل...).
رابعاً: تحديات مجتمع المعلومات
الهوة الرقمية بين من يملكون التكنولوجيا ومن لا يملكونها.
الأمن السيبراني وحماية الخصوصية.
تضخم المعلومات وصعوبة التحقق من صحتها.
التحكم المركزي للمعلومات من قبل شركات محدودة